لقاء القاهرة .. فرصة لدخول التاريخ- بقلم:ابو عهد الشعيبي طباعة
مقالات - منبر حر
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 16 نوفمبر 2011 19:41

شعب الجنوب الابي لا يزال يخوض ثورة سلمية عارمة منذو ما يقارب الـ 5 سنوات قدم على دربها الدماء والجماجم لتتقدم وتنتصر في ظل أوضاع شديدة

التعقيد على مختلف المجالات والاصعدة التي ضاعفت بطبيعتها الجائرة وتركيبتها المتداخلة من المصاعب والمعاناة التي أثقلت كاهل أهلنا البسطاء على أرض الجنوب, يواصل ثورته بجهود وامكانات بسيطة غير متكافئة من كل النواحي ضد عدو خبيث وشرس يمتلك كل اصناف الامكانات من السلاح والمال والعصابات المسلحة الإرهابية بكل مسمياتها التي تعمل ليل نهار على بذر الفتنة على أرض الجنوب لأجل إحداث الفوضى وإثارة الرعب والهلع في مدن الجنوب وقراه ..
 
 
في وضع كهذا مضاف إليه كل إفرازات الاحداث التي تشهدها الساحات المحيطة الإقليمية والدولية والحصار وما لها من تبعات ومخاطر على مستقبل قضية الجنوب يصر الرئيسين ناصر والعطاس على إضافة بؤرة جديدة للمشهد من بؤر الصراع داخل المجتمع الجنوبي بالتأكيد قد تكون الأخطر ,حث يعملان على خلق اصصطفات معادية لتطلعات الثورة وأهدافها بدون حساب لأي تبعات وعواقب مستقبلية ,وإزاء هذا التحرك المريب الذي نشاهده للرئيسان فأن الواجب لا يزال يملي علينا ضرورة إستحضار الحكمة والتروي في مخاطبتهما بشكل مسؤل ومقنن وصريح كشخصيات لها من الاثر والثقل على الساحة الوطنية الجنوبية في سياق تصنيف مشهد الراي العام  ..
 
 ولأجل مصلحة الجنوب ورفضا لحدوث ما لا يحمد عقباه نقول لهما أن المضي إلى اليوم المنتظر لعقد لقائكما القادم  في القاهرة لن يكون سعياً محمودا ولن يجلب لكما سكون البال ورواق الحال ,لأن الوصول إليه وفق المعلن والمخطط يعني التصادم مع شعب الجنوب وتوجهاته بشكل فج ,وليس من الحصافة أن تكونا كشخصان ضد شعب بأكمله مهما كانت اعتقاداتكما للسياسة صائبة من وراء ذلك إذا ما سلمنا بانها  ذات مقاصد بريئة  !! ,اللقاء وبحسب ما صدر عنكما من مواقف وتصريحات سياسية واضحة بشانه منذو أشهر لن يكون بنتائجه للجنوب كمصلحة حتى نطمئن وتطمئنا ,وإنما سيكون لإنتاج وسائل وأدوات وخطط جديدة تساعد الإحتلال على ضرب ثورة شعب الجنوب الإستقلالية وإستهداف نضالاته الوطنية ومشروعه التحرري ,ولأن هذا توجه مغامر وعليه مترتبات خطرة ومخيفة ,فأنه من المهم الإشارة عليكما بأمرين مهمين لا شك بانهما سيكونا كما أعتقد أبرزعناوين النتائج الكارثية مستقبلا لمثل هكذا توجهات ,فقط  نوردهما لعلكما تتعضان وتفيقان من غيبوبة التعالي والشطحات وتقرران في اللقاء شيئً آخر يفيد شعب الجنوب  ..
 
 
الأمر الاول : أن اللقاء فيما إذا تم بما سيسفر عنه ستكونان أصحاب المسؤلية المباشرة على كل نتائجه كيفما كانت ,وأكثر من ذلك سيضعكما في دائرة العداء الحقيقي لهذا الشعب وبمحض إرادتكما مايعني وبالضرورة مواجهته بشكل مباشر نيابه عن الإحتلال ,وهو الأمر الذي سيترتب عليه أموراً مخيفة ومكلفة لا يمكن تصورها وقد تقود لا سمح الله إلى حالة إقتتال داخلي ,وبهذا الفعل تكونان قد نسفتما عقد التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي الذي صنعه شعبنا معكما نسفاً كاملا ما يعني وبالضرورة ايضا إعادة إنتاج دورات دم جديدة وإشعال فتيل الثأئر السياسي بكل ملفاته السوداء بعد أن أغلقها شعبنا ,وهي الملفات التي أرتبطت باحداث رهيبة أنتما من صنعها وأشعلها وبسببها تمزق الجنوب شعب ودولة بل وظل في نكبة دائمة منذو ما بعد الإستقلال الاول مرورا بكل محططات الصراع والعنف المعروفة وإلى يومنا هذا  .
 
الأمر الثاني : أن الإحتلال بما عرف عنه وبكل أوجهه المختلفة وأساليبه الماكرة وبما سياتي عليه بعد ذهاب صالح وهو الضعيف بقدراته والممزق داخليا والمتناحر سياسيا وقبليا وطائفيا ,لن يظل إلى جانبكما داعما ومساندا إلى الابد كما هو الان ! ,ولن تكونا بالنسبة له في المستقبل أكثر من كرت بمجرد ان ينتهي توظيفه يرمى ,وفي حين سيتفرغ لمهامه الكبرى كغازي مستعمر والتي لن تكونا محل ثقته لحملها مستقبلا ,تظل لعنة الله وشعب الجنوب والتاريخ تطاردكما شبحاً اينما عشتما وإلى ما بعد الممات ولا أضن بأن أرض الجنوب ستكون ساحة أمان لكما ومن إليكما وهو ما لا نتمنه لأي جنوبي أي كان لونه ورائحته ومستواه  ..
 
 
وعليه فأني أعتقد بأنه لا يزال ممكنا أن تجعلا من اللقاء القادم عنواناً آخر وإنطلاقة أخرى تدخلكما التاريخ المعاصر لشعبنا من أوسع ابوابه , ومن الممكن ايضا أن يكون فرصة حقيقة لصناعة أدوات ناجعة ومخططات ذكية ,وبرامج وطنية عصرية تساعد شعب الجنوب على الإستمرار في نضاله وثورته حتى ينال حريته وإستقلاله ,بل وقد تجعلان منه مدخلا حقيقياً وجادا للسير نحو الإلتحام بإرادة الشعب وتأييدها وخياراتها ورمي كل مشاريع الإلتفاف بعيدا , وسنكون من السعداء إذا ما تحقق هذا وتغلبت في اللقاء المرتقب على الاهواء والنزعات الشخصية مصلحة الشعب الجنوبي العلياء ..
 نتأمل هذا منكم ويااااااااااااااارب يهديكما الله إلى فعل ما يرضيه وشعبنا ,