ما أًخذ بالآر بي جي و الجمجمة لن يعود بالفيسبوك و"الهنجمة"-بقلم - عبده النقيب طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 15 مايو 2016 06:20

على مدى يومين متاليين ومازالت الحالة مستمرة, قامت الدنيا ولن تقعد, حرب اليكترونية إعلامية ولكن ليست كتلك التي يشنها الأمريكيون في سوريا والعراق , حرب يمنية شاملة سهامها

تستهدف الجنوب العربي وهويته, تجاوزت خطوط التماس بين الاحزاب والطوائف والشخصيات السياسية والمثقفين ورجال الدين مشحونة بالتعصب اليمني الاعمى من قبل اولئك الذين

مازالوا لم يستوعبوا ان المقاومة الجنوبية قد سلخت قوافل الفيد والنهب من الوريد للوريد وان الجنوب قد تحرر من اولئك القادمون من ادغال وكهوف التاريخ وقد طهّرت اراضي الجنوب

العربي منهم من المندب الى المهرة... غباء مستحكم جعلهم يشنون حملة شعواء على صفحات "الفيسبوك" والمواقع الاليكترونية والقنوات الفضائية المسبّحة بحمد الباب العالي بين التهديد

والوعيد والتبرم والشكاء يستصرخون الضمير الانساني الدولي .

 

 

عجبي من هذا الغباء الذي لا يرى اصحابه ما جرى على مدى عام ونيف ويبدو انه لانعدام قيمة الانسان عند هؤلاء لا فرق بين متسول وجنرال فلا يعلمون كم من مجن فتح لجحافل الفيد في

الضالع وجعولة وكرش وشبوه وخور مكسر وحضرموت وابين وكل ارجاء الجنوب التي كانت تنتشر فيها, وسيصاب جيلهم القادم بالصدمة عندما يفيق على الحقائق الفاجعة بعد ما يهدأ

ضجيج الطبول وصيحات "البرع" والبطولات الوهمية .. لا فرق يا هؤلاء بين صواريخ التوتشكا ومقالات الغفوري وتقارير العنسي و"هنجمة" المخلافي والمودع فالحرب هي الحرب

والمقاومة الجنوبية هي لها.

 

قولوا ما شئتم ولا يهمنا ان لم تتعظوا فلم تعد تنطلي علينا خرافات القوى الوطنية والثورة الام واساطير ما ترك العرب في هذا الجزء المتحجر الذي صار متحفا يتندر به العرب قبل العجم

فوعينا الوطني الجنوبي قد صقل ونفض عنه الغبار العالق به, تفولذ ولن يصدا.

ضحكت كثيرا من صرخات الاستنجاد بالمجتمع الدولي والضمير الانساني وكأن القوات الجنوبية تشن حملة غزو لمدن وقرى اليمن الآمنة, لقد جربنا يا هؤلاء وعليكم ان تستفيدوا من

تجربتنا على مدى ربع قرن عندما كنتم تغيرون على مزارعنا ومراعينا كالجراد تنشرون المجاعة والاوبئة والخراب ولم ينجدنا احد.. لم يشفع لنا ديننا الاسلامي المفترض اننا جميعا ندين به

ولم تغفر لنا عروبتنا ولم تنصفنا من سميت بالقوى الوطنية التي ترعرعت واكلت وشربت من خيرات عدن ونعمت بأمنها وحضنها , كل ذلك وتلك كانت وبالا علينا تذكرنا كل يوما بوحدة

الافك والدم والعار ولم تنجدنا غير رصاصات صنعت في اوروبا وقذائف استوردت من روسيا وعزائم صقلت في مدرسة الثورة التحررية الجنوبية وحراكها القوي.. بها عرف الحق وبها

وضعنا حد لتغولكم وهمجيتكم.

 

لن ادخل في تفاصيل ما يستوجب فعله من اجراءات امنية لمواجهة جواسيسكم وخططكم العسكرية واسراب المقاتلين والمخربين وخلاياكم الشيطانية الذين يستهدفون عدن والجنوب وأهله

فذلك شأن اجهزة امن المقاومة وهي ادرى, ولكن ما هو بديهي ان حالة الطوارئ يجب ان تعلن في وضع كهذا حيث لا يوجد دستور نعترف به ولاشرعية تدعي وجودها فما يؤدي لحمياتنا

من عبثكم وحقدكم وجرمكم هو الحق وهو القانون حتى وان نعق الكارهون للجنوب وتزلف اولئك المتظاهرون بالتحضر والثقافة الذي ادعوهم ان كانوا غافلون ان يطلعوا على تجارب

بريطانيا وامريكا وروسيا ولو شاءوا ان يبحروا اكثر ايضا تجربة السعودية ودول الخليج ليعرفوا كيف تتم مواجهة الارهاب وزبانيته.

الجنوب العربي شعب وهوية يبحث عن السلام والحرية يتعايش فيه البشر من مختلف الاعراق والمشارب ولكنه لن يقبل من يسعى للعبث بأمنه وهويته وتاريخه وكرامة اهله.. الجنوب مازال

في حالة حرب معكم اوارها يصم الاذان وافعالكم الشنيعة والقبيحة تطال الابرياء وكوادر الجنوب كل يوم وكل ساعة في احياء وشوارع عدن وعلى امتداد مدن وقرى الجنوب فهل تكفوا

.. هذا الوضع الاستثنائي والخطر القائم يفرض على المقاومة الجنوبية وسلطاتها في عدن والجنوب ان تتخذ اجراءات استثنائية صارمة في بلد دولته منهارة ومفككة تنتشر فيها الاسلحة

وادوات الدمار والخراب ويتكدس فيه المهووسون بالنهب والقتل, فحماية الامنيين في عدن اولوية قصوى ندعو المقاومة الجنوبية للضرب بيد من حديد لكل من يحاول المساس بالسكينة

والامن العام ولكل من شارك في جرائم الحرب وفي محاولة نحر الجنوب وتدميره وقتل وتشريد اهله بالسلاح والمال والكلمة ولكل من يخطط او يساهم في زعزعة الامن والاستقرار فتلك

جرائم لا تقبل التقادم ولا يمكن المساومة فيها.

 

لا يهمنا عويلكم ولن يثني عزمنا اولئك المتخاذلون الذي عهدنا البعض منهم ممن لا يجرؤون حتى على الانين والبكاء حتى لا تجرح وحدويتهم وتنتقص حضاريتهم وثقافتهم التي اوصلتنا الى

هذه المهالك.. المعركة مستمرة ولابد من اجراءات رادعة تطال اولئك الذين لا يستطيعون تقبل الهزيمة لجسامتها حتى يعودوا لوعيهم ورشدهم ويتعلموا ان الاعتداء على حقوق الآخرين

نتائجه وخيمة .. علينا ان نتبع هزيمتهم العسكرية بإجبارهم على التخلي عن ثقافة الفيد والغزو واجبارهم على استيعاب ان ما كان سائدا في عصر القبيلة والبغال لم يعد قابلا للبقاء في عصر

الكمبيوتر والفضاء وان يلجأوا الى تقبل ثقافة التعايش والسلام والبناء حتى ينتهي الدمار وتخضر الحقول وتتنور العقول.

 

لم يخطا المودع الذي يدعو الى محاكمة الزبيدي وشلال لملاحقتهما مجهولي الهوية وخلايا الارهاب وتناسى كل جرائم القتل الجماعي التي طالت اهالي مدينة عدن والجنوب من قبل مليشيات

قبائل اليمن المتحزمة بفرق الارهاب المدججة بالفكر المتعصب والأعمى التي تدربت في مدارس حزب الاصلاح والخراب الارهابي ولم يخطأ الغفوري عندما بشر وهدد بألف عام حرب

فلم يكن اختيار هذا الرقم عبثا فقد سماها الشميري ايضا الف ساعة حرب وهي فعلا الحقبة الحديثة المتصلة بحروب الفيد السبئية المتعاقبة على الجنوب العربي واهله فخيرا فعلت ياغفوري

ان ذكّرت من هم ساهون منا وغافلون عن ادراك اطماعكم وجرائمكم المستمرة طوال كل هذه القرون.

أكتب هذه القصاصات على وقع انسياب القطار بين المروج الممتدة لحقول القمح المخضبة بصفائح الورود الصفراء لنبات اللفت (تفل العنب) ( الترتر) ولمعان الاشعة الذهبية على صمت

وهدوء الحشد البشري تنداح افكاري رقراقه دون خجل كشعاع الفجر وسط عويل وولولة "حريم السلطان" أتلمس نهارا جنوبيا ناصعا لن تغيب عنه الشمس بإذن الله.

 

عبده النقيب

لندن

10 مايو 2016