المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أننا نعيش في بلد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه- بلدالمجازر والمقابر-


صوت الجنوب
12-20-2005, 06:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أننا نعيش في بلد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه- بلدالمجازر والمقابر-


يحيى بدر الدين الحوثي / عضومجلس النواب عن الدايرة المنكوبة
15/12/2005


و بما أن الصدفة لوحدها كشفت لنا حقيقة مرة، وهي أننا نعيش في بلد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه
- بلدالمجازر والمقابر- ولعل صدفة مقبلة ستساعدنا على كشف المزيد والمزيد مما يخفيه النظام من أسرار يخفيها في با طن الأرض التي بدأت تتململ وتضيق بما تكتمه من أسرار- وإذا أراد الله بقوم سوأ فلا مرد له- لقد ظهرت هذه المقبرة في عدن كواحدة من صور كثيرة، وكأنها دعا ية انتخابية لحاكم مافتئ يفتك بشعبه قتلا ونهبا وتشريدا منذ اعتلائه سدة الحكم،وإنها لكذكرى لمدكر.
إنني على علم بأن شاحنا كبيرة مما تسمى بالترلة، كانت تنقل جثث قتلى حرب عام 1994 إلى حفريات كبيرة حفرها الجيش بواسطت الشيولات، وتكب فيها تلك الجثث كما تكب القمامة، ثم يردم عليها بالتراب،
بل وكا ن السائقون يجبرون بالمرورعلى الجثث الملقاة في الطرق لتدوسها العجلات، وكثيرا من كان منهم حيا يمكن مداواته،



كما أن دخول مدينة عدن كان بصورة بربرية حيث تسابقت على أهلها الفرق العسكرية كما تتسابق الضباع على الصيد لينهش كل منها ملأ فمه، فعملت فيهم قتلا ونهبا وإحراقا واستحواذا على كل ما يملكونه من بيوتوأراضي وأمتعة وممتلكات، حيث سقط العشرات من القتلى، وقد كانوا مزوّدين بفتاوى جاهلية تدفع بهم إلى القتل لأي إنسان في عدن، وطريقة إباحة البلاد للجيش ومن لف معهم من النهابين بمن فيها وما فيها هي سياية الرئيس في كل حروبه.
وبهذه المناسبة المرّة فإننا نذكر الجميع في اليمن وخارجه إلى أننا نفتقد من إخواننا بسبب الحرب التي تشنها علينا السلطة العاتية في صعدة ما لايقل عن 280 جثة شهيد، حيث وأن الجيش المتفاخر بالقسوة على شعبه يأخذ الجثث من المناطق التي يدخلها، كما يستخرج أخريات من القبارة وكانه يريدها رهاين، وكم طالبنا الرئيس بتسليمها إلينا لدفنها كموتى العالمين ولكنه يرفض،
كما اختفى من أصحابنا من الأمن السياسي في صنعاء مالايقل عن 45 معتقل اخشى أن يكونوا قددفنوا في مقابرجماعية كهذه التي نرى في عدن،
كما سمعنا قبل فترة وجيزة عن مقبرة الناصريين الذين لايزال أهلهم يطالبون بمعرفة مصيرهم ومكان دفنهم،
إن هذا السلوك الشاين والطريقة الشاذة لاتتفق مع من له أدنى من ضميرإنساني، وانه قدبلغ بهم انعدام الذوق منتهاه، وإنه يتنافى مع قيمنا الدينية وشيمنا العربية وفطرتنا الإنسانية، ولويتذ كروا قصة الغراب النبيل الذي بعثه الله ليدفن جثة غراب ميت ليعلم إبن آدم كيف يواري سوأة أخيه بعد أن قتله، وكيف أنه تنبه إلى ذلك فقال ( ياويلتاه أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) لكان لهم وازعا عن ممارسة هذه السياسة الشائنة التي سيخلفها الآباء للأبناء عارا وخسة وحقارة بين الناس،
ومع هذا ومما يلفت انتباهنا دعوة الرئيس في محاضرته التي ألقاها على طلاب الكلية الحربية
يوم 29| 11| 2005 إلى المزيد من الدماء يطالب بذلك وكأنه يطلب مياها للشرب،
بينما اولاده وأولاد إخوانه وقواد الحروب في أمان وحماية تامة،
إنهم يستغلون غفلة العالم عنهم كون اليمن بعيدا عن الواجة ومغمورا بين الدول، فيفتكون بالشعب ودون ما خجل أو حياء، ويفاجئون الناس بأحداث مرة وكريهة، يدفعهم إلى هذا السلوك الردي إعتقادهم العامي بأن بقاء السلطة بايديهم مرهون بما يقدمون لها من قرابين وأضاحي وفداء، وهم في هذا الباب أسخياء،
كما يعتقدون أن بقاء السلطة بايديهم مرهون ايضا بعذاب الشعب وشقوته، فكلما عانى من الفقر والجوع والمرض، وكلما اشتدت عليه المصائب والمحن ، كلما عجزعن التفكير في أمر السلطة وانشغل ببؤسة وشقوته التي يصنعونهافيه، يساعدهم في ذلك وعاظوهم المنافقون الذين يدندنون في أذهان الناس وبصورة مستمرة أن ما يعانونه هو من الله وقضائه وقدره،
هل سمعتم أن مواطنين في أي بلد آخر إستخرجوا لانفسهم شهائد وفاة هروبا من الواقع المر إلا في بلادنا؟
هل سمعتم بحمى الضنك في أي بلد إلافي بلدنا،
وهل وهل وكم نحصي الحكايات،
لقد كان يحسن بهم لوانتهجوا سياسة حكيمة تقوم على خدمة الناس، وجلب الخير لهم ودفع الضراء ،
واللأ واء عنهم، وتحببوا إليهم بالرحمة ونشر المحبة، والألفة والإخاء، والتعاون، وعزفوا عن ممارسة الشر وابتعدواعن التعدي والظلم ، لنالوا احترام الجميع وحكموا بسمعة طيبة، ولكنا نفتخربهم كمثل ما كان الناس ينظرون إلى المرحوم الرئيس إبرهيم الحمدي، ولعاش الجميع في سعادة وامن وسكينة وخير، كما كانوا عليه زمن الحمدي رغم قصر مدة حكمه.