عباس العسل: ال طباعة
سياسة - مقابلات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 02 فبراير 2008 07:10
صوت الجنوب/2008-02-02
تحولت الوحدة إلى احتلال واضح وأصبحت جميع الخيارات أمام الجنوبيين مفتوحة

إنه واحدا من رجال هذا الزمان.. واحدا من أبناء الجنوب الذين يصنعون فجر الثورة والحرية.. بطل أبى الظلم واستبدال الوحدة بالاحتلال.. أحد أقطاب العمل السياسي البارزين الذين قادوا الصحوة والشارع الجنوبي في وقت مبكر. يمتلك ثقافة عالية وقلب أسد..وقف بصلابة السياسي المحنك ضد مشاريع التواطؤ والخذلان فأنتصر


للجنوب وقضيته العادلة دون تردد أو خوف.. إنه القائد الميداني عباس العسل.. أجرت صحيفة الشارع معه هذا اللقاء القصير والذي أحتوى على إجابات شافية وجريئة هذا نصه:
* لقاء: أحمد حرمل - الضالع

عباس العسل أحد القادة الميدانيين لهذه الاحتجاجات، وهو عضو في اللجنة المركزية للاشتراكي، وأحد قياديي "تيار إصلاح مسار الوحدة" في الحزب، إلى جانب عضويته في اتحاد الأدباء والكتاب - أبين.
هنا حاولت "الشارع" الحديث مع أحد القادة الميدانيين للاحتجاجات.

* كيف تنظرون لما يجري من حراك سلمي في المحافظات الجنوبية؟
- هو وضع طبيعي للسياسات الاقصائية التي يعانيها أبناء الجنوب الأحرار الصناع الحقيقيون لوحدة 22 مايو التوافقية القائمة على التراضي، والتي تم إطلاق رصاصة الغدر عليها في حرب صيف 94، التي بواسطتها تم ابتلاع الجنوب أرضاً وثروة ووظيفة..

* مرت 9 أشهر من الاحتجاجات.. إلى أين أنتم ذاهبون؟
- سنواصل احتجاجاتنا حتى يتم رد الاعتبار للجنوب "أرضاً وثروة وتاريخاً وهوية". فمن غير المعقول أن يحاصر أبناء الجنوب ويمنعوا من الدخول إلى عاصمتهم التاريخية، بينما يتم دخول اللصوص والفاسدين بمواكب رسمية.. أي وحدة هذه التي يتحدثون عنها.؟ ألا تعلم أن جميع محافظي محافظات الجنوب السبع شماليون.. وأن النقاط العسكرية التي تقع في مداخل محافظات الجنوب ومخارجها أكثر من النقاط التي تقع بين إسرائيل وفلسطين؟ وهذا ما يؤكد أن الجنوب تحت الحراسة. ولهذا سنواصل فعالياتنا السلمية حتى يتم إعادة الاعتبار للجنوب.

* باعتباركم أحد قياديي تيار إصلاح مسار الوحدة.. ألا ترى أن احتجاجات الجنوب ذهبت أبعد مما كنتم تطرحونه؟ فما هو مبرر بقائكم كتيار؟
- التيار من خلال بياناته وكتابات قياداته حول القضية الجنوبية منذ 1994، قام بخلق رأي عام جنوني

 حول هذه القضية، وهذا لا يستطيع أن ينكره أحد.. أما مبرر بقائنا فهذا سؤال غير مفهوم لأن التيار متواجد في كل الحراك الجنوبي، ومنسقه العام المناضل حسن باعوم أكثر من دفع ثمن هذه الاحتجاجات.
* ظللتم في التيار تطرحون القضية الجنوبية في جميع دورات اللجنة المركزية إلى درجة تحويلها إلى أزمة داخل الاشتراكي ولم تنقلوها إلى الميدان.. ما هي أسباب هذا التقوقع؟

- لم نخلق أزمة داخل الاشتراكي ولكن استشعاراً منا بأهمية هذه القضية التي تحاول قيادة الاشتراكي التخلي عنها باعتبار الحزب وحدوياً، وهذه مغالطة تاريخية وسياسية لأن الاشتراكي هو من أدخل الجنوب إلى الوحدة، وتمسكه بقضية الجنوب لا ينفي وحدويته. هناك التزامات أخلاقية وسياسية تجاه أبناء الجنوب يجب ألا يتخلى عنها وإلا تحول في نظر أبناء الجنوب إلى خائن. ونحن في التيار لا نقبل على أنفسنا الخيانة.. ولهذا تجدنا في الميدان.
* تمكنت جمعية المتقاعدين من تحويل القضية الجنوبية إلى أزمة للنظام أي أنها نجحت حيث فشلتم كتيار. هل المشكلة فيكم كشخوص أم في القضايا التي تطرحونها؟

- جمعية المتقاعدين وجمعية الشباب العاطل عن العمل وجمعية المناضلين وجميع الفعاليات السياسية الجنوبية جعلت من القضية الجنوبية قضية جماهيرية عبر الحراك السلمي.. الجنوبي جنب الجنوبي لا إقصاء ولا تخوين ولا إبعاد لأحد.. القضية قضية الجميع.. والهم هم الجميع. أمامنا تضحيات جسام ولا نحلم بوجاهات أو مسؤوليات.. والشكر الكثير لقيادة مجلس تنسيق المتقاعدين ورئيسه المناضل ناصر النوبة الذين وضعوا أنفسهم في مقدمة الصفوف متحملين المعاناة والقهر والاعتقالات.
* في أكتوبر الماضي أصدر التيار بياناً حول المستجدات التي تشهدها المحافظات الجنوبية.. قلتم فيه إن عدم استجابة السلطة لمطالبكم في "إصلاح مسار الوحدة" دفع بالشارع في الجنوب إلى الالتفاف حول تاج والشحتور.. فما علاقة ذلك بما يجري من حراك؟

- قلنا إن السلطة سيأتي يوم تتمنى فيه لو كانت وافقت على طرحنا لأن سقف طلبات الجماهير سيرتفع لأن الجميع كان يرى أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ والجنوب يتم تدميره تدريجياً حتى تحولت الوحدة إلى احتلال واضح وأصبحت جميع الخيارات أمام الجنوبيين مفتوحة.
* في بيانكم الآنف الذكر وصفتم المعارضة الشمالية بالطابور الخامس فلماذا هذا التجني.. فليس كل جنوبي وطنياً ولا كل شمالي خائناً؟

- إن كنت تقصد إخواننا في قيادة الحزب وفي اللقاء المشترك فالحقيقة أنه في دورة اللجنة المركزية المخصصة لمناقشة مشروع الإصلاحات المقدم من أحزاب اللقاء المشترك والتي رفضها جميع الجنوبيين في اللجنة المركزية وانسحبوا من الدورة وأصدروا بياناً حول ذلك لأن المشروع تجاهل القضية الجنوبية كدولة وله شريكة في الوحدة، وطالب فقط بإزالة الآثار السلبية لحرب 94، وكأن هناك آثاراً إيجابية للحرب، وهذا ما أثار حفيظة الجنوبيين إزاء المشروع، الأمر الذي جعل رفاقنا في المشترك يصفوننا بأصحاب المشاريع الصغيرة. ولكن الحراك الجماهيري أثبت من هم أصحاب المشاريع الصغيرة ومن هم أصحاب المشاريع الكبيرة.
 أما الجزء الأخير من سؤالك فنحن نكن كل الحب لإخواننا المسحوقين من أبناء الشمال، ويكفي أن تعرف أن سلطان السامعي يحظى باحترام كل الجنوبيين.

* هناك خلاف في المفاهيم حول القضية الجنوبية..
- لا يوجد أي خلاف حول هذه القضية، فكل جنوبي معني اليوم بالدفاع عن حقوقه المسلوبة وثروته المنهوبة وأرضه المستباحة من المهرة إلى الضالع.

* الحراك الجاري اليوم لم يأت من فراغ ولكنه امتداد لنضالات سابقة بعد حرب 94، حيث شهدت حينها المحافظات الجنوبية مسيرات احتجاجية فكان للجنة الشعبية في الضالع شرف الريادة وانتشرت اللجان الشعبية في كافة المحافظات.. كيف تقيمون تلك المرحلة؟
- كانت الضالع وما زالت قلب الجنوب النابض ومدرسة النضال السلمي، وأنا شخصياً تعلمت منها الكثير، وقد شاركت في معظم فعالياتها الأولى بل وقمت مع رفيق الدرب أحمد القمع بتشكيل ثاني لجنة شعبية بعد الضالع في مديرية مودية، وكان التوافق النضالي بين الضالع ومودية في تلك الفترة، لو تتذكر، هو أول بذرة للتصالح الذي جعله النظام الحاكم يستعدي علينا أجهزته الأمنية والقضائية، فكانت الاعتقالات والمحاكمات لمحاولة إجهاض تجربة اللجان الشعبية.

آخر تحديث السبت, 02 فبراير 2008 07:10