وهم الحوثي والشرعية - بقلم - عبده النقيب طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 15 يونيو 2015 05:20

 

اصمت آذاننا وسائل الإعلام بترديد مصطلح مليشيات الحوثي دون كلل او ملل. لا اظن أن هذا الفعل عفوي وبرئ,  فهذه سياسية اعلامية نازية تحفر اكاذيبها في وعي الرأي العام الذي لا يملك خيار في انتقاء

الاخبار امام هيمنة السلطة الخطيرة من وسائل مرئية ومقروءة ومسموعة.

 مثلما سمعنا عن جبروت وخطر تنظيم القاعدة الذي احتشد لمواجهته تحالف دولي اكبر من التحالف الذي واجه هتلر في الحرب العالمية الثانية بكثير وفي لحظة من زمن مايو 2011 قرورا اغتيال اسامة بن

 

لادن ليذوب التنظيم الدولي ومعه التحالف كفص الملح في الماء, حينها انتهت مسيرة القاعدة واسطورة بن لادن لتبدأ معها مسيرة اختلاق اساطير جديدة , نسمع اليوم عن امبراطوريات كأنصار الشريعة  وجبهة

النصرة ثم جمهورية داعش الاشتراكية العظمى ومليشيات الحوثي كلها في الحقيقة ادوات متنوعة للاعبين دوليين كثر في مقدمتهم امريكا وايران وتركيا واسرائيل وحتى بعض "الكانتونات" العربية .

اسطورة مليشيات الحوثي التي صنعها الإعلام صاروا اشبه بجحافل التتار. جيش جرار يقاتل في كل مدينة ومحافظة وجبهة في اليمن. يخوضون المعارك ويهزمون المقاومة ويحاصرون مداخل ومخارج اليمن من

صعدة و باب المندب وحتى المهرة وكأنهم الجيش الاحمر الصيني.. لو عملنا احصاء دقيق لسكان صعدة  البالغ عددهم 830 الف واستثنينا النساء والاطفال والعجزة لقدرنا بان القادرين على حمل السلاح لا

يزيد عددهم عن خمسين الف نصف هذا العدد موجود في جبهة الضالع, قتل في المعارك الدائرة اليوم عشرة الالاف على الاقل وابيد الكثير منهم في الحروب المتعددة السابقة, يضاف لهم الذين لا يوالون الحوثي

في مذهبه الفاشي المصنوع إيرانيا.

 اذا من يقاتلنا في الجنوب وجبهاته المترامية الاطراف ليسوا صبيان الحوثي ولا الحرس الجمهوري العفاشي بل انه شعب اليمن بملايينه,  بأحزابه وقبائله وتياره الديني الفاشي بشقيه الرافضي والقاعدي

الاصلاحي(ومنهم انصار الشريعة الذي لاشرعية ولا مله لهم ولا شرع يتبعونه).. رغم كل ما بين اليمنيين من خلاف وقتال الا ان جميعهم موحدون في خندق واحد ضد الجنوب العربي ومقاومته الباسلة , فكل

جنوبي هدفا لهم لا فرق عندهم بين مقاتل وطفل وإمرأه وعجوز واعزل فالكل سبايا وعبيد وغرباء على هذه الارض الزاخرة بالثروات.  

قد يقول البعض ان ما قتله معلوما ولم آتي بجديد,  وهذا صحيح الى حد كبير, لكن ما هو غير معلوم للكثيرين هو لماذا تصر وسائل الإعلام المختلفة على تكريس هذه الكذبة الكبيرة وتصوير المسالة بانها مجرد

خلاف مع انصار ايران.

لو تابعنا التصريحات المختلفة لأعضاء حكومة الشرعية لبطل العجب. صرح اعضاء الحكومة الشرعية في اكثر من مناسبة ان كل من يعلن امتثاله للشرعية و يتخلى عن القتال فإننا سنجلس معه على طاولة

الحوار. ولكنهم لم يقولوا لنا أي هي قوات الشرعية وسلطاتها. هل هم فريق صالح العفاش الذين انظموا للجوقة الشرعية في الرياض ام قوات والوية صالح العفاش التي اعلنت انها موالية للشرعية تأجيلا لمعركة

ودور قادم رسمها لها صالح. لأن المقاومة الشرعية التي تقاتل وحيدة في الجنوب ليست محسوبة ضمن قوات الشرعية ولاضمن حكومة الشرعية ولا في اعلام الشرعية وليس لها مكان في أي حوار لا في

مؤتمر الرياض ولا في صفقة جنيف!!

ليطمئن الجميع فالمليشيات القبلية العائلية التي يسمونها بالقوات الخاصة والحرس الجمهوري والامن المركزي جميعها ستصبح قوات شرعية بمجرد ان يتم الاعلان عن وقف القتال .. لابأس ايضا فقد انخرطت

كل مليشيات الحوثي المكونة من ال 35 الف جلهم تحت السن القانوني واصبحت جزء من هذه القوات العائلية والقبلية. اذا هي الوحيدة الموجودة فلا توجد قوات اخرى حتى نسميها بالشرعية.

ظل الإعلام يردد و يصور المسألة بانه قتال مع مليشيات الحوثي ومن اجل الحوار معهم لابد من الخروج من المدن وتسليم الاسلحة للجيش الشرعي ومحاسبتهم ايضا ..  ومع بروز ملامح الصفقة المرتقبة في

مؤتمر جنيف فرض الامريكييون الحوثين على الحكومة الشرعية كشريك سياسي فلم تعد محاسبتهم امر وارد,  لذا فإن الحوثيين سيقبلون بتسليم السلاح لجيش الشرعية والخروج من المدن والاكتفاء بكونهم تيار

سياسي سيشارك في السلطة. هكذا سيصبح جيش صالح الاسري الذي انضمت اليه مليشيات الحوثي هو الجيش الشرعي وهو من يستلم السلاح والمدن المحتلة  ثم  يصبح اغلب حاشية صالح وافراد عصابته

الذين ذهبوا الى الرياض جزء من السلطة الشرعية سيتقاسمونها مع الحوثة وسيخرج صالح وافراد عائلته مع اكثر من 100مليار دور "مثل الشعرة من العجين" مكللا بالحصانة والضمانات الاقليمية والدولية له

ولثروة الجنوب المنهوبة وبهذا نكون قد قاتلنا اشباح فقط. فقد عادت منظومة الرئيس صالح وجيشه العائلي مرصع بنجوم مليشيات الحوثة الى واجهة السلطة وعاد الاتباع والمتكسبين المنغمسين بالفساد والمال

الحرام من الجنوبيين الى حضن هذه العصابة وستنتهي الحرب دون تجريم او ادانه او حساب او عقاب وكأن شيئا لم يحصل  وسيبقى الجنوب مدمر يئن بقتلاه وجرحاه, فمن استكثر علينا فتات الاغاثة لن يقبل

بإعادة الإعمار.. لا تغيير سياسي ولا عسكري ولانهاية للفساد.. سيغير المجرمون القابهم فقط بالضبط مثلما فعل  جيش انصار الشريعة الذي دمر ابين خلال عام 2012 عندما هزمتهم الوية القائدين الجنوبين

قطن ومحمود الصبيحي - وقد نالا العقاب القاسي على تجرؤهما بمحاربتهم -  فلبسوا (الميري) وحلقوا الذقون ثم عادوا لوحداتهم في الحرس الجمهوري دون وجود اسرى او مجرمين او مسرحين او حتى

مدانين.

لا حل يا شعب الجنوب غير ان تأخذوا حقكم بأيديكم ..السلاح بأيديكم فلن تأتيكم فرصة تاريخية اخرى. اعداء الجنوب وحريته ومستقبله يطبخون المؤامرات لتكبيلنا جميعا بالسلاسل عبيدا صاغرين دون رحمة

وسيفعلون اكثر ان نحن تهاوننا.

 

لا داعي للخوض في معركة تصنيف اليمنيين فقد كفت عنا ذلك المعارك الدائرة اليوم.. فكل مقاتلين اليمن وكل يمني أكان سياسي او عسكري من المستوطنين القادمين في الجنوب من بعد كارثة مايو 1990م,

يضاف لهم كل من يشارك في بيع الجنوب تحت مسمى الوحدة او الشرعية ومعهم الجنوبيين  المنتمين لأحزاب اليمن الموالون لصنعاء الذي يلعبون دور حصان طروادة.. جميع هؤلاء هم اعداء الجنوب واي

مساومة او تهاون في التعامل معهم سيكون ثمنه كل هذا الدماء والتضحيات التي ستذهب هدر ا .. وسندخل بيت الطاعة من جديد.. وطن مدمر وشعب مذبوح ومستقبل في مهب الريح.. فلا حل من اجل وأد

وضرب المؤامرة اليمنية الامريكية الايرانية الحقيرة سوى بقتال ومواجهة اعداء الجنوب من غزاة وخونة. ولا حيلة لنا اليوم في سوق المساومات السياسية.. فقط البندقية يجب ان لا تسقط من ايدينا حتى ننجز

استقلالنا باي ثمن , وكما قالت العرب "الجد مفرق الحيل".