القرن الواحد والعشرين- و المنجزات العلمية - بقلم - الدكتور - عبدالله أحمد بن أحمد - الحالمي طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 12 نوفمبر 2015 17:00
هذا الموضوع كان قد تم كتابته من قبلي بتاريخ 17/4/1998

وتم نشرة في مركز صوت الجنوب العربي  "القديم - صبر "  السبت 12 أغسطس 2006
 
اعتقد ان بعض ما اشير فيه تحقق او في طريقة للتحقق ونعيد نشرة في المركز  للفايده ولمن يرغب الاطلاع علية وهو بعنوان:


القرن الواحد والعشرين- و المنجزات العلمية - بقلم - الدكتور - عبدالله أحمد بن أحمد - الحالمي


بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بسلطان)
صدق الله العظيم


في البداية  لا بد لنا أن نعطي استعراض موجز لما أحدثه الإنسان لصالح الإنسان من تطور في مختلف مجالات الحياة في القرن العشرين و ما قد يصل إليه في القرن الواحد و العشرين باستخدامه

للعلوم و المنجزات العلمية.

شهد القرن العشرين و خاصة النصف الثاني منه ظهور بلدان و أقطاب و أحلاف عديدة و سار البعض منها قدوماً في تطور مستمر و انحسر البعض الآخر و تحررت شعوب و قامت دول متعددة

في مختلف بلدان العالم و اختفت العبودية في ذمة التاريخ الاماندر و بدأ العالم يسير نحو القضاء النهائي على الاضطهاد القومي و العرقي و الذي لازال يمارس في العديد من بقاع العالم لعوامل

عديدة مختلفة. يقع على إنسان القرن الواحد و العشرين مهمة القضاء عليه و توفير العدالة و المساواة بين مختلف أمم و شعوب الأرض من خلال التكامل و التبادل للمنافع و التناسق في التطور

الاجتماعي و النهوض العلمي و التكنولوجي في مختلف مجالات الحياة و انتهاج الديمقراطية كسلوك و منهج في بناء الحياة الحرة الكريمة و التبادل السلمي في إدارة شؤون الحياة و حرية التعبير و

ضمان حقوق الإنسان.

 فإذا أخذنا نظرة سريعة إلى الوراء نرى أنه منذ القدم بدأ الإنسان تدريجياً يسير قدماً في التحرر من العبودية الإنسانية و من قساوة الطبيعة و تدرج عبر مراحل علمية و عملية متعددة في تطوره

هو شخصياً و في اختراع وسائل العمل و الإنتاج و البحث عن تحسين عوامل بقائه: المأكل و الملبس و المسكن و العلم بدأها بوسائل بدائية متخلفة معتمدة على وعيه البدائي آنذاك و جهده العضلي و

تدرج للتحرر من العبودية و من قساوة الطبيعة عليه و تسخير ما في باطنها لخدمته بتعلم العلم و اكتساب المعارف في العصور الماضية فبدأ باختراع الفأس الحجري و المنجل و المعول و الرمح و

غيرها من وسائل حياته البدائية.

فبالعلم و بمشيئة الله سبحانه و تعالى استطاع الإنسان اكتشاف الحياة و أماكن وجودها على سطح الأرض و وسائل بقائها و سار قدماً في تطورها المستمر و وصل في النصف الثاني من القرن

العشرين إلى غزو الفضاء و نزول الإنسان على سطح القمر و المكوث الدائم على المركبة مير الروسية و اختراع الحاسوب و شبكة الإنترنت و الصواريخ العابرة للقارات و إلى  تطوير مختلف

العلوم الدينية منها و العلمية في مجالات الفضاء و النقل و الاتصالات و الصناعة  الزراعة و الثقافة و السياسة و الاقتصاد و الاجتماع .........الخ.

و أتمتت مختلف مجالات الحياة التي جعلت العالم كل العالم في مربع واحد قريب من بعضه البعض رغم الفترة الزمنية القصيرة و اختلاف الرؤى و المصالح و تطور شعوب قبل أخرى و البعد

الجغرافي و اختلاف الدين و الجنس و اللغة إلا أن الإنسان في هذا العالم المتجدد و المتغير دوماً و خلال القرن العشرين و في النصف الثاني منه قد أحدث ثورة علمية عارمة و أحدثت هذه الثورة

تغيير جذري و تقدم تكنولوجي هائل وضعت الإنسان في هذا العالم في تغير و تقدم مستمر فأحدثت تطور سريع و سريع جداً باستخدام الإنسان للعلم  لخدمته في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و

الثقافة و الدين و في مختلف مجالات الحياة الأخرى رغم تسخير بعض جوانب العلم لاختراع وسائل مضرة بالإنسان نفسه نظراً لحب العظمة و الشعور بالأفضلية الذي وجد في غريزة إنسان

بعض الأمم و الشعور بالأفضلية على الإنسان في الأمم و الشعوب الأخرى و كذا حب الإنسان للبقاء و امتلاك القوة مما أدى ذلك إلى اختلاف الرؤى و المصالح و اللجوء إلى تسخير العلم

لاختراع وسائل مختلفة لتدمير الحياة الإنسانية على وجه الأرض و التي تطورت شيئاً فشيئاً هي الأخرى إلى أن أصبحت تعرف  بالأسلحة النووية, الكيميائية و الجرثومية و تطورت نظرية الحرب

إلى أن أصبحت تعرف حرب النجوم, الحرب النفسية, الحرب الإلكترونية و الحرب التقليدية و غير التقليدية: تكتيكية و عملياتية و استراتيجية و هجومية و دفاعية.

و نشبت صراعات مسلحة و حروب مختلفة تسببت في تأخر البشرية لبعض الوقت لتدميرها الإنسان و الحياة و ما وصل إليه العلم في بناء الإنسان و المجتمع في بلدان العالم التي شهدت مثل هذه

الحروب و تأثرت بلدان العالم الأخرى بها و منها الحروب العالمية الأولى و الثانية و حربي الخليج الأولى و الثانية و الحروب العربية – الإسرائيلية, و الأمريكية – الفيتنامية, و اليمنية الشمالية

– اليمنية الجنوبية, و الحروب الداخلية و الإقليمية و الدولية الأخرى.

إن ظهور الحاسوب و شبكة الإنترنت و الفاكس و الأتمتة و الإلكترونيات الدقيقة و الماكينات و فن القيادة و الهندسة و العلوم المختلفة و اكتشافات عديدة أخرى قد أحدثت ثورة علمية عارمة و

تغيير جذري عميق في حياة البشرية جمعاء و تعتبر مدخل لعالم جديد لاكتشافات جديدة أخرى أكثر أهمية من تلك التي تعتبر على بالغ الأهمية اليوم بالنسبة لنا.

إن الإنسان يتطور و بتطوره تتطور أفكاره و اختراعاته و معارفه و وسائل حياته و كلما خلق جيل جديد في ظروف متطورة علمية و حياتية معيشية و عملية أفضل كلما أبدع هذا الجيل و ظهر

باختراعات جديدة تناسب عصره و تضع أسس جديدة أكثر تطوراً من ذي قبل للمستقبل ليلد جيل جديد آخر في ظل ظروف ومتغيرات متطورة أخرى ليقوم هو بدوره باختراع وسائل حياتية جديدة

لجيله و الأجيال التي بعده و هكذا دواليك عملية تطور الإنسان و إبداعاته و اختراعاته وتطور مجتمعاته تسير قدماً مهما اختلفت من بلد إلى آخر نظراً لاختلاف المكان و الزمان و الإمكانيات المادية

و البشرية إلا أنها تضع في خدمة الإنسان في كل مكان فهي في تطور و تبدل و تغير مستمر تتعاقبها الأجيال جيلاً بعد جيل في هذا العالم المتجدد.

إن العالم يتطور و بسرعة مذهلة فكل شيء ما دون الله في حركة مستمرة و في تغير و تبدل مستمر فالجديد يولد في أحشاء القديم ليستمر و القديم يمد الجديد بما لديه من إيجاب فيغادر الحياة ليولد

جديد آخر بما في ذلك الإنسان نفسه وهكذا دواليك.

إنني أتوقع ظهور منجزات علميه كبرى في القرن القادم الواحد و العشرون تضع الكائن البشري الحي أمام تغير جذري جديد في حياته و أن ثورة حقيقية كبرى للعلم و المعلوماتية سيشهدها القرن

الواحد والعشرين بمنجزات علمية فائقة التوقع و من بينها الأفكار التالية:

 

1-  سوف تحدث ثورة علمية كبرى تحدث تغيير جذري في الواقع المعاش اليوم و تضع العالم على أعتاب التحولات العميقة و التعامل و التطور التكنولوجي المؤتمت الرفيع المستوى وسوف

تظهر أشياء وأشياء ليست بحسباننا اليوم.

2- قد يكتشف الإنسان مجرات أخرى ليس بعلمنا اليوم و قد يسكن الإنسان خارج الكرة الأرضية.

3-  قد يدار العالم و كأنه أسرة واحدة في منزل واحد.

4- قد يستطيع الإنسان أن يحل كل أعماله في أي بقعة من بقاع الأرض و هو جالس أمام مكتبه في موطنه الأصلي بوسائل متطورة و سريعة بالمقارنة بشبكة الإنترنت و الفاكس اليوم.

5- قد يخاطب الإنسان قريبه أو زميله في أي بقعة من بقاع الأرض و هو في منزله و كأنه جالس إلى جانبه ينظر بعضهم لبعض و يتناقشون حول أمورهم المختلفة.

6- قد تتلاشى أمراض الآن , هي صعبة لمقدرة الإنسان على اكتشاف حلول لها و قد تختفي نهائياً, و قد تظهر أمراض جديدة أخرى يصعب معالجتها و بحاجة إلى اكتشافات علاجية و دوائية

لها.

7- قد تنتهي و تختفي تجاعيد الشيخوخة و ضعف البصر و السمع و صعوبة النطق لدى الإنسان و قد يطول عمره لابتكار وسائل جديدة للمعالجة و الحياة و الوقاية.

8- أصبح الاستنساخ ممكن بعد استنساخ النعجة دولي و قد يصبح استنساخ البشر حقيقة و ضرورة و بالذات للعباقرة واجزاء الجسم مثل : الكبد والرائه والكلا و  القلب  ... الخ و قد تظهر لها

طرق جديدة و سريعة غير معروفة لنا الآن.

9- قد يقرب العالم بعضه من بعض أكثر فأكثر لاقتراب المصالح و التكامل و التبادل و وسائل النقل و المواصلات و الإعلام المتطورة جداً و السريعة الموضوعة بفضل العلم بين يدي

الإنسان.

10- قد تختفي الحدود بين الدول و البلدان على مختلف بقاع العالم و ليس على الأرض فحسب و لكن في ساحات العلوم و التكنولوجيا أيضاً مثلاً:

قد يغزي الإنسان و هو في بلده الأصلي أمام درج مكتبة و باستخدام منجزات العلم أي بلد في العالم يريد و يدخل شبكة معلوماتها و في بنوكها و إداراتها و شركاتها و أسواقها الرسمية و الخاصة و

العلنية و السرية و يأخذ و يعطي ما يريد دون المغادرة لاجتياز الحدود البرية و البحرية و الجوية و دون جمارك ودون إذن دخول (فيزا أو إقامة) كما إنه بالإمكان استخدامه لأساليب غير مشروعة

للابتزاز و فرض الإتاوات و تخريب المعلومات و معرفة مختلف الأسرار في جميع مجالات الحياة بما فيها العسكرية

11- قد يحضر الإنسان الدراسة و المحاضرات و يؤدي الامتحانات في أي بلد من بلدان العالم و هو في منزله في موطنه الأصلي.

12- قد تزداد البطالة لحلول الآلة المؤتمتة مكان الإنسان العامل في مختلف المجالات و قد تختفي المجاعة بالتكامل الاقتصادي بين الأمم الأكثر تطوراً و الأمم الأدنى تطوراً و ازدياد دخل

الفرد و تأمين الضمان الاجتماعي لكل من لا يعمل و ذوي الأسر الأكبر و المسنين.

13- سوف تدار الحروب عن بعد بوسائل تكنولوجية دقيقة و متقدمة جداً و سوف تكون القوات الصديقة و سكان البلدان المتطورة في مأمن من هجمات العدو لفقدان المعارك التصادمية بين

الجانبين وظيفتها و سوف يكون للصواريخ عبر الجو و البحر و الأرض المنطلقة عن بعد و الحروب التكنولوجية دور فعال في حسم المعركة و سوف يكون دور المشاة في الحرب دوراً ثانوياً

جداً. بل قد يختصر على السيطرة على أرض العدو بعد انتهاء الحرب.

14- قد يشهد القرن الواحد والعشرين انفجار سكاني هائل لتحسن وسائل السكن و الإعاشة و الوعي الرفيع للوقاية و تطور العلم في مجال وضع حد لانتشار المرض و الوقاية منه و القضاء

على المجاعة و حتمية انتشار السلام الأهلي و الإقليمي و الدولي و اللجوء لحل الخلافات بالحوار و تجنب استخدام القوة على المستوى الداخلي و الإقليمي و العالمي و التلاشي التدريجي لخطر

الحروب و تجنيب البشرية خطر التدمير و الهلاك الإنساني.

لهذا فإن القرن الواحد و العشرين سوف يشهد انكماش في المسافات و تشابك المصالح و تعانق الثقافات إلى حد الذي لم يحدث له مثيل من قبل و سوف يتفهم العالم ثقافات و مصالح بعض و سوف

يتم تعزيز التقارب بينها و سوف تتشابك المصالح بين دول و شعوب و أمم العالم و سوف تقوم التحالفات على الأساس الجغرافي و أهمية موقع الشعوب و الدول في خارطة العالم الجغرافية و

الاقتصادية و السياسية........الخ و سوف لا يكون هناك مكان في هذا العالم لأي بلد العيش خارج نطاق التحالفات و تشابك المصالح.

و سوف يكون العلم و التقدم التقني العلمي سيد القرن بفضل منجزاته التي سوف تجعل من العالم المترامي الأطراف جغرافياً عالم متراص المصالح و الأهداف و الثقافات و متقارب المسافات.

عجيب هذا الكائن الناطق الحي الإنسان فله و به وجدت كل الأشياء فمن أجل أن يعيش زرع الأرض و بنى المنازل و أنتج ما يريده للحياة من ملبس و مأكل و مسكن بالاستناد للعلم و المعرفة و في

الوقت الذي يخترع فيه مختلف وسائل حياته في الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و الثقافة و العلوم المختلفة الموجودة الأخرى فإنه في الوقت نفسه الذي يخترع فيه وسائل حياته فهو يخترع وسائل

مماته و تدميره المختلفة الموجودة اليوم و التي ستجد غداً على نحو متطور مقارنة بما هو موجود اليوم.

و بخطأ بسيط ممكن للإنسان أن يدمر كل ما وجد على هذا الكون.

و لتستخدم العلوم في سبيل خير الإنسان و تطوره و ليس في تدميره. فليتعزز  تشابك المنافع و المصالح بين أمم و شعوب العالم و ليسود السلام و الرخاء العالم أجمع.

و بالله التوفيق

الدكتور عبد الله أحمد بن أحمد
تاريخ 17/4/1998