الناشر
ماينشر
يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارةمنبرحر
المعرفة والحركات المتطرفة - بقلم - فاطمة المزروعي |
مقالات - صفحة الكاتبة/ فاطمة المزروعي |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الأحد, 25 أكتوبر 2015 12:34 |
إذا أردت تدمير أي أمة من أمم الأرض، فكل ما عليك هو أن تسطح تفكيرها، وتعزلها عن محيطها وعن أي تطور معرفي وتقني.
أعتقد أن ما نراه في عالم اليوم، من مجتمعات إسلامية احترقت بنار التطرف والإرهاب، ما هي إلا نتيجة لتسامح غير مبرر مع جماعات إسلامية متطرفة عملت على نشر أفكار مشوهة تهدف إلى تسطيح عقول الناس، وتعلي من قيم قادتها وزعمائها على حساب المجموع الوطني العام وعلى حساب الوطن وهمومه وتطلعاته. وهذه النتيجة ماثلة أمامنا وما علينا إلا أخذ العظة والعبرة، فعندما سمح للعمل الاجتماعي والخيري لهذه الجماعات حولتها لثكنات إرهابية، ومأوى لنشر الفتن في المجتمعات وبين عموم الناس، فلم يكن العمل الخيري أو الإغاثي إلا ستاراً لعمل منظم يهدف لخلخلة المجتمع وهز ثوابته وقيمه، وتسريب أفكار سيئة غير حقيقية، تضعف من الروح المعنوية للناس، وتجعلهم في حيرة ثم يبدؤون بالتبشير بالبديل المزعوم، والذي شاهدنا نماذجه في أفغانستان وفي والعراق وسوريا، وما القاعدة وداعش وطالبان، إلا نماذج وأمثلة حية مرت بنا وشاهدنا كيف حكموا الناس، وكيف أرهبوا، وكيف سفكوا الدماء البريئة. مرة أخرى إن فعل التدمير لأي مجتمع تبدأ بتسطيح الفكر، ورفض القراءة العامة وحرب شعواء مع المعرفة والعلوم المختلفة، ولا يغيظ ويقتل هؤلاء الإرهابيين إلا المجتمعات المتعلمة القارئة المطلعة التي تملك الوعي والمعرفة، وهذا دور كل مثقف وكل متعلم في كل مهنة وعمل، علينا بنشر المعرفة وبث الوعي بين الناس. |