الأخوة الأعزاء يا أبناء الجنوب الأبطال

أيها الثوار.. يا شعب الجنوب العربي العظيم

في البدء كانت الكلمة.. عندما صدح الصوت الجنوب دون تردد برع للاحتلال اليمني كانت تلك هي الرصاصة القاتلة التي سددت نحو قلب الاحتلال اليمني الهمجي والقبلي العسكري المتخلف ومشاريع التآمر التي تدور في فلكه وينفذها ضعفاء النفوس ممن يسمون بأحزاب اللقاء المشترك والتي ندعوها بأحزاب التآمر المشترك والتي تشترك فعلا مع نظام الاحتلال في التآمر على الجنوب وشعبه.

 في هذا اليوم المجيد نستقبل الذكرى السادسة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.. الثورة التي فجرتها الذئاب الحمر من هذه القمم الشامخة في ردفان لتركع أمامها تلك الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وأثبتت أن إرادة شعبنا في الجنوب العربي كانت الأقوى مهما كان جبروت بريطانيا العظمى, وليس اليوم هؤلاء الرعاع المتخلفون الغاصبون للأرض والثروة أصعب على شعب الجنوب من بريطانيا. إنهم ليسوا أقوياء كما يصورهم الانهزاميون ولم يهزمونا أيضا فقد هزمتنا القيادات الركيكة والمتخاذلة عندما مزقت الجنوب وتركته جثة هامدة تستبيحه جحافل التتار الجدد.. هزمتنا باختلاق الصراعات التناحرية بين فصائل العمل الوطني الجنوبي قبل وبعد الاستقلال الأول وهاهي فصول المؤامرة تكرر اليوم من جديد.. أيها الأخوة أنها أخطر من الاحتلال ندعو كل أبناء الجنوب بمختلف تياراتهم وفصائلهم وكل من يعز عليه شرف الجنوب وتراب الجنوب والوطن ومستقبل هؤلاء الأطفال أن نترفع عن الصغائر ونتبعد عن الأنانية وأن نعمل جميعا كل أبناء الجنوب العربي في الداخل والخارج موحدين في إطار التعدد والتنوع لأن التعدد هو طوق النجاة من أي صراعات تناحرية وهو الشكل الأرقى للوحدة ونقول لإخواننا الذي ينادوا بعدم التعدد وينكرون وجود الآخرين إلا أنفسهم إنكم تدعون للاحتراب والتناحر ولا تدعونا للوحدة.

أيها الأخوة يا أبناء الجنوب الأحرار أيها المناضلون..

يامن تجشمتم الصعاب وتحديتم كل آلة الموت لقوات الاحتلال اليمني من أجل الحضور إلى هذه الساحة المقدسة ساحة الحرية والشرف التي خضبتها دماء شبان الجنوب المسكونين جميعا بذكراهم العطرة.. الأبطال الذين واجهوا آلة التخلف بصدور عارية في مثل هذه اليوم من قبل عامين سقطوا شهداء للوطن هم الأبطال شفيق هيثم حسن (ألجميعي)، محمد نصر هية ألعمري (حالمين)، فهمي محمد حسين الجعفري (الخلاء البكري)، عبدالناصر حمادة (خيران). ألا أنهم مشاعلنا التي تنير الطريق نجدد العهد لهم أننا سائرون نحو الاستقلال والحرية.. وادعوكم اليوم جميعا بان نكرم هذه المدينة الباسلة مدينة الحبيلين بان نطلق عليها أسم مدينة الثورة فهي تستحق هذا الاسم وبجدارة.

أيها المناضلون.. يا شعب الجنوب العربي العظيم

لقد عمل الطامعون بأرض الجنوب ومعهم طابورهم الخامس بشكل حثيث في مؤامرة يائسة لعقود على محاولة تدمير الهوية التاريخية لشعب الجنوب العربي حتى يستطيعون التسلل بين أوساطنا وخلق الفرق والشقاق بين أبناء الجنوب تحت المسميات الوهمية وجعلوا من الجنوبي عدو لأخيه حتى كان لهم ما أرادوا بفعل غياب اليقظة وبسب الأنانية التي تملكت البعض في احتكار السلطة وتكفير المناضلين الآخرين واستباحة دمائهم حتى تم التخلص من كل قادة وهامات الجنوب.. لكن مؤامرتهم باءت بالفشل وهاهم أبناء الجنوب أكثر وحدة وأكثر تمسكا بهويتهم وتاريخهم العربي المجيد فهو الملهم اليوم في نضالنا وهو عنواننا في رسالتنا إلى العالم.. فما أفلح قوم نسوا تاريخهم أو تخلوا عن هويتهم.

أني لا أدعوا اليوم لنبش الماضي ونكأ الجراح بل أني اذكر بالخطر الذي بدت ملامحه في الأفق فالعدو نفس العدو والأسلوب نفس الأسلوب.. واذكر أنكم أقسمتم في هذه الساحة أيضا أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام فلن نسمح لأحد وتحت أي ذريعة أن يعيدنا إلى الماضي نتصارع ونكفر بعضنا فالجنوب ملك لكل أبناءه والجنوب مفتوحا على مصراعيه للتعددية السياسية والفكرية والتنافس السلمي الشريف على خدمة الوطن والقضية وليكن شعب الجنوب هو الأول والأخير صاحب القرار وصاحب الاختيار وهو الذي لاوصي عليه وليس أحد حق فردا أو حزبا أو جماعة أن يتحدث باسم الوطن أو يدعي تمثيله دون تفويض من هذا الشعب. فالجنوب سيظل الحضن الدافئ لكل الأبطال والمكونات من جمعيات المتقاعدين والهيئة الوطنية العليا للاستقلال ورمزهما ناصر النوبة والمجلس الوطني الأعلى للتحرير بقيادة شيخ المناضلين أسد الجنوب حسن باعوم وحزب الأحرار الجنوبيين ورمزه الدكتور الوالي ومجلس قيادة الثورة واتحاد شباب الجنوب والتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وكل المشائخ والسلاطين والأمراء ورجال الأعمال والمثقفين وكل أبناء الجنوب فالوطن يتسع لنا جميعا وعملية تحريره من الاحتلال مسئولية الجميع دون أن نستثني احد.

يا أبناء الجنوب الأحرار يا فرسان الثورة

إننا نعيش بين أوساطكم نحن أبناء الجنوب في كل بلدان الشتات في قارات الكون ونحن نبض ألآلامكم نعيشها لحظة بلحظة.. معكم في كل خطوة فقد أزالت التكنولوجيا المسافات بيننا وبينكم.. نسهر ونتألم لكل نوائبكم ومعاناتكم فانتم أهلنا الذي لن نخذلكم.. نحن صوتكم..صوت الحرية والاستقلال الذي سيصل إلى كل العالم.. لن تلهينا ملذات الحياة في أوروبا أو في أمريكا.. بل نجدد العهد تلو العهد أن لانألوا جهدا في مواصلة النضال معكم مكملين لكم فانتم الثورة ونحن الصدى.. ونحن جيل الثورة.. جيل التحرير.. سنكمل مشوار المقاومة التي بدأت في صيف 1994م واستمرت تتصاعد حتى نضجت اليوم وصارت قوة تنخر في بنيان الاحتلال اليمني المتآكل حتى يتم كنسه إلى مزبلة التاريخ وإلى الآبد ونستعيد دولتنا الجنوبية المخطوفة ونحقق الاستقلال الثاني بإذن الله.

عبده النقيب

سكرتير دائرة الإعلام في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)

لندن

13 أكتوبر 2009