عبده النقيب: ألواد سيد ألصبري طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 19 سبتمبر 2007 05:31
صوت الجنوب/2007-09-19
أتحفنا الناطق بأسم أحزاب اللقاء المشترك السيد محمد ألصبري ببعض تصريحاته التي ماانفك يذريها هنا وهناك.. يلقي الكلام على عواهنه دون أن يحسب لما يقوله من أهمية. تصريحاته الممجوجة التي يعطيها لا تنسجم وما تعلنه أحزاب اللقاء المشترك من سياسات متناقضة

لم يعد يصدقها أحد.. لم يكن تصريح الواد سيد ألصبري الأخير مثيرا وملفتا بل أنه أكد ارتباطه المباشر بالسلطة التي تعاني من فقدان التوازن والذ ي ينعكس في قراراتها وإجراءاتها المتخبطة في مواجهة حراك الشارع الجنوبي. كشف ألصبري في تصريحه الأخير بقوله بعدم وجود قضية جنوبية على إصابة المشترك بنفس الداء الذي أصيبت به السلطة ولا غرابة في ذلك فالمشترك يتغذى عبر الحبل السري من مشيمة السلطة كما صرح بذلك أحمد الحبيشي في برنامج الإفطار الرمضاني على قناة الجزيرة بقوله أن المعارضة في اليمن هي أسعد معارضة في الدنيا وأنها تبتز السلطة من الباب الخلفي وتحصل على الدعم والصرفيات من ذلك الباب..
 نحن نعرف أن المشترك في وضع لا يمكّنه من ابتزاز السلطة والسلطة ليست كريمة إلى هذا الحد لتحسن على أعدائها وهي المعروف عنها بنهبها لحقوق الشعب أو كما يقول المثل العدني ( تسرق الكحل من العين).. الحقيقة الحبيشي أخطأ في التوصيف فالمعارضة لا تبتز السلطة بل أنها تعيش وتعتمد بشكل كلي على مائدتها ولا يعقل أن تكون مستقلة في قراراها طالما وان مصيرها مرتبط بمائدة السلطة العامرة.. هذا هو الوضع الطبيعي للحياة السياسية في اليمن فالسلطة لا تسمح بوجود معارضة مستقلة والمعارضة بقبولها أن تأكل من مائدة السلطة تفقد استقلاليتها تدريجيا حتى تصبح أداة بيد السلطة.. وهذا ما كشفته تصريحات الواد ألصبري.
الواد سيد ألصبري الناصري بالتبني والحاشدي بالرضاعة أنبرى في تصريحه الأخير حين دعته السلطة بعد منتصف الليل ليرد على ما قاله البطل والشخصية الناصرية الحرة عبدالله سلام ألحكيمي على قناة الجزيرة التي زلزلت كلماته ليس أركان السلطة فقط بل أيضا عملاء السلطة والجبناء الذي يحبسون الكلم في حناجرهم خوفا على ما تجود به عليهم السلطة من فتات أو لمصالح ضيقة يحسبون لها أو لجبن مزمن لبسهم رغم أنهم مافتئوا يتظاهرون بموقف المعارضين أو القادة السياسيين التي لا يجبرهم أحد علي اتخاذ مواقف تليق بمعارضين للسلطة طالما وأنهم لا يقوون على ذلك.
الواد ألصبري تطوع بدلا عن السلطة بالرد على ألحكيمي وعلى الجنوبيين الذين أثار حوارهم وآراءهم الشجاعة في برنامج الإفطار الرمضاني على الجزيرة مباشرة ذعر السلطة وحنق السياسيين المعارضين الذين يتقمصون ثوب المرونة والذكاء رغم أنهم يتحدثون دون خوف من عدن عاصمة الجنوب.. الناطق بأسم المشترك صار ناطقا بأسم السلطة فلا يجرؤ على رفض ما يكتبه له على الشاطر وما يمليه عليه عبده بورجي.. قال بأنه لا توجد قضية جنوبية في وقت ليس مناسبا للمشترك أن يقول ذلك وليس معنيا بالرد على ألحكيمي وشجعان الجنوب أبطال برنامج الإفطار الرمضاني.. لقد لخبطت توجيهات الرئيس للصبري المخطط الرئاسي المرسوم للمشترك بالتحرك في الشارع الجنوبي واحتواء الحراك السياسي المتصاعد حتى لا يخرج عن السيطرة.. فلا يستقيم المنطق بين مشاركة المشترك في النشاطات التي يدعو لها الجنوبيون أو المشترك عبر حشر الأنف في فعاليات الجنوب التي تدعو إلى رحيل الإحتلال مما يضطر المشترك إلى الحديث عن المظالم الجنوبية وادعاءه أنه يمثل الجنوب وأن الشارع الجنوبي قد أعطى صوته للمشترك في الانتخابات وفي الأخير يتصدى للجنوبيين والمؤيدين للقضية الجنوبية نيابة عن السلطة ليضع المشترك في صف السلطة لمواجهة الشارع الجنوبي وبين تصريحات ألصبري ضد قضية الجنوب. 
ألم نقل أن الرئيس يمارس السياسة عن طريق الرفس والركل والنطوط.. لقد افسد ألصبري بتصريحه هذا جهود كبيرة بذلتها السلطة في تكليفها للمشترك للقيام بدور من يفسد العلاقة بين الشارع الجنوبي وقواه السياسية الجنوبية الحية.. المشترك نفذ هذا التكليف في محاولة للارتباط بالثورة الجنوبية سفاحا حتى تنفصم عراها ويقودها المشترك إلى المهلكة والمصير الذي تريده لها السلطة !! ما الذي يدفع بقيادة المشترك إلى عقد لقاء طارئ بعد منتصف الليل للإدلاء بهذا التصريح..
لم تكن هذه السقطة القاتلة للمشترك التي ورطه بها الرئيس بإذاعته هذا البيان عبر بوق المشترك ألواد سيد ألصبري ليست هي الوحيدة فقد كلف ألصبري نفسه وهو ليس معني بتفسير الغموض الذي أكتنف بيان دورة اللجنة المركزية الخامسة للحزب الاشتراكي اليمني والتي أعد بضغط قوي مارسه صناديد الجنوب داخل الدورة أدت إلى صدور مثل هذا البيان الناري والذي نسف الدعاوى التي تروج لما يسمى بالوحدة بشكل كامل وقال إن الوضع الحالي هو شئ ليس له أي صلة بالوحدة وأكد بشكل جرئ على المسالة الجنوبية أستدعى الأمر أن يصدر المؤتمر الشعبي العام بيان الحرب على الجنوبيين المنضويين في الحزب الاشتراكي اليمني..
الواد سيد ألصبري كبوق مشترك أو عام له تصريحاته المعادية للجنوب فهو ينفذ توجيهات ولي نعمته في قراءة ما يتلى عليه ما تيسر من آي من سورة المنافقون فإنه يجيد الدور بكفاءة واقتدار.. وهو إذا يشفي غليلة ويفرغ عقدة النفسية على من يعتقد أنهم اضعف منه نتيجة لما يمارس عليه من إذلال ودونية واحتقار كونه يتنسب إلى فئة من تسميهم السلطة (باللقالقة) وهم من لا كلمة لهم ولا مواطنة فقد رايته وهو يتنطط ويتنطع في ندوة على الجزيرة مباشر على البطل الجنوبي سعيد الشحتور يقول عنه ساخرا مختزلا لما يطرحه من مطلب جنوبية .. هذا الشحتور كان لديهم مشكلة صغيرة في المنطقة التي يقطنها المحفد وهي أن السكان هناك يطالبون السلطة (بموتور) كهربائي ولم تلب السلطة طلبهم فقطعوا الطريق ولهذا استجابت السلطة وذهبت اللجان إلى المحفد وأقرت بدلا من الموتور عدد من المشاريع..

يتحدث ألصبري ساخرا عن بطل رفض أن يرضخ لمهانات السلطة ورفض أن ينضم إلى طابور (اللقالقة) الذين الذي تستعبدهم السلطة ومنهم الواد سيد ألصبري الذي فقد البصيرة أو افقده الجبن وعقدة النقص شجاعته ليرفض الظلم ويقاوم. نسي الواد ألصبري أن الجنوب ليس تهامة وليس الجعاشن ولن يكون أي منطقة أخرى في الجمهورية العربية اليمنية.. نسي أن الجنوب شعب ودولة وتاريخ وأنهم جميعا موحدون خلف فكرة التحرر بأي ثمن.. ألا يعي ألصبري ومن أمثالة من حملة المباخر أن سلطات الاحتلال تنهار بشكل متسارع وأن دور المشترك صار واضحا كما تصفه الباحثة في معهد كارنجي الشهير السيدة سارة فليبس بقولها أن المشترك يقتصر دوره في الحياة السياسية فقط على إضفاء الشرعية على السلطة الحاكمة وأن المشترك يمنح السلطة مشروعية الحصول على الدعم الخارجي وكذلك يقوم بالتنفيس عن الاحتقانات الشعبية فيفرغها من محتواها ويجنب السلطة منها. فهل يتعض أسياد الواد سيد ألصبري!! وهل يكف المشترك وميكرفونه الواد سيد ألصبري عن التحدث بأسم الجنوب وحشر أنفه في شؤون الجنوب.
*كاتب جنوبي مقيم في بريطانيا

آخر تحديث الأربعاء, 19 سبتمبر 2007 05:31