القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


ين ا?بلـق وا?جلـق- بقلم - د\محمد فتحي راشد الحريري صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 04 مارس 2015 07:51

هناك مَثَلٌ دارج في بادية الشام وغـزّة هاشم وحَـوْران ، يقولون لمن وقع في ورطــةٍ يصعب الخلاص منهـا ، أو التملّـص من تبعاتهــا :

" اعـلـقْ يا أبْـلـق " ، وبعضهم يقول : " اعـلـقْ يا أجلق " !

فهل من مشاكلـةٍ بين ( البلق ) و ( الجلق ) : ( ب ل ق ) ، ( ج ل ق ) ؟؟؟

البلق سواد وبياض معا في الفرس والبلقاء فرس سيدنا سعد التي قاتل عليها أبو محجن الثقفي ، لما كان أسيراً في بيته واستغاث بسلمى زوج سعد ، وأعارته تلك الفرس ، في قصة مشهورة من بطولات العرب ومشاركة نسائهم لهم بحياتهم الجهاديّـة !


وسمعت من يقول للفرس اذا ارتفع تحجيلها الى قريب من الركبة بلقاء والمعنيان متقاربــان ، والبلقــاء محافظة في المملكة الأردنية الهاشمية ، وهي إحدى أقدم محافظات الأردن. في العصر العثماني ، امتدت البلقاء لتضم عمان، الزرقاء، مأدبا ، السلط ، جنين ، ونابلس. أما مدينة السلط فهي حـاضـرة البلقــاء

وعاصمتها ، التي أنجبت كثيراً من الكتاب والساسة والعلماء عبر التاريخ منهم قاضي دمشق السلطي. كما تقع فيها جامعة البلقاء التطبيقية التي تعد صرحاً علمياً كبيراً. يوجد في الشرق البادية الشامية والتي يسكنها بعض القبائل البلقاوية مثل بني حسن، الرقاد، الحنيطي،, السلطية والرمامنة، الحديد والعدوان والعباد وهم

عبارة عن تحالف قبائل متعددة بفروعهم وفي مادبا الكثير من القبائل أهمها عباد وغيرها من القبائل البلقاوية مثل الزبون والحمايدة. وعدد سكانها حوالى أربعمئة آلاف نسمة .
اما الأجلق فهو من الجوالق وهو الذي تسميه العامة جوال (أو شُوال ) او خيشة ، وهو المُعَـدّ لنقل مادة التبن وسائر أنواع علف الحيوانات .
قلت الإشتقاق أتى من العَـوَج في قوام الجوالق والميلان عند من يوصف بالجَـلَـقِ ؛ فالجوال ? يستقيم أبداً مهما أقيم ومهما أسندناه ...
وقولنا : أجلق النيع ( ن ي ع ) ، أي جانب الفم ، وأجلق الجانب أي شقه مائل والله أعلم .
و على فكرة فكلمة نيع بحد ذاتها تعني الميلان ، والعامة في بلاد الشام يسمّون الفك نـيـعـاً لميلانه ...

تقول العرب : نائع مائل وناع الجدار مال وكذلك الغصن ؛ وهو أي نايع ونائع اسم علم منتشر في دولة الامارات والخليج عموماً ، هذا والله أعلم .

ونعود إلى المثل ( اعلق يا أبلق ) أو ( اعلق يا أجلق ) :

فالعلق حسبما هو معروف معجميّـاً : تقول العرب ، عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ نَشِب فيه ، قال جرير :

إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ *** أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا

وفي الحديث : فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا ، وقيل طَفِقُوا .

وقال أَبو زبيد :

إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ *** رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا

وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه وقال اللحياني العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها من الأمور المعنوية ، كالعَلق بمصيبة أو ورطة ونحوهـا . وضد ( ع ل ق ) في المبنى ( ق ل ع ) ضده في المعنى تماما !

أما البلق ( ب ل ق ) ، فكما أسلفنا ونعيده بشيءٍ من التفصيل نقلا عن لسان ابن منظور :

البلَق بلَقُ الدابة والبَلَقُ سواد وبياض وكذلك البُلْقة بالضم ( قاله ابن سيده ) والبَلَق والبُلْقة مصدر الأَبلق ارتفاعُ التحجيل إلى الفخذين ، والفعل بَلِقَ يَبْلَقُ بلَقاً وبَلَقَ وهي قليلة وابْلَقَّ فهو أَبْلَقُ . قال ابن دريد : لا يعرف في فعله إِلا ابْلاقَّ وابْلَقَّ ، ويقال للدابة أَبْلَقُ وبَلْقاء والعرب تقول دابّة أَبلَق وجبل أَبْرَق ، وجعل رؤبة الجبال بُلْقاً

فقال :

بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا *** وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُلْقا

ويقال أبْلَقَّ الدابةُ يَبْلَقُّ ابْلِقاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً ، وابْلَوْلَق ابْلِيلاقاً فهو مُبْلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبلَقُ ، قال : وقلَّما تراهم يقولون بَلِقَ يَبْلَقُ كما أنهم لا يقولون دَهِمَ يَدْهَم ولا كَمِتَ يَكْمَت . وأَبلَق وُلِد له وُلْد بُلْق . وفي المثل : "طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ " ، يُضرب لمن يَطلُب ما لا يمكن ، والبَلَقُ حجـــر باليمن يُضيء ما وراءه كما يُضيء الزُّجاج

،والبلَق البابُ في بعض اللغات( يريد اللهجات بعرفنا المعاصر ، وجاءت من البلق بمعنى الفتح ) ، وبلَقه يَبْلُقُه بَلْقاً وأَبلَقه فتحه كله وقيل فتحه فتحاً شديداً وأَغلقه ( فهما ضدّان ، وهو ما يسمى في علم الأصول باللفظ المشترك ) ، وانْبَلَقَ الباب انْفَتَحَ ومنه قول الشاعـر :

فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَلِق

وفي حديث زيد : فبُلِقَ الباب أَي فُتح كله ، يقال : بلَقْتُه فانْبلَق والبَلَق الفُسْطاط ، قال امرؤ القيس :

فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِي ***ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي

وفي رواية: وليأْت وسط خَمِيسه ، والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ والفتح أَعْلى رملة لا تُنْبِت إلا الرُّخامَى ، قال الشاعـر ذو الرمة ، في صفة ثـور :

يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه *** ببَلُّــوقــةٍ إلاَّ كبـيــر المَحـافِــــــــــــرِ

أما الجلق والأجلق فهو من الجوالق ، وعاءٌ من صوف أو شعر أو غيرهما، كالغِـرارة. ( ج ) جَوالِقُ ، وجَواليق . ( وهو عند العامة جُـوال ) ، وجاء في المعجم الوسيط :

جلقَ الشيءَ جَلْقاً: كَشَفَه . وجلق رأسه : حَلَقَه. وجلق فَمَهُ عند الضَّحِك : فتحه، وجلق الحِصْنَ ونحوه : رماه بالمَنْجَليق . جَلَّقَ الحصنَ ونحوه : جَلَقَه.تَجَلَّقَ : ضَحِك حتى بدا أقصى أضراسِه . الجُلاَقة يقال : ما عليه جُلاقَة لحم : أي شيء منه. الجَلَقَة: مَضْحَك الإنسان ، وفي الإستعمال العامي البدوي ولعلَّ له محملاً من

الفصاحة : جلق فمه أي عوجه وفتحه مع الميلان ، والجلاقة ونظيرهـا الجُمّـاقة الوحل .

والسؤال ما وجه التعاور بين الجلق والبلق ؟

قلت : إنما هو من الإتـبـاع فقط ، و الإتباع : ( في علم البلاغة ) توالي لفظين يتفقان في الوزن والرَّويّ بقصد تقوية المعنى ، والثَّاني بمعنى الأول ، أو غير ذي معنى ، ولا يُستعمل منفردًا ، تأتي بينهما واو العطف أو لا تأتي ، كقولنـا : حسَن بسَن ، سمن ممن ، ما له سمّ ولا حمّ ، السام والحام أو السام والعام* .... إلخ

أمثلة الإتباع المعروفة والكثيرة في لغتنا وتنظر في مظانّـهــا ..

ولربما وجدوا بين البلق والجلق مشاكلة خفية ، تتمثّـل في أن البلق هو فتح الباب أو فتح الفم ، والجلق هو الضحك ملء الفم لدرجة اعوجـاج الفم ، وظهور الميلان فيه ، قلنا : " ربما " !!!

والأجلق في دواوين البادية ربما أورده لسانه مهاوي الهلاك بكلامٍ ذي عِـوَج غـيـر مستقيم ، فتورّط في مشكلة ( ورطــة ) يصعب التملّص منهــا ، فأطلقوا عليه هذا المثل !

-----------------------------------

*في المثال الأخير فقط (السام والعام ) ،قيل بأنه ليس من أمثلة الإتباع ، وقيل معناه( الخاص والعام ) .

جوالات التبن ( أكياس من الجنفيص) جواليق أو خيش أو شوالات