على من نطلق الرصاص - الجزء الثاني - بقلم - عبده النقيب* |
مقالات - صفحة /عبده النقيب |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الاثنين, 21 ديسمبر 2015 05:24 |
في خضم البحث عن حلول ناجعة لمشاكلنا المزمنة والمعقدة تبرز اهمية تظافر الجهود المختلفة لإيجاد قراءة واقعية ودقيقة لواقعنا الجنوبي الراهن ادعو كل المخلصين للمساهمة في البحث عن أسباب فشلنا المتكرر خلال المرحلة الماضية فبمعرفة اسباب الفشل نستطيع تحديد ماهي البدائل المناسبة لنا حيث تنتصب امامنا جميعا مهام ملحة يتوقف علي انجازها شكل المستقبل الجنوبي بأكمله. هذه مساهمة مني في ثلاث حلقات اتمنى ان اكون قد اسهمت ولو حتى بتوجيه النقاش إلى المكان الصحيح. الحلقة الثانية: بذل الجنوبيون على مدى عقد من السنين في محاولات كثيرة ومكثفة لتوحيد الجهود وايجاد حامل سياسي وقيادة موحدة الا ان الاخفاق كان حليف الجميع, وتتكرر المحاولات والمساعي لعقد
مؤتمر وطني يجمع الكل بل اوان البعض قد حاول ايجاد مثل هذه الصيغة حيث نستطيع رصد اول محاولة بدأ بها المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته في مؤتمر العسكرية يافع في اكتوبر 2008م هذا الحدث كشف عن اول انقسام جنوبي حقيقي بين حملة مشروع الهوية الجنوبية المستقلة ومشروع الحزب الاشتراكي اليمني الذي ارتبط مصيره وتاريخه بمشروع الوحدة اليمنية اكثر من أي كيان آخر وبدأ المخاض الاشتراكي لمواجهة التيار الجنوبي العربي حتى تمكن الحزب الاشتراكي من تشكيل حركة النضال السلمي الجنوبي ( نجاح ) في مارس 2009م كامتداد لمجالس الفعاليات السياسية المتعثرة في مختلف المديريات الجنوبية.. ان تحرك سريع اجهض ذلك الجهد في مايو 2009 بإعلان الرئيس البيض وطارق الفضلي دمج المكونات الحراكية في ما يسمى بمجلس قيادة الثورة بطريقة غير مدروسة تحول فيما بعد الى المجلس الاعلى للنضال السلمي وانتهى به الامر الى التفكك والسقوط في ضاحية بيروت. وجاء مؤتمر القاهرة الجنوبي الاول كمحاولة ايضا لتشكيل قيادة سياسية وحامل سياسي يمثل الحراك الجنوبي في 21 نوفمبر 2011 لكنه افتقر الى ابسط مقومات النجاح بحيث جعل منه اصحابه مجرد منصة للخطابة والبلاغات السياسية وتلاه مؤتمر المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب 14/9/2013 والذي ادى الى انقسام بين فصيلي المجلس احدهما يتبع الرئيس البيض والاخر يتبع الزعيم حسن باعوم وكان بمثابة موت غير معلن للمجلس ككل ثم كانت آخر المحاولات هي التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الجنوبي الجامع في مطلع 2015 م والذي حضي بإجماع جنوبي كبير قاطعه بعض الموالين للرئيس البيض ...وعقدت لقاءات تشاورية عديدة ابرزها لقاء بروكسل يومي 26- 27 يونيو 2011 م والتي تعرضت مساعيه للإجهاض مباشرة ومؤتمر شعب الجنوب ولقاء الرياض ولقاءات صغيرة متعددة لكنها لم تثمر وفي نهاية المطاف جميع كل هذه المحاولات باءت بالفشل. زال نفس الاشخاص وبنفس الطريقة تجري المحاولات المتكررة حتى اللحظة دون جدوى, ليس هذا فحسب بل ان الحرب قد افرزت واقع مختلف بشكل جذري ومازال نفس الاشخاص يجرون المحاولات القديمة دون وضع ادنى اعتبار لما استجدت من متغيرات وامور هامة الدلالة. المالي والانقسامات العميقة فيما بينها ساهم بقوة في تفكيك الحراك السلمي وخلق الاستقطابات السلبية في الوسط الجنوبي وبالطبع لن نغفل اختراق نظام الاحتلال اليمني لبعض المكونات ناهيك الإجراءات الأمنية القمعية والممارسات التعسفية لقوات الاحتلال والمنظومة السياسية بأكملها. من مكوناتها المختلفة لم يذهب هدر فتشكلت المقاومة الجنوبية المسلحة والتف الشارع الجنوبي كله حولها شارك فيها نشطاء كثيرون من الحراك السلمي بشكل فردي وكانت لتلك الوحدة نتائج عظيمة في تحقيق النصر العسكري والسياسي حيث باتت المقاومة في موقع السلطة تستطيع ان تقود الثورة الى بر الامان. الاتجاه ستؤدي مرة اخرى الى تقسيم الشارع الجنوبي الموحد لأسباب كثيرة اهمها: والخلافات التي عصفت بها. التقليدية لحركة القوميين العرب والجبهة القومية والحزب الاشتراكي حتى وان اعلنت تخليها عن ذلك صراحة. كما إن الخلافات القائمة بين عناصرها والتي تعود لمرحلة الحكم الشمولي في الجنوب ايضا تسبب انقسامات داخل الوسط الجنوبي وتخلق كوابح لأي محاولات لتشكيل قيادة موحدة. الراهن اعلاميا وسياسيا ومحاولة تكرار ما فعلته بالحراك السلمي بالأمس مع المقاومة مجددا اليوم ايضا يلعب دورا كابحا وتسهم في اعاقة أي جهود في هذا الاتجاه. الجنوب لذا فإن مهام المقاومة التي صارت في السلطة قد تغيرت وتختلف كليا عن تلك التي كانت قائمة في مرحلة الحراك السلمي. كإرث أو كتراث سياسي. فإذا اخذنا بمنهجية الدكتور الجابري في التعاطي مع هذه المسالة فإننا نبدأ في قراءة وتفسير ظاهرة الحراك السلمي من خلال تكوينها وتركيبتها ثم انه لا يجوز ان نفسر او نقرأ مواقف البعض في مرحلة الحراك السلمي وفقا لرؤيتنا اليوم بل وفقا لظروف مرحلة ما قبل الحرب ووفقا للظرف التاريخي خلال عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينات من القرن الماضي, كما اننا نقرأ مواقف البعض من خلال التعرف على المصالح الايديولوجية التي يحققها الموقف السياسي لهذا او ذاك. سكرتير العلاقات الخارجية للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"* |