القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


منطق اللامنطق في وحدة الراشد وخلافة الدواعش -عبده النقيب* صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 13 أغسطس 2015 17:29

 كم هو التناقض صارخ في مقال الأستاذ عبدالرحمن الراشد" لا.. لانفصال جنوب اليمن" الذي نشره  في جريدة الشرق الاوسط دفاعا عن الاحتلال اليمني للجنوب  دون منطق ودون أي اكتراث لشعب قدم التضحيات الجسام ثمنا لحريته ورفضا لاحتلال يدعي الوحدة. لا يهمني كثيرا عدم احترام الراشد لمشاعر الجنوبيين وكرامتهم  فهذا شانه وهو حر في ذلك, بقدر ما يهمني اللامنطق الذي ساقه والمبررات التي اوردها ليقول لنا ان الوحدة هي الابقى حتى وان مات الجنوبيين جميعا.


جميلة هي مقدمة المقال الذي عدد فيها الراشد حقائق وملابسات اعلان الوحدة واسباب فشلها واعترافه بان حرب المقاومة الجنوبية هي حرب تحرير واظن ان ذلك كان طعما ليضع فيه سمه الزعاف, فقد لاحظنا الراشد فاقدا للمنطق والحجة والرؤية معا عند بحثه عن الحلول للكوارث التي سببتها نوعية هذه الوحدة التي يحرص عل بقائها بأي ثمن.

الوحدة العربية كلمة جميلة .. فهي رديف للقوة والمجد والكرامة فلا مكان للعرب دون وحدتهم , وعلى نفس المنطق يقول المتطرفون الإسلاميون ان لا عزة للأمة الا بالخلافة الاسلامية . دعاة الوحدة بأي ثمن وكيفما تكون في نموذج القوميين العرب في الجنوب العربي وفي دولة القذافي اوصلونا الى القبول بالوحدة مع عصابة صنعاء التي لا تعرف عن الوطن سوى كمشروع للنهب والسلب والقتل وعليها نقيس نتائج هذا المشروع الذي بات واقعا ملموسا نعيشه اليوم. وخلافة داعش ستعيدنا الى تحت اقدام سلاطين الباب العالي ليس لينهبوا ثروات العرب ويدمروا اوطانهم بل وليجتثوا لغتهم  ويمحوا تاريخهم  ويحبسوهم في كهوف التاريخ,  وذلك ينطبق  على روافض صنعاء والعراق الذين يبنون مجد فارس على انقاض العرب ايضا.

الوحدة والاسلام لا خلاف حولهما لكن ما نختلف حوله هو خلافة واسلام داعش ونموذج وحدة علي عبدالله صالح  ومن يبرروا لها كالراشد حتى وان بدا ناقدا.. لم يسال الراشد السؤال المنطقي هو كيف تحول بإجماع من كانوا يتغنون بالوحدة ليلا ونهارا وقدموا من اجلها دولة وثروة والغالي والنفيس الى مقاتلون ضد هذه الوحدة المزيفة.. لا .. ليسوا الجنوبيين ضد الوحدة وليسوا مع الانفصال  وليسوا حفنة فهذا توصيف خاطي ومغالطات لا اظن الراشد يجهلها.. كان الاجدر به ان يقول ان الجنوبيون ضد الاحتلال والجنوبيون يدافعون عن كرامتهم وحريتهم.. بمنطقه هذا يريد ان يصادر كرامة وحرية شعب الجنوب لأسباب ليس لها علاقة بالوحدة لا من قريب ولا من بعيد. وحتى وان ذهبنا معه في منطقه فإنه لم يقل لنا كيف يمكن تحقيق هذه الوحدة وكيف يمكن لنا تجنب المزيد من الكوارث والمخاطر التي باتت الوحدة مستنقع لها تحاصرنا جميعا في اليمن والجزيرة كلها.

دعاة الخلافة الاسلامية حبسوا الأمة في قعر التخلف واخرجوها عن مسار التاريخ الانساني لقرون طويلة و مازالوا اليوم عائقا كبيرا امام تطور ووحدة الامة رغم كل ما لدينا من مقومات التطور والتقدم والقوة, ودعاة الوحدة باي ثمن ودون مقومات ايضا مزقوا الامة وادخلوها في صراعات داخلية على مدى سبعة عقود اتت على كل مقدرات الامة وبات مصيرها في مهب الريح.

وضع الراشد الحل السحري للحفاظ على الاحتلال  هكذا بكل بساطة  فمسألة مصير الجنوب  العربي لديه يجب ان يقرره اليمنيون في صعدة وصنعاء.. منطق ليس له مبرر قانوني او اخلاقي او انساني فقد سمعت بهذا من قبل من مراكز القوى القبلية التي تتبع حاشد فقط.

 لماذا يضع الراشد حل مشكلة اليمن فقط على انقاض الجنوب.. ولماذا لم يقل ان دعاة هذا النوع من الوحدة التي يدافع عنها اليوم هم الذين مزقوا الجنوب ومزقوا اليمن وعرضوا المنطقة كلها لكل هذه المخاطر الجسيمة  وليس غيرهم. الم يكن اجدر به ان يثبت وحدويته ويدعو لضم ودمج دولتي الجنوب العربي واليمن الى مجلس التعاون  اذا اراد تجنيب المنطقة شر التدخلات الخارجية فيها فمجلس التعاون وليس الجنوب هو الاقدر على احتواء ومعالجة مشكلة تخلف اليمن .. هذا النوع من الوحدة التي يدعو لها الراشد هي الخطر الاكبر كما لمسنا وهي التي اتت بهذا التدخل الخارجي , وهذه المرة لن تكونا تركيا وايران فقط  بل ان باراك اوباما يتحفز لإعلان امارات الدواعش في الجنوب العربي وحوزات الملالي وولاية الفقيه في اليمن ولن تكون المنطقة بمنأى عن تداعيات هذا ابدا.

ما حاول اغفاله الراشد في مقالة هذا هو حصر الاشكال في شلة علي عبدالله وتحميلها مسؤولية فشل الوحدة ليختزل الحل في التخلص منها ايضا, وفاته ان يدرك ان شلة علي عبدالله صالح هي نموذج مصغر لمجتمع بأكمله.

 وقبل الختام اطمئن الاستاذ الراشد بأن الجنوب القادم لن يكون فيه مكانا للمتطرفين الذي يخشى عودتهم للقتال فالجنوب سيكون سور الجزيرة الحصين,  ومدنية الجنوب ستكون بوابة تاريخية لحل مشكلة تخلف قبائل اليمن ايضا. واخيرا  اذكره بان الحرية هي العدالة وهي الكرامة وهي جوهر الاسلام وهي المنطق الحضاري فكما منحنا الله حريتنا في ان نختار ديننا دون اكراه فمن الاولى ان نكون احرار ايضا في تقرير مصيرنا اذا لم يكن لدى الاستاذ الراشد اعتراض طبعا.

اتمنى ان تمنحني صحيفة الشرق الاوسط حق الرد عليك في نشر مقالي هذا.
ناشط سياسي من الجنوب العربي*