المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتامرون على دولة الجنوب


ذئب الجبل
03-29-2006, 06:04 PM
]عدن نيوز - خاص - 28-3-2006

المتامرون على دولة الجنوب

علي ناصر الزامكي

ان الحرب كانت لها اسباب خاصة, بتراكمات الاخطاء و القصور الذي تجلى في نشاط
المؤسسات الحكومية , و الاقتيالات التي طالت الطرف الشريك في الوحدة و ادت
نتائجها الى ان تطورت الى حرب 94 , التي اخذت منحنى اخر و تبلورت بين دعاة
الوحدة و دعاة الانفصال, و لكن في تقديري ان هذه الصيغة التي تبلورت غير
صحيحه , بسبب ان استمرار دولة الوحدة في شقها المادي , اي بمعنى بقاء الارض
موحدة (( الارض مترابطة و متماسكه منذ خلقها الله)) و لكن شقها الاهم ((
المعنوي)) في اي كيان سياسي لبناء هذه الوحدة لازال مفقود و مهمش من قبل
النظام و الفاسدين , و سيستمر شقها المعنوي قائم طالما اهالي الجنوب يرون ما
هو حاصل الحاق و ضم من الطرف المنتصر في الحرب, بما فيها و ما عليها,
وبالتالي اصبحت وحدة بالقوة و ليس كما تم الاتفاق عليها , التي تقوم على
التراضي و على المنافع المتبادله لكل الاطراف . ان اهل الجنوب يمثلون في
الواقع وقود ثورة محتمله لمواجهة مشروع الوحدة الحالي المفروض عليهم بقوة
السلاح, و التي تغيبت فيها ابسط حقوق المواطنه التي حلموا بها يوم 22 مايو. و
ما الازمة الاقتصاديه التي يعانيها النظام قد بلغت اوزارها و هي تشكل اهم
مصادر القلق و التوتر لنظام, حيث اصبحت شديدة الحساسيه و خطيرة يصعب على
الرئيس ان يعالجها بالشعارات التي يتلوكها اعلامة و صحافته اليومية المنتشرة
في كل حي , وهي جزاء فاعل من المشكله باعتبارها تروج للفساد و سواء الادارة
اكثر معالجتها لها, و البطاله المقنعة المنتشرة بين الجنوبيين هي دليل على
سياسة النظام تجاة الشطر الجنوبي , و قد تتطور تلك المشكلات الى انفجار داخلي
منما يتوسع و يتحول الى حرب داخلية بين المقهورين و النظام بالاضافة الى
الانفجارات التي ستنتج عنها مع التيار السلفي الذي يتبنى فكرة الجهاد, منما
سيدفع الرئيس الى الهجوم على نفوذ الجهاديين , لاسيما في المناطق الجنوبيه
الخارجةعن سيطرة الدوله المركزيه , مع العلم ان بعض العناصر النافذه في
السلطة ستقدم الدعم السياسي و المادي لتلك العناصر, و ربما تكون جزاء من
تكوينها الباطني, و علينا لاننسى المواقف التي سيتبناها الشيخ بن لحمر و
طابورة العسكري و القبلي , منما ستادي الى تحالفات جديده , تدفع العناصر
القبلية الى التفكير في ابعاد الرئيس , و تحل محلة قيادات قبلية تعتقد انها
اقدر على التعامل مع الصراعات القبلية التي تنتظر الوطن, و لكن في تقديري ان
هذا التصور من قبل الشيخ سيكون اكثر تعقيدا على مستوى الامة عامة و الجنوبيين
خاصة, لان القبائل الجنوبيه لم تقبل هذا الوضع و لم تستسلم له مهما كلفها
الامر من تضحيات لم تقبل ان تكون تحت امرت قبيلة حاشد, و لدينا كثير من
التجارب الماضيه لقبائل الجنوب , و بالتالي ستشهر حرابها في وجه قبائل حاشد و
ستبداء قبائل دثينه و ستلتحق بها اهل فضل و ردفان و الضالع و شبوة و يافع و
حضرموت و بقية المناطق الجنوبيه , وبالتالي ستطور الى فرز طائفي خطير و مدمر
للارض و البشر و ستادي بنا نتائج وحدة القوة الحالية الى تقسيمات جديدة,
ربما قبائل حاشد ستتبنى الدولة الزيدية التي نشاءت قبل قرون ماضية, ادعوا من
تعز علية الامة و الوطن ان يعمل على معالجة الجروح التي تنزف و ان نترفع عن
الديماغوجية التي لا تفيد.ان حرب 94 جلبت معها الامراض المنتشرة في كل بقاع
العالم و انتشرت في كل شارع و حي و العجيب للانسان العاقل ان هذاالنظام
لايعتبرها مرضا رهيبا و جرائم حمقاء بل يراها بطولات خارقة, وللاسف الشديد
مثقفية و رعيته بوعي او دون وعي هم احد ابواقها....ان الحرب كانت لغز شديد
الغموض ليس للمواطن البسيط فيها ناقه و لاجمل , ولهذا ادعوهم ان يسعون للبحث
عن منابع هذا الغز و يكشفون عن خبايا و جذورالحرب , لانها كانت افضع من وباء
الوليراء و الايدز , ان هذا المرض هو الحقد و الكراهية التي تجسددت في نفوس
و عقول الجنوبييين تجاة اخوانهم الشماليين و العكس صحيح و السبب الاول و
الاخير هي اعلان الحرب على الجنوبيين, يمكننا ان نعالج كل شي الا علاج الروح
اذا انفصلت عن جسدها , انها الوحدة الوطنية بين الشعبين التي اصبحت غائبه
بسبب الحرب...اقوا ان الاشتباكات الهادئة بين الجنوب و النظام الشمالي لازالت
حبلى في في رحم التاريخ ,و هي حتى الان مناوشات بين الدينار و الريال و
بينهما الدولار الامريكي , و بسببها قد يضهر مولودين جديدين نتيجة لتلك
الافرازات و هي حتى الان لم تتحول الى معارك و قد لاتتحول , لان الاحتمالات
الاخر ستكون اكثر وحشية و ستتطور الى حرب طائفية ستصل القريب و البعيد ...اكد
لكم ان الانفصال سياتي عبر الديمقراطية و حقوق الانسان بسبب و حدة القوة ,
التي خلفت تعارضات تناحرية بين مصالحها السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعية
و النفسيه و غيرهم بين الشمال و الجنوب بسبب اخفاء الحرب الطرف الاخر الشريك
فيها , الذي يتعارض مع مصالح الجنوبيين الافقية و العمودية (الوطنية و
السياسية) و هذا يوسع الهوه بينهما و يصبح حلها مستقبلا عبرالديمقراطيه اي
عبر الاستفتاء الشعبي لابنا الجنوب بالبقاء فيها ام رفضها. ان التعارضات
الافقية لايمكن حلها الا عبر وجود دستورين مختلفين لكل دوله حسب ظروفها و
توجهاتها و مقوماتها التي تمليها عليها رغبات شعبيهما .... ان ما يقوم به
النظام بحل التعارضات الحاليه عبر المناصب السياسيه التي يجريها في حكومته و
يتهرب من حلها بما يمليه علية الواقع, ان شعب الجنوب و الشمال ليس احزاب
سياسيه و انما كانت دولتين قامت على انقاض الاحتلال و الامامة و بنية على
اسس و طنيه ترتبط بمصالح الشعبين و ليس اسس و طنيه ترتبط بمصالح
السياسيين..ان الذين يدعون الاخلاص للوحدة عليهم ان يكفون عنها لان الاخلاص
لها مرتبط بالاخلاص لمصالح الشعبين الافقيه و العمودية و هذا ما هم مفقود
فيها... اخير ادعوا الرئيس و اعوانه ان يحتكمون للعقل و الحكمة قبل ان تستفحل
المشكله , والتي يترتب عليها حياة امة باكملها و ان نتجرد عن الذات و ننطلق
من معطيات الواقع, وبقدر ما تجردنا عن الذات بقدر ما توصلنا للحقيقة التي
نبحث عنها جميعا.

]