المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان بمناسبة مجزرة سجن"صعدة"


قلب الجنوب
12-27-2005, 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كافة أبناء اليمن في الداخل والخارج السلام عليكم ورحمةالله وبركاته، لقد تناهى إلى مسامعكم الكريمة خبر المجزرة الفضيعة التي ارتكبتها السلطات بحق إخوانكم السجناء في سجن" صعدة " وقد علمنا بردت أفعالكم الطيبة واستنكار الناس الواسع في عموم البلاد واستيائهم من هذه الجريمة النكراء المتنافية مع كل القيم ، والمبادئ والشرائع والأعراف، و الأخلاق، والنبل والشهامة، وإننا نشكر لكم هذه المشاهر الإنساسية والأخوية التي واسيتم بها وعزيتم أهالي القتلى والمجاريح ، والمعذبين.
إخوتنا الأكارم لقد طالعتم جريمة بحق سجناء عزل عن أية وسيلة دفاع ، تم التجهيز لها بفرقة خاصة مزودة بلوازم الجريمة من أسلحة وغاز، وأقنعة واقية, وهراواة كهربائية ، وتم الترتيب لها من أول ليلة الجمعة ، حيث قامت بنصب رشاشات وسط
" معدلات"على أسطح السجن، وأخرجوا بعض المساجين من تلك العنابر المستهدفة، وفي الساعة الثامنة صباحا بدؤا الهجوم بضربهم أولا بالهراوات الكهربائية، والعصي والأسياخ الحديدية، ثم بالرصاص ، والغازات وهكذا استمر الضرب حتى الساعة الواحدة ظهرا، قتل عدد من السجناء، وبسبب تعتيم السلطة لم يتوفر لنا إلا معرفة سبعة قتلى ، وأحد عشر جريحا جروحهم بليغة، وخمسة جروحهم خفيفة، فضلا عن الأعداد الذين تضرروا من ضرب الغازات، والعصي، وأنا أرحج أن القتلى والجرحى أكثر مماخرج إليناخبره رغم التكتم الشديد، لأن تلك الإستعدادات لايمكن أن تكون حصيلة القتلى والجرحى إلا أكثر، مع أنه قد يستفيد السجناء من بعض الجدران ليتقوا بهامن وابل الرصاص، والقتلى هم،
1ـ علي حسن الحمزي، 2ـ سعيد محمد حواس، 3ـ حسن نميش الآنسي، 4ـ ضيف الله مهرش، 5ـ عبد العظيم محمد الضحياني. وآخران لم أذكراسميهما.
أما الجرحى إن لم يكن قدتوفي بعضهم لخطورة حالاتهم، وهم
1ـ حسين أحمد سالم الظاهري، 2ـ عبد العزيز عبد الله الصعيدي، 3ـ محمد عبد الله النجار، 4ـ أحمد ناصر مزروع، 5ـ ناصر حمود الصيفي،6ـ عبد الله صلاح مشقي، 7ـ عقيل عبدالرحيم الحمران، 8ـ عبد الرحيم عبدالكريم كدعة،9ـ عبدالرحمن حسن العياني ،
10ـ طه أحسن السهيلي ـ 11ـ عبد الفتاح هاشم الخيواني .
نعم إن هذا ه الجريمة لتأكدلنا جميعا مدى أكيذيب السلطة التي درجت عليها وعولت في استمرار الحكم عليها على مدى 28 عاما، بأن ماتدعيه السلطة على إخوانكم في "صعدة " وغيرها من أصحاب الحوثي وماتوزعه من اتهامات باطل محض، لاأساس لها من الصحة، وإنما لأنهم لم يوافقوا على السير في قافلة المنافقين من طبول السلطة، وقررواإما أن يعيشوا أحرارا أويموتوا كراما،
فبالله انظرواما الذي يمكن لسجين أعزل أسير في قبضتهم أن يفعله بهم، ولكن لربما ستسمعون السلطة وهي تلفق عليهم دعاوى ومبررات كعادتها في توزيع التهم على عموم الناس، حيث لايوجد قبيلة ولا بلاد إلا والسلطة محتفظة عليها بدعاوى وتهم عدة ترهبها بها، وتبررلها ضربها في وقت الحاجة، فالقبيلي متقطع متخلف، في نظرها شعب أحمد، والسيد يريد الإمامة، والجنوبين والوسط إشتراكيون كفرة، والوسط جبهويون، وهكذا متآمرون، وآخرون ملكيون، علما بأن الرئيس وإخوانه كانوا عساكر مع البدر ومحمد ابن الحسين حتى غادروا اليمن، وقد جرح محمد عبدالله صالح في بيت بوس وهو إلى جانب الملكيين ، كما أن علي محسن قائد الفرقةمدرع كان عكفي لدى محمد بن الحسين في الجوف، ومعهم أخوهم علي عبد الله، ومع ذلك يدعي أنه ابو الثورة وفارسها بل فارس العرب، وبنظرة بسيطة يمكنكم العودة إلى أسماء الثوار،
إن الأنانية المفرطة وعبادة الذات قد جعلت هاؤلاء المجرومين لايعترفون بأخطائهم، ولابجرائمهم، أنظروا كيف اعترفت أمريكى بخطئها في سجن "أبوغريب" وقدمت مرتكبي الجريمة للمحاكمة، أنظروا هل رأيتم السلطة حاكمت واحدا من عساكرها أومسؤليهاعلى جريمة اقترفوها في أي محافظة؟ لقد طالبنا ونحن في مجلس النواب الأسبق محاكمة العسكريين الذين اعتدوا على المواطنين في "تعز" بسبب غنمة عسكري ضلت عليه فقتل صاحب البيت وابنه وجرت مظاهرة قتل العسكر بعض المتظاهرين فيها، ووافقت الحكومة على المحاكمة ، موافقة كانت كاذبة وإنما كانت لإسكات المجلس،
فهل هناك من يفعل في شعبه مثل هذه الجرائم التي سيخلفها الآباء مهزأة ومعيرة لأبنائهم؟
إن من واجب كل إنسان مسلم أن يستنكر هذه الجرائم، بشدة، ولايرضى بها، لقول الله تعاى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وعنه (ص) من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم،
ومعاونة الظالم واتباعه كبيرة يقول تعالى ( إذتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) بل إن المساهمة في قيام ظالم ولو بنية حسنة توجب التوبة إلى الله تعالى، وذلك بالندم والعمل على إصلاح الفساد الذي ترتب على وجود الظالم، لقوله تعالى ( إلا الذين تابواوأصلحوا وبينوا فألئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) فاشترط في التوبة الإصلاح والتبيين، وانظروا كيف أوجب الإبتعاد عن الكاذبين والإنظمام إلى الصادقين( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ومن أكثر كذبا من هاؤلاء المتسلطين لقد عرفوا بالكذب على مستوى دولي ، ويقول( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) وأي إيمان في قوم يظلمون الناس بهذا المستوى الإجرامي الذي لانظير له في العالم؟
وعلى المؤمن أن يقول الحق ويعمل به لقوله تعالى( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على الاتعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بماتعملون) وفي آية أخرى ( ولو على أنفسكم أوالوالدين والأقربين) وهذا أمر من الله الذي يجب أن يكون أمره فوق كل ذي أمر، فلا تغتروا بدجلة السلطة وطبولها، فإنهم لن ينفعواأويشفعوا لأحدا بين يدي الله ، ولا عذر مع القرآن الكريم والعقول التي يعرف الناس بها الحق من الباطل، والصدق من الكذب ، وأي عمل أقبح من قتل وتعذيب السجناء ، مع ما هم عليه من الجوع والعراء، ووالله لقد ذهبت بمائة ثوب الى الأمن السياسي في صنعاء لسجناء عراة ولم يرضوا أن ادخل للسجناء ثوبا واحدا، ولاهم أدخلوها، فعدت بها إلى البيت، وأي باطل أكبر من قتل العلماء لرفضهم النفاق مع السلطة والتضليل على الناس بما تهوى ، ألستم تقولون دائما لما ذا العلماء لايقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنتم لاتعلمون ما يواجهونه من أكثر من عشرين عاما من المطاردات والمضايقات ومحاولات الإغتيال المتكررة، حتى إن السلطات لتطلق سجناء محكوم عليهم في قتل، وتعفو عنهم مقابل العمل على قتل علماءنا، وتلك اعترافاتهم لدينا محفوظة، أم تريدون علماء مداهنون دجالون منافقون يطبلون للسلطة ويقرون لها بما تفعله من ظلم كمثل بلعام بن باعورا ؟ إذا فعليكم بوزارة الأوقاف والإرشاد،
فالمطبلون هناك كثر قد اندهقت بطونهم وتدلت كراشهم لكثرة مايلقى عليهم من مال وأكل مقابل التضليل الناس والدجل عليهم، إن السلطة التي تنادي بحوار الأديان لم تتحمل علماء ديننا يعوشون كأي مواطن عادي، وتريدهم أن يضللوا في الدين وهم يقرأون قول الله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) ومن ظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم) ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون) إلا ان تصدقوا الرئيس في أقواله المتكررة أن هذا دجل على الناس فلعله سينفع أحدا أويشفع له ويخلصه بين يدي الله ، إكراما لفخامة الإخ الرئيس،
أرجو الله لكم الخير العميم والسلام عليكم،
أخوكم يحيى بدر الدين الحوثي /عضومجلس النواب عن الدائرة المنكوبة27/12/ 2005