كلمة السيد الرئيس علي سالم البيض بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي طباعة
سياسة - كلمات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 02 سبتمبر 2010 05:40

ق م: / 212 /2010

التاريخ: 22 / رمضان /1431هـ

الموافق: 01 / سبتمبر /2010م

 


يا أبناء شعبنا في الجنوب الأبي

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر،وما بدلوا تبديلا) (صدق الله العظيم)

تصادف اليوم ذكرى عزيزه على نفوسنا،وهي ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي،الذي انبثق من أتون ثورة اكتوبر المجيدة،التي كان لها شرف تحرير بلادنا من الاستعمار البريطاني،وبناء دولة الجنوب المستقلة.

اننا في هذه المناسبة الوطنية المجيدة نقف باجلال واحترام كبيرين أمام رجالات الرعيل الأول للحركة الوطنية الجنوبية،الذين ناضلوا وضحوا من أجل استقلال وعزة وكرامة الجنوب، واحيي واترحم على أرواح شهداء هذا الجيش الوطني،الذي كان له دور أساسي في بناء وحماية وتعزيز تجربتنا في الجنوب،واننا اذ نترحم اليوم على أرواح الكوكبة الكبيرة من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الجنوب الغالية،فإن شعورا كبيرا بالفخر والعزة يملأ قلوبنا،وأملا كبيرا بالنصر المؤزر يقود خطانا،فهاهم ابناء واحفاد رجالات الاستقلال الأول يحملون الراية على طريق الاستقلال الثاني،الذي نراه قريبا بعون الله وبهمة الشعب الصامد المضحي، الذي يضرب كل يوم موعدا جديدا مع التضحية والعطاء دفاعا عن ارضه وهويته الوطنية وكرامة اجياله.

ان احياء ذكرى تأسيس جيشنا الوطني لمناسبة هامة تحثنا على اعادة استلهام قيم وروحية التحرير والنضال ضد المحتل،وتمدنا بالروح المعنوية العالية في مواجهة محتل من طراز مختلف،يحاول بشتى الوسائل أن يجعل من احتلاله لأرضنا أبديا.

لقد شكل جيشنا منذ البداية الحصن المنيع في الدفاع عن استقلالنا،واسهم في بناء التجربة الجنوبية من موقعه الوطني،وحماها ودافع عنها في وجه المؤامرات والاطماع الخارجية،وكان في تكوينه وعقيدته مثالا للوحدة الوطنية ،جيشا من كل الشعب ولكل الشعب،جيشا صاحب رسالة وحامل مبادئ ومقاتل من أجل اهداف،على رأسها رفع علم الجنوب خفاقا عاليا،ولهذا فإن الخطوة الأولى التي تلت احتلال بلادنا في السابع من يوليو سنة 1994،هي اقدام المحتلين على تصفية هذا الجيش بشتى الوسائل،والتنكيل برموزه وقياداته،بالتسريح والتصفيات الجسدية وتشريد الكثير منهم في المنافي.إلا ان ابطال هذا الجيش الوطني لم ينحنوا امام عاصفة الاحتلال الهوجاء،وتسلحوا بالعزيمة والايمان بالله والوطن،وخاضوا مواجهة مستمرة مع وجود الاحتلال،وابقوا راية الجنوب مرفوعة وحفظوا قضيته من التصفية،وقد كانوا سباقين في تحركاتهم التي كانت البداية في اعادة تنظيم صفوف شعبنا في الحراك الوطني السلمي،الذي بات شامخا اليوم،ومحط أمل شعبنا في طرد الاحتلال واعادة بناء الدولة الجنوبية الجديدة وعاصمتها عدن الأبية.

اننا في هذا اليوم المجيد،ونحن نحيي هذه الذكرى الوطنية مطالبون بوقفة تاريخية،نجعل فيها من وحدتنا الوطنية كلمة الفصل الأولى والأخيرة.في هذا اليوم تقع على عاتق قوى الاستقلال الجنوبي أن تعزز من صفوفها، وتقف بقوة ووضوح أمام مشاريع ومخططات الاحتلال الرامية الى تصفية القضية الجنوبية،وأن تبقى على أهبة الاستعداد لافشال هذه المخططات المشبوهة،وآخرها ما شهدته لودر البطلة وقبل ذلك الضالع ولحج،من اعتداءات هدفها وصم نضال شعبنا بالارهاب.

إننا وإذ ننحني اليوم بإجلال وإكبار أمام ذكرى شهداء جيش الجنوب، الذين كان لهم شرف انتزاع استقلال الجنوب من اعتى امبراطورية في التاريخ،فنحن نستعيد في نفس الوقت ذكرى شهداء الحراك الجنوبي السلمي،الذين مازالوا يتقاطرون على طريق الحرية والتحرير مضحين بأنفسهم وأرواحهم الغالية، من أجل تتحرر بلادنا من الاحتلال، ويرفرف علمها عاليا فوق أرض الجنوب الطاهرة.

لقد عرّت المجازر المتنقلة في الجنوب نظام الاحتلال واظهرته على حقيقته في الخارج،إذ تبين للقاصي والداني كذب اداعاءاته لتبرير حربه الدموية المفتوحة ضد شعبنا الاعزل،وصار من الواضح للعالم ان المواجهة هي بين شعب يدافع عن ارضه وهويته وجيش محتل.ونقول للمحتلين اننا لن نغفر ولن ننسى، وان دماء اهلنا الابرياء المهدورة في أبين وعدن والضالع وردفان وحضرموت وشبوة ولحج والمهرة لن تذهب هدرا ، وإذ نؤكد يقيننا بخيار سلمية الحراك ، فإن هذه الدماء الطاهرة هي التي رفعت السقف السياسي للحراك الجنوبي المتواصل منذ أربعة أعوام، في ظل الصمت المطبق للآخرين أشقاء وأصدقاء .

في ذكرى عيد الجيش تحية الى شهدائنا الابرار.. تحية الى شعبنا الابي الصامد، الذي أخذ زمام المبادرة وقرر إستئناف تجديد النضال ضد الإحتلال الجديد، لإسترداد حقوقه المسلوبة.. تحية لشعبنا الشجاع الذي جسد وحدته في التصالح والتسامح ،.. تحية الى أولئك الرجال الأشاوس، الذين رفعوا رايات النضال وأضاؤوا شعلة الحرية والكرامة،..تحية لجرحانا واسرانا والمطاردين والمشردين من ابناء بلادنا،..تحية إلى أصحاب الكلمة الحرة والشجاعة الذين دافعوا عن هوية الجنوب وحقوقه.

 

علي سالم البيض

رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية

 

آخر تحديث الخميس, 02 سبتمبر 2010 14:39