ليمن.. والخطوة التالية في الحرب على القاعدة |
عام - من أقوال الصحف |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الأحد, 17 يونيو 2012 08:23 |
إفتتاحية الوطن العمانيةإذا كان الجدل لايزال قائمًا بأن الإرهاب ليس له هوية ولا وطن، فإنه في المقابل يمكن القول إن الإرهاب له صنَّاعه ومؤيدوه ومحركوه، وفي الوقت ذاته مستغلوه لخدمة أغراض ومشاريع معينة وأهداف خاصة، واليوم ليس هناك منطقة تدفع ثمنًا باهظًا لفاتورة هذه الصناعة الغريبة والتي تم تدجينها، أكثر من أي منطقة من هذا العالم، وقد ارتسمت صورة الإرهاب في مخيلة المواطن العربي من خلال تنظيم القاعدة وارتبطت به، باعتبار أن هذا التنظيم هو صناعة أميركية أيام الاحتلال السوفييتي السابق لأفغانستان، حيث جندت الولايات المتحدة القوة العظمى المقاتلين العرب آنذاك تحت اسم "الجهاد" وأطلقت عليهم "المجاهدين"، ومنذ ذلك التاريخ وبعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان، أخذت شوكة هذا التنظيم تقوى وتعظم، على النحو الذي يراه الجميع الآن، حيث اتجهت بوصلة هذا التنظيم نحو كل ماهو عربي بدلا من التوجه نحو أعداء العرب. المترتبة على الأزمة اليمنية بسبب المطالبة بالتغيير والتحول الديمقراطي، ما أدى الى انشغال الجيش والأمن اليمنيين في ظروف الأزمة إلى قيام تنظيم القاعدة بتكثيف عدوانه في العديد من المناطق والمديريات اليمنية وفي مقدمتها محافظة أبين جنوب اليمن. الأميركية تعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية، للقضاء عمليًّا وطرد التهديد "الإرهابي" لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي وصفه أوباما "بالجناح الأكثر فعالية وخطورة للقاعدة اليوم"، فإن ما يحسب للحكومة الانتقالية في اليمن بقيادة الرئيس الانتقالي التوافقي عبد ربه منصور هادي تمكنها من القضاء على الخطر الداهم الذي يمثله هذا التنظيم والذي يهدد بتمزيق اليمن وانفصاله بسيطرته على محافظات يمنية تعاني من البؤس والحرمان، فقد استطاع الجيش اليمني وقوات الأمن المساندة وعناصر اللجان الشعبية استعادة محافظة أبين وطرد مقاتلي القاعدة منها، الأمر الذي يؤكد أن إلحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابية المسلحة والقضاء على الإرهاب ممكن، وأن هذه الهزيمة كان من المفترض أن تكون منذ زمن أيام النظام السابق، وهو ما يؤكد ما يتداوله اليمنيون من أن النظام السابق كان يستخدم تنظيم القاعدة شماعة لجلب الدعم المادي وللتلويح به في وجه خصومه. وعليه لو كانت الملاذات التي توافرت للقاعدة من قبل قد تم القضاء عليها، لكان اليمنيون اليوم متفرغين للتنمية وتحسين الظروف المعيشية والصحية التي يعاني منها ملايين من الشعب اليمني، ولواصل عشرات الآلاف تعليمهم الذي تعطل بسبب الظروف الأمنية وتغلغل تنظيم القاعدة وتحويل المدارس إلى ملاجئ، حيث أن هذه الظروف هي التي شكلت المناخ الذي ترعرع فيه هذا التنظيم الارهابي. عمل للباحثين عنه، وتمكينها من توفير الغذاء والدواء للجوعى والمرضى، فحسب "اليونيسيف" فإن هناك حوالي نصف مليون طفل مهددون بالموت جوعًا بسبب سوء التغذية.
|