حاول مراراً وتكراراً - بقلم - فاطمة المزروعي طباعة
مقالات - صفحة الكاتبة/ فاطمة المزروعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 10 يونيو 2015 06:43

 ??التقيت بصديقة قديمة في إحدى المناسبات الاجتماعية، وكانت من أجمل اللحظات، ذلك أن اللقاء كان مشحوناً بالمعلومات الثرية فكل واحدة منا كانت في لهفة وشوق لسماع الأخرى ومعرفة آخر أخبارها،

وفي وسط هذا الزخم، أسمعتني قصتها عن الفشل الذي حدث في حياتها الزوجية، أسمته فشلاً، ثم عرجت على محطة أخرى تتعلق بإنهاء دراساتها الجامعية وإخفاقها في هذا المضمار.

 

 ولعلكم مثلي تماماً فوجئتم بتصنيف انهيار الحياة الزوجية بالفشل، وبالمثل الإخفاق في فصل دراسي لا يعني الفشل، لكنها استخدمت هذا المصطلح لأنها توقفت عن المحاولة، وقررت أن ترمي نفسها وتوصمها

بالفشل، وأمثال هذه الصديقة في حياتنا كثر جداً، فهم مع أول هزة يجلبون لأنفسهم الويلات والأحزان وأوصافاً مؤلمة مثل الفشل، وينسون تماماً أن الحياة فيها إخفاقات ونجاحات وألوان عديدة من الألم والسعادة.

 المفروض أن لا نستسلم أو نتوقف بل نعمل ونقدم محاولة وراء الأخرى وتجربة وراء الثانية حتى يتحقق لنا النجاح، يقول ستيف تشاندلر، مؤلف الكتاب الشهير مئة طريقة لتحفيز نفسك: «إنك تخسر

المحاولات التي لا تقدم عليها بنسبة 100 في المئة». وهذا بطبيعة الحال صحيح تماماً، فعندما تقرر الانزواء وعدم المحاولة، فأنت في الحقيقة قررت وأصدرت حكماً بأن أي جهد يمكن أن تقدمه مآله الفشل

وعدم النجاح، وهذا في اعتقادي قمة الظلم، وقسوة بالغة غير مبررة وسهم نوجهه لقلوبنا دون أي ذنب سوى الجهل بحقيقة الحياة وألوانها المتعددة، مع كل إخفاق حاول مرة واثنين وثلاث، أين المشكلة؟