ما لم يقله الإعلام عن زيارة الرئيس علي للبيت الأبيض طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 18:24
كانت زيارة رئيس الجمهورية العربية اليمنية والوفد المرافق له إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع مثار للسخرية والعجب فقد خلت من كل المراسيم والبروتوكولات المتعارف عليها والمعمول بها في مثل هذه المناسبات. فصالح الذي لا أكن له أي احترام ولن افعل ذلك طوال عمري ليس لكونه رئيس عصابة تستبيح الجنوب وتدنس أرضه
ولكن بسبب تاريخه السيئ في قتل الوطنيين في الشمال والجنوب وسمعته وتصرفاته الهمجية التي لا تليق برئيس دولة ولكني هذه المرة أشفقت عليه وشعرت بالحسرة وهو يطأ طأ رأسه ذليلا كالفأر أمام تهديد ووعيد الرئيس الأمريكي جورج بوش وتعليماته الصارمة المزمجرة بأن يحضر المطلوبين من تنظيم القاعدة أمام العدالة. كانت كلمة الرئيس بوش التي اقتصرت على عبارة واحدة فقط وهي تذكير للرئيس صالح بأنه عليه أن يحضر أعضاء تنظيم القاعدة أمام العدالة وأن عليه الالتزام بقوة بتنفيذ هذا الواجب. ورد عليه الرئيس صالح بأنه ملتزم وأن سيعمل بشكل جدي قالها بصوت متهدج ومتلعثم لأنه يعرف ماذا يعني بالمطلوبين ونحن نعرف ماالمقوصود بهم ومن هم !! فليس المقصود بهم هؤلاء الذي قبض عليهم وحوكموا كمتهمين في تفجيرات كول لا بل أنهم ليسو المطلوبين فما يعنيه بوش شئ آخر يفهمه صالح جيدا ولا يتطلب منه البحث عنهم عناء كثيرا فقط عليه أن يفتش عنهم في جيوبه وحقائبه وهذا ما يخشاه صالح بعد أن نفذت كل الأعذار والوعود التي قطعها على نفسه وأدعى أنه شريك في الحرب على الإرهاب.
تخيل معي عزيزي القارئ هل هذه كلمات يمكن أن تلقى في لقاء رئيسي دولتين على الهواء أمام العالم كله وياليت كانت هذه الكلمات في سياق حديث مطول لكنها كانت هي الخطاب كله ولم يقل شئ آخر فماذا نتوقع أن يقوله بوش في المحادثات المغلقة التي استمرت نصف ساعة !!!!
كانت كلمات الرئيس بوش موجهة بقوة كتحذير وإنذار لم يفعله من قبل إلا مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فكانت الصدمة التي زادت من تجهم وجه الرئيس صالح عبوسا وتحجرا فلم نصدق ما شاهدناه من ملامح كئيبة ارتسمت على وجهه. وخرج الصحفيين حائرين فقالوا لقد قطعنا المسافات إلى هنا لتغطية هذا الحدث ولكن صالح قد أصيب بالخرس ورفض الإدلاء بأي تصريح صحفي. ماذا سيقول وماذا سيعلق فقد كانت هذه المرة أمام العالم كله. وأول زيارة لرئيس لم يكتب عنها ولو حتى مقال أو تعليق واحد في أي صحيفة أمريكية أو عالمية غير المسبحين بحمده من الصحفيين الذي قال عنهم الرئيس أن أغلى واحد منهم قيمته لا تزيد عن عشرة ألاف دولار أو أنهم من حاشية الرئيس وأجهزة إعلامه والذين تعمدوا أو لم يتجرءوا في ترجمة تحذيرات بوش لصالح عندما نقلوا الخبر على الفضائية اليمنية فترجموا ما لم يقال.
كل شئ سار بشكل غير طبيعي فقد تلقى الرئيس الإهانة تلو الأخرى طوال زيارته فمنذ أن وطأت قدميه أرض المطار في كاليفورنيا في أقصى الجنوب الأمريكي استقبلته موظفة جديدة ومنصبها صغير جدا في وزارة الخارجية وهو أمر غير معمول به في العرف الدبلوماسي.. لكن الأمريكان يفعلوها متعمدين لمن هم في وضع الرئيس صالح وتم تجاهل الزيارة بشكل كامل من قبل وسائل الإعلام الأمريكية ما عدى الفيلم الأمريكي(روولز أوف إنجيجمينت)
(قواعد المعركة) الذي صور قبل أربع سنوات يحكي عن باخرة أمريكية في بحر العرب تقوم بمهمة تحرير السفير الأمريكي في سفارته المحاصرة في صنعاء.. هذا الفيلم تم بثه وتكرر بثه على التلفزيون الأمريكي طوال الأسبوع الذي سبق الزيارة في رسالة واضحة ومتعمدة لم تحرك السفارة اليمنية ذات الدور الباهت ساكنا لمثل هذا التمهيد الغير لائق لزيارة الرئيس.
توالت الإحباطات التي عاشها الرئيس وبلغه أن الجنوبيين يعدون العدة لملاقاته أمام البيت الأبيض فتدخلت السفارتين في نيويورك وواشنطن وحاشيته وجاءوا يعرضون على الجنوبيين العروض المدهشة وتوالت الاتصالات من صنعاء بحيث أستنفر الرئيس كل أعوانه وعملائه للاتصال بالجنوبيين في أمريكا وإقناعهم بالعدول عن المشاركة في مسيرة الاحتجاج المزمع قيامها أمام البيت الأبيض ولم يتوانى الرئيس في استخدام كل أوراقه والكشف عنها لإيقاف هذه المسيرة فحتى تم استخدام البعض من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الذين عادوا إلى الواجهة مؤخر فبذلوا العناء والجهد لإقناع الجنوبيين بأن المظاهرة ستعطي الأمريكان مزيدا من القوة للضغط على الرئيس صالح ليجبروه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل !!!! يا سبحان الله وكأن صالح لا يعرف شارون !
نسي صالح وصحبه في السلطة ونسي عملاءه أيضا أن من دعي للمظاهرة هو التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) فلا يوجد لدينا شيئا نساوم عليه وباءت كل محاولاتهم الدنيئة بالفشل فكنا ندرك قيمة ومعنى أن نعبر عن الملايين من أبناء الجنوب بمظاهرة كهذه.. وندرك صدى خروج مثل هذه المظاهرة صغيرة كانت أم كبيرة فعدم خروجها يعني التنازل عن قضية الجنوب والقبول بالاحتلال البغيض.
لم يتردد الرئيس صالح في بذل مزيدا من المحاولات لإقناعنا بالعدول عن أمرنا واستعداده للتفاوض معنا وحل أي مشاكل وتلبية أي مطالب لنا فكانت أخر المحاولات التي قام بها ثلاثة من مرافقيه بينما كنا نتجمهر أمام البيت الأبيض قبل ساعة اللقاء المرتقب وكان الرئيس في مقره المقابل لنا فجاءنا ثلاثة من زبانية الرئيس يستجدونا ويقولون بأن ما نفعله ليس صحيحا وأننا نرفع علم الجنوب يرفرف بالأيدي وعلم التجمع أيضا أمام البيت الأبيض وأبلغونا أن الرئيس لديه الاستعداد لتلبية مطالبنا والحوار معنا وأنه يطلب منا أن نعارض في الداخل فالديمقراطية موجودة والحمد لله.. وما أن بدأنا نقول لهم أن مطلبنا بسيط وصغير وهو خروجهم من الجنوب دون مساومة حتى انطلقت الهتافات من الحشود الهائجة تصرخ لا احتلال ولا قيود الجنوب لازم يعود.. وانهالت العبارات التي كنا لانحب أن نسمعها كالصواريخ صوب هؤلاء الزبانية الذين أصيبوا بالرعشة والوجل وكاد الحشد أن يفتك بهم لو لم يفروا كالأرانب مرددين ( البيت الأبيض ماعاينفعكمش أحنا داعسين على رؤوسكم) وما قالوه في لحظة الخوف والفرار لم يكن إلا تعبير حقيقي لما يفكر به الرئيس وزبانيته نحو الجنوب..
كان الرئيس قبل ذلك قد أبلغ الجانب الأمريكي أن هناك حشود جنوبية من مجاميع الانفصاليين ربما قد يعتدون على موكبه فجاءت تعزيزات أمنية كبيرة شارك فيها مجاميع من المباحث الفيدرالية باللباسين المدني والعسكري والعربات الخاصة بمكافحة الشغب وكان الحراس الذين استقاموا أمام الحشد الجنوبي وشكلوا ستار واقي يتصرفون معنا بحذر شديد وما أن قدم الموكب الذي كان فيه الرئيس حتى تعالت الصرخات والهتافات المناوئة للاحتلال وللدكتاتور صالح ويبدو أن السيارة الأمريكية التي كان يركبها قد صممت لأناس طويلي القامة فلم يكن من خيار أمام الرئيس إلا أن يستقيم من على مقعده ويطل برأسه من نافذة السيارة ليشاهد الحشد الجنوبي فبدا مرتبكا تارة يهز رأسه وتارة أخرى يلوح بيديه في موقف دفع بالجميع للضحك بصوت عال حتى الحراس المحيطين ببوابة البيت الأبيض تعالت من بينهم القهقهات.. وكانت الجموع المحتشدة قد ملئت الساحة باليافطات المكتوبة بالغتين العربية والإنكليزية التي تنادي بخروج الاحتلال الشمالي والقوات الشمالية من أراضي الجنوب وكذلك دعوة المجتمع الدولي لتنفيذ قراري مجلس الأمن 924 و 931 اللذان ينصان على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة. كان الجنوبيين يرددون الشعارات والهتافات التي تبشر بدنو فجر الحرية وبعودة الدولة الجنوبية المستقلة وعودة الجنوب الحر..لقد كان مشهدا مهيبا فقد امتلأت الساحة المحيطة ببوابة البيت الأبيض بالجنوبيين القادمين والذي جاء بعضهم متأخرا بسبب بعد المسافات التي قطعوها بعضها وصلت إلى ثلاثة أيام بلياليها فنقول لشعبنا في الجنوب أن هناك أعدادا هائلة جاهزة لبذل الغالي والرخيص من أجل الوطن ولا تلتفتوا للإشاعات المغرضة التي رددتها جريدة الصحوة التي أساءت لنفسها بالإفك وعدم احترام أخلاقيات المهنة حين كتبوا أن الجنوبيين فشلوا في تنظيم المظاهرة وعندما بعثنا لهم الصور وخبر التكذيب لم ينشروا ولم يعتذروا في موقف واضح يؤكد لنا أن هناك حقد دفين يكنوه للجنوب والجنوبيين ولو أتيحت لهم الفرصة لأبادونا من على وجه الأرض لمجرد أننا جنوبيين وعندما تكون المسألة فيها الجنوب فإن دينهم يحل لهم الكذب ويبيح لهم الاعتداء على المحرمات ومن يفتي لهم بذلك كثيرين أمثال الديلمي والزنداني والهتار وغيرهم ممن يكيفون الدين وفقا لمصالحهم ونزواتهم.. لقد كانت المظاهرة بداية للتحدي مع النظام فقد وجهناه لهم قبل أكثر من شهر ونصف من قيامها فأرسلوا الرسل والشيوخ إلى أمريكا قبل الزيارة بأسبوعين انتشروا في نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية للعمل بين أوساط المغتربين بترغيبهم وترهيبهم وباءت كل محاولاتهم بالفشل وأثبتنا أننا أقوى من الطاغوت وملياراته فلم يستطع شراء ضمائرنا وخرجنا رغم كل المغريات والتهديد والوعيد وأصبنا الرئيس ونظامه الفاسد في مقتل وبدرجة أساسية وجهنا الطعنة القاتلة للاحتلال لأن المظاهرة كانت جنوبية وكانت كبيرة ومن أجل الجنوب وتراب الجنوب المقدس الذي لانفرط ولو بذرة منه.
وما هو إلا وقت قصير وإذا بالصحفيين يخرجون وتنهال ألآلات التصوير وممثلي القنوات الفضائية لتصوير الحشد وإجراء المقابلات والتعبير عن سخطهم من عدم عقد مؤتمر صحفي يمكنهم من العودة بتقارير لوكالاتهم وصحفهم وبعد لحظات يأتي الموكب مرة أخرى للخروج من نفس البوابة ليواجه صالح نفس الهتافات ورايات دولة الجنوب المحتلة ليكرر نفس المشهد في النهوض من على مقعده وتشبثه بزجاج نافذة السيارة كطفل تملكه الفضول وإطلاله ليشاهد الجنوبيين يصرخون في وجهه برع برع يإإحتلال. كان الرئيس ممتعضا ووجهه المعروف بالتحجر زاد إكتئابا وبدا له أن المظاهرة كما كانت مرتبة مع الأمريكان وفي نفس البوابة الذي سيمر منها دخولا وخروجا ليس ذلك فحسب بل وقد وضعت حواجز حديدية بشكل ممر طويل وضيق تجعل من الموكب يسير ببطئ وفي خط ملتو ومتعرج بشكل غير مبرر بل وأن السيارة التي كان يقلها الرئيس كانت في الوسط وكانت السيارات التي قبله تسير يبطئ شديد أتاحت للمظاهرين الذي لا يفصلهم عن ذلك الحاجز الحديدي سوى سور الحراسات بحيث بدينا وكأننا في موكب متلاحم يحيط بموكب الرئيس أتاح للحشد أن يوصل الهتافات إلى أذني الرئيس لتصماهما ولعمري فإن ذلك يبدو مفتعلا ولا يمكن أن يسمح به لرئيس يكن له أدنى احترام.
لم يخف مرافقيه من المسئولين الشماليين إنزعاجهما الشديد فقد انطلقا باتجاه السفارة مسرعين ليشاهدوا أللقطات التي صورها مرافقيهم من مند وبي الفضائية اليمنية يحصون ويحددون الأسماء وظلا وزيري الداخلية رشاد العليمي والخارجية القربي يوجهان لزوارهما الأسئلة لماذا وكيف خرجت المظاهرة التي أساءت لليمن وشوهت صورة الرئيس فأقلقت راحته أستدعى معه إسعافه بشكل مفاجئ إلى المستشفى.
ولاستكمال المسرحية الهزلية المطلوب إخراجها وتصوير الوضع أن كل شئ على ما يرام أستنفر أعضاء السفارة في واشنطن والسفارة في نيويورك جميع أفراد عائلاتهم وأستدعي كل المرافقين وطلب ممن هم على صلة بهم والمقربون كلهم جميعا حشروا في مكان واحد والتقى بهم الرئيس لترسل الصورة إلى الفضائية اليمنية على أن أعضاء الجالية اليمنية الشمالية قد التقوا بالرئيس. ومن المفارقات العجيبة التي حصلت أن الرئيس حث المتواجدين على الترشح للمجالس البلدية في مختلف ولايات ومقاطعات أمريكا فهمس البعض منهم ولما لاتتاح لنا الفرصة أن نترشح في اليمن فهمس أحد الساخرين أن المقصود من كلامه ليس تكوين لوبي يمني في أمريكا ولكن المقصود منه هو أن علينا أن نصرف الأنظار عن السلطة في اليمن ونبحث عنها في بلدان أخرى.
لم أكن أنوي كتابة هذه التفاصيل التي تبدو غير مهمة في نظر البعض فكنت أنوي استعراض الأبعاد السياسية للزيارة وتحليل ومناقشة المواضيع التي وضعت على جدول الزيارة لكني اجزم بأن الزيارة قد اقتصرت على شئ واحد وواحد فقط هو توجيه الإنذار الشديد للرئيس بأن يسلم الإرهابيين ويكف عن دعم الإرهاب وأن اللعبة قد انتهت وعليه أن يغادر وأن التغيير الذي يقترحه الأمريكان هو القادم وعليه أن يلتزم به. أكدت له ذلك السيدة رايس وزيرة الخارجية بالإضافة للرئيس بوش في رسالة قوية بهذا الخصوص ولا مجال للمناورة أو التهرب وأرجو من القارئ التمعن معي في مضمون ومحتوى هذه الجملة ( أنت تحارب وتضرب القوى الليبرالية وتدعم القوى الأصولية ونحن قلقون جدا من هذا الوضع الذي يشير إلى إن بلادكم تنزلق تدريجيا وتصبح مركزا رئيسيا وقاعدة جديدة للقاعدة). سربت بعض المعلومات التي حصلنا عليها من أعضاء الوفد أنه لم تناقش أي قضايا ذات صلة بتطوير العلاقات الثنائية أو الإصلاحات الاقتصادية أو محاربة الفساد فيبدو أن الأمريكان ومعهم الأوروبيون قد اقتنعوا قناعة تامة أن أي حديث عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية غير مجدي بدون تغيير هذه السلطة الفاسدة. فأنا أدعو كل المهتمين بالشأن اليمني أن يتابعوا تحركات الرئيس وتصرفاته العشوائية لنرى كيف يواجه قدره ومصيره الذي أقترب من أيامه الأخيرة وقد صرت أكثر اطمئنانا واقتناعا بأن التغيير الجذري قادم لا محالة وأن الرئيس علي عبدا لله لا يحتاج إلى صواريخ توماهوك أو طيران أباتشي لتغييره فهو ليس صدام حسين أو الرئيس الصربي المحشور في القفص وأن الإدارة الأمريكية تستطيع (قرصه) بأذنه دون أي عناء وإلا سيجد نفسه وعشيرته وملياراته في الحفرة ومن ثم في القفص والرئيس يعي ذلك جيدا وهذا ما أكده التقرير الأمريكي الذي صدر في منتصف هذا العام مشيرا إلى أن اليمن دولة هشة يمكن تغييرها دون تدخل عسكري. إن ما يهمني هنا هو قناعتي بأن كل هذا سيعيد للجنوبيين حقهم المسلوب طالما وأنهم مصرين على عدم التنازل عنه فصار الجنوبي مصرا ومتشبثا بحقه فلن يركن مرة أخرى أو يسلم مصيره لمنهم ليس عند مستوى المسئولية فيكفينا مانحن فيه من ذل وهوان بسبب تخاذلنا واتكالنا فالشعب الجنوبي هو الوحيد وهو صاحب الحق في اختيار شكل السلطة ومستقبل بلدنا كله, وإلى اللقاء قريبا في عدن إن شاء الله.

عبده النقيب
الناطق الرسمي و سكرتير الدائرة الإعلامية للتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)
11 نوفمبر 2005
واشنطن

آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 18:24