القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
الثورة السلمية الجنوبية.. ذلكم الرقم الصعب صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - سياسة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 10 أبريل 2008 08:36
صوت الجنوب نيوز /2008-04-10
الثورة السلمية الجنوبية.. ذلكم الرقم الصعب
تاج عدن.. الأربعاء 9 إبريل 2008

كتب: المحرر السياسي

نشرت سلطات الاحتلال اليمني خلال العشرة الأيام الماضية في ردفان والضالع فقط ما يقارب مائة ألف جندي من قوات الجيش والأمن معززين بأسلحتهم الثقيلة يدعمها الطيران المقاتل بمختلف أنواعه في حملة عسكرية هوجاء
أرادوا منها تغير الموقف السياسي هناك خلال 72 ساعة فقط, لكن الرئيس اليمني وعصابته ومعهم جحافل الجند وجدوا أن المهمة أصعب من أن يتصوروها. انتشرت القوات على مداخل مدينتي الضالع والحبليين وقطعت أوصال المدينتين ومنعت التموين على المديريات المتصلة بهما ومنعت الحركة واعتقلت المئات من النشطاء السياسيين أصحاب مشروع الاستقلال الجنوبي ومع كل هذا لم تحقق أي من الأهداف التي جاءت من أجلها..
لقد أثارت هذه الحملة العسكرية الضخمة غضب ورد فعل أبناء الجنوب الذي شهد بعدها اتساع للمسيرات الغاضبة والسلمية على طول الجنوب وعرضه وأعلن في ردفان والضالع بكل شجاعة أن التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) هو من يقود هذه الغضب والمسيرة التحررية وهو من يرسم مشروع الاستقلال الثاني. وقفت قوات الاحتلال اليمني عاجزة عن الانتشار خارج هذه المناطق والمدن الرئيسية فصارت العديد من المناطق الجنوبية هناك محررة بشكل كامل بعد أن هرب كل اليمنيين واختفى المواليين لهم ورفعت أعلام الجنوب في طور الباحة التي امتدت إليها مسيرة الغصب فكنست كل ماله علاقة بسلطات الاحتلال اليمني.. لم يخش أبناء الجنوب الموت أو الاعتقال في هذه المناطق المدججة بالأسلحة الثقيلة وجحافل الجند فأعدوا زخات من موجات الحشود الغاضبة التي اجتاحت الضالع يوم 7 إبريل ودخلت الحبيليين وطور الباحة وامتدت إلى كل مناطق الجنوب في محافظات أبين وشبوة و المهرة وعدن وصارت بشكل يومي في المكلا .. ورغم حملات الاعتقالات والقتل المستمرة التي صاحبت المسيرات السلمية فإن زخات الغضب الجنوبي الهادر تتعاظم وتتمرس وأثبتت الأيام العشرة الماضية أن هذه الموجات غير قابلة للصد أو الكسر بل إن سلطة الاحتلال بعنجهيتها هذه أكسبت المسيرة التحررية الجنوبية تجربة جديدة وخبرة أكثر فلم يعد لدى السلطة من شئ تستخدمه بعد أن زجت بكل قوتها في معركة كانت تعتقد أن أمرها لن يطول أكثر من 72 ساعة لكنه المأزق الذي وقعت فيه ..

إن الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال اليمني كشفت لنا ضعف السلطة وعجزها في تجاوز الأزمة واحتواء النضال الجنوبي المتصاعد فقد جربت في البدء العنف والقتل للمتظاهرين سلميا وتراجعت لتتقدم أحزاب اللقاء المشترك نيابة عن السلطة من خلال التظاهر بأنها تقود مسيرة الاحتجاجات في محاولة منها لاحتوائها وخنقها لكنها فشلت أيضا وفشل مشروع المشترك الوهمي سواءا عبر مايسمى بالفيدرالية أو الحكم المحلي أو إصلاح النظام السياسي وغيرها من الإخراجات والطبخات التي تعد في قصر الرئاسة أثناء مقايل القات التي يحرص أمناء أحزاب المشترك على حضورها أكثر من حضورهم أوقات الصلاة في الجوامع.. فشلت سلطات الاحتلال في خنق الصوت الجنوبي الذي جند له المشترك ودفعت لهم الملايين لتنفيذ هذه المهمة فكانت أصوات الجنوبيين المنادين بإصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي نموذج لهذا الدور حيث تم حنق هذا الصوت وأوصدت كل وسائل إعلام الحزب أمام نشر أرائهم بل ووصفتهم القيادات ألإستراكية المرتبطة بالقصر بأنهم أصحاب مشاريع ودكاكين صغيرة..
بعد كل هذه الفشل لسلطات الاحتلال ومعها أحزاب اللقاء المشترك الذين طردتهم الجماهير الجنوبية بالشعارات والحجارة والأحذية ومنعتهم من المشاركة في مهرجانات التحرر والاستقلال في الحبليين وعدن والضالع وأبين والمكلا وغيرها من مدن الجنوب التي شهدت العشرات من المسيرات والمهرجانات الغاضبة خلال العاميين الماضيين اضطرت معها سلطات الاحتلال وعملائها إلى تغيير التكتيك وتوسيع المهمة فأوكلوا لعناصرهم في الخارج مهمة التحرك وتعيير الخطاب ومجارات الشارع الجنوبي بدلا من الوقوف ضده.. فكانت دبي ودمشق وروما مسرحا للقاءات موسعة حضرتها أطراف السلطة ورموز المشترك وجلبت العديد من تجار السياسة اللاهثون وراء المال لكنها أيضا خابت وخاب ضن المتآمرون على مسيرة الاستقلال الجنوبي أيضا.

هكذا لم يعد لدى سلطات صنعاء نفس أو مساحة للتفكير فقد اشتد الخناق وذهبت الملايين هدرا التي أنفقتها على المشترك ومن معهم في الخارج والداخل فاضطرت معها استدعاء قيادات المشترك وبالذات الاشتراكي والإصلاح إلى اجتماع طارئ فيه اتخذوا معا قرار اجتياح الجنوب وشن حملة عسكرية تستهدف اعتقال قيادات المسيرة التحررية الجنوبية وفرض الحصار عسكريا على كل محافظات الجنوب ومن ثم إجبارها على الخروج في مسيرات تأييد للرئيس وللوحدة خلال 72 ساعة فقط حتى تتمكن سلطات صنعاء من التخلص من الضغوط الدولية التي زادت وترد عليها بأن الجنوب كله يؤيد الرئيس والوحدة .
فشلت المؤامرة في حلقتها الأولى وهي الحملة العسكرية وستفشل الحلقة التالية وهو الاتفاق الذي تم بين قيادة الحزب الاشتراكي اليمني ورئيس عصابة الاحتلال صالح الذي أوكل للاشتراكي مهمة الإدعاء بأنه هو من يقود مسيرة الغضب الجنوبي وانه المستهدف من الحملة العسكرية وحينها سيدخل في تفاوض من سلطات صنعاء وبالتالي ستتم التسوية وسيعود الاشتراكي كممثل للجنوب و ستسدل السلطة ومعها اللقاء المشترك الستار على القضية الجنوبية في الحلقة الأخيرة من مسرحية المؤامرة .. لكن أبطال الجنوب ممن أعلنوا فك الارتباط مع قيادات الاشتراكي في صنعاء وانضموا لمسيرة التحرير الجنوبية قد افشلوا المؤامرة في مهدها وسدوا كل المنافذ أمام أدعياء من يقودوا الحراك الجنوبي الذين ظلوا عاجزين عن تقديم مشروعهم الوهمي ونزعت الحملة العسكرية عنهم ورقة التوت فظهروا عاجزين حتى عن إدانة الهمجية العسكرية الغير مبررة لسلطات الاحتلال اليمني لتؤكد ضلوعهم فيها وغياب مشروعهم الذين طالما تحدثوا عنه والغير موجود من أصله وفتحوا هم وسلطات الاحتلال الأبواب والنوافذ أمام العالم على قضية الجنوب خلال هذا الأسبوع فأنجزوا لنا ما كنا نسعى جاهدين لتحقيقه خلال سنوات .

آخر تحديث الخميس, 10 أبريل 2008 08:36