القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
نشاط معارض صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - نشاط معارض
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 09 أغسطس 2006 18:00
بسم الله الرحمن الرحيم
تهل علينا الذكرى اليوبيلية لاحتلال الجنوب.. الذكرى العاشرة لدفن الوحدة الموءودة من قبل قوى التحالف القبلي والعسكري بين سنحان  بزعامة آل الأحمر و بين شلة العمداء الغاصبون للأرض والثروة والسلطة ...

إنها الذكرى المشؤومة للقضاء على الوحدة التي طالما حلمنا بها كرديف للديمقراطية والسعادة والكبرياء ... عن أي وحدة يمكننا أن نتكلم .. هاهو  الرئيس الذي يدعي أن اليمن تتسع للجميع يخطب يوم أمس بقواته المسلحة ويصرخ فيهم بأن يثأروا من الشعب والوطن حيث يقول (إن الشعوب العربية تتغنى بالوحدة أما نحن فلا نتغنى بها وللأسف أن هناك أصوات نشاز في صحف المعارضة  وهم حاقدون على القوات المسلحة والأمن).. ويضيف( أن من جاءوا بوثيقة العهد والاتفاق  هم أصحاب مؤامرة الانفصال وأنكم في القوات المسلحة والأمن على ثأر مع هذه القوى المعادية) نعم أيها الفريق فوثيقة العهد والاتفاق هي وثيقة الإجماع الوطني وهي وثيقة كل الأحزاب السياسية ما عدى انتم وإنكم على ثأر مع جميع هذه القوى بل على ثأر مع الوطن كله وكيف لا فأنتم وحاشيتكم هم من ينهش في جسد الوطن وانتم الملطخين بدمائه.. ونقول نعم الوحدة التي يتغنى بها العرب هي وحدة الصحف ووسائل الإعلام أما نحن أصحاب الشأن فلا نتغنى بها لأنها أمر من العلقم وأنها أسوى أنواع الاستعمار أنها ثأر وانتقام من كل أبناء الجنوب. لقد أطل علينا وزير خارجية آل الأحمر( القربة)  اليوم 28 مايو على قناة المستقلة حيث رد على السؤال عن قضية الوحدة بالتالي (أن الأغلبية مع الوحدة وما عدى  الأقلية ضدها لقد حسمنا قضية الوحدة عام94  ) نعم إذا كنت تقصد بالأغلبية أبناء الشمال وبالأقلية أبناء الجنوب فهذا صحيح ولكن  ما حصل في عام 94 إنها الحرب وليست الوحدة ولماذا التزوير للحقائق دون خجل فالنفخ في( القربة) المخرومة لا يجدي نفعاً  فالعالم كل يشهد والوطن لن يغفر لمن أمثالكم فهنيئا لك اليوم وأنت تحتفل بيوبيل الحرب. عشر سنوات من القهر والفقر والمهانة... عشر سنوات من النهب والعبث والتخريب والكذب .. إلى متى  سيظل هذا الكابوس الرهيب جاثماً على صدر الشعب و متى ستنزاح السحب المكفهرة عن سماء الحرية والوطن.

من أين نبدأ يا آل الأحمر والمرتزقة من حولكم والمنافقون., هل بذكر سجلكم الأسود في الاغتيالات والتصفيات على مدار أربعون سنة مضت لخيرة الشرفاء من أبناء اليمن ابتداء من الشهيد علي عبد المغني والحمدي و الحريبي وماجد مرشد والسقاف و جار الله عمر والطابور طويل.

أم أننا نتساءل مع الجميع عن الثروات الهائلة التي صبت في جيوبكم من أموال الشعب و من دماءه فمن  عساكر لا تملكون قوت يومكم إلى مليارديرات دون تجارة مشروعة أومصدركسب واضح, إنه قانون ( الفيد) حين يتحول السلطان إلى مالك للمال والعباد وإنها المأساة بعينها حين يتحول شعب بأكمله إلى طوابير من المتسولين وإلى غرباء في وطنهم يطحنهم الفقر الذي وصفه الإغريق بأنه( الموت الأحمر). وهل نتحدث عن الديمكراضية عفواً الديمقراطية التي تصرفون الملايين والملايين للدعاية والإعلانات من أجلها فهل الرئيس يتبادل السلطة مع نفسه لمدة ستة وعشرون عاماً ولازال المشوار  طويل.. وهل يحكم أحد غير مراكز القوى المعروفة والعسكر الذين قسموا  البلاد إلى قطاعات ومناطق  خاصة بهم يحكمونها بالألوية المدرعة ويجنون الضرائب منها ويتولون قمع أهلها وإذلالهم باسم الوحدة والديمقراطية.

إن الجعبة مليئة بالفضائح  ونحن لا نريد أن نتكلم فالكل يعلم وإنما  نذكر لأن الذكرى تنفع المؤمنين..لقد ازدهرت العشر السنوات الأخيرة منذ يوم السابع من يوليو 1994م الأسود بالجرائم التي استهدفت أبناء الجنوب الذي تحول جميع أبناءه إلى أسرى ومشردين في أصقاع الأرض يبحثون عن الأمان والكرامة . لقد تعرض الجنوب خلال هذه الفترة إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان رصدتها المنظمات المحلية والإقليمية والدولية تمثلت في الاعتقالات التعسفية والتصفيات الجسدية والاختفاء والقتل بطريقة منظمة ومنهجية أستهد فت اقتلاع أبناء الجنوب من أرضهم وتهجيرهم واستبدالهم بأبناء الشمال تنفيذا لشعار عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي وأحد صقور 7 يوليو( لقد ابتلعنا الجنوب والآن نقوم بهضمه). ولم تقتصر انتهاكات حقوق الإنسان على البشر أنفسهم بل تعدت إلى تاريخهم وتراثهم حيث تم نهب المتاحف والآثار التاريخية النادرة وبيعها أمام الملأ وتم هدم عدد من الأبنية التاريخية وحتى المساجد بحجة إعادة ترميمها فمنها على سبيل المثال لا الحصر مسجد أبان في مدينة كري تر والذي يعد من أقدم المساجد في جزيرة العرب والذي بني أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) هدم وتحول إلى مسجد بلا تاريخ وحتى الشهداء الذين أطلقت أسمائهم على المدارس والأحياء السكنية تم محوها لأنها من الجنوب واستبدالها بأسماء ليست لها أية صلة بشيء غير أنها تنتمي إلى قبيلة حاشد أو من أبناء الشمال بقصد محو تاريخ وذاكرة أبناء الجنوب وهذا ما لم يجرؤ على فعله أي استعمار.

عشر سنوات من الدمار حيث لم تظهر أية بادرة أمل لبناء مؤسسات الدولة , على العكس لقد تم تدمير المؤسسات القائمة في الجنوب التي بنيت بالعرق والدم  ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تعداه إلى اجتثاث السلوك الحضاري والعادات المكتسبة في احترام القانون وإحلال المؤسسات المدنية بالكتائب العسكرية وشيوخ الحواري وإحياء الثأر وتهميش الأحزاب واغتيال المعارضة والنقابات والمنظمات الجماهيرية والمهنية لتحل الفوضى محلها.

عشر سنوات والجريمة مستمرة فالثروة النفطية تنهب  وكذلك الثروة السمكية وميناء عدن خاويا على عروشه ومصافي عدن تعد لها الطبخة المناسبة لقد باعوا المؤسسات العامة بثمن بخس لأنفسهم وتقاسموا الأرض والجبال والبحر من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً بينهم أفراد العصابة إنهم ينهبون كل شيء. وأصبح كل واحد منهم لديه ميزانية دولة والمستشفيات تفتقر لأبسط المتطلبات والأطفال يتساقطون في طوابير الصباح المدرسية جوعاً, ولا نتحدث عن الرقم المخيف التي وصلت إليه نسبة العاطلين عن العمل حيث أصبحت براميل القمامة مصدر من مصادر الغذاء لعدد كبير من الناس وأصبحت الدعارة مهنة ومصدر داخل لعدد غير قليل من الأسر وانخفض مستوى دخل الفرد بشكل حاد وهم يصرفون المليارات على الاحتفالات بأعياد النصر أعياد اكتساح الجنوب أعياد الفرحة والرقص على جثث أبناء الجنوب وعلى إيقاع آهاتهم وإنكساراتهم..إلى متى سيظل هذا الصمت المطبق .. إلى متى سيظل هذا النفاق ..إن للجنوبيين حق وما ضاع حق وراءه مطالب.

أبناء الجنوب اللاجئون في المملكة المتحدة –28 مايو 2004

آخر تحديث الأربعاء, 09 أغسطس 2006 18:00