تعقيب على مفهوم الجنوب العربي: طباعة
عام - دراسات وبحوث
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 02 مايو 2012 10:36

 

د.عيدروس النقيب جندي ياباني من طراز جديد!

*بقلم المهندس علي نعمان المصفري

مؤخرا كتب د. عيدروس النقيب, المُنظر الجديد لاستمرارية يمننة الجنوب العربي حول الموضوع أعلاه وتم نشرة في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية.

 وذلك لتبرير فشلهم ومحاولة جر شعب الجنوب إلى مربعات المتاهات وتفريغ انتصارات اليوم لمسيرة تحرير الجنوب السلمية وقوة حضورها بهدف الالتفاف عليها وتمييع جوهر ومفهوم واقعها. فقد باءت جهودهم بالفشل لتخلفهم عن الحدث في المشهد. لذلك لا ينطلي على أحد هذا التزييف الذي ورد في أدعاء آته لنكرانه حتى لهويته الجنوب العربي التي ولد وترعرع فيها وتشبعت كل خلايا موروثة النووي  فيها من هوائها ومائها ومانبت عليها وما حواه بحرها وتحت ترابها.

لا غرابة في أن ينضم د.عيدروس النقيب إلى فوج المهاجمين الجدد القدامى من دعاة يمننة الجنوب ولا يبتعد كثيرا عن د.سيف العسلي(الأم والخالة) ولا د.عبدالله الفقيه, في مقالته المستور عنه في الوحدة اليمنية قبل سنوات وأراد ذوبان شباب الجنوب بذرهم في شتى بقاع اليمن على نفس النهج الستاليني كما حدث لشعوب آسيا الوسطى التي بقت هويتها وطاح الاتحاد السوفييتي.

ويندرج  هذا الطابور ضمن الحملة الشرسة التي يشنها دعاة يمننة الجنوب العربي, خصوصا بعدما شهد الجنوب تطورات مشهودة وضحت على مستوى المشهد السياسي لصالح قوى مسيرة التحرير الجنوبية ووصول القضية الى المستوى الدولي والأقليمي مجسدة بالعرق والدم على أرض الواقع حقيقة وجودها, من الصعب أطلاقا تجاوزها أو نكرانها لأنها ليس حقائق على الأرض فقط بل أيضا عقيدة مسكنة في وجدان الناس تحت سقف مرجعية واحدة في الهوية والدولة على كامل أرض الجنوب المحتلة وعند حدود يوم الأستقلال عن بريطانيا في 30 من نوفمبر 1967.

ذلك بعدما حاول أعداء وقراصنة الجنوب طمس هويته وسلب ونهب أراضيه ودفن قضيتة نهائيا من خلال نصرهم المزعوم في 7 يوليو 1994  بوقوع الجنوب تحت أحتلال الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد مسلسل مسرحية هزيلة بدأت تنسج خطوط عنكبوتها في خمسينيات القرن الماضي وتوالت في مؤامرات عدة أفضت بوضوح في شراستها عشية الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 عندما تم التحائل على كافة القوى السياسية الجنوبية كحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير ورديفها التنظيم الشعبي وتسليم الجنوب للجبهة القومية وفق مبرر ميكافيلي  في غايته يمننة الجنوب العربي ووسيلته التحائل والتآمر وفرض العنف والقوة على كل أبناء الجنوب لقبول نظام حكمهم الديكتاتوري الاستبدادي.

ويأتي بل يتفق هذا تواصلا للمشروع اليمني الذي ظل الأئمة على مدى حكم 73 أمام وحتى أنقلاب 26 سبتمر 1962 على آخر أمام وهو الأمام أحمد بن يحي بن حميد الدين. هولاء الأئمة كرسوا كافة جهودهم وصبوا جلّ همهم في كيفية السيطرة على الجنوب العربي الثروة والجغرافيا والتاريخ.

ما عجز عنه الأئمة تم مواصلته من قبل بعض أبناء اليمن المقيمين في الجنوب من خلال أستغلال الظروف السياسية الجديدة لحركات التحرر في منتصف القرن الماضي والنهوض الناصري القومي الحركي التحرري وتحسن وتطور المناخ السياسي في عدن بظهور العمل النقابي والسياسي المتعدد وحرية الصحافة والانتخابات التشريعية في عدن وتكريس تلك المستلزمات نحو السيطرة على أدواة العمل السياسي وأخراج مشروعهم عبر تأسيس الجبهة القومية, أحد امتدادات حركة القوميين العرب التي كان مركزها بيروت. ومن ثم الإعلان بقرار يمني في صنعاء على قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 على الرغم من انقضاء فترة مقتل بن لبوزة بشهور مستغلينها كمناسبة لحدث لتحفيز وتأجيج المخزون الهائل من معاناة شعب الجنوب من الأحتلال البريطاني للجنوب.

رغم أنه مسبقا تم مناقشتها في عام 1959 تحديد موعد لإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على أستقلال الجنوب العربي والبحرين والذي تم فعلا في 11 ديسمبر 1963. ولمزيد من التوضيح راجع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإقرار استقلال الجنوب العربي ولم يذكر الجنوب اليمني في ذات العام مع البحرين وعلى تتويج الاستقلال لكللاهما في عام 1968. فهل كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على باطل في تأكيد وإقرار هوية الجنوب العربي  ود. عيدروس على حق؟.

قرارات المنظمة الأممية ووثيقة الاستقلال التي وقعت في جنيف سويسرا في يوم 29 نوفمبر 1967( راجع الوثيقة). وما قبلها المباحثات بين وفدي الحكومة البريطانية ووفد الجبهة القومية تجسد واقع الجنوب العربي وتناسى عيدروس هذه الحقائق لغياب بصيرته وخلوها من المنطق لتبقى خاضعة للأملاءآت عليه وفق مبدأ ما قاله سيدي أفكر أنا ؟

لذلك وللسيطرة على الجنوب تم الانقضاض عليه ومحو هويته واستبدالها بهوية الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد خلافات حادة يوم 30 نوفمبر 1967 قبل الإعلان على قيام الكيان السياسي الجديد وذلك بين الرئيس الشهيد قحطان الشعبي والمفكر  فيصل عبداللطيف الشعبي طيب الله ثراهم وزملائهم من جانب وبين الجناح اليمني في اللجنة التنفيذية لجبهة القومية ممثلا بعبد الفتاح أسماعيل الجوفي من جانب آخر. أنتصر في هذه الخلافات التيار اليمني بتسمية الكيان السياسي الجديد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على تراب الجنوب العربي.

 لقد أستغلّ أصحاب مشروع يمننة الجنوب العربي خلاصة عوامل رئيسة حينه للتحائل والأستباق تأسيسا على أنقلاب صنعاء في 26 سبتمبر 1962. وأهم تلك العوامل:

1-    المد الناصري القومي التحرري وحضوره القوي عسكريا في الجمهورية العربية اليمنية وصراعه المحتدم مع بريطانيا في ظل الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة من 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكل القوتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي جورباتشوفيا في 1990.

2-    المعاناة والاحتقانات ومحاولات انتفاضات المناطق في الجنوب على بريطانيا في مستويات من المراحل المختلفة وأزمنه عدة لم تنجح حينة لعدم أمتلاكها الشروط اللازمة للنجاح لغياب العنصر الذاتي في توفير الدعم الإقليمي والدولي وضعف تنظيمها في حلقة تواصل مع بقية مناطق الجنوب العربي.

3-    مكنون العداء اليمني على امتداد تاريخه في النظرة الخبيثة على الجنوب العربي؟
4-    التنظيم الجيد لليمنيين في حلقات متكاملة وفق شبكة متزاوجة مع بعضها في تنوع اجتماعي مهني نقابي وسياسي ضمن النسيج المجتمعي العدني مما جعلهم على قرة كافية في الحضور في القرار الاجتماعي والنقابي ومختلف أدوات التواصل الإداري والمالي والاجتماعي والإعلامي التي كانت بمنأى عنهم لوقوانين الهجرة والجنسية  .

بحيث اعتمدوا على المال والأعلام سبيلا رئيسا في استكمال التواجد في تلك المجالات.

لقد تناسى عيدروس النقيب حتى أن بطل وفارس القومية العربية جمال عبد الناصر أكد ما ذهبت أليه.

وفي مقالة سابقة كتب الكاتب: جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة:

رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الاستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا.

 عندما قال جمال: على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي ولم يقل جمال الجنوب اليمني وهو بطل القومية العربية.

ماذا جرى بعد ذلك غير أن البحرين استقلت دون قطرة دم بينما الجنوب العربي لازال ينزف حتى اللحظة؟ وكأننا بالفعل ماكنا بحاجة إلى ثورة مثل هذه؟؟

ولهذا نجد أن ما عجز الحزب الاشتراكي على استكماله في الجنوب ليمننته, عمد النظام القبلي العسكري الذي وقف ويقف على رأسه الرئيس علي عبد الله صالح, عمد هذا النظام على تواصل حلقات وقوع الجنوب بأحكام بين براثن اليمننة, بحيث الكل مع الأئمة ألتقون عند باب اليمن؟

ونتائجها تبينت في كل الأحداث التي شهدتها ساحة الجنوب منذو أعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 أبريل 1994 وحتى آخر ساعات يومنا هذا لازالت تتواصل؟

المؤلم والمؤسف أن نفر من بقايا دعاة اليمننة في ما تبقى من الحزب الاشتراكي اليمني لم يخجلوا ولا يعيبوا أنفسهم بما فعلوه بالجنوب الأرض والشعب منذو استقلاله ولا يحرك ضميرهم لهم ساكن لما حلّ به من بلاوي زرقاء كانوا السبب فيها. تجللّت مشاهدها الدامية في كل دورات العنف خلال حكمهم بقوة النار والحديد والكفاح المجيد على مدى 23 عام وحتى بيع الجنوب رخيصا في 22 مايو 1990 المشئوم. والدكتور عيدروس ربض عند ذات التعليمات التي أعطيت له حين تأطيره في المنظمة القاعدية  وبقى راكدا يحبو عند مستواها دونما يقدر على تجاوز قمم وقيعان المساحة المرسومة لتحركه الفكري فيها على الرغم من نزوحه رصد إلى جعار ومنها الى عدن وبلغاريا للتأهيل ليسقط  أخيرا في عمق بئر اليمننة الجافة. ويبدو أن ثقل الجرعة في أطار شبكة الرفاق ومطبخ محسن الشرجبي أعاقته عن قدرة الحركة للتواصل مع مجتمعه الجنوبي بالرغم من تواجده الشكلي في نسيجه ليخضعه لتقبل أوامر المركز القائد دونما لوازع الانتماء قوة التأثير عليه لقوة المجال المغناطيسي الثابت عند يوم التحاقه بالرفاق. وهو ما يذكرني عندما تم مؤخرا قبل عقد من الزمان قيام أحدى دوريات الشرطة اليابانيه في أحدى الغابات القبض على شخص هرب بجلده بمجرد حضور الشرطة الى الموقع صدفة مما أثار انتباهها لتلاحقة ويتم القبض عليه لتكتشف أنه أحد جنود الجيش الياباني الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وأعطيت له الأوامر من قائد وحدته في البقاء في ذلك الموقع وحمايته والدفاع عنه. ومنذو ذلك الحين بقى صاحبنا مرابطا على الرغم من انتهاء الحرب ومرور كل هذه العقود . ليسأل من أنتصر في الحرب؟. وهي الحالة التي وقف عندها د.عيدروس النقيب ولم ببارحها حتى الآن ليصبح جنديا يابانيا لكن من طراز جديد؟.

ولهذا د. عيدروس لم يفرق بين دولة اتحاد الجنوب العربي كمحميات بريطانية تضم السلطنات والمشيخات والأمارات الغربية والمحميات الشرقية منها حضرموت السلطنة القعيطية والكثيرية والمهرة الذين لم ينضموا الى الأتحاد فقط لأختلافات في مفاهيم أدارية في أطار الاتحاد لظروف بعضهم في عدم استيعاب ضرورة قيام الاتحاد. لكنهم شرقا وغربا ضمن مكونات الجنوب العربي وعملتها الموحدة التي أصدرتها مؤسسة النقد للجنوب العربي كانت متداولة حتى بعد الحرب الضالمة على الجنوب في صيف 1994 . ومن الجدير الأشارة آلية أنهم كلهم كانوا ضمن إدارة موحدة عليا تحت الانتداب البريطاني.

لهذا العديد من فلاسفة اليمننة يحاولون أستغلال عدم انضمام المحميات الشرقية لاتحاد الجنوب العربي كذريعة يهدفون منها النيل والتشكيك بمشروعية الجنوب العربي الهوية ليتناسون حقيقة التاريخ والجغرافيا والتكوين الاجتماعي السياسي العصبوي منذو الأزل لوحدة العصبية والعقلية المبنية عليها أسس مفهوم وقواعد قبول شعب الجنوب العربي للدولة الحديثة دونما لليمن قدرة قوام استيعابها حتى اللحظة في صنعاء المقسمة التي يريد توحيدها عيدروس على أنقاض الجنوب بتأكيده كما قال على يمنية الجنوب للذهاب به إلى مقبرة خزيمة مرة أخرى؟؟

وبخصوص تعريفه للجنوب العربي على أنه جزء من اليمن وعلى أنها رسائل مفخخة  لم يدر صاحبنا أنه ومن يقف معه هم من يحاولون تفخيخ كل الطرق نحو استعادة الدولة والهوية الجنوبية على عدة محاور مإسيها في ما يحصل اليوم على الأرض من تشتيت وتمزيق لمكونات مسيرة التحرير السلمية من قبل أفراد يعرفهم بالأصم د. عيدروس.

وبأن الجنوب يمني أكد على ما قاله الشيخ عبد الله الأحمر ألتقى معتبرا الجنوب فرع عاد إلى الأصل.

لم يقرأ التاريخ جيدا من أن تسمية اليمن جاءت نتيجة لإطلاق العرب على مناطق تحركاتهم في الشتاء والصيف وتجارة البخور بحيث قسموها لتشبيهها بالجسد. في أن كل ما هو شمال الكعبة شام وما يقع يمينها أو أسفلها يمن ووسطها الحجاز.

ومن التاريخ القديم والوسط والحديث حتى استقلال الجنوب لم يكن خاضع أو مشترك في كيان سياسي موحد سوى عشية اليوم الأسود في 22 مايو 1990. وأن اليمن السعيد تم استبدالها بالعربية السعيدة.

تأسيسا عليه أقول للدكتور عيدروس وأمثاله أخرجوا إلى واقع الجنوب وماذا يريد شعبه كما خرج أعضاء حزب الأحرار في الدورة السابعة للجنتكم المركزية في عدن حتى ولو متأخرا. فالجنوب يقبلكم  حتى وأن غبتم عليه في دهاليز صنعاء؟. وأن سألتم من أنتصر في الجنوب مثل حكاية الجندي الياباني من أنتصر في الحرب العالمية الثانية؟ فشعبه هو الذي يصنع النصر وفق أرادته السياسية. والشعوب دائما كما برهن التاريخ على أنها منتصرة وباقية والأفراد مهما تفرعنوا على الأرض زائلون. وكما دخلوا الغزاة عدن رحلوا كما جاؤوا وسيبقى الجنوب العربي لشعبه.

لذلك أشعر من الخزي والعيب أن أناقش جنوبي بهويته. هولاء ومن ضمنهم د. عيدروس يتحفوننا اليوم بنكران ذاتهم وهويتهم وأرضهم وشعبهم الضحية بدم باردة ويرحلون الى هوية أخرى دونما يدركون أنهم يرمون الجنوب إلى ما قبل الكهف. وبعد رحلة العذاب التي لازال شعبنا في الجنوب من رفاقه يسحب وزر مأساتة ويتجرع علقمها وهو الوضع المأساوي المزري  القائم اليوم.

فبدل تكفيرهم لسئياتهم والاعتذار على ما اقترفوه يأتون ليكونوا ملكيين أكثر من الملك ذاته. وكأنهم عميان وصم لا يرون ولا يسمعون حولهم . لكننا وبرغم تصالحنا وتسامحنا معهم ظلوا مصرين على ماضيهم. لذلك فهم معذورين أنهم وقعوا تحت تأثير عملية غسيل مخ تخديرها لازال مفعولة في سلوكهم حتى اللحظة ومواقفهم دلائل واضحة على ذلك.

 صحي الجنوب من الصدمة لكنهم في غيهم باقون إلى سوق الملح في صنعاء؟

وهل عيدروس مقتنع بالمشهد البائس وبما يحدث اليوم لأهلنا في الجنوب من تدمير نفسي وأخلاقي وصل إلى حد أنهم فرضوا على نساء الجنوب أن يتحركون مثل الخيم السوداء في الشوارع تحت تهديدهم بماء النار. وهل يراقب تطورات المشهد العسكري والأمني في عموم مناطق الجنوب هذه الأيام وحلبات صراع الفرقاء في صنعاء على أرض الجنوب تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة واللجان الشعبية التي تقاتل مع الجيش اليمني بهدف تطويق خروج الجنوب من مخالب احتلالهم الذي لا يقارن حتى مع إسرائيل في فلسطين؟. وهل لا يرى كيف تم تحول شعبنا إلى شبه أمي وحرمان كل جنوبي من حقه في العمل والعيش والدراسة بعدما شهدت المنظمة الدولة لحقوق الأنساب على مشارفة الجنوب على الخروج من الأمية نهائيا. ألم يكن كافيا هذا في عودتكم إلى جنوبكم؟ أو أنكم أيضا تريدون مع الغزاة مسخ الجنوب من الجهات الأربع الأصلية نهائيا بسبب الجنوب العربي وهذه أمنيتهم؟

أسئلة مهمة لابد من الإجابة عليها:

1-    لماذا تم اختيار الجبهة القومية لتسلم الاستقلال دون مشاركة ديمقراطية حقيقية ألتزمت بها دولة الاحتلال على تطبيقها؟

2-    ولماذا أعطيت للجيش العربي الأوامر لدعمها وحسم الموقف عسكريا لصالح الجبهة القومية في الحرب الأهلية نوفمبر ديسمبر 1967؟

3-    لماذا تم تغيير الهوية من الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, مع أن اليمن لم يدخل في مصطلح الكيان السياسي سوى عند تحويل المملكة المتوكلة الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية في عام 1917 من قبل الأمام يحي؟

4-    لماذا تم الانقلاب على الشهيدان قحطان وفيصل؟ ولدي شهادات حية بذلك على أن الشهيد فيصل قال: إذا قتلت قبل عبد الفتاح فهو قاتلي والعكس؟

5-    ولماذا ظلّ الجنوب في دورات عنف مستمرة حتى هذه اللحظة؟

6-    ولماذا قامت الحرب الأهلية في 13 يناير 1986 وكيف كانت القشّة التي قسمت ظهر البعير؟

7-    ولماذا تلك العجالة في وحدة اندماجية في 22 مايو 1990 دون مشاركة شعبية في القرار واختزال سنة للإعلان منذ التوقيع بموجب الاتفاق المحير والمثير جدلا في 30 نوفمبر 1989 إلى 6 أشهر؟

8-    وكيف تم تدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها وكيف تمت حرب 1994 وما تلاها من مراحل مؤلمة وقاسية حتى اليوم؟

9-    لماذا تمت كل قوانين التأميم والإصلاح الزراعي والاستثمار؟

10-لماذا تم تجميد استخراج الثروات ومحاربة الاستثمارات المحلية والأجنبية؟

10- لماذا حولوا ميناء عدن من ثالث أشهر ميناء في العالم إلى ثالث ميناء في آخر القائمة؟

12-هل الثورات تقوم من أجل تطوير المجتمعات من عند مستوى ولحظة انطلاقها أم تجعل المجتمعات أكثر تعاسة في حلتنا اليوم؟

    13- ألم تعاقب عدن بتصدير ثروتها إلى هونج كونج ومؤخرا دبي التي استأجرت ميناء عدن كمستودعات وفق اتفاقية مشبوهة؟

14- لماذا حولتم الجنوب إلى بؤرة توتر لتحرير العالم من بحر اليابان إلى البحر الكاريبي؟ وجلبتم العداء لشعب كان في القمة وبسبكم اليوم في الحضيض غارق في صانونة هواكم؟

15- ولماذا ظل شعب الجنوب يدفع ضريبة مغامراتكم مع العالم والإقليم وهاجس تخوفهم لازال حتى اللحظة لربطهم تاريخ الجنوب بتاريخ حزبكم الذي لا يفقه منها سوى حوشي وباب اليمن؟

16-ولماذا في الجنوب تم قتل كل حي تأسيسا على النظرية المعتمدة عليها عقليتكم لتتركوا الجنوب وسط شوك مصائبكم ينزف حيا دون وازع ضمير, ولم يكن لكم موقف منذو 22 مايو 1990 غير أنكم أدرتم ظهركم وكأنكم يوسف عليه السلام مع أنكم بياعوه وشر عنتم احتلال الجنوب بعودتكم إلى صنعاء بعد الحرب حيث كان من الأحرى أن تنأون بأنفسكم وتعلنون ولو حتى العمل السري تحت واقع الاحتلال أو الإعلان على أغلاق كل دكاكينكم بالإفلاس والحصول على الأقل تعويض برضاء من شعب الجنوب, لكنكم دفنتم رؤؤسكم في رمال يمننة الجنوب كالنعام؟

هذه وقضايا أخرى محاور رئيسة سنتناولها بشفافية في الحلقة القادمة؟

*كاتب وباحث أكاديمي

لندن في 2 مايو 2012
 

 

 


نحن في مركز صوت الجنوب العربي "صبر" للاعلام والدراسات ننشر تالياً موضوع عيدروس النقيب الذي تناوله الموضوع اعلاة للباحث م علي المصفري
للاطلاع والمقارنة من قبل القاري الكريم وذالك كمايلي:

 

حول مفهوم "الجنوب العربي"
 بقلم :د.عيدروس النقيب

جمعتني الصدفة بعدد من الناشطين السياسيين الجنوبيين في مدينة ليفربول البريطانية ، وكما هي عادة اليمنيين تكون السياسة هي الحاضر الأبرز في أي لقاء سواء كان هذا اللقاء زيارة عائلية أو ندوة سياسية أو جلسة قات ،. . . دارت نقاشات متشعبة تناولت الثورة الشبابية والمسار السياسي للوضع في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية وأخير والأهم القضية الجنوبية وآفاق معالجتها في ضوء التطورات المتسارعة على الساحة اليمنية.

 

كانت مفردة "الجنوب العربي" هي الأكثر حضورا في لغة صنف من المناقشين والمتسائلين، من حديث عن "تحرير الجنوب العربي"، استعادة "دولة الجنوب العربي"،  نضال شعب "الجنوب العربي"، وغالبا ما كان الحديث عن اليمن كحديث عن بلد بعيد إن لم يكن بلد معادي لدى البعض.

 

قلت للزملاء المناقشين إنني لست مع الانشغال بالمسميات طالما نحن متفقون على عدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها، ورغم احترامي لحق كل واحد في أن يختار ما يشاء من الخيارات السياسية وما يعبر عنها من مفردات دون أن يلغي الآخرين أو يرهبهم أو يخونهم لكنني وددت أن يكون النقاش نابع من معرفة بعمق المعاني والمفردات المستخدمة وأبعادها القانونية والتاريخية والسياسية.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها المتجادلون والمناقشون والمدونون والناشطون وبعض الكتاب الجنوبيون مفردة "الجنوب العربي" بل إن هذه المفردة تتخلل كل النقاشات الساخنة والمتواصلة للقضية الجنوبية، سواء على الصحافة السيارة أو عبر المواقع الإلكترونية أو في الفعاليات المهرجانية والنقاشات السياسية المختلفة.

 

وهنا بودي أن أشير إلى أن مفهوم "الجنوب العربي" يمكن النظر إليه من زاويتين: 1. كمفهوم جغرافي، 2. كمفهوم سياسي.

 

إما المفهوم الجغرافي، فإن الجنوب العربي يمكن العثور عليه في أدبيات المؤرخين والمستشرقين باعتباره يعبر عن كل النطاق الجغرافي الواقع في جنوب الجزيرة العربية، وهذا النطاق يمكن أن يشمل اليمن، جنوبها وشمالها وأجزاء من صحراء الربع الخالي وسلطنة عمان وربما أجزاء من الإمارات العربية المتحدة، وفي هذه الحالة فإن هذا المفهوم لا يمكن أن يقدم شيئا للقضية الجنوبية، باعتبارها (أي القضية الجنوبية) تتعلق بشعب وأرض وتاريخ لدولة عرفها القاصي والداني على مدى ما يقارب ربع قرن من الزمان، كانت تتمتع بكامل الحقوق والحضور في المنظمات الإقليمية والدولية،  لكن من المؤكد أن المتعاطين مع هذا المفهوم لا ينشغلون كثيرا بالمضمون الجغرافي لمفهوم "الجنوب العربي" بقدر اهتمامهم بالبعد السياسي للمفهوم.

 

أما المفهوم السياسي فلم يعرف التاريخ الحديث أو القديم كيانا اسمه الجنوب العربي باستثناء تلك المحاولة التي بذلت بنهاية الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي من قبل المندوبين السامين البريطانيين ووزارة المستعمرات البريطانية، لإنشاء كيان سياسي لتوحيد الإمارات الواقعة تحت الحماية الاستعمارية البريطانية من خلال ما عرف حينها بالـ"اتحاد الفيدرالي لإمارات الجنوب العربي"، هذا الاتحاد بدأ بعدد من الإمارات أو ما كان يسمى بالــ"محميات الغربية" والتي بدأت بسلطنات وإمارات ، لحج والصبيحة والفضلي والحوشبي والعلوي وأجزاء من يافع والعواذل ودثينة والضالع إمارات أخرى التحقت بها في ما بعد العوالق والواحدي وفي مطلع الستينات جرى ضم إمارة عدن إلى هذا المشروع مع إمارات أخرى، وكلها ظلت تسمى بـ"المحميات الغربية".

 

على إن هناك مجموعة من الاعتبارات لا بد من تناولها عند الحديث عن هذه القضية:

 

1. إن هذا الاتحاد جاء بجهد بريطاني محض وقد جرى تكوينه في لحظة مضطربة لم تكن تخلو من النزاعات الداخلية بين مكوناته أولا، والنزاعات والحروب القبلية داخل كل ولاية وإمارة وسلطنة ثانيا، والأهم من هذا إنه كان مرفوضا من قبل القوى السياسية الفاعلة في الساحة الجنوبية، ومن معظم جماهير الشعب، وعموما فهو لم يعمر إلا عدة سنوات لم تصل إلى عقد كامل، وتلك الفترة هي آخر سنوات الوجود البريطاني في الجنوب (فبراير 1959ـ نوفمبر 1967م) ومن هذه السنوات أربع سنوات الثورة الشعبية التي انطلقت في أكتوبر 1964م حتى الاستقلال في 30/ نوفمبر 1967م.

 

2. إن هذا الاتحاد غابت عنه منطقة واسعة مما صار يعرف باسم جمهورية اليمن الجنوبية، فالديمقراطية الشعبية وهي منطقة حضرموت والمهرة وجزر سقطرى وكمران وميون وغيرها، وهذه المناطق تمثل من المساحة ما يزيد على ضعف مكونات اتحاد الجنوب العربي.

 

 3. إن المناطق والولايات التي دخلت في إطار هذا الاتحاد لم تكن تتمتع بمنظومة حكم ولو حتى بدائية، فمعظم السلاطين والمشائخ والأمراء كان نفوذهم لا يتجاوز عاصمة السلطنة أو الإمارة، في ظل غياب كامل لكل معالم منظومة الحكم من مؤسسات وخدمات وإدارة وقوانين وغيرها.، كما إن بعض المشيخات قد دخلت منقسمة حيث كان يرفض السلطان أو الشيخ دخول الاتحاد فيستعاض عنه بآخر في ظل رفض شعبي كلي للدخول في مشروع الاتحاد.

 

 4. إن المنظمات الإقليمية والدولية لم تعرف شيئا ولم تعترف بشيء اسمه الجنوب العربي وفي كل الوثائق والمستندات الإقليمية والوطنية وفي اتفاقية التوحيد في العام 1990م وما سبقها من اتفاقيات بين الشطرين ومن اتفاقيات دولية تتعلق بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كان يرد اسم هذه الجمهورية ولا توجد أي وثيقة معترف بها إقليميا أو دوليا تحت مسمى الجنوب العربي غير تلك التي وقعت مع السلطات البريطانية والتي لم يعد البريطانيون أنفسهم يعتدون بها باعتبارها صارت من الماضي الذي تستحيل استعادته.

 

 5. وعلى الصعيد التاريخي والوطني فإن الحديث عن الجنوب العربي وإنكار أو تجاهل تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، يمثل تجاهلا لثورة دخلت التاريخ كواحدة من أعظم ثورات التحرر الوطني وقد مثلت مع الثورة الجزائرية، حالتين فريدتين في الوطن العربي بتوجههما ضد الاستعمار الأجنبي وانتهاجهما الكفاح المسلح التحرري، وانتصارهما بتحقيق الاستقلال الوطني بغض النظر عن ما قد يكون ترافق مع مسيرتهما من أخطاء أو هفوات، وهذا التجاهل هو تنكر واعيا أو غير واع لتضحيات الشهداء والمناضلين.

 

6. وأخيرا لقد ظل ينظر إلى مشروع الاتحاد على إنه مشروع يخدم المصالح البريطانية، من حيث ارتهان القائمين عليه إلى السياسات البريطانية، وولائهم لجلالة الملكة، والإبقاء على معاهدات الحماية واتفاقيات المصالح المشتركة بين المؤسسة الاستعمارية والأطراف المكونة للاتحاد.

 

ما هو "الجنوب العربي" الذي يدعو إليه بعض الكتاب والناشطين السياسيين؟

إذا كان هذا الجنوب الذي يدور الحديث عنه هو الجنوب الجغرافي فهذا يستدعي العمل من أجل إقناع جميع المناطق والأقطار والنطاقات التي ليست طرفا في الحراك الجنوبي ولا تتبنى هذا المشروع وهذا بحد ذاته أمر غير عملي ولا واقعي، لأنه يخلق أكثر مما يعالج من المشكلات، أما إذا كان ا لمقصود بالجنوب العربي هو ذلك الاتحاد  الذي تحدثنا عنه للتو فعلى الداعين إليه أن يعلموا أن هذا الاتحاد قد أخذ زمنه ولم يعد له حظ من البقاء أو الانبعاث من جديد ببساطة لأن مبررات قيامه قد انتهت في العام 1967 عند قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي شملت إلى جانب منطقة الاتحاد كل من حضرموت والمهرة والجزر اليمنية الأخرى مع ملاحظة إن الدعوة للجنوب العربي تفكك الجنوب أكثر مما توحده وهو ما لم يتنبه له القائلين بهذا أما إذا كانوا قصدوا ذلك عن عمدفهذا ما يطرح أكثر من سؤال عن الهدف من هذه التسمية الملتبسة والمفخخة؟

 

في تصوري أن القائلين بالجنوب العربي إما لا يدركون ما يريدون من خلال الاتكاء على مفهوم غير محدد لا سياسيا ولا تاريخيا ولا قانونيا، وإما إنهم يحاولون الهروب من يمنية الجنوب معتبرين أن مثل ذلك يمثل وسيلة لتحقيق مطلب فك الارتباط أو العودة إلى ما قبل م 1990م وهذا النوع من السلوك لا يختلف عن الاستجارة من الرمضاء بالنار.

 

وفي اعتقادي المتواضع أن حل القضية الجنوبية لا يأتي من خلال محاولة إنكار يمنية الجنوب، حتى عند أولائك الذين يدعون إلى فك الارتباط، بل يأتي أولا من خلال الإقرار بعدالة ومشروعية القضية الجنوبية والإقرار بمظلومية الجنوب وبالنتائج التدميرية التي صنعتها حرب 1994م وفي ضوء ذلك سيكون من المهم تشخيص القضية الجنوبية وتعريفها تعريفا دقيقا وعلميا وافيا بعيدا عن التشنج والمغالاة والاستنفار، ومن ثم رسم مجموعة من الخيارات التي يمكن أن تمثل مدخلا لحل القضية دونما إغفال لأهمية العمل السياسي على الصعيد الوطني ومع الآخر (الجنوبي واليمني والإقليمي والدولي) لإقناع هذا الآخر وليس لاستعدائه تجاه هذه القضية العادلة والمشروعة.

وللحديث بقية
 

 

 


 

آخر تحديث الثلاثاء, 08 مايو 2012 06:23