عين ... وراية خفاقة - بقلم - ناريمان عواد طباعة
مقالات - صفحة الكاتبة :ناريمان عواد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 20 مايو 2016 03:35

 عين على فلسطين التاريخية التي نلتفت اليها في كل وقت وفي كل لحظة ، نعشق سماءها وبحرها واراضيها الخصبة ، اغانيها وطبيعتها الخلابة  ، نقف امام مساجدها على بحر يافا ،  نبكي

على مجزرة نفذت في الطنطورة وفي مساجد اللد ، نرسم صورة للشهداء والراحلين ، نرنوا الى  قوافل المهجرين الذين غادروها مكرهين .

نبكي بيوت وحدائق غناء ترك  الماء يروي زرعها الذي لم يكتمل بعد .

ورائحة ازاهير البرتقال وشهد النحل ، واصناف العصافير والطيور ترسم الفرح .

عين تبكي اطفالا رضع ذبحوا على مشانق الموت في دير ياسين .

غادر الاهل والاحبة الامكنة والبيوت  ، يحملون بعضا من اشياءهم ، بعضا من ملابسهم ، يتعثرون باثوابهم  وحاجياتهم البسيطة التي حملوها على عجل صورهنا وهناك .

 

 لم  يحملوا الكثير...

لان الفكرة الراسخة كانت ان حقهم لن يضيع وانهم سيعودون مهما باعدت بينهم المسافات .

امراة تطرز ثوب عزها و كرامتها تذود به عن ابناءها تحاول ان تحمي ابناءها الرضع من الذبح والقتل ، لكن جمال الثوب لم يذ عنها وعن ابناءها ، فالمجازر التي ارتكبت خضبت اثواب

النساء والشيوخ والاطفال في اكثر من مجزرة نفذت في اللد ،  الطنطورة ، كفر قاسم ، دير ياسين .

تحضر صورة الجثث المكوّمة  والجرحى على الطرقات  بلا ضمير انساني .

عين عليك يا فلسطين ، وعيون المهجرين ترنو اليك ، على مدنك الجميلة واراضيك التي تنشر الخصب والفرح .

راية فلسطين الخفاقة تنبض في قلب كل فلسطيني غادرك مكرها بقوة السلاح الذي استخدمته عصابات القتل الصهيونية ، الى المنافي  والشتات واللجوء القسري .

سنوات طويلة من العذاب والتشريد .

في كل عام تحضر صورة النكبة  بكل قسوتها والتي تحفل بالالم والمعاناة والفقد والتشريد القسري  وتتجدد معها رسالة الاجداد والاباء ، بحمل المفاتيح وكواشين البيوت ، وصية العودة  الى

ارض الخصب والفرح ، الى  اللد والرملة وصفد ، الى حيفا ويافا الجميلة ، الى مسارحها وفنها الجميل ومنابعها الثقافية والاعلامية وبذل الغالي والنفيس لتحقيق هذه الوصية  .

سنعود ، وستبقى رسالة العودة منقولة في شغاف القلب من جيل الى جيل وسيبقى حق العودة هذا الحق الجماعي والفردي حاضرا في قلب كل فلسطيني مهما طال الزمن.

 # لن_ننسى