القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


السر السوداني في ألازمة الليبية – بقلم - محمد عمر غرس الله صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - منبر حر
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 06 سبتمبر 2014 20:28

لعب ويلعب السودان الشقيق دوراً كبيراً في الأحداث الليبية منذ بداية عام 2011، فالرئيس السوداني عمر البشير كان أول رئيس عربي يزور ليبيا بعد سقوط النظام، كما إن السودان وفر منذ بداية الأحداث عام 2011 الدعم الكبير من ذخائر وأسلحة وصلت إلى الجماعات الاسلإمية في ليبيا عبر البر والبحر، فما أسباب ذلك، وما السر الكبير وراء السودان كقاعدة وحديقة خلفية - للإخوان المسلمين - غير منظورة إعلاميا في مسيرة الأحداث في المنطقة، وفي ليبيا تحديداً ، وما أسباب هذا الاهتمام السوداني الكبير بالأوضاع الليبية، ولماذا؟، وما هي التبعات  البعيدة للتدخل في شئون الدول الأخرى ؟ !!!!

أن عرض تاريخي يعطينا صورة عميقة للدور السوداني المحوري وأسبابه التاريخية، وأسبابه الإخوانية المهمة هنا، ولربما أيضا في العمق الانتقامية، ويمكننا أن نقسم هذه البسطة التاريخية إلى ثلاث مراحل:

الأولى: وهي مبكراً مع بدء التدخل الليبي في الشأن السوداني بقرار من ألقذافي فيما عرف بعملية إنزال طائرة (هاشم عطا) - قائد (انقلاب الشيوعيين السودانيين) على الرئيس النميري عام 1971 - في ليبيا، بل ويقال والعهدة على الراوي، إن كوما ندوس ليبي هو من أخرج النميري من السجن وسلم  هاشم عطا لقواته، وهكذا دشنت هذه العملية اهتمام ألقذافي بالسودان والتدخل في شأنه الداخلي مبكرً جداً.

هذا  وعرفت لاحقاً العلاقات السودانية الليبية – آنذاك - متغيراً جديداً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وتحالف النميري مع السادات في كل ما اتخذه من خطوات  سياسية إقليمية خاصة بعد كامب ديفيد ، وهكذا عرفت مروحة السياسة الليبية الخارجية صراع مع سودان ( النميري) أيضاً كما هو مع مصر آنذاك، وصار ملف السودان أحد أهم مناطق تدخل ليبيا (ألقذافي) دعماً للمعارضات السودانية بألوانها وأشكالها، وخاصة حركة التمرد (الحركة الشعبية) في جنوب السودان بقيادة جون قرنق، دعماً بالمال والسلاح والتخطيط والتغطية السياسية، وبالمقابل وفر النميري الملاذ لجبهة الإنقاذ ( المعارضة الليبية) للتدريب وإطلاق إذاعة معارضة ليبية مسموعة - على الموجة القصيرة - تبث من الخرطوم، وتوجت عملية العداوة بقصف طائرات ليبية لا ستديوهات الإذاعة السودانية في الخرطوم عام 1985، ثم كان لليبيا (ألقذافي) الدور الأكبر في ما عرف بثورة 6 إبريل التي أطاحت بالنميري، بل إن ألقذافي نفسه كان يوجه المتظاهرين وقياداتهم عبر أثير (إذاعة صوت الوطن العربي الكبير)، حسب خريطة مدينة الخرطوم بالتفصيل الدقيق، حتى فر النميري وقاد الرئيس سوار الذهب عملية الانتقال السياسي فيما بعد.

الثانية: مرحلة ما بعد النميري، وهي مرحلة المخاض السوداني الذي كان لقذافي يد طويل فيه عبر علاقات متينة وقوية بأغلب تجمعات المعارضة السودانية من الصادق المهدي الى الميرغني في ما عرف بالقيادة الجماعية للسودان، إلى جون قرنق وغيرهم، ورغم هذا كله،  وبطريقة ما لعبت ليبيا (ألقذافي) نفسها، الدور الكبير في انقلاب جبهة الإنقاذ (بقيادة عمر البشير وحسن الترابي) والاستيلاء على السلطة في الخرطوم عام 1989، حيث كان الكوماندوس السياسي والاقتصادي والعسكري الليبي يدير بكفاءة عالية عملية الدعم والمساندة، وكان الدعم المالي الليبي للسودان سخياً في المجال الاقتصادي والعسكري والعتاد، ومن جهة أخرى أيضاً في التغطية السياسية للحركات السودانية - التي تقريباً جميعها كانت مرتبطة بطرابلس وتتلقى الدعم منها - حتى صار الشأن السوداني، في ليبيا يحظى بقدر يساوي المحلي الليبي من الاهتمام السياسي والإعلامي والاقتصادي، بل وأدمنت آنذاك السياسة الليبية الموضوع السوداني والتعامل فيه، وهكذا صار ألقذافي لاعباً كبيراً في السودان ومرجعية يملك خيوط العلاقات العلنية والخفية في الواقع السوداني والتأثير فيه، كما إن إخوتنا السودانيين كانوا يملئون - جماعات وأفراد  -  فنادق طرابلس،  فريق يتلوه فريق، وكل فريق موالي أو معارض كان له ما يقوله وما يطلبه وما يحصل عليه، وما يتفق عليه أيضاً من مواضيع، وبدون الغوص في التفاصيل الليبية السودانية التي تحتاج الى مجلدات تحكيها، كانت سياسة ليبيا (ألقذافي) الخارجية قد أدمنت التدخل في شؤون الآخرين الخارجية - وبالذات الأفريقية - ومنها السودان في التعامل مع الحكومة، وأيضاً مع من يمكن أن ينقلب عليها، ووصل الأمر إلى تغطية وتمويل (حركة العدل والمساواة) التي أردت إسقاط البشير ودخلت إلى أُم درمان وسيطرت عليها لأيام عام 2008، مما أضطر الرئيس البشير للقدوم الى ليبيا شخصياً شاكياً وحاملاً معه الأدلة والإثباتات حسبما صرح بذلك لحقاً.

هذا وكان للدعم الليبي القديم لجون قرن ق  ومن خلفه، وحركته والعلاقة معها تأثير كبير في عمق الذهنية السودانية تجاه ليبيا سوى سلباً أو إيجاباً (حسب التوجه السياسي للسياسي السوداني) !! ، هذا الدعم الذي وصل إلى حد أن صرح ألقذافي جهاراً نهاراً في أغسطس 2009، " إن انفصال جنوب السودان عن شماله قد يكون خياراً منطقياً ...  وإنه يؤيده وسيدعمه إن أختاره السكان"  كما قال " إن ليبيا لن تعترف بدار فور ولا تراها قضية مشابهة أو مساوية لقضية الجنوب السوداني" ، وعدد جملة من الأسباب الاجتماعية واللغوية، وكان ذلك تصريحا صادماً في عالم السياسة الدولية، واجهه السودان بصمت وذهول وارتباك، وحنق، كان لابد أن تكون له تبعات لاحقاً !!!!!

الثالثة، مرحلة ما سمىي الربيع العربي: بعد انقسام السودان، مع دخول المنطقة اللعبة الإخوانية الدولية بمشروع إيصال الإخوان المسلمين للسلطة في المنطقة مطلع عام 2011، الأمر الذي يعني إن السودان يمكن أن يكون أحد اللاعبين الأساسيين فيه بحكم نزوع سلطته وارتباطها بالإخوان المسلمين، حيث تعتبر السودان الملاذ الكبير الآمن لهم، والممول الخفي الحنون، حيث يجدون الصدر الرحب والنموذج الوصول للسلطة الذي يحلمون به ليلاً ونهاراً، ومع الهبة العارمة محلياً وإقليمياً ودولياً بداية 2011،  كان السودان حاضر بقوة خاصة في الموضوع الليبي، بدء مما عرف بمجموعة أصدقاء ليبيا !!، بل إن السودان من أوائل من دعموا ووفروا العدة والعتاد لليبيين وقد صرح بذلك رئيس المجلس التنفيذي (د. محمود جبريل) حيث وصل السلاح والعتاد مبكراً جداً بداية شهر مارس 2011، إلى الكفرة جنوب شرق ليبيا، ووصل بحراً إلى المنطقة الشرقية شرق ليبيا عبر بواخر سودانية.

هذا وكان البشير أول رئيس عربي يزور مدينة بنغازي نهاية عام 2011 ، وقال إنها المرة الأولى التي أزور فيها ليبيا (سعيد القلب) والتقى قادة النخب والثوار الليبيين،(كان البشير قبل عام 2011 يزور ليبيا دورياً ويلتقي ألقذافي !!) وقال إن إمكانيات السودان تحت تصرفكم، هذا وقد سبق ذلك،  خطاب للرئيس البشير في مدينة الخرطوم عدد فيه مدى التدخل الليبي في السودان إبان حكم ألقذافي ، وقال حرفيا " إن الله في السماوات العلى قد مكننا من أن نرد له الزيارة" وكان يعني ويعي ما يقول، فقد رد  ولا زال حتى اليوم يرد الزيارة كما قال وأكثر !!!!!.

وهكذا ظهر في الموضوع الليبي لاعب آخر مهم، مخفي عن الاعلإم، له ربما دافعين أثنين، الأول:  له علاقة بالإخوان المسلمين ومشروعهم الإقليمي، الذين يعتبرون السودان نموذجهم في مجال الوصول للحكم والسيطرة على المؤسسة العسكرية، التي تعتبر الوحيدة في المنطقة التي إلى الآن يسيطر علي رأسها تيار محسوب ولربما منتمي للإخوان المسلمين،

أما الدافع الثاني:  فلربما له علاقات بثارات سودانية من ليبيا !!! ، وأتمنى أن لأتكون ثارات  تتعلق برغبات انفصالية، (رد للزيارة) كما قال الرئيس البشير !!!،

وهكذا لا تنقطع الطائرات العسكرية السودانية عن قاعدة معيتيقة (تسيطر عليها الجماعة الليبية المقاتلة) تحمل عتاد وأسلحة وأجهزة وجماعات، وخبراء، (حتى هذا الأسبوع تحديداً، وكلما واجه الإخوان والمقاتلة الليبية مصاعب)  الأمر الذي يطرح سؤالاً مشروع عن أبعاد وأهداف هذا الدور إخوانياً في المشروع الاخواني  في المنطقة وخاصة ليبيا، وأيضا من ناحية أخري يحمل في عمقه، أوزار وتبعات سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأُخرى التي مارستها ليبيا سابقاً، التي - مهما طال الزمن، ومهما عاش الإنسان - لابد أن يردوا لك (الزيارة)!!  كما قال الرئيس السوداني عمر البشير، وهو ما لم تكن تقدره السياسات الليبية السابقة، وهو الدرس الذي يجب أن يعيه الساسة الليبيون اليوم من التدخل في الشأن السوري والتمويل السخي جداً للحرب هناك بالمقاتلين والعتاد والأموال الليبية السائبة، والمترعة عبر العالم، الأمر الذي يعني، أننا نُخلفَ ثارات - لسنا في حاجة لها - قد يردها لنا أصحابها في زيارات لا نتمناها ولا يتمناها أحد مطلقاً مطلقاً. !!!!!

والله من وراء القصد

كاتب ليبي مقيم ببريطانيا