القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


الجزء الثاني مع المناضل الاستاذ احمد عمر بن فريد و الكفيف المبصر والمبصر الكفيف صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/أحمد بن فريد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 24 سبتمبر 2009 04:57

الكفيف المبصر والمبصر الكفيف الإهداء إلى ( أخلاق ) الكفيف المبصر ... والى ( ضمير ) المبصر الكفيف, بقلم الاستاذ المناضل احمد عمر بن فريد2-3

بسم الله الرحمن الرحيم

الكفيف المبصر والمبصر الكفيف

الإهداء إلى ( أخلاق ) الكفيف المبصر ... والى ( ضمير ) المبصر الكفيف

2-3



لا اعتقد أنه سيختلف معي اثنان حول حقيقة أن هذه الثورة الجنوبية السلمية قد قامت وانطلقت على أسس وقيم ( أخلاقية ) بحته.. وهي قيم ( التسامح والتصالح ) . واعتقد , بل واجزم ان هذه الثورة لو قدر لها – لا سمح الله – أن تنحرف عن أسسها وقيمها الأخلاقية إلى أسس وقيم أخرى مخالفة لقيمها الأصلية , فان ( الفشل الذريع ) سيكون النتيجة لطبيعية لهذا الانحراف .

في هذا السياق .. أراى من المهم التأكيد على حقيقتين هامتين تتمحوران حول الحقيقة الرئيسية الأولى التي تحدثنا عنها في الأسطر السابقة, وتفيد الأولى منهما في أن غياب ( الأخلاق ) عن ( الفعل والفكر ) السياسي – بشكل أو بآخر - خلال التجربة الجنوبية الأولى في بناء الدولة المستقلة قد تسبب بشكل رئيسي وفاعل في جميع تلك الآلام والكوارث والعذابات والإخفاقات والانتكاسات الجماعية التي شهدها الجنوب ودفع ثمنها ولازال حتى الآن .

وأما الحقيقة الثانية تفيد بأن السر في ارتكاز هذه الثورة على أسس وقيم أخلاقية يعود إلى إدراك ( شعب الجنوب ) بنخبه السياسية إلى فداحة غياب ( الأخلاق ) في التجربة السابقة وعواقبها الوخيمة , فاختارت كضرورة وطنية ملحة أن تدشن بداية الثورة الجديدة ب ( ملتقيات التسامح والتصالح ) .. وهي لقاءات ( جنوبية – جنوبية ) تعتبر نقيضه تماما لجميع ما سبقها من مرتكزات وقيم لثورات جنوبية سابقة لم تثمر ولم تؤتي أكلها كما ينبغي ,او كما كان يتوقع من قام بها , أو عمل عليها باعتبارها ثورة وطن .

نذكر بهذه الحقائق في هذه المرحلة الحرجة .. ونشدد على ان التخلي عن ( الأخلاق ) في الفكر والفعل السياسي في هذه المرحلة من قبل اي طرف من الأطراف حتى ولو لم يكن يعلم بأنه يقوم بذلك , سوف ينتج عنه – بكل تأكيد – إعادة الحياة إلى بذور قديمه في تربتنا الوطنية , عملنا على اقتلاع أشجارها من جذورها خلال المراحل السابقة لهذه الثورة , وعلى هذا الأساس فانه من المهم ومن الواجب الوطني ان نمارس العمل السياسي بوسائل الحاضر لا بوسائل وأدوات الماضي , وان نتعلم من ماضينا ونجعل من مسببات أخطائنا الجسيمة في الماضي مذكرة حاضرة بشكل يومي أمام أعيننا .

وإذا أردنا إن نقترب من الحقيقة أكثر ونكون أكثر صراحة ووضوح , تأسيسا على ما سبق , مع تأكيدنا المطلق بأن الجنوب ملك لجميع أبناءه بدون استثناء , وانه من حق اي طرف جنوبي ان يعمل في ساحة النضال الوطني من اجل التحرير بوسائله ومفاهيمه الخاصة , وتلك أيضا من القيم ( الأخلاقية ) التي ننادي بها , فإننا لا نعتبر ان ( استغفال ) القوى السياسية الوطنية الجنوبية تحت مظلة أهداف ومرامي عزيزة -كوحدة الصف مثلا -, وجر الجميع تجاه تلك الأهداف ( لمجرد جرهم ) في حين يتبنى ( البعض ) أهداف إستراتيجية أخرى , وربما مشاريع سياسية تتقاطع تماما مع مشروع الاستقلال , يعتبر من وجهة نظري فعل سياسي يرتقي إلى مرتبة الاغتيال المتعمد لقيم الثورة الجنوبية الحالية .

من حق أي فصيل سياسي أن يعمل في الساحة كما يشاء , وان يطرح برنامجه كما يريد , وان يحاول بشتى الطرق والوسائل استقطاب الجماهير إليه حتى وان كنا في غنى عن هذه العطايا الديمقراطية حاليا ... لكنه ليس من حق أحد ان ( يعلن ) شئ و ( يبطن) شئ آخر !! ... أن يظهر أمام الجماهير في إطار سياسي معين في حين انه في جوهر الأمر يجير هذا الإطار الوطني الكبير لخدمة ( حزب ) آخر .. ان يعلن برنامج سياسي في العلن , ويقول انه يتبع قيادة هذا الكيان في حين ان لديه برنامج سياسي آخر ويتبع ( قيادة أخرى ) لا علاقة لها بثورة الجنوب او حراك الجنوب ... هذه كارثة.

والكارثة الأكبر ان هذا ( الفعل غير الأخلاقي ) ينتج عنه إذابة مكونات سياسية وطنية دون ان تعلم !! والتغرير حتى بقياداتها ودفعهم جريا إلى تلك الأهداف النبيلة ( المعلنة ) في حين ان الهدف الرئيسي خلاف ما هو معلن !!

قد يبدو هذا الكلام مربكا للبعض , أو غير مفهوما للبعض الآخر , وربما لا يستصيغه الكثير , ولكنني أقوله بعد ان توصلت إلى ( يقين ) بحقيقة ما تحدثت حوله , وعلى قدر ما كنت شخصيا غير مدرك لحقيقة ما يحدث , فقد كنت مدافعا ومنافحا في الاتجاه الخاطئ . ولكن حينما يتعرف المرء على الحقيقة – حتى وان كانت مرة – فليس أمامه بد من مواجهتها والحديث عنها بكل وضوح وصراحة , وعلى الذين نتحدث عنهم في هذا المقال واجب ( قطع الحبل السري ) الذي يوصلهم بغير ( إرادة الثورة الجنوبية ) وأمام الملأ ... عليهم ان يفعلوا ذلك اليوم قبل غدا , وأتمنى ألا يتأخروا في ذلك حتى لا يأتي اليوم – الذي لا نتمناه لهم – وتنتصر ( ثورة الأخلاق ) على سواها من الترهات .. ويكونوا هم أول ضحايا ( ثورة الأخلاق ).



أحمد عمر بن فريد

السياسي برس