المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوحدة بناء لا هدم


قلب الجنوب
11-17-2005, 09:32 PM
الأربعاء 16 نوفمبر 2005

* كتب/ رئيس التحرير ( صحيفة الوسط )

القول بأن الوحدة والحفاظ عليها أمر يصب في مصلحة اليمنيين جميعاً دون استثناء قول صائب يجب التأكيد عليه باعتبار ذلك حقيقة وكان يجب أن يظل كذلك فيما لو كان هناك نظام استطاع تحويل الوحدة إلى فعل إيجابي يمثل إضافة قوة واستقرار لكل أبناء الشعب.




إلا أن ما حصل بالفعل هو أن البعض من القادة توقفوا عند نصر تحقق جراء حرب، وعدوا ذلك جابا ما قبله لوحدة قامت على التراضي لكي تحدث الأفضل.. التأكيد على أن الوحدة هدف عظيم تحقق باعتباره نتاج حلم طالما تاق إليه مناضلون وشرفاء في شمال الوطن وجنوبه لا يعني بأية حال أن تتحول إلى ممارسة للابتزاز والتخوين والاتهام باللا وطنية.. وكثيراً ما نبهنا السلطة إلى وجود احتقان في المحافظات الجنوبية بسبب ظلم وتعسف المحسوبين عليها من شمال اليمن وجنوبه، إلا أن الأمر كان يؤخذ باعتباره غضباً مؤقتاً ما يلبث أن ينجلي وظل رهانها على أشخاص معدودين حصنتهم بالسلطة والنفوذ وزودتهم بالمال اعتقاداً بأنها تصنع مراكز قوى شبيهة بمشائخ الشمال الذين يجيدون السيطرة على رعيتهم وتوظيفهم لخدمة الحاكم، مغفلة التفاوت في مستوى الوعي الاجتماعي لمواطنين اعتادوا على نفوذ وسيطرة الشيخ في ظل انعدام القانون في المحافظات الشمالية وبين مواطنين تشربوا ثقافة ووعي الالتزام بالقانون في المحافظات الجنوبية..

هناك ذهنية في السلطة تعتقد أن الوحدة هي إضافة أرض أخرى تتصل بها جغرافياً وجعلها تحت السيادة والسيطرة دون أدنى مراعاة لوحدة الإنسان مشاعر ومصيراً والتي تعد الضمانة الحقيقية لجعلها راسخة ومستقرة، والحديث هنا لا يقف عند حدود الشمال والجنوب فقط بل أنه سيطال كل محافظة وعزلة يشعر أبناؤها بالظلم والقهر وأنهم فقط رعايا من الدرجة الثانية.. وما لم تبدأ السلطة بمراجعة حقيقية للمسببات التي جعلت من

جموع الشعب كارهين لها ولسياستها فإن الجميع بدون استثناء ستتطلع انظارهم للاستعانة بالخارج وإن عن كراهية.

إذ إن الظلم يفقد الإنسان مؤقتاً إحساسه بالولاء خاصة وأن هذا الشعب الذي صار بائساً بفعل الفساد الرسمي يشاهد بأم عينيه كيف تتعامل قيادته بذل مع الخارج إلى درجة يصبح فيه الحصول على قلم مدعاة للفخر والتباهي.

التهافت على الخارج بهذا الشكل المزري الذي يقابله تعال على الداخل لا يخلق غير الازدراء وتعميق الهوة بين القائد والمقود وبالتالي فإنه ليس حلالاً للسلطة الاستعانة بالخارج على شعبها بينما يعد ذلك حراماً على أفراد يشعرون بالغبن لا تجوز لهم الشكوى.

القادة العرب لا يستفيدون من الدروس بحيث يعتبرون رضا الخارج لوحده كفاية للبقاء على كراسيهم وإن على رغم أنوف شعوبهم.. في اليمن وبعد أن لانت عريكة النظام وتنازل عن عنترياته التي لا تتجاوز التصريحات الإعلامية أزاء جملة من القضايا القومية والوطنية وبعد أن بدا متفهما ومتعاونا أصبح مطلوباً منه أن يقدم ولو القليل من التنازل لشعبه الذي لا يطلب أكثر من العدل والأمان والمواطنة المتساوية.

قلب الجنوب
11-17-2005, 09:33 PM
رابط الموضوع
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]