القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


بقلم -د. هدى عبد الناصر : عبد الناصر والأيام الحرجة‏..‏ مؤامرة الانفصال صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - منبر حر
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 29 أغسطس 2012 11:51

في صباح يوم‏28‏ سبتمبر‏1961,‏ في السادسة والنصف صباحا‏,‏ وصلت للرئيس جمال عبد الناصر إشارة‏;‏ بتحرك قوات من الجيش السوري من معسكر قطنة‏.‏ وفورا طلب الرئيس المشير عامر في دمشق‏,‏
فقال: إنها قوة صغيرة! ثم توالت البيانات.. وصل البيان الأول والثاني, والقائد العام كان متفاجئا بالعملية, ولديه نوع من خيبة الأمل والغضب, وأخطر الرئيس بأنه وأفراد مكتبه مطوقون!


وفي اتصال آخر للرئيس بالمشير يوم الانفصال, قال له: إذا كنت قائد بتذيع بيان, أما إذا كنت سجين ما تذيع; لأنك تذيع بأي صفة؟!
علي إثر هذه الأحداث, ذهب جمال عبد الناصر الي الإذاعة; ليتحدث الي الشعب, وكان يعلم, بعد أن قرأ البيان الثاني للانفصال, أن العملية انتهت; فقد كان من الواضح أن التصميم الأول هو علي الانفصال, والنقطة الثانية التي لفتت نظره هي التوقيع علي البيان; القيادة الثورية العليا.
لقد كانت كلمة الرئيس بدون تحضير, وكان معه البيانات حتي الرابع. وعلي أساس أن هذه حركة رجعية; فلم يتصور أبدا أن يكون الجيش وراءها! وكان تعليقه في الاجتماع السري مع الضباط السوريين في القاهرة في1962/2/3( علي موقعwww.nasser.org); إنني أعرف أن الجيش ليس فيه من الرجعيين إلا عدد قليل, وكلهم إما طبقة متوسطة أو فقراء; وعلي هذا الأساس قررت إرسال قوات.
ومن البيانات كان واضحا أن كاتبها عميل رجعي استعماري; لذلك طلبت رجوع المراكب الحربية, وحتي كان جزء من الصاعقة قد نزل; فأمرت أن يسلم نفسه لكاظم زتون, والجزء الآخر يرجع, ثم علق قائلا: إن الوحدة هي إرادة شعبية, ولن أرضي من جانبي أن أحول الوحدة الي عملية عسكرية.
وقد ذكر جمال الشعب في كلمته- بظروف قيام الوحدة في1958 قائلا; لقد كان الجيش السوري في هذا الوقت منقسما الي شيع وأحزاب, وكانت الانقلابات التي مرت علي سوريا قبل ذلك معروفة لكل فرد فيكم. وكان أول أساس لهذه الوحدة... هو الوحدة الوطنية, وبعد الجيش عن السياسة; لأن الجيش إذا دخل في السياسة فإنه يقسم البلد الي شيع وأحزاب.
لقد كنت أعرف في عام1958 أن الوحدة بمفعولها الدستوري ليست بالأمر السهل, وقد قلت ذلك لمن طالبوني بالوحدة... وفي ذلك الوقت لم أقبل بالوحدة... فهي شئ مادي سيتكتل لهدمها كل أعداء الوطن العربي وكل أعداء القومية العربية... سوف يجد الأعداء الهدف الذي يوجهون اليه الطعنات. وقلت لهم: يجب أن ننتظر خمس سنوات, ونجرب وحدة اقتصادية ووحدة عسكرية ووحدة ثقافية, ثم نتجه بعد ذلك الي الوحدة الدستورية...
ولكنهم قالوا لي: أين الأهداف التي ناديت بها؟! أين الأهداف التي أعلنتها؟! هل تتنكر لهذه الأهداف؟! قلت: أبدا.. إني لا أتنكر لأهداف, ولكن ليطمئن قلبي علي المستقبل. قالوا: وماذا عن سوريا؟ هل تترك سوريا لتتنازعها الأحقاد؟! هل تترك سوريا لتضيع؟!
وأخيرا قلت لهم: إن الشعب العربي هنا في مصر لا يمكن أن يرضي بأن يمس الشعب العربي في سوريا سوء; ولهذا فأنا أقبل بهذه الوحدة, أقبلها وأنا أعلم المصاعب التي ستقابلني!
لقد قال الرئيس في ميدان الجمهورية ثاني يوم الانفصال: كل فرد منا يتساءل.. كيف تستطيع هذه القوة الصغيرة أن تسيطر؟! سيطرت بالترغيب, وبالتهديد, وبالخداع...
وكان كل ما حول الحركة يكشفها; فرح اسرائيل, وتهليل الإذاعات الاستعمارية, وأول تهنئة من الملك حسين ومن رئيس وزرائه- بهجت التلهوني- وإعلان إيران استعدادها أن تعترف في الحال بالحكومة الجديدة; التي كان تكوينها يدل علي وجه الحركة, ثم الهجوم علي الاشتراكية وعلي المكاسب التي حققها الفلاح والعامل; والتي تتلخص في القضاء علي الاستغلال.
وفي خضم هذه الأحداث, وجه جمال عبد الناصر خطابا لأول مرة الي المواطنين العرب علي هذا النحو الرسمي: إذا كنت أقول لكم إنني اتابع تطورات الحوادث بقلب جريح... فإن ما يشغل بالي ما يمكن أن يتداعي وراء ذلك من أخطار علي الأمة العربية, وعلي كيانها ومستقبلها... إنني أشعر في هذه اللحظات أنه ليس من المحتم أن تبقي سوريا قطعة من الجمهورية العربية المتحدة, ولكن من المحتم أن تبقي سوريا...
وبعد ذلك توجه جمال بالحديث الي الشعب المصري من ميدان الجمهورية قائلا: إن المبادئ تنتكس, وكذلك الثورات والانتفاضات وحركات التحرير, ولكن الشعوب الحية لا يمكن أن تموت; وشعوبنا شعوب حية.
وهنا نتساءل.. ماذا كان رد فعل الشعب السوري الذي كان يستقبل جمال عبد الناصر استقبالات أسطورية أثناء سنوات الوحدة؟ لقد هب الشعب في جميع أنحاء سوريا; رافعا شعارات الوحدة.
إن بعض الناس كانوا يقولون: وما شأننا بالعرب؟!... وكان رد جمال عبد الناصر: لقد كان حلف بغداد الغرض منه عزل مصر; فالشرق يعمل للعزل, وكذلك الغرب... ولكن هل نجحوا في أن يقضوا علي دعوة القومية العربية؟ طبعا أنا باعتبر أن دعوة القومية العربية ستكون أشد قوة.
وكعادته.. لم يتوقف جمال عبد الناصر كثيرا عند النكسة, ولكنه جعل من هذه التجربة نقطة انطلاق الي الأمام, بدأها بالنقد الذاتي وتحليل الأخطاء, ثم قاد في مصر ثورة جديدة; سياسية واجتماعية.
وانطلق جمال عبد الناصر يخاطب الشعب في16 أكتوبر1961, قائلا: دقت الساعة التي يتحتم علينا فيها أن نختار; إما طريق الاستسلام لليأس, وإما طريق الاندفاع الي العمل الثوري... ولقد اخترت باسم الله, باسم هذه الأمة, باسم آمالها, باسم مثلها الأعلي, باسم كل المعاني التي قدستها, باسم كل المعارك التي حاربتها.. باسم هذا كله; كان قراري وكان اختياري أن طريق الثورة هو طريقنا, أن الاندفاع بكل طاقة الي العمل الثوري هو المفتاح الوحيد لكل نضالنا الشعبي; بكل صورها الاجتماعية والسياسية...
لقد أعطيت هذه الثورة العربية عمري, وسيبقي لهذه الثورة العربية عمري, ولسوف أبقي هنا ما أراد الله لي أن أبقي; أقاتل بجهدي كله من أجل مطالب الشعب, وأعطي حياتي كلها حق الجماهير في الحياة. لقد أعطتني هذه الأمة من تأييدها ما لم يكن يخطر بأحلامي, وليس عندي ما أعطيه لها غير كل قطرة من دمي.

 

 

 

 

 

آخر تحديث الأربعاء, 29 أغسطس 2012 12:00