المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمة اليمنية والحل المغيب


صوت الجنوب
11-24-2005, 12:12 AM
الأزمة اليمنية والحل المغيب

محسن السعدي

الخميس 17 نوفمبر 2005
نقلا عن الوسط

من المعروف أن اختيار النموذج الاندماجي للوحدة بين عدن وصنعاء في نوفمبر 1989م وإعلانها في مايو 1990م قد تم تحت تأثير جملة من العوامل والحسابات المبنية على إيديولوجيا الحرب الباردة من طرف واستغلال حالة التراجع التي تشهدها المنظومة الاشتراكية من قبل الطرف الآخر، بالإضافة إلى حسابات محلية أخرى للطرفين فضلاً عن تأثير العواطف الشخصية والطموح الشخصي وحب المغامرة والثأر ...الخ.

لقد كان بحق خياراً غير موضوعي بل يمكن القول بأنه لم يكن واقعياً حكيماً وذلك بحكم طبيعة الصراعات التي دارت رحاها بين الدولتين على مدى عقدين من الزمان والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وعشرات الآلاف من المشردين من الجانبين.

لقد ظل كل طرف يسخر كل قواه الأمنية والدفاعية وموارده ضد الآخر بهدف ضمه أو إسقاطه أو عرقلة تقدمه عبر عمليات التخريب والتجسس والتآمر ولم تكن شعارات الوحدة سوى وسيلة ضغط أو للمناورات السياسية ليس إلا وفجأة يتفق الطرفان على إعلان الدخول في وحدة اندماجية!!!؟؟؟ أليست هذه مبالغة؟... ألا يعتبر ذلك عملاً قاصراً وغير مدروس ومتسرعاً، ألم تكن تلك الخطوة مغامرة؟....الخ.




لقد أعلنت الوحدة الاندماجية من قبل القيادتين ولكل منهما حسابات خاصة في فرض نظامه على الآخر واحتواء أثره وقد ترتب على ذلك ازدياد عدم الثقة، لقد بدأ الرئيس ومن حوله يفرضون السيطرة تدريجياً. فأوجد حزباً تحالفياً جديداً يضم القوى القبلية والإسلاميين المتشددين وبيوتات تجارية هو (التجمع اليمني للإصلاح) ليتصدى للحزب الاشتراكي اليمني ويعيق تحركاته فيما يسمى بالشمال.. وفي نفس الوقت ليضعف دوره في الجنوب إلى جانب آخر المؤتمر الشعبي العام الذي كان يعمل من وراء الستار فقامت بعض هذه القوى بتشويه صورة الجنوبيين بشكل عام وكفرت أعضاء الحزب الجنوبيين ثم قامت بممارسة ضغوط قوية لتعديل الدستور. وقد اعطاهم الرئيس وعداً بذلك وكان هذا أول خرق لاتفاقيات الوحدة ودستورها كما تلا ذلك شن حملات إعلامية في الشارع والمسجد وبلغت حد استخدام العنف من قبل الإسلاميين المتطرفين العائدين من أفغانستان.. وبذلك تم إضعاف دور الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب والشمال، كما تم نشر مساوئ الشمال في الجنوب من فساد ورشوة وثأر وفتن ونهب وتم إفساد معظم قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي والجنوبيين السياسيين والعسكريين والمدنيين فتخلوا عن مهامهم أو عجزوا عن القيام بها في الشمال وأهملوا الجنوب وفشلوا في بناء الدولة. فانهارت الجاهزية القتالية ووحدة الحزب وأهملت قضايا الجماهير واتجهوا للبحث عن الأراضي والشراء والتملك للممتلكات العامة بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة وعلى وجه الخصوص القياديين منهم وأقاربهم والمقربين منهم تم ذلك خلال المرحلة الانتقالية.

فكان من الطبيعي أن يشكل هذا الوضع صدمة قوية لكل جماهير الجنوب فالوحدة التي كانت هدفاً وما يقال عنها من مفاهيم بأنها هي الرخاء والأمن والاستقرار وهي العزة والكرامة وبها وبتحقيقها يزول الفقر والجهل والمرض ويعود كل المشردين في العالم من اليمنيين طلباً للقمة العيش إلى وطنهم الموحد والمزدهر وأنها نصر للأمة العربية والإسلامية وغيرها من المفاهيم أصبحت مجرد شعارات فارغة من أي مضمون، فما حصل في 22 مايو 1990م ليس وحدة وإنما تحطيم لمؤسسات وأجهزة دولة ذات سيادة بناها شعب الجنوب على أرضه الممتدة من مضيق باب المندب حتى مشارب ظفار في سلطنة عمان مع الجزر التابعة للجنوب في خليج عدن والبحر الأحمر بالدم والعرق على مدى عشرات السنين وبتعاون العديد من دول العالم الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية وبالاستفادة من الإدارة البريطانية وما خلفته من آثار إيجابية.. ومن الدعم السخي الذي قدمه الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية جرى تحطيم هذه الدولة تحت مسمى الدمج أي الوحدة وتم نقل الكوادر القيادية لدولة الجنوب للعمل في العاصمة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية التي أصبحت عاصمة (الدولة الجديدة) التي ليست إلا تكريساً لنظام الدولة الشمالية السابقة للوحدة.

وهكذا أصبحت الأزمة هي سيد الموقف.. ولم يكن ممكناً حلها في إطار الوحدة الاندماجية وفي ظل غياب الثقة وانعدام الاندماج وفي ظل السلطات القائمة التي باتت تحت هيمنة الطرف الآخر.. وعلى أثر اعتكاف نائب الرئيس في عدن واتساع نطاق التوترات.. اندلعت الحرب، إذ قرر الرئيس علي عبدالله صالح ضرب الحديد وهو ساخن ورد السيد علي سالم البيض أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني نائب الرئيس فأعلن فشل الوحدة الاندماجية بين الدولتين وفشل كل محاولات بناء الدولة أو زرع الثقة بين الطرفين وأعلن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الثانية وعاصمتها عدن في 21/مايو/1994م ولكن الحرب على الجنوب استمرت رغم صدور قرارات دولية من مجلس الأمن الدولي ورغم التحذيرات الأمريكية وإعلان عدن خطاً أحمر.

استمرت الحرب على أراضي الدولة الوليدة قرابة (70) يوماً وانتهت باحتلال الجنوب بأكمله ونزوح معظم قيادات الحزب والقادة العسكريين إلى الدول المجاورة فانتصر الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه و حلفاؤه وأنصاره.. وبلغت تكاليف الحرب حسب تصريحات المسؤولين عشرة آلاف قتيل وإحدى عشر مليار دولار.. فضلاً عن آلاف المشردين والمفقودين والجرحى وخلفت الحرب جراحاً نفسية ومعنوية عميقة لا يمكن أن تزول.. وتم فرض السيطرة على الجنوب بالقوة وتعرض الجنوب لنهب وتدمير فضيعين وبشكل همجي ومقصود وبروح انتقامية وتم الاستيلاء على السلطة والثروة والأرض من قبل المنتصر وجرى استبعاد الجنوبيين باستثناء قلة منهم جرى استغلال المشاكل السابقة التي لم تعمل القيادة الجنوبية على حلها واستقطبوا إلى جانبهم في الحرب وكلفوا في مناصب شكلية لا يستطيعون من خلالها ممارسة أي دور في صناعة القرار.

وخلال فترة العشر سنوات.. مارست صنعاء سلوكاً انفصالياً شطرياً وفرضت إدارة الجمهورية العربية اليمنية... وتعاملت مع الجنوب كفيد وأرض بلا شعب ومارست القمع والإذلال والتصرفات الهمجية وفرضت الجبايات الظالمة وحولت معظم شعب الجنوب إلى فقراء وتحت خط الفقر، فانهارت الخدمات الصحية والتعليمية وتفشت الأمية وانتشرت البطالة والأمراض واختل الأمن وتضاعفت الأسعار وانهارت العملة وساد الفساد والثارات والفتن القبلية وانتشرت الرشوة وتدهور القضاء وجرى خصخصة القطاع العام في الجنوب وارتفعت تكاليف استهلاك الكهرباء والماء والهاتف أضعافاً مضاعفة ولم يبق من الوحدة سوى اسمها.. والمحصلة النهائية أن الوحدة الاندماجية على الواقع قد فشلت فشلاً ذريعاً في إيجاد اندماج مجتمعي حقيقي ملموس.. وتسببت في صنع أزمات وحروب تلتها العديد من أعمال الرفض والمقاومة.. وأدى ذلك إلى سفك دماء وأعمال قمع واعتقالات وتعسف وحرمان وتعذيب وتمييز ...الخ ونتج عن ذلك نزوح أو هجرة جنوبية إلى الخارج من قبل عشرات الآلاف من الشباب والكوادر العسكرية والمدنية خوفاً من القمع والإذلال وطلباً للرزق والحياة الكريمة.

وهكذا فقد أدى هذا الوضع وهذا الفشل إلى إفراز طروحات ومطالبات وانقسامات مجتمعية واختلالات متعددة.. وأزمات متنوعة وتراجع شمل القيم المتوارثة ومن البدائل المطروحة بشكل رئيسي كعلاج للأزمة الراهنة أو مخرج منها

أولاً: مشاريع الإصلاح الشامل في ظل الوحدة الاندماجية القائمة.

ثانياً: مشاريع الاتحاد الفيدرالي كبديل للوحدة القائمة

ثالثاً: مشاريع تقرير المصير لكل طرف من مكونات الدولة ثم يعاد النظر في إيجاد عقد اجتماعي جديد وأسس جديدة للاتحاد ولكل من هذه المشاريع رموزها وقواها وأنصارها.

وفي تقديري أن مشاريع الإصلاح المطروحة في ظل الوضع السائد لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تبني دولة، فلو أخذنا مشروع الإصلاح المقترح من الحزب الحاكم لوجدناه يسبح في رمال متحركة فهو يتضمن مفاهيم مجردة وتعابير إنشائية خالية من أي مضمون وهدفه الأساسي هو البقاء على كرسي الحكم.. ونفس الشيء بالنسبة لمشاريع قوى المعارضة في الداخل فهي تستهدف تعبيد الطريق من أجل الوصول إلى السلطة أو على أقل تقدير الحصول على نصيبها من الكعكة وبالنسبة للقوى الدولية ومشاريعها الإصلاحية لاشك أنها تهدف إلى ضمان مصالحها وفرض هيمنتها ونشر قيمها.. ومن هنا نجد أن هذه المشاريع لا تلبي طموحات الجماهير لا في عدن ولا في صنعاء.

صوت الجنوب
11-24-2005, 12:13 AM
-2-

وفيما يخص مشاريع أو مقترحات الاتحاد الفيدرالي فإنه يمكننا القول أن جميع المشاريع المقدمة حتى الآن لم ترتق إلى مستوى الضمان الكافي والمطمئن لأن تكون الفيدرالية بديلاً مناسباً للوضع الراهن وعلاجاً شافياً للأزمة القائمة وإنما يتضح من بعض تلك الطروحات الفيدرالية أن الأزمة ستظل قائمة بل أنها ستضيف أزمات وتوترات جديدة لأنها تقوم على رغبات وأمزجة شخصية وأهداف خبيثة.. ولهذا فإنه محكوم عليها بالفشل وأحد أبرز ملامح هذا الفشل.. إن المعارضة الجنوبية في الخارج والتي تحظى بتأييد معظم سكان الجنوب، لا تناقش موضوع البديل الفيدرالي ولم تشر إليه لا من قريب ولا من بعيد، إذ تعتبره مسألة لا تخصها ولا تخص الجنوبيين سيما وأن معظم تلك المشاريع طرحت من قبل آخرين تخصهم وتخص مناطقهم المستضعفة، وأما بالنسبة للجنوب والجنوبيين فيعتبرون أن الفيدرالية قد تجاوزها الزمن في حرب 1994م.

وبالنسبة لمشروع أو مطالب تقرير المصير المطروحة جنوبياً بدرجة رئيسية وعلنية من قبل قوى المعارضة الجنوبية في الخارج وتحديداً من قبل (تاج) فيبدو أنها مطالب لا تحظى بأي تأييد شمالي باستثناء نسبة ضئيلة في بعض محافظات صعدة ومأرب والجوف وصنعاء والبيضاء والضالع حتى الآن بيد أن هذه النسبة والقناعات تزداد وتتسع يوماً بعد يوم.. غير أن الطريق إلى تحقيق هذا الحل يبدو صعباً وشاقاً.. وما لم يحظ الجنوبيون بدعم خارجي يتزامن مع ضغط على حكام صنعاء فقد لا يستطيع الجنوبيون تقرير مصيرهم بفترة وجيزة أو بثمن سهل.. باستثناء إذا ما تفاقمت الأوضاع الداخلية والصراعات في المحافظات الشمالية.. أو استمر التدهور الاقتصادي.. أو تعرقلت الاستفادة القصوى من ثروات الجنوب ومداخيل الجباية فإن الحكومة في صنعاء قد تصل إلى درجة العجز عن بسط سيطرتها على أجزاء من المحافظات الشمالية.. ومن هنا سيكون سقوط المحافظات الجنوبية بمجرد أن تهب العديد من الانتفاضات أو الثورة في المحافظات الجنوبية ويسيطر الأهالي على السلطة حينها من المرجح أنه إذا ما أعلنوا عن قيام دولة جنوبية تسيطر على أرض الواقع أن تنال على اعترافات وإذا لم تسر الأمور وفقاً لهذه الاحتمالات فإن أوضاع اليمنيين سوف تسير من سيئ إلى أسوأ باتجاه الأفغنة والصوملة.

فكيف يمكن معالجة الوضع في كلا الحالتين؟

في تقديري أن ما ينبغي عمله وهو ممكن اليوم في هذه الظروف العصيبة وفي ظل التحديات الراهنة ولا أقصد بذلك الحل التوفيقي وإنما الحل الذي يضمن بأكبر قدر ممكن وبأكبر نسبة ممكنة إمكانية وقف الأزمة وتداعياتها ووقف الانهيار وتبعاته والتوترات وإفرازاتها هو الحل الكونفدرالي بين مكونات دولة الوحدة الحالية.. ولفترة انتقالية من عشرة إلى خمسة عشر عاماً يتم بعدها الانتقال من الدولة الفيدرالية إذا ما تم استعادة الثقة وتحقق الاندماج المجتمعي الحقيقي كالتآلف والأخوة الحقة وما لم يتم القبول بهذا فإن القيادة في صنعاء لن تخسر الجنوب وحده بل سوف تخسر أجزاء كبيرة وهامة من المحافظات الشمالية مثل:

1- محافظات تعز إب والحديدة حيث يلمح البعض منهم بأنها توجد لديهم مقومات وأنهم لم يعودوا لغالغة وإنما رقم قوي وفاعل كما أنهم يرفضون الوضع القائم وهناك مشاريع بديلة لديهم لدولة الوحدة الحالية حيث قدموا مشاريع فيدرالية... الخ.

2- محافظات صعدة والجوف ومأرب.. نظراً لما يتعرضون له من قمع السلطة بسبب تمرداتهم وانتفاضاتهم ورفضهم نهب ثرواتهم في حين أن مناطقهم محرومة.

3- محافظة البيضاء.. بسبب تهميشهم وعدم الثقة بهم ونتيجة قربهم سيكولوجياً وتاريخياً من الجنوب ...الخ.

لذلك فإن الكرة اليوم في ملعب الرئيس علي عبدالله صالح فإما أن يفكر بعقله ويتيح المجال للحل الممكن ولما ينبغي أن يكون والذي سيجنب البلاد والعباد مخاطر الحروب والدمار. وإما أن يفكر بعواطفه ويكابر ويتشدد فيخسر كل شيء سيما وأن الرهان على القوة والمال بات غير كاف بل وغير مجد كما أن الرهان على ضعف المعارضة وإن كان قد نجح مؤقتاً إلاَّ أنه لم يستطع إعاقة نشوء قوى معارضة حية وجديدة في الخارج اليوم، وغداً في الداخل.. ولربما أن ما خفي كان أعظم.. والمراهنة على الخارج لم تعد آمنة أو محمودة العواقب.. وإن من الدروس والعبر ما يكفي الجميع للاستفادة منها.. ويكفينا للدلالة على السوء بشهادة شاهد من أهله فقد وصف الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد ورئيس مجلس النواب ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الوضع بقوله (إننا دخلنا نفق مظلم) ولربما قصد برمزية النفق للدلالة على الوحدة التي يشاع أن الاتفاق بين صالح والبيض عليها قد تم أثناء مرورهما في نفق القلوعة بعدن.

ويذكر أن الشيخ/ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح ورئيس جامعة الإيمان قال أثناء لقاء له مع رئيس الجمهورية: (إنه إذا تم استفتاء جميع الجنوبيين عن الوحدة لقالوا جميعهم لا .. للوحدة) علماً أن عدد سكان الجنوب لا يقل في الوقت الحاضر عن خمسة ملايين شخص تقريباً.

وكما جاء على لسان الشيخ/ عبد الوهاب الآنسي قيادي في الإصلاح ومسئول سابق في الحكومة (نائب رئيس وزراء سابق) دعوة كل الملخصين إلى بناء دولة حيث أكد تهاوي الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الشعبي العام).

وينبغي أن لا يغيب عن بالنا أن أغلبية اليمنيين يؤكدون أن وضعهم قبل الوحدة السلمية عام 1990م كان أفضل مما هم عليه الآن العام 2005م.

ولا ننسى أن أغلبية الذين شاركوا في الاستفتاء عبر الإنترنت الذي جرى بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للوحدة.. قالوا إنهم (لا يعرفون ولا يلمسون أي منجزات خلال عقد ونصف العقد من عمر الوحدة).

وكما كانت بالأمس مساعي كل من عدن وصنعاء لضم وإسقاط أحدهما تحت مسميات الواحدية الحضارية أو التاريخية أو الدين أو القومية أو مقولات ومفاهيم إعادة التوحيد أو إعادة الفرع إلى الأصل والبنت إلى الأم....الخ.. باطلة كونها مسميات ابتدعها البشر لغرض في نفس صناعها.. فإنه يمكن القول اليوم بأن سلوك ومفاهيم كالوحدة المعمدة بالدم.. أو فرض الوحدة بالقوة المتزامن مع حرمان الجنوبيين من خيرات الجنوب وغيره قد لا يكون وضعاً مقبولاً على المدى القريب عربياً ودولياً.. وهو الأمر الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وعدم تجاهله أو تصور الاحتيال عليه..

إن مصلحة الغالبية العظمى من اليمنيين ستكون حاضرة في إقامة اتحاد كونفدرالي، حيث سيؤدي ذلك إلى التنافس الكبير وإلى شحذ الهمم وأثق بأن الجنوب سيتمكن خلال فترة وجيزة من ايجاد استقرار كامل وسوف يستوعب ملايين العاطلين عن العمل في المحافظات الشمالية أيضاً وسوف تعالج مسألة الفقر بفترة وجيزة وسوف تتطور المحافظات الشمالية بنفس المستوى أيضاً ويسود التقارب والوئام بشكل أفضل.. فهل من صحوة؟.. وهل من منقذ للوطن من المخاطر والتحديات التي تحيط به؟