المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماوري والحساسية من الجنوب


صوت الجنوب
11-22-2005, 10:50 PM
الماوري والحساسية من الجنوب



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

عبده النقيب
الناطق الرسمي للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج)
سكرتير الدائرة الإعلامية
22/11/2005م


قرأت مؤخرا مقال الأستاذ والصحفي اللامع منير الماوري فاحترت كثيرا منه لأني قد كونت فكرة أخرى عن الأخ منير من خلال ما قرأته له من قبل من مواضيع ومقالات رصينة وحيادية. هذه المرة مقاله( سنة الحسم) الذي نشره موقع التغيير أحتوى على كثير من المتناقضات بل والتصريحات التي تبتعد عن الحقيقة بل وترمي إلى إقناعنا بأن الرئيس هو الضرورة التي لاغنى عنها إلى أجل غير مسمى وبشهادة أمريكا التي لا تستطيع تجاهله أو تجاوزه أو الاستغناء عنه وما علينا نحن العشرون مليون مسكين إلا أن نصلي صلاة الاستسقاء ونسأل الله والرئيس علي أن يلطفا بنا وأن يتنازل لنا عن بعض الصلاحيات ونحن نضمن له وحاشيته وجيوشه الثروة والجاه والعمر المديد..
الحقيقة التي أغفلها الأخ العزيز منير أو لم يقلها أن هناك أشياء جديدة وطارئة لم نشاهدها من قبل ويبدو أن الأخ منير أنزعج منها وربما هو على حق فعندما يذكر الجنوب أو تأتي سيرته لدى أحد تقوم الدنيا ولا تقعد فليس منير هو الوحيد الذي بدت عليه علامات عدم الرضا بل وقد سبقه كثير من مثقفي اليمن الشمالي ويبدو أن القاعدة لديهم أن الظلم موجود في الشمال ولماذا نشتكي منه نحن الجنوبيين! وهل هذا عذر نقبله؟ وما ذنبي أنا الجنوبي الذي سلمت دولة بمؤسساتها وكوادرها وثرواتها وتاريخها إلى من يحتاج إلى مائة عام قادمة حتى يبدأ يفكر بأشياء كهذه.. هل أقنع بما يقوله الأخ منير بأنه لا مفر من بقاء الرئيس وهو الذي يقود البلاد والعباد بشهادة العالم كله إلى حافة الحرب والمصير المجهول! . عندما تثار قضية الجنوب ينسى الأخوة المثقفين من أبناء الشمال الثقافة والمصداقية فيستخدمون كل ما عندهم من مبررات لمحاربة القضية الجنوبية حتى ولو غيروا ألوانهم.
مبعث استغرابي في مقال الأخ منير هو التحدث نيابة عن الجانب الأمريكي أو ما قاله بالمسئول الذي لم يذكر اسمه, فكم كنت أود أن اسمعها تلك الآراء ة والتصريحات من الأمريكيين أنفسهم لأن ما سمعناه هو العكس. ولا أخفي سرا إذا قلت إن تلك الآراء هي قناعات شخصية تكونت لدى الأخ منير الماوري وقد سمعتها منه بالتفصيل أثناء لقاءنا في واشنطن قبيل زيارة الرئيس صالح وقبل أن يلتقي الأخ الماوري بالمسئول الأمريكي الغير معروف الاسم. أنا أكن للأخ منير كل الاحترام بل وأعتبر أرائه متقدمة عن كثير ممن يدعون النضال والتقدمية لكنني وجدت نفسي مجبرا على تفنيد تلك الآراء التي وردت في مقال الأخ منير.
محاولة منير التحدث نيابة عن الأمريكان والتعبير عن رأي الإدارة الأمريكية يفترض أن يتجنبها كونه صحفي وتقتضي أمانته المهنية منه عدم خلط قناعا ته الشخصية بالحقائق التي يجب عليه أن يوردها. فقوله أن الأمريكان يرفضون قيام أي كيان في الجنوب يؤدي إلى نزاعات مسلحة مع الشمال فيه شئ من التساؤل.. الحقيقة لم نسمع بهذا من قبل لا من احد في الإدارة الأمريكية ولا من أحد من المراكز والمؤسسات البحثية والعلمية الغير حكومية ولكني فقط قرأته في تصريح سابق للأخ منير عندما علق على المظاهرة قبيل خروجها من قبل الجنوبيين أمام البيت الأبيض بقوله أن الأمريكيين يرفضون الانفصال. بالطبع هذا هو رأي منير ولكنه ينسبه للأمريكيين حتى يضفي عليه شرعية وقوة لأن الكثير من اليمنيين وخاصة الثوريين منهم عندما تسأله عن حقه فيسألك عن رأي أمريكا فيه قبل أن يجيبك!
هناك حقائق لابد من توضيحها مهما اختلطت الأوراق وتداخلت الألوان وهي أن الجنوب دولة ذات سيادة وقعت تحت الاحتلال العسكري في حرب الصيف خلال 1994م وأننا نرفض نتائج هذه الحرب جملة وتفصيلا ونقف على أرضية شرعية قوامها الاتفاقيات الوحدوية ودستور دولة الوحدة وقراري مجلس الأمن 924 و931 والتي تنص جميعها على الوحدة السلمية عن طريق الاتفاق ولن تدوم وحدة الضم والإلحاق ومفاهيم عودة الفرع للأصل والبنت للأم وإعادة توحيد اليمن أو تغيير الديموجرافيا في الجنوب عن طريق تصفية الجنوبيين بالقتل والتنكيل والتشريد وتوطين الحشود العسكرية الشمالية في الجنوب على طريق المحو الكامل للهوية الجنوبية ,كل هذا يجعلني أصرخ دون أن أسأل أمريكا أو نيوزلندا ما إذا كنت صاحب حق ! إن الحق نفسه يصرخ فينا ولاندري أي ثقافة وأي مبررات لدى إخواننا المثقفين من أبناء الشمال تسمح لهم بأن يشرعوا للحشود العسكرية التي اجتاحت الجنوب فأتت على الأخضر واليابس ويمعنون بأبناء الجنوب وتاريخهم قتلا وتنكيلا.
صحيح أن الولايات المتحدة قوة عظمى ولا نستطيع تجاهل ذلك لكننا نقول أن أمريكا لها مصالحا وهي معها تدور أينما دارت ونحن علينا أن نقرأ بتمعن ذلك وندرك أن الرئيس صالح قد تورط داخليا في مغبة الفساد والتنكيل بالمثقفين والوطنيين بل وبالوطن وبمستقبل الأجيال القادمة وتورط خارجيا بتحالفه مع صدام حسين وما جلب ذلك للمنطقة من دمار وكوارث ندفع ثمنها من دمنا وعرقنا أبناء المنطقة في الجزيرة والخليج بل والأمة العربية كلها وزد على ذلك أصبح صالح راعيا رئيسيا للإرهاب وصارت اليمن المأوى الأمن والحضن الدافئ للعناصر المتطرفة بعد سقوط أفغانستان وأصبح الرئيس صالح شريكا لهم ارتبط بهم قدرا ومصيرا.
نعم هذا ما نعرفه وتأكد لنا بالملموس أثناء زيارتنا وفد التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج) لواشنطن ولقاءاتنا بعدد من المؤسسات الرسمية والغير رسمية بأن القنا عات هذه مترسخة لدى الأمريكان عن الرئيس صالح ونظامه السياسي ليس هذا فحسب بل أن الأمريكان متفهمون لقضية الجنوب وللمعاناة التي نعيشها زد على ذلك ونؤكد ذلك وبفخر أنه بعد زيارة وفد التجمع واجتماعاته الناجحة لأول مرة نقرأ في تقرير لمؤسسة أمريكية هامة مرتبطة بمؤسسات صنع القرار شئ اسمه المعارضة الجنوبية في الخارج وحل مرض للجنوبيين.ورد ذلك في تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وقد صدر هذا التقرير في اليوم التالي لاجتماع ممثلي تاج بمسئولي هذا المعهد.
صحيح أن هذا التقرير تناقلته وسائل الإعلام اليمنية بسرعة وبلهفة كونه صدر قبل ثلاثة أيام من موعد لقاء الرئيسين صالح وبوش لكنني أو التأكيد على شئ اسمه الحساسية من المسألة الجنوبية فقد صارت تلسع كل من يلمسها لأسباب كثيرة ومنها الخوف من النظام الديكتاتوري القمعي فقد تجاهل المترجم الذي يفترض منه أن ينقل بأمانة فقد لاحظت أن عبارة ( المعارضة الجنوبية الغير إسلامية في الخارج أصبح نشاطها متعاظما ولم يفسح لها المجال للعمل في إطار النظام السياسي) قد ابتسرت, لقد تحدث المترجم عن المعارضة في الخارج ولم يشر إلى الجنوبية ( أرجو أن يعذرني المترجم إذا كان الحذف تم من قبل جهة أخرى وهذا ما اعتقده لأن الترجمة كانت لشخص محترف ولا أعتقد أنه سيخطأ فقط في حالة واحدة وهي إذا كان المترجم مصاب بحساسية الجنوب أيضا فهنا يصبح مفهوما لنا ! ولكن إلى متى سيضل الجنوب ملغيا ومهمشا حتى عند المترجمين والصحفيين! وإلى متى سيضل الأخوة أبناء الشمال يسلمون قدرهم لهذا الجور والظلم فهل تريدهم يا أخ منير أن يقضون مع نظام الأئمة الجدد ألف سنة أخرى ؟ الحقيقة أننا لا نمانع ولا نعترض على اختياركم فهذا حقكم نعترف به ولكن عليكم أن تعرفوا أن لنا اختيار آخر وأن أمريكا تبحث عن استقرار المنطقة حماية لمصالحها ولن تستقر المنطقة بابتلاع الجنوب وهضمه فلن تستقر إلا بعودة الحق الجنوبي كاملا دون مساومة ولن نقبل نحن الجنوبيين بأي حوار قبل أن نتحرر فلم نسمع في التاريخ أن العبيد كانوا شركاء في الحكم.

شعيفان
11-24-2005, 04:52 PM
آراء تغييرية: وحدة الجنوب أولا !!

Thursday, November 24-



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
منير الماوري *


" التغيير" ـ خاص: أثناء قضائي لعطلة عيد الشكر في واشنطن اتصل بي أحد الزملاء من لندن قائلا هل ‏قرأت ما كتبه عنك الأستاذ عبده النقيب، قلت له لا لم أقرأ، هل كتب سلبا أم إيجابا ؟ ‏فقال لقد تحدث عنك سلبا أو )هكذا فهم صاحبي( وعندما دخلت إلى موقع " التغيير" وقرأت ما كتبه الأستاذ النقيب وجدت أنه تعامل في نقده ‏بكل احترام، ولم أجد أي شئ سلبي لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
والذي أعجبني في المقال أن الناطق باسم حركة " تاج" لم يعد يتحرج من الدخول في ‏نقاش مع شخص من شمال اليمن وهذا تطور نوعي يستحق عليه الثناء لأن تبادل ‏الرأي قد يفضي في النهاية إلى التوصل إلى قواسم مشتركة تخدم أبناء الجنوب ‏والشمال والشرق والغرب. وأتفق مع الأستاذ النقيب في أن هناك في اليمن من يتحرج من استخدام التوصيفات ‏الجغرافية وكأن ذكر كلمة " جنوب" تابو محرم ولكني شخصيا ليس لدي حساسية ‏من الجنوب ولا من ذكر كلمة الجنوب، ولا تمثل بالنسبة لي " تابو" كما هي في نظر ‏البعض، بل أنادي دوما بإنصاف الجنوب حفاظا على نوب والشمال.
كما أن إيماني بحرية كل شخص في التعبير عن رأيه جعلني أتردد في التعليق على ‏ما ورد في مقال الأستاذ النقيب لولا خشيتي من أن يتصور أبناء الجنوب اليمني أن ‏ماورد في مقاله عن آرائي حقيقة مسلم بها، في حين أني من المهتمين جدا بآراء أبناء ‏الجنوب وتهمني مصلحتهم قدر الذي تهمني مصلحتي الشخصية المباشرة، وأعتبر ‏أن حالة التململ وعدم الرضى التي تعتري أبناء الجنوب اليمني لها ما يبررها وتمثل ‏شوكة مؤلمة في خاصرة الوحدة اليمنية يجب مداواتها قبل فوات الأوان.
الشئ الذي قد لا يعرفه عني الأستاذ النقيب هو أني منذ دخولي معترك ‏مهنة الصحافة قبل 17 عاما لم أبدل رأيي مطلقا، وظلت قناعاتي ثابتة لا تعبر عن ‏الحكم ولا تعبر عن المعارضة ولا تعبر عن الإدارة الأميركية ولا الإدارة الفلبينية ‏وإنما تعبر عما أؤمن به أشد إيمان. ولا يعني انتقادي للأوضاع القائمة في اليمن ‏عدم إيماني بأهمية وحدة الأرض اليمنية، مثلما أن إيماني بالوحدة لا يقلل من قناعتي ‏بضرورة تصحيح مسارها الأحادي.
ورغم أني لم أنتم إلى أي حزب معارض حتى الآن لا في الداخل ولا في الخارج ‏حفاظا على استقلاليتي في الرأي إلا أني ألاحظ كمراقب أن المعارضة الجنوبية تريد ‏من معارضي الشمال أن يناضلوا من أجل استقلال الجنوب، كما يطالب المعارضون ‏الشماليون من إخوانهم الجنوبيين يتناسوا مشكلات الجنوب ويتظاهرون ضد الفساد ‏والاستبداد وهم قاعدون.
وفي رأيي الشخصي أن تشخيص المشكلة هو الطريق الأسلم لحلها فإذا كان ‏التشخيص خاطئ لا بد أن يكون العلاج خاطئ وربما يموت المريض بسبب ذلك إذا ‏ما استمر تعاطيه دواء غير سليم، وهذا هو حال المعارضة المتمثلة في حركة تاج
من خلال قراءتي لما يكتبه المنتمون لتاج توصلت إلى نتيجة أنهم شخصوا مشكلة ‏اليمن بشكل خاطئ وأصبحوا مقتنعين تماما أن أبناء الشمال متخلفون ويصعب ‏التعايش معهم والحل الوحيد هو الانفصال عنهم وربما إقامة سور عازل فيما بعد على ‏شاكلة السور الشاروني!
هذا التشخيص يؤكده الأستاذ النقيب نفسه في عبارته القائلة " ما ذنبي أنا الجنوبي ‏الذي سلمت دولة بمؤسساتها وكوادرها وثرواتها إلى من يحتاج إلى مائة عام قادمة ‏حتى يفكر بأشياء كهذه".. في رأيي الشخصي أننا في اليمن موحدون بالتخلف ولا يقل ابن الجنوب تخلفا عن ابن ‏الشمال وإن اختلفت مظاهر التخلف. وهناك منطقة محدودة جدا في الجنوب تمتعت ‏بوجود الاستعمار البريطاني خصوصا مدينة عدن الكبرى وما جاورها حيث تعلم ‏أبناؤها قليلا من قشور الحضارة، وهم بالمناسبة ينتمون إلى خليط متنوع من كافة مناطق اليمن الجنوبية ‏والشمالية على حد سواء وما عداهم لم تصلهم خيرات الاستعمار للأسف، وقد ينتقدني ‏كثيرون بسبب ترحمي على الاستعمار البريطاني ولكن هذه قناعتي ولا أخجل من ‏المجاهرة بها فأنا على قناعة أن الاستعمار أرحم ..
المشكلة القائمة حاليا تكمن في عدم وحدة الجنوب لأن الجنوب اليمني لو كان موحدا ‏لكانت الوحدة اليمنية قوية ولكن ضعفها عائد لضعف الجنوب وانقسامه، ويوضح ‏قولي هذا صديق جنوبي من أبناء مدينة عدن بقوله " نحن لا نريد أن نتحرر من ‏الاحتلال الشمالي لأننا -والكلام وليس لي- سوف نعاني مجددا من هيمنة مديرية أو ‏مديريتين في الضالع. ويقول آخر من أبناء الضالع " نحن نريد أن نبقى على الوضع ‏الحالي مهما كان سيئا لأن ذلك أفضل من هيمنة أبناء أبين علينا، وقد يقول قائل من ‏أبين " لا نريد أن يستقل الجنوب لأننا سنعود للتضحية بأبنائنا وأنفسنا في سبيل قلة ‏قليلة من حضرموت تتمتع بالحكم".
أنا لا أحاول المبالغة بإيراد مثل هذه الأمثلة ولكن الغرض من ذلك هو الإيضاح بأن ‏الجنوب اليمني مازال يعاني من الفرقة المناطقية بين أبنائه وعدم الاتفاق، ولهذا يتعرض اليمن ‏الكبير للتدمير والنهب شمالا وجنوبا بلا استثناء. ولن أبالغ إن قلت إن حرب 1994 ‏لم تكن الية جنوبية بل حرب قائمة بين أبناء الجنوب أنفسهم وكانت امتدادا لصراع ‏يناير 1986.
ويمكن النظر إلى الذين اقتحموا العند واقتحموا عدن وفتحوا كل التحصينات في حرب 1994 فسنجد أن أهم طلائعهم من أبناء ‏الجنوب، ولم تكن قبائل الشمال إلا قوى مساندة، ولولا القيادات الجنوبية لاقتصر ‏طموح القيادات الشمالية على إلقاء الجيش الجنوبي خلف مدينة البيضاء لعودة لإعلان ‏الجمهورية العربية اليمنية.
الصراع القائم في الجنوب يعود إلى ما قبل عام 1986 وكان هناك تنافسا مناطقيا ‏مقيتا ومكبوتا بين المحافظتين الثانية والثالثة أدى إلى مآسي دفع ثمنها الآلاف من ‏أبناء الجنوب. ولعبت الأنانية دورا كبيرا في إيقاد الصراع الذي لم ينته إلى يومنا ‏هذا.‏ إنني وأنا من ابناء الشمال أشعر بالرضا عندما أرى في حركة تاج الانفصالية ‏أشخاصا مثل اللواء أحمد الحسني يعملون جنبا إلى جنب مع إخوان لهم من أبناء لحج ‏والضالع. وهذا هو الأسلوب الأمثل للمضي قدما نحو خطوة أخرى أكثر شمولا وهي الاقتناع بالوحدة ‏الكبرى ، وفي نظري أن العلاج الأمثل لمشكلة اليمن الموحد هو تبني نظام الحكم المحلي ‏الموسع أو الفيدرالية التي تتيح لسكان كل إقليم أو محافظة أن يديروا شؤونهم بالأساليب ‏التي لا يتحمل سكان المناطق الأخرى اللوم في فشلهم. وعلى العكس ستخلق الفدرالية ‏نوعا من التنافس بالأقاليم وهي السبيل الأمثل للحفاظ على وحدة البلاد لأننا قد ‏نغرق في الوحدة إلى درجة التفتت في حين أن اللامركزية الحقيقة هي الضمان ‏الوحيد للحفاظ على البلاد من التفتت ولا نقول الانفصال.‏ وكلامي عن الفيدرالية ليس جديدا إذ أنني أعلنت تأييدي لها على صفحات صحيفة الوحدة الحكومية بعد أن طرحها الأستاذ سالم صالح محمد عام 1993 في ذروة أزمة الاعتكاف السياسية التي مرت بها البلاد قبل اندلاع الحرب، وتسببت الحرب في تغيير مسار الوحدة السلمي.

ولن يتمكن أبناء الجنوب من فرض وحدة مرضية لهم ما لم يبدأوا بالتوحد فيما بينهم ‏ونسيان جراح الماضي. وأنا لو كنت جنوبيا وكان هدفي الانفصال فسوف أصل إلى ‏هدفي عن طريق الوحدة، فوحدة الجنوب يمكن أن تقرر مصيره سلبا أو إيجابا، أما استمرار الأنانية والتفرق فلن يحل مشكلة الضم والإلحاق مطلقا. ‏
الجنوب اليمني غني بقواه وقياداته ولكنها قوى متفرقة لا تثق ببعضها فكيف يمكنها أن ‏تثق بمعارضي الشمال. ولو كنت أنا زعيما جنوبيا لاستفدت من كل القوى بلا استثناء ‏ومن جميع الأفراد بلا استثناء بمن في ذلك المخبرين التابعين للنظام الحالي لأن ‏المعارضة الحقيقية قوية أصبحت في زمننا الحالي تعمل في العلن ولا يضيرها ‏اختراق المخبرين لها سواء كانوا مخبرين حقيقيين أم تصور لنا أذهاننا الأنانية أنهم ‏مخبرون!
وعودة إلى ما قاله الأستاذ النقيب في مقاله فهناك نقطة تحتاج إلى إيضاح وهي ما ‏ذكره عن تصريحات المسؤولين الأميركيين، وهو للأسف يبدو وكأنه استقى رأيه من ‏صحيفة الشموع اليمنية وهي صحيفة لها عذرها أما الأستاذ النقيب فلم أكن أظن أنه لا ‏يعرف بديهيات عمل المراسل الصحفي في مدينة مثل واشنطن تعرف عليها عن ‏قرب. ولذلك أحب أن أطمئنه أني لا يمكن أن أغامر بسمعتي المهنية لأغراض ‏سياسية زائلة، ولا يوجد أي مراسل في واشنطن يمكن أن ينسب للبيت الأبيض أو ‏الخارجية الأميركية أو أي جهة رسمية ما لم يصدر من هذه الجهات فعلا. ومن يقم بذلك إنما ينتحر ‏مهنيا، وهذه مؤسسات محترمة تقرأ وتترجم وتراقب، وعلاقتنا معها علاقة تعاون ‏واحترام ويهمنا كصحفيين الحفاظ على هذه العلاقة قبل أن تهمنا الحكومة اليمنية أو ‏المعارضة اليمنية. ولو خسرت أوراق اعتمادي في واشنطن فلن تدفع الحكومة اليمنية ‏راتبي ولا المعارضة، ولهذا فأنا حريص أشد الحرص على تحري الصدق كل ‏الصدق في كل ما أكتبه من واشنطن، وليس هناك أقسى على أي صحفي هنا من أن ‏يكذبه البيت الأبيض أو الخارجية. أما مسألة الموقف الأميركي من النظام القائم في ‏اليمن فعليكم في المعارضة الاعتبار من الموقف الأميركي من الرئيس الإيراني أو ‏من الرئيس السوري، أو من الرئيس الكوبي فأميركا في النهاية لا تملك قدرات إلهية لتغيير الأنظمة القائمة، ‏ولكن إذا وجدت قوى معارضة حقيقية قادرة على التأثير فربما تفكر في التعامل ‏معها. أما في الوقت الحالي فالإدارة الحالية لديها مانع من الاستماع لي ولك ‏وللرئيس صالح ولن يتعدى الأمر أكثر من الاستماع، وعندما تحتاج للتعامل على ‏الأرض لن تجدني ولن تجدك وإنما ستجد الرئيس صالح بحرسه الجمهوري وأمنه ‏السياسي وبنكه المركزي، وليس لدي أنا ولا أنت أي شئ من ذلك!
ومن أجل تغيير الواقع في الميدان أخي النقيب يجب علينا ألا نتقوقع في الجنوب أو ‏في الشمال أو أو في الشرق بل علينا أن نعمل على امتداد اليمن ونستفيد من كل طاقة ‏تشعر بالظلم والاضطهاد وصدق البيت القائل " تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن ‏تكسرت آح ".‏ وسوف تجد أميركا بكل قوتها تسعى إلينا وتخطب ودنا بدلا أن نسعى إليها ونطالبها بتحريرنا من الاستحمار الداخلي. والأمر الآخر هو أن تربط مصلحتك كمعارض بمصالح الآخرين لأن البحث عن ‏المصلحة الضيقة بمعزل عن المصلحة الواسعة إن لم يؤد إلى الفشل فسوف يحتاج ‏منك مائة عام لتحقيق الهدف، ولو أن نائب الرئيس السابق علي سالم البيض ‏طالب بصنعاء وتعز والحديدة لما خسر عدن والمكلا وسيئون.
العصر عصر التكتلات ‏والتجمعات الكبرى وليس عصر الانعزالية والأنانية. وإذا لم ترغب في الخير لي لن ‏تجده لنفسك، فأنا أطمح للتحرر من الاضطهاد بالقدر الذي تطمح فيه أنت للتحرر ‏منه، ولن تتمكن من تقرير مصيرك ما لم أتمكن أنا من تقرير مصيري أيضا، والعكس صحيح أيضا فلماذا لا نقرر مصيرنا سويا ؟.
وإذا اعترضت على الرئيس الحالي لمجرد أنه من الشمال فسوف تعترض على ‏الرئيس القادم لمجرد أنه من حضرموت أو من أبين. ولن يرضيك أي شئ أخي العزيز ‏ما لم تعلن دولة النقيب برئيس واحد وشعب واحد وشخص واحد، هذا إن لم تطالب ‏فيما بعد بالانفصال عن نفسك، فهل نستطيع أن نراجع أنفسنا ونقف وقفة تمعن فيما ‏نحن فيه كي نربط مصلحتنا بمصالح الآخرين لعل وعسى أن نحقق شيئا. ورحم الله ‏الاستعمار البريطاني مرة أخرى الذي كان أبي وجدي يدخلان عدن في ظله بلا خوف ‏ولا رهبة لأن عدن كانت وطنهم ومدينتهم بصدق في حين أصبحت عدن حاليا تضيق بوجود مولودين فيها أبا عن جد. ومن مكاني هذا أدعو الأساتذة النقيب وبن فريد والجفري والأصنج والعطاس والبيض وعلي ناصر، و غيرهم أن يضعوا أيديهم بيد النعمان والحكيمي والقهالي والبيضاني وعبد العالم وغيرهم لما فيه مصلحة بلادهم من صعدة وصولا إلى المهرة، فكلنا أبناء وطن واحد شئنا أم أبينا.

* كاتب ومحلل سياسي يمني مقيم في واشنطن
almaweri@hotmail.com

شعيفان
11-24-2005, 05:08 PM
لاافهم ماسب اصرار ابناء الشمال على الحديث عن الوحدة الجنوبية كلما تحدثنا عن انفصال الجنوب او استقلاله..
وسبب عدم فهمي هذا يعود الى استبعادي لكونهم يرهبوننا بتشرذمنا وانقسامنا اذا ما انفصلنا عنهم وكأنهم هم الذين يحافظون علينا من كيد بعضنا لبعض ويحمون مناطق من اخرى ..

مقال الماوري هذا يظهر فيه خروج صريح عن رد النقيب فالماوري قفز من فوق الحقائق قفزاً ليتحدث عن الوحدة الجنوبية ناثراً كلمات من عنديات نفسه لمن اسماهم بأبناء ابين او حضرموت او الضالع

وبالرغم من انه حاول ان يظهر بمظهر المتزن المتابع للواقع والمتفهم لوجود مشكلة في المواطنة المتساوية الا انه اصر على ان حلها ليس بالانفصال ليس لانه لايعتبر حلاً وانما لأنه سيسبب انفصالنا وتشرذمنا فهو يخاف علينا وتهمه وحدتنا


انقلوا للماوري ان الجنوب جسد واحد وانه عائد وهذا مانراه في اعينهم قبل ان نراه على ارض الواقع .. وان حدث وانقسم الجنوب فمرحبا به من انقسام ان كان برضا ابناءه

فقط لتخرجوا من ارضنا وسنستطيع ان نرى مصلحتنا اين لنقرر بعدها ترتيب اوضاع البيت الجنوبي بمايكفل حق الجميع