القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


احمدعمر بن فريد يتحدث في اول لقاء صحفي مطول بعد منذ خروجه من المعتقل صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/أحمد بن فريد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 09 أبريل 2009 06:35
صوت الجنوب:2009-04-09
" - انضمام الشيخ طارق الى الحراك الجنوبي مكسب كبير بكل المقاييس
-قال لي الشيخ طارق: عندما كنت أقرا تصريحاتك التي كنت تطالبنا فيها بالخروج من المناطق الرماديه , كنت أتألم .. وهانا اليوم البي هذا النداء واخرج من المنطقة الرمادية .. "

- علينا ان نقنع الدول ان " تعاظم مصالحهم " سيكون معنا افضل بكثير مما هو حاصل حاليا
- الهدف الرئيسي للحراك الجنوبي وهو " الاستقلال و استعادة الدولة الجنوبية السابقة "
- تلاقت مصالح المشترك مع مصالح الحزب الحاكم في ضرورة تأجيل الانتخابات لمدة " عامين" ظناً انهم بذلك سيقتلون الحراك الجنوبي
-اثناء الاعتقال كان الايذاء مستمر بطرق غير مباشرة,وكنا لا نعرف للنوم طعم الا مابين الساعة السادسة صباحا والعاشرة.
- قدمت لهم درس مخالف في قدرة ابن الجنوب على الدهاء والمكر ... لقد خدعونا في الوحدة , وانا خدعتهم في الاعتذار
- بعد خروجي من المعتقل تعرضت لسلسلة طويلة من " المحاولات " عبر وسطاء , لحرفي عن قناعاتي , مقابل اغراءات كبيرة جدا
- ابلغني احدهم ان علي فقط ان احدد ماذا اريد ؟ أي منصب ... أي مبالغ مالية ... أي املاك ... مقابل ان اعلن خروجي من الحراك
- لدينا ما يمكن ان اطلق عليه بكل ثقة " جيل الجنوب " ... وهو نفس الجيل الذي سمي او لقب عن طريق الخطا بأنه

" جيل الوحدة " ... هو في الحقيقة " جيل الجنوب"




حاوره /فتحي بن لزرق

بعد اشهر من الصمت المهيب نفتح حوار آخر قد يبدو مختلفا كل الاختلاف عما سبق من حوارات وأحاديث صحفية كثيرة تكتب هنا وهناك وعلى صدور صحف عارية من الكلمة والضمير والموقف ، ضيفنا اليوم صمت طويلا وانتظره الكل ان يتحدث ولكنه كان يأبى ان يتحدث وتحدث اليوم وكان لي الشرف كل الشرف في ان يختارني لكي أكون أول الأشخاص الذين يتحدث إليهم ،ضيفنا اليوم في هذا الحوار المكشوف والحديث الصادق هو السيد /احمد عمر بن فريد عراب الحراك الجنوبي وقضية الجنوب والرجل الذي وحد الجنوب وحمل هم الجنوب ومضى به مع عدد من شرفاء هذه ،أول الرجال الداعين إلى نبذ الحزبية والتوحد فقط مثلما قال في حزب لايعترف إلا بالجنوب ،الرجل الذي اكتسب حب الملايين في الجنوب والرجل الذي ألهب حماس الملايين ودفعهم قدما لكي يحملون لواء قضية امنوا بها ، يربط ذكر هذا الرجل في الجنوب بالقسم الشهير الذي ردده بعده الآلآف في ردفان صبيحة ال14 اكتوبر 2007 ليصبح فيما بعد دستور الجنوب الاوحد الذي لاخلاف عليه ((دم الجنوبي على الجنوبي حرام)) ،قبل ايام من اليوم سيق ضيفنا وعدد من رفاقه الى زنازنات النظام اليمني في صنعاء وكانت التهمة هي المساس بالوحدة الوطنية وغاب الرجال ورفاقه خلف قضبان سجون صنعاء شهور عديدة ليصدر بعدها عفو رئاسي بحق الجميع ،اشهر عدة ويغادر الرجل الجنوب بعد ان ظل صامتا طوال الفترة المنصرمة رفض من ذلك الوقت ان يتحدث واليوم فقط تحدث البناء وتحدثنا اليه فاليكم والى كل محبي هذا الوطن هذا الحوار

1- نبداء من هذه اللحظة واقع اليوم ومعطياته – الشيخ طارق ألفضلي أعلن انضمامه للحراك الجنوبي عبر بيان قوي , لابد وانك قد قرأته .. كيف ترى هذا الحدث ؟ وهل ترى في انضمام الشيخ مكسب للحراك ام العكس من ذلك ؟

شكرا لك أخي العزيز فتحي على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث عبركم الى جماهير الجنوب بشكل خاص , والى من يهمه الأمر بشكل عام ... كما يهمني في البداية ان انقل التعازي الحارة للشيخ طارق في مصابه الجلل بوفاة ابنه جعله الله شفيعا له في الجنة وألهمه الصبر والسلوان.. وبخصوص سؤالك .. فالشيخ طارق ألفضلي هو رجل غني التعريف ومن أسرة لها تاريخ عريق في جنوبنا الحبيب , واعتبر انضمامه للحراك الجنوبي مكسب كبير لنا بكل المقاييس , وصفعة قوية للسلطة .. على اعتبار ان الرجل كان على علاقة قوية معها , وعلى اعتبار ان الرجل له ثقل ونفوذ قوي في محافظة أبين وبين قبائلها ... فان يأتي إلينا اليوم الشيخ طارق حاملا ذلك البيان , ويقول ها اناذا بينكم ومعكم يا أخواني أبناء الجنوب ,,, فماذا يمكن ان نرد عليه ؟ ... بكل تأكيد سنرحب به بين أهله وإخوانه وفي موقعه الطبيعي .. وشخصيا أرسلت له رسالة عبر الجوال تهنئه وترحاب بانضمامه للحراك , وقد اتصل بي بعدها مباشرة وقال لي بالحرف الواحد " مبروك علينا جميعا هذا الحراك ... واعتذر لكم عن تأخري في اتخاذي هذا الموقف , والذي كان يجب ان اتخذه في وقت مبكر .. إنني وعندما كنت أقرا تصريحك السابق الذي كنت تطالبنا فيه كشخصيات جنوبية الخروج من المناطق الرماديه , كنت أتألم .. وهانا اليوم البي هذا النداء واخرج من المنطقة الرمادية .. " التي طالبتنا بالخروج منها , واتمنى على بقية مشايخ الجنوب الانضمام الينا .

نعم ... ولكن هناك من يرى ان انضمام الشيخ طارق , قد يكون مدبر من قبل السلطة ؟ او انه وبحكم علاقته السابقة بتنظيم القاعدة سيكون تواجده سلبي على الحراك الجنوبي من حيث ربط الحراك بعناصر القاعدة او الإرهاب ؟؟

سبق ان قلت بان الرجل من أسرة عريقة لها تاريخ طويل وعريض في الجنوب , وليس من طباع أبناء الجنوب ورجالاته الاصلاء " الغدر والخسة والخيانة " او القبول بالقيام بادوار من مثل هذا النوع .. التي لا يقوم بها الا ضعفاء النفوس او من يرتضي لنفسه ان يكون " عبدا للمال والسلطة " وحاشا على ابن الفضلي ان يكون كذلك او ان يقبل بشئ من هذا القبيل ... فهو يملك من الشجاعة والإمكانيات على المواجهة والتعبير عن رأيه السياسي بشكل واضح وصريح دون لف او دوران.. اما اليوم فالوضع يختلف تماما وعلينا فقط ان نفتح له ولغيره من شخصيات الجنوب قلوبنا وعقولنا والجنوب يتسع للجميع , كما لا يجب ان ننسى ان حراك الجنوب قائم في الأساس على قيم التسامح والتصالح وهي التي تجب ما قبلها ... والفضلي كان " مجني عليه " وهو معني من قبلنا بان نطلب منه التسامح والتصالح معنا .. وها قد فعل . اما بالنسبة للقاعدة وماشابهها , الشيخ بعيد كل البعد عن القاعدة , ونحن نعلم والعالم اجمع يعلم من هو " الأقرب للقاعدة " !! ... واذا حاول احدهم من السلطة ان يلوي ذراع الفضلي بمثل هذه التهم , فاعتقد ان الرجل يملك الإمكانيات والمعلومات التي تؤهله ل" فضح " المتواطئين مع القاعدة من النظام نفسه... وهم يعلمون ذلك جيدا ولذلك فان حالهم في هذا الشأن سيكون تحت عنوان " خلي الطبق مستور احسن " .. كما يهمني في هذه المناسبة ان أرحب بالشيخ / حيدره شيخ مشائخ بلليل الذي اعلن هو الاخر انضمامه للحراك الجنوبي .. والقادم سيكون سلسلة من المفاجاءات .


2- اين يقف الجنوب اليوم ؟ وهل تراجعت مسيرة التحرر التي كنت احد الذين حملوا لوائها ؟

الجنوب يقف اليوم في موقع قريب من بوابة النصر ... وهي بوابة كبيرة يدق ابوابها ابناء الجنوب منذ اول ساعات الاحتلال في عام 1994 م وحتى اللحظة , وقد قدم الجنوب خيرة ابناءه وشبابه ورجالاته على هذه البوابه التي بدأت تتصدع وتتكسر في طريقها للسقوط النهائي ... ان تباشير الخير والنصر تلوح في الأفق , ولا تحتاج منا الا ان ندرك هذه الحقيقه , ومن ثم العمل فقط تجاه تحقيق هذا الانتصار " الحق والمستحق " ... وحراك الجنوب حمل لوائه جميع ابناء الجنوب الاحرار .. وما انا الا واحد ممن تشرفوا بتحمل الواجب الوطني ولبوا النداء ... ومسيرة الحراك لم تتراجع على الاطلاق , بل انها تتسع وتمتد افقيا وعموديا , وانا على يقين تام بان مساحة الحراك الجنوبي على خارطة الجنوب تكاد تكون قد وصلت الى الصورة المثلى لها ... وفي اللحظة المناسبة سوف تخرج جميع جماهير الجنوب دفعة واحدة نحو ساحات الحرية في يوم تاريخي قريب , لترسم فيه يومها المشرق الجديد .

3- ماهو رأيك بالتعدد الحاصل للهيئات وعمليات التمدد لها في كل القرى حتى انه صار في كل قرية أكثر من هيئة ومجلس وفرع – هل مايحدث ظاهرة صحية مثلما يردد ذلك الكثير من قيادات الحراك الجنوبي ام أنها بداية الضياع؟

القاعدة في السياسة والعمل الوطني هي التعدد والتنوع ... واختلاف وجهات النظر وتعدد الهيئات لا اعتقد انه امر سلبي , ولكنه امر طبيعي , وربما ان الشئ الجميل والملفت للانتباه ان هذه الهيئات لم تقم ولم تتمدد او تتوسع على اساس مناطقي ... ولكنها تشكلت في مختلف المحافظات الجنوبية ككل ... شخصيا لا ارى ضير في ذلك , ولكنني اتمنى من كل قلبي ان يعي قادة هذه الهيئات ان " التنسيق " او " الاندماج " او " التوحد " في اطار سياسي واحد ذو برنامج واضح ودقيق وذو نظام داخلي صارم .. هو امر تتطلبه المرحلة الحالية , لأننا لانريد ان نتنافس على تحقيق هدف نحن جميعا متفقين حوله . ولا نريد ان نمنح التاريخ أي فرصة لاعادة الماضي في مرحلة ماقبل الاستقلال ..وعلينا ان نعي ان مهمتنا الرئيسية حاليا تنحصر في هدف واحد فقط وهو " استعادة دولة الجنوب السابقة " .. وفي سبيل هذا الهدف علينا ان نعمل معا بوتيرة جماعية منظمة ودقيقه وغير متقاطعة او متنافرة ... لازلت استبشر خيرا في ان تتوصل لجنة الحوار المشكلة الى تحقيق ايا من الهدفين المتفق عليهما ... اما ايجاد اطار سياسي واسع مابين تلك الهيئات او التوصل الى صيغة " دمج " وتوحيد للجميع ... وكلا الحلين مشرفين ومقبولين ... ولا تراجع عنهما ... وانا شخصيا اضع نفسي وكل امكانياتي المتواضعة تحت تصرف هذه اللجنة وعلى استعداد للمساهمة بما يمكن ان يطلب مني .

4- اين موقفكم اليوم من الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية خصوصا بعد تقديمكم لطلب اللجوء السياسي بسويسرا والحصول عليه؟

انا موجود ومتابع بدقة لكل ما يجري على الساحة في الجنوب ,وعلى تواصل مستمر بجميع اخواني في الداخل والخارج ... ونحن نعمل معا ودربنا وطريقنا واحد , حتى وان اجبرتني الظروف على التواجد في الخارج ... لكنني اعتقد ان الانسان يستطيع ان يقدم لوطنه ما هو واجب عليه من أي مكان وفي أي موقع .. ربما ان تأثير وجودي في الداخل اقوى من وجودي في الخارج , ولكن هذا لا ينفي ان علينا واجب ودور لا يقل اهمية عن دورنا السابق , وبحكم تواجدي في الداخل سابقا وفي قلب الحراك ... فاعتقد ان هذا سيمنحني فرصة كبيرة لتقييم الامور في الداخل بشكل اكثر دقة , وهذا سوف يساعدنا في الخارج على تبني قرارات ومهام ملائمة تدعم الداخل وتقوي من موقفه .

5- هل ستظل خارجيا على موقفك السابق كناشط سياسي لاينخرط ضمن أي كيان سياسي مثلما كنت أثناء تواجدك بالداخل ام انك تفكر الانضمام إلى إحدى التنظيمات السياسية الجنوبية في الخارج؟

الانضمام لأي كيان سياسي ليس عيب , لأنه يعبر عن قناعة الإنسان الشخصية , ولكن العيب هو التعصب الأعمى لهذا الكيان او ذاك , والوقوف معه على الحق او على الباطل بنفس الوتيرة .. هنا مكمن الخطأ الأول .. اما الخطأ الثاني , فهو ان يغيب عن الذهن ان هذا الكيان السياسي او ذاك انما هو وسيلة لتحقيق غاية وليس هدف بحد ذاته , فالكيان السياسي هو وسيلة لخدمة الوطن ويجب تجيير وتسخير كل إمكانيات هذا الكيان لتحقيق رفعة ومكانة أعلى للوطن , وعندما يحدث العكس فتلك كارثة .. نحن لا نريد من احد ان يعمل على رفعة حزبه او كيانه السياسي على حساب الوطن , وانما العكس .. وفي ظني ان الكيان السياسي الذي يعمل من اجل " رفعة الوطن " واعلاء شأنه .. سوف يجد مكانه هو الاخر قد ارتفع وعلا بشكل طبيعي ..

6- يرى البعض ان الحراك الجنوبي وقادته يرفعون سقف مطالب تكاد ان تكون غير واقعيه وابسطها المطالبة بنيل الاستقلال وتحرير الجنوب – أنت كنت احد الذين تحدثوا عن مثل هكذا طرح –هل ترى اليوم ان الدعوة الى نيل الاستقلال لاتزال قوية بنفس طرحها القديم ام أن على الجنوبيون البحث عن مخارج أخرى والبحث عن مشاريع اقل اعتدلا وواقعية مما سبقها؟

وهل الواقعية ان يقبل ابناء الجنوب بهذا الوضع الذي هو وضع " احتلال " بكل ما في الكلمة من معنى ؟ هل الواقعية تقول وعبر التاريخ البشري كله ... ان شعبا ما في العالم قد قبل ان يجرد من هويته وتاريخه ومستقبله وانتمائه وأرضه وثرواته وهي امور تشكل مقومات حياة الفرد وهي امور تشكل ايضا اسس الكرامة والعزة والشرف ... ثم يقول هذا الشعب ان " الواقعية " تفرض عليه ان يقبل بالأمر الواقع وان يلتزم الصمت .. ام ان الواقعية تفرض عليه ان يقبل ما يسمونه كذبا وزورا وبهتانا " الوحدة " في سبيل ان يموت كل يوم كمدا وحسرة على ما يحدث له بسبب هذه الوحدة ... وهل من الواقعية ان نرغم هذا الشعب الذي هب وانتفض ولبى النداء وقدم الشهداء من خيرة شبابه ورجاله , ان ينسى كل تلك التضحيات , وان ينحر ارادته وعزيمته في الحرية والتحرر على بوابة الوحدة !! لمجرد ان " الواقع السياسي " الاقليمي او الدولي يقول خلاف ذلك ... هل من الواقعية ان نحاول اقناع شعبنا الثائر في الجنوب بان " الأجندة السياسية " هذه او تلك تتقاطع مع هدفنا في التحرر واستعادة دولتنا !! وانه ومن اجل خاطر عيون هذه " الأجندة " علينا ان نتوقف .. وان نأتي بالورقة والقلم ,ثم نحسب بالحسبة الدقيقة وبالارقام ما يمكن ان " يتطابق وينسجم " مع الاجندة الدولية وما لا يتطابق معها ثم بعدها يكون موقفنا وخيارنا ونرهن مصيرنا !! ... ثم هل يمكن لأحد ان يخبرني – وعبر التاريخ – ومن خلال جميع تجارب التحرر لمختلف الشعوب في العالم ان شعبا ما في العالم قد حقق حريته واستقلال من خلال اخذه بعين الاعتبار الحسابات السياسية الأخرى او الاجندة الدولية المعقدة ؟؟ ان شاعرنا العربي يقول : اذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر .. ولم يقل اذا الشعب يوما كان واقعيا فلابد ان يستجيب القدر .
نحن نعي وندرك ما ترتكز عليه السياسات الدولية واهدافها .. فهي تقوم على المصالح فقط , وعلينا ان نقنع الاخرين ان " تعاظم مصالحهم " سيكون معنا افضل بكثير مما هو حاصل حاليا . هذه مهمة السياسيين منا وليس مهمة الشعب .. شعب الجنوب يا اخي دفع ثمن باهض في السابق لان مصيره لم يكن بيده .. وخياراته لم تكن خياراته ولكن كان " يختار له بالنيابة " عنه ... ومن اليوم وصاعدا فلن يفرض عليه أي خيار ... ومصيره سيكون في يده وهو من سيختار ومن سيقرر مصيره وماذا يريد ... وما علينا الا ان نساعده .


7- بعد اشهر من الجدل السياسي بين احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم اتفق الطرفان على تأجيل الانتخابات النيابية لمدة عامان –الكثير من قادة الحراك الجنوبي رأوا في هذا الاتفاق التفافا على القضية الجنوبية ومحاولة لافشال الحراك الجنوبي - مارأيك اولا بهذا الاتفاق ؟– وثانيا مالذي يتوجب على الحراك الجنوبي القيام به في هذه المرحلة ولمواجهة هذه الخطوة؟

شخصيا ... لدي قناعة , بأنه ومهما اختلفت مع خصومك ومهما كانت حدة الخلاف كبيرة وواسعة , الا ان هناك قيم وأخلاق يجب الاحتكام لها عند الحديث عن هذه الاختلافات والتباينات , فلا يليق بنا ولا بأخلاقنا ان نوجه الشتائم والتهم " للخصم السياسي "ناهيك ان " الآخر السياسي " وعلى هذا الأساس فعندما أقول ان المنظومة السياسية الحالية " سلطة ومعارضة " هي في حالة تقاطع تامه مع أهداف الحراك الجنوبي ... فهذا امر واقع وصحيح ولا يحمل أي جديد . لماذا ؟؟ .... لأن الهدف الرئيسي للحراك الجنوبي وهو " الاستقلال و استعادة الدولة الجنوبية السابقة " وهو هدف لا يمكن ان تقبل حتى بالحوار حوله او عليه ايا من احزاب اللقاء المشترك اسوة بموقف الحزب الحاكم .. على اعتبار ان هذا الهدف انما يهدد وجود " المنظومة السياسية " برمتها في الجمهورية اليمنية ... كما ان الحراك لا يعترف بهذه المنظومة , وهي بالمقابل لا تعترف به ولا باهدافه هذه .. وعلى هذا الأساس , فلا يمكن ان تكون هناك قواسم مشتركة مابين " الحراك الجنوبي " من جهة , و" المنظومة السياسية " في صنعاء من جهة اخرى .. وهذا الوضع يوجد " امكانية كبيرة " لتواجد ماهو مشترك مابين " المشترك " و" السلطة الحاكمة " او الحزب الحاكم ... وهو بكل تأكيد الاتفاق على توحيد الجهود تجاه " الحراك الجنوبي " ... ووجد هذا الهدف المشترك كأمر حتمي في مسألة " تأجيل الانتخابات " .. لأن اجراء الانتخابات كان سيكشف للعالم ان " الجنوب " له موقف متطابق مع حراكه السياسي , وان الحراك في الجنوب هو الجنوب ككل ... وان هذا الموقف الواحد هو استفتاء على الوحدة , وهنا مكمن الخطر الأكبر الذي تم الاتفاق على تلافيه , فتلاقت مصالح المشترك مع مصالح الحزب الحاكم في ضرورة تأجيل الانتخابات لمدة " عامين " وهي مدة طويلة جدا .. تكشف ان الغرض منها ايجاد الفترة الزمنية المناسبة " لؤد او قتل " الحراك الجنوبي . والا لكانت مدة التأجيل ستة اشهر مثلا , لكنهم اختاروا ان تكون سنتين , لان تقديراتهم تقول ان امكانية التخلص من الحراك تحتاج الى مدة عامين ... وهذا امر مستحيل لأن الحراك بدأ مسيرته ولن يتوقف الا في يوم نصر العظيم .

8- لازالت احزاب اللقاء المشترك تروج حتى اللحظة لمشروع التشاور الوطني والذي ترى فيه انه المشروع الذي يمكن ان يخرج اليمن والجنوب من مأزقها الحالي وهي في ذلك ترى ضرورة البحث عن حلول للقضية الجنوبية بصفتها احد اهم القضايا الوطنية – هل ترى ان أحزاب اللقاء عبر مشروعها هذا يمكن ان تقدم حل نهائي وجذري لقضية الجنوب؟

التشاور الوطني ... مشروع اللقاء المشترك , ينظر للقضية الجنوبية باعتبارها مشكلة حقوقية , او في أحسن الأحوال باعتبارها مشكلة سياسية شأنها شأن إشكالية صعده ... أي ان حلها يجب ان يكون سطحي لا يرقى حتى الى مستوى الحديث عن " الفدرالية " ... وهذا الأمر هو مرفوض من قبل حراك الجنوب الذي يرفض حتى الحديث عن " الفدرالية " .. ودليلي على ذلك ان هذا التشاور الوطني !! رفض ان " يتشاور " حول مداخلة رئيس الدولة الجنوبية السابقة ورئيس وزراء دولة الوحدة السيد حيدر ابوبكر العطاس ... فبما انه رفض مجرد طرح هذه المداخلة , وضاق ذرعا بمحتواها وهو يتحدث عن تشاور وطني , فماذا بقي اذا للجنوب اذا كان هذا موقف المعارضة ؟؟ اذا المسألة واضحة جدا ... القضية الجنوبية بالنسبة لهم لا تعتبر الا مصطلح دخيل غير مرغوب فيه , يجب التخلص منه من خلال أي رؤية قاصرة يمكن طرحها او الحديث عنها .


9- كنت اول الداعين الى فك الارتباط عن الاحزاب والمنظمات الجماهيرية الدائرة في فلك المنظومة السياسية للاحزاب الناشطة باعتراف رسمي على الساحة السياسية وفي ذلك قدمت استقالتك مبكرا من الرابطة واعقبك في ذلك تقديم الكثير من القيادات السياسية الجنوبية لاستقالاتها من كثير من الاحزاب – بعد مرور اكثر من عامان على توجيه دعوتك تلك هل لازلت ترى ضرورة فك الارتباط الكامل للشخصيات الجنوبية عن هذه الاحزاب ؟

دعوتي تلك لم يكن لها علاقة بشطحات او عنتريات او نزق سياسي , ولكنها دعوة كانت قائمة على اساس منطقي واضح جدا , مفاده ان الهدف الاستراتيجي للحراك السياسي في الجنوب , في حالة تقاطع مع الاهداف الاستراتيجية التي تناضل في سبيلها الاحزاب السياسية في المنظومة ككل " سلطة ومعارضة " .. ونظرا لوجود هذا التقاطع , فان العضو الحزبي المنخرط في الحراك الجنوبي , سوف يصل الى مرحلة حتمية تضعه امام خيارين لا ثالث لهما : اما الالتزام بما يهدف اليه الحراك الجنوبي والبقاء فيه والمساهمه في ثورته , واما الالتزام بما يطرحه حزبه وهو يتعارض مع الطرح السياسي للحراك الجنوبي !! ولا وجود لحالة ثالثه .. والا ضع امامي حزب سياسي موجود في الساحة اليوم يطرح ما يطرحه الحراك الجنوبي ؟؟ وحتى يتم تفادي هذه الازدواجيه المحرجة للعضو الحزبي , فقد طالبت اخواني في الاحزاب السياسية الانخراط التام في الحراك والبعد عن الأحزاب .. والدليل على صحة ما اقول هو ما يتحدث عنه حاليا زميلي العزيز الدكتور عبدالرحمن الوالي .... البعض للأسف فسر ما طرحت بانه رفض للحزبية .. وهذا غير صحيح فنحن نؤمن بالتعدد السياسي والتنوع , ولكن السبب الرئيسي يعود لهذا السبب المنطقي الذي ذكرته لا اقل من ذلك ولا اكثر .

10- يدور جدل ساخن في الجنوب هذه الايام ومصدر الجدل القائم هذا هو ((الحزب الاشتراكي اليمني)) الحزب الذي غرق الجنوب خلال فترة حكمه في صراعات طويلة وهو الحزب ذاته الذي قاد الجنوب ايضا الى الوحدة مع الشمال – جدل اليوم يدور بين الرفاق داخل الحزب فهنالك فصيل يرى ان الحزب قد تخلى عن قضية الجنوب – هل ترى فعلا ان الحزب الاشتراكي قد تخلى عن هذه القضية؟ – وماهو رأيك بفكرة تأسيس حزب اشتراكي جنوبي – هل ترى ان هذه الفكرة فكرة صائبة ؟

رفقا بالحزب الاشتراكي ... فهو مابين المطرقة والسندان , ,, لا يجب ان نكون متطرفين , ولا يجب علينا ان نطلق التهم والشتائم كيفما اتفق , ولا يجب علينا ان نوجه سهامنا لتجرح اخوة اعزاء لنا هنا او هناك ... لكل منا ظروفه الخاصة التي قد تكون احيانا صعبه جدا , علينا ان ننفتح على " الآخر الجنوبي " ونستمع اليه ... ونقدر ظروفه ووضعه , ومايمكن ان يعمله ومالايمكن ان يعمله ,,, لقد كان موقف اخواني " الجنوبيين " في الحزب الاشتراكي اثناء وجودنا في المعتقل موقف مشرف , وقد وضعوا وجودهم في اللقاء المشترك في كفة واطلاق سراحنا في كفة اخرى , وادرك " المشترك " من غير الاشتراكي وكلها احزاب شمالية والحزب الحاكم معا , ان خروج الاشتراكي من " المشترك " يعني ببساطة شديدة جدا فك الارتباط مابين جميع مكونات المنظومة السياسية الشمالية والخيط الجنوبي الرفيع الذي لايزال ضمن هذه المنظومة وهو الحزب الاشتراكي .. فلو خرج الاشتراكي يومها من المشترك بسبب وجود " قادة الحراك الجنوبي " في سجون صنعاء لظهرت القضية بلونها الفاقع امام العالم , ولبات واضحا , بان القضية هي فعلا قضية " شمال وجنوب " ... ولكنهم ادركوا هذا الخطر واستجابوا للضغط العام من قبل الحراك ومن قبل الاشتراكي فاطلقوا سراحنا ...يا اخي كيف تريدني ان اتعامل مثلا مع الاستاذ / محمد غالب وهو شقيق اخي يحى غالب زميلي في الزنزانه ... هل يعتقد عاقل في هذه الدنيا ان الشقيق لا يفهم شقيه ولا يعي ماذا يريد ولا يشعر بمعاناته السياسية او بشرعية ما يطرح ...؟ فلو شككت في محمد غالب لشككت في اخيه يحى ... ولو شككت في يحى فعلينا وعلى ثقتنا في بعضنا البعض السلام ... انا اطالب من جميع اخواني في الجنوب ان يكفوا بحثا عن الشجرة ويتركوا الغابة برمتها .
 
10- تعتبر اليوم احد القيادات الجنوبية في الخارج وقبل أشهر من اليوم تحدثت مطالبا القيادات الجنوبية بالعودة والاشتراك معكم في نضال موحد في الداخل لكنك مالبثت ان غادرت البلاد وانضممت إلى قافلة القيادات السياسية في الخارج – هل يمكننا القول ان مغادرتك للبلد اكتشافك عبثية النضال من الداخل ام ان هنالك أسباب أخرى ؟

القدر وما ادراك ما القدر ... هي ارادة المولى عز وجل ,,, خروجي كان في الاساس بسبب ضرورة وحتمية اجراء عملية جراحية عاجلة في القلب لطفلي الصغير صالح , وقد دلت جميع التقارير الطبية التي اجريتها في مستشفى النقيب بعدن على ذلك وثبت صحتها في المانيا ... والحمدلله اجريت العملية لطفلي وهي عملية صعبة ومعقدة جدا وكانت على نفقة جهة رسمية في دولة عربية شقيقه رفضت الافصاح عن اسمها , كما كانت بواسطة شخصية جنوبية ايضا رفضت هي الاخرى الافصاح عنها لانها تحتسب ما عملت من خير لله سبحانه وتعالى ولذلك نقول لهم شكرا جزيلا .. اما بقائي في الخارج وطلبي اللجؤ السياسي , فقد كان بسبب ادراكي انني – للاسف الشديد – استنفذت جميع وسائل امني وامكانية تحركي بالشكل الذي ارضى عنه في الداخل ,, وكان لابد من ايجاد ارضية جديدة تتيح لي فرصة اكبر وافضل للعمل في نفس المسار ولو بشكل نوعي مختلف ولن اعجز عن ايجاد النوع الجديد من العمل , واستطيع ان اقول ان تواجدي في الخارج قد فتح امامي نوافذ وابواب لم تكن مفتوحة لي اثناء وجودي في الخارج , واستطيع ان اقول ايضا ان صورة العمل الجنوبي باتت لي الان اكثر وضوحا عما قبل , على اعتبار ان صورة الخارج قد اتضحت لي ناهيك عن الداخل وهذا يجعل من امكانية رسم برامج عمل مسألة اكثر سهولة ودقة عما قبل .

11- مر عام على حادثة الاعتقال الشهيرة التي حدثت لكم ...هل لك ان تحدثنا عن ظروف اعتقالك وهل صحيح انك قابلت الرئيس اليمني خلال فترة الاعتقال ؟

هي فترة صعبة جدا جدا بكل المقاييس ... فقد كانت المعاملة معنا قاسية , وكان الايذاء مستمر بطرق غير مباشرة للنيل من معنوياتنا ,وكنا لا نعرف للنوم طعم الا مابين الساعة السادسة صباحا والعاشرة ...اي اقل من اربع ساعات يوميا , وما دون ذلك من الوقت يستحيل فيه النوم ... وكان هناك تعتيم اعلامي كبير تجاهنا ,واخبار سيئة وكاذبة كانت تنقل الينا , وكانت هناك ومحاولات غسيل دماغ تجرى لنا .. وهي مرحلة سوداء ولا اود ان اتذكرها او اشرح ما حدث فيها ... وكانت صعوبتها تكمن في ظروفي الاسرية الخاصة جدا المتعلقة ب" اسرتي الصغيرة " وهي ظروف خاصة ولكنها قاسية ومؤلمة واقسم بالله انها ظروف لم يكن بمقدرة احد ان يتحملها , كما انها خاصة لا اود الحديث عنها بالتفصيل ... وبعض زملائي يعلمونها , وكانت تؤلمني في كل لحظة عشتها في زنزانة الاحتلال ... اما الرئيس فلم نقابله على الاطلاق كما اشيع حينها , فقد جرت التحقيقات معنا من قبل ضباط امن سياسي وامن قومي وكنت اشاهدهم امامي عبر " الغماية " بطريقتي الخاصة ولازالت تقاسيم وجوههم ماثلة امامي ... وهناك محقق " جنوبي " تلاسنت معه" اثناء التحقيق و اقوله " يالوماه عليك " ...

12- الشيء الذي لم يفهمه الكثيرون في الجنوب لماذا قدم احمد عمر بن فريد اعتذاره للنظام وهو اللغز الذي حير الكثيرون حتى ان الناس وفي الأشهر التي تلت تقديم الاعتذار وحتى اليوم ظلت تتبارى لمعرفة السبب الحقيقي لكن دون جدوى – للتاريخ وللحقيقة هلا أوضحت لنا دوافع وأسباب تقديمك هذا الاعتذار؟

يا اخي العزيز ... اولا لقد كانت سعادتي غير محدودة عندما خرجت من السجن وادركت ان مكانة وحب الناس لأحمد عمر بن فريد لم تتبدل ولم تتغير , وان ثقة ابناء الجنوب في لم تهتز قيد انمله رغم كل ما حصل ... وهذا شرف لي , والحمدلله ان هذه الثقة لم تهتز , و كانت في محلها ولم تذهب سدى , فهم عرفوني مخلصا للقضية الجنوبية ومن الذين ساهموا في طرحها , وهم رددوا خلفي قسم بعدم تخوين الجنوبي " تخوين الجنوبي للجنوبي حرام " وطبقوا هذا القسم مع صاحب القسم نفسه , ولم يخوني احد ...رغم انها مرت اشهر صمت صعبه عشتها , الا ان التزامهم بهذا القسم كان واضح ومشرف وثبت لنا جميعا ان هذا القسم لم يذهب سدى , فانا لم اخنهم ... ولم يخوني احد منهم , وقال لي احدهم والله لوشاهدتك الان امامي تتحدث ضد الحراك وعلى منصب وثير للسلطة لما صدقتك !!! هذه ثقة وحب هي اغلى ما املك في هذه الحياة ... اما بخصوص الاعتذار ...فهناك اسباب عديدة ساذكر بعضها... ياخي نحن في " معركة سياسية " فيها كر وفر .. وهم دائما تعودا ان يخدعونا ويغدروا بنا , حتى باتوا يعتقدون ان ابناء الجنوب " سذج " ولا يملكون " دهاء " وليس لديهم قدرة على المناورة .. وانا قدمت لهم درس مخالف في قدرة ابن الجنوب على الدهاء والمكر ... لقد خدعونا في الوحدة , وانا خدعتهم في الاعتذار ... كما ان وضعنا في السجن كان صعب للغاية , وفي المحاكمة الثانية اخبرني زملائي بان احد المحامين قال لهم : دافعوا عن انفسكم بأي طريقة .. وقلت لهم في الزنزانة انني سوف اضحي وسوف اعتذر في سبيل اطلاق سراحنا جميعا ,, واشكر زميلي حسين زيد بن يحى على مقالة " مسيح الحراك الجنوبي " ... لأنني تحدثت معه صباح المحاكمة عن نيتي تقديم هذه التضحية , وليلة المحاكمة اخرجوني من الزنزانة وتجمع حولي اكثر من 15 ضابط وكانوا يحثوني على الاعتذار وانه سوف يتم اطلاق سراحكم ان انت شخصيا اعتذرت ... وفضلت ان اضع كل سمعتي تحت المحك امام ابناء الجنوب .. وكنت سأعذر ابناء الجنوب مهما كانت ردة فعلهم تجاهي .. ولكن الحمدلله ان ثقتهم في لم تهتز ولم تتبدل ... وفي فترة لاحقة أخبرت اخواني في الزنزانة الجماعية من ابناء ردفان انني اعتبر " خامس شهداء ردفان " وقلت لهم اعتبروا بن فريد " شمعة " كانت تضئ في نفق الجنوب وانطفأت ... لم يقبلوا كلامي واحتضنوني وهم يجهشون بالبكاء ويقولون " بل انت جبل من جبال الجنوب " كنت وسوف تظل في نظرنا شامخا ...والله لقد بكينا جميعا في مواقف صعبه جدا .. وحينما خرجت من السجن وجدت ان هذا هو موقف جميع ابناء الجنوب وليس زملائي في الزنزانة من ابناء ردفان ...

13بعد خروجك من السجن هل تعرضت لضغوطات .. او اغراءات بهدف حرفك عن خطك السياسي ؟

كانت مرحلة مابعد اطلاق سراحنا مرحلة صعبة جدا ... خاصة بالنسبة لي , فقد اثرت ان ارتاح قليلا وان التزم الصمت , لأنني كنت قد اتخذت قرار بمغادرة البلاد والعمل من الخارج وانا داخل الزنزانة الجماعية , وقد اخبرت زملائي حينها بهذا الخيار .. حتى ان اخي يحى غالب قال لي ليتلها هامسا : اخفض صوتك , فربما هناك تسجيل وسماعات .. وساهم في قراري هذا علمي بمشكلة القلب لطفلي صالح , حيث وصلني الخبر وانا في السجن ... فوجدت في مسألة علاج ابني في الخارج " ذريعة مقبولة " لا يمكن رفضها ... وكان لابد ان " اجمد نشاطي " حتى يطمئن خصمي ويسمح لي بمغادرة البلاد ... وفي تلك الفترة تعرضت لسلسلة طويلة من " المحاولات " عبر وسطاء , لحرفي عن قناعاتي , مقابل اغراءات كبيرة جدا ... اذ بلغني احدهم ان علي فقط ان احدد ماذا اريد ؟ أي منصب ... أي مبالغ مالية ... أي املاك ... وان اعلن خروجي من الحراك , وكان موقفي صعب جدا , لأنهم كانوا يقولون لي بما انك قد اعتذرت عما بدر منك ... فما عليك الا ان " تفعل " موقفك هذا .. وكان هناك ضغط من قبل " الوسطاء " ... وشخصيات في السلطة , وبنفس الدرجة من الدهاء ... استعطت ان اتخلص من كل تلك الضغوطات بطريقه مقنعه لهم ... كنت اتعرض لتلك الضغوطات عبر الاتصالات الهاتفية المكثفة , ولم اخبر احد ... وتحملت كل ذلك لوحدي , والحمدلله انهم كانوا يضنون انه بقدورهم شراء وبيع من يشاؤون من ابناء الجنوب , ولم يعلموا ان في الجنوب رجال كثيرون عصيون على مسالة البيع والشراء ... ومادون ذلك " الموت "

14في لقائه الأخير مع صحيفة الحياة اللندنية قال الرئيس اليمني ان المنادين بقضية الجنوب ماهي إلا أصوات نشاز وأكد أن الجنوب لم يكن به جامعات ولا مدارس ولاطرق – سؤالي هل فعلا ان الأصوات المنادية بالجنوب أصوات نشاز ؟

لو كانت اصوات الجنوبيين المنادين بقضية الجنوب اصوات نشاز ... فنحن نقبل الرهان على تحدي هذا القول , وليجربوا بانفسهم ويسمحوا حتى لاطفال الجنوب وليس رجال او شباب الجنوب بالخروج الى الشارع في مسيرة سلمية تعبيرا عن رفضهم للاحتلال , و في يوم يختاروه هم بانفسهم , فان فشلنا في حشد مئات الاف من اطفالنا في الشارع ... سنقر لهم وللعالم باننا معزويلن عن شعبنا في الجنوب وان ما نطرح لا يمثل الا انفسنا فقط ... وان نجحنا في اخراج جميع اطفال الجنوب للشارع فعليهم ان يعترفوا بالواقع الذي يقول بان الوحدة المزعومة لم يعد لها وجود في نفوس ابناء الجنوب , وان لا وجود لها الا في قواميسهم السياسية فقط .

15- دائما مايذكر الرئيس الجنوبيين بفترة صراعاتهم المريرة – ذهب الى ابين مؤخرا اكثر من مرة وتحدث كثيرا عن حمامات الدم – ومن جانبها تؤكد السلطة ان الجنوب وفي حال نيله للاستقلال سيعود الى حمامات الدم هذه – السؤال ما الذي يضمن للجنوب عدم العودة الى مثل هذه المراحل السيئة الصيت؟

لايلدغ المرء من جحر مرتين ... ابناء الجنوب ادركوا تماما السبب الرئيسي في خلافاتهم وصراعاتهم السابقة , وقد اعلنوا اولا " التسامح والتصالح " ...وطي صفحة الماضي , وبما انهم قد ادركوا اسباب صراعاتهم , فانني اجزم بان تلك العوامل لاوجود لها حاليا ولا يمكن ان تجد لها مكان مسنقبلا ... وهم قد ادركوا ما فاتهم من الوقت , وهو زمن طويل استطاعت فيه امم وشعوب ان تنهض وتحقق معجزات في البناء التنمية والاستقرار والرخاء ... وابناء الجنوب , يملكون الحكمة والمقدرة والامكانيات على بناء وطن " آمن ومستقر " وقادر على تحقيق مصالحه ومصالح الآخرين في المحيطين الاقليمي والدولي معا ... ان لدينا كل مقومات بناء الدولة الحديثة , ولا يمكن ان يتم حرماننا من هذا الحق وهذا المشروع في الحياة لمجرد الحفاظ على شعارات فارغة من مضمونها الحقيقي .

16- هل تسامح الجنوب فعلا وطوى صفحات الآلم الى الابد ؟ ام انها مجرد شعارات فارغة ليس الا؟

بكل تأكيد ... اوانا اضمن هذا واراهن عليه ومن واقع تجربه وقرب بما تكن الانفس الجنوبية لبعضها البعض , لقد تعرفت على رجال يتواصلون معي اكثر مما يتواصل معي اهلي وابناء عمومتي ... ويسالون عني في كل مكان وزمان , وهم ليسوا من شبوة .. ان اخلص اصدقائي واقربهم الى قلبي هم من مختلف مناطق الجنوب .. لدينا ما يمكن ان اطلق عليه بكل ثقة " جيل الجنوب " ... وهو نفس الجيل الذي سمي او لقب عن طريق الخطا بأنه " جيل الوحدة " ... هو في الحقيقة " جيل الجنوب " ... وما ادراك ما جيل الجنوب . انهم فخر الحراك الجنوبي ومستقبله وامله الكبير.

17بمناسبة الحديث عن جيل الشباب او من اسميتهم حاليا " جيل الجنوب " ... اين دورهم في الحراك الجنوبي , واين موقعهم في خضم هذه التجاذبات على الساحة السياسية في الجنوب ؟

" جيل الجنوب " حاضر في قلب الحراك الجنوبي ... وماعليك الا العودة لقائمة الشهداء والجرحى لتكتشف ان اغلبهم من الشباب , وشخصيا كنت ولازلت معجب بحماسهم المنقطع النظير .. وهناك قيادات شابة في الحراك وعلى تواصل مستمر معي , وقد اخبروني انهم بصدد استكمال اطار سياسي جامع لكل شباب الجنوب , ونحن نبارك لهم هذه الخطوة وندعمهم في عملهم هذا ... وانا على ثقة ان هؤلاء الشباب هم صمام الامان للحراك الجنوبي , وانهم باذن الله قادرين على ايصاله الى بر الامان في حال حصول أي اخفاقات لا سمح الله من قبل الآخرين ... كما اثني على الكوادر الاعلامية الشابة التي افرزها الحراك ولا اريد ان اذكرهم بالاسم وهم يعرفون انفسهم , انهم طاقات مشرفة وقدرات هائلة وامامهم مستقبل واعد انشاء الله
 .
18هل لديك أي جديد يمكن ان تقدمه للحراك الجنوبي ؟

نعم ... ان عقل الانسان دائما ما يكون حافل بالافكار التي يمكن ان تتحول الى واقع عملي , وقد لاحظت ان هناك حماس منقطع النظير لدى الغالبية العظمى من ابناء الجنوب في الخارج تجاه وطنهم , وهم في موقف لا يستطيعون فيه تقديم ما يطمحون اليه جهة دعم الحراك والدفع به في الاتجاه الصحيح ... لدي افكار في حشد هذا المجموع الجنوبي " الأغلبية المتحمسة " في اطار لا يبحث عن موقع سياسي على خارطة العمل السياسي وليس له نيه البحث عن مكاسب سياسية خاصة في الجنوب , ولكنه يهدف في الاساس " الدفع " بمن يتاخر ... ورعاية وتوجيه من يتوه ... وتشجيع من يحتاج من التشجيع لحسم موقفه .. ورعاية او مراقبة أي حوار .. والتنسيق فيما بين من لديهم خلافات او اختلافات ... وحشد الجميع في الاطار الصحيح ... هي فكرة مكتملة سوف اخرجها الى النور قريبا في شكلها ومضمونها المكتمل وهي مفتوحة للجميع ... ولكن اكرر نحن لا نهدف الى منافسة سياسية , ولسنا اطار او هيئة سياسية جديدة ... نحن مجموعة تقول " لبيك ياجنوب "



"انتهى"

 

آخر تحديث الخميس, 09 أبريل 2009 06:35