المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشرون عاماً على نيران وحدتنا ... حتى تفشت على أكبادنا العِلَلُ


طائر الأشجان
08-22-2009, 11:40 AM
صاموا عن البَوحِ دَهراً كُلما نَطقوا

قيل " انفصاليّ " غُلّوهُ وقَد فَعَلوا



صارَ الجَنوبيُّ خَصماً غيرَ مؤتَمَنٍ

مُهَمّشاً في دروبِ التَّيهِ مُذ دَخَلوا



ما أصعَبَ العَيش في أرضٍ يَجوبُ بها

غازٍ وبالوحدَة العَرجاءِ يَحتَفِلُ


عشرون عاماً على نيرانِ وحدَتنا

حتى تفَشّت على أكبادِنا العِلَلُ


يا مَن يُراهِنُ أن الخَيرَ في فِئَةٍ

مِن طبعِها الغَدر قد تاهَت بِكَ السبُلُ


ضَحّى الجَنوبُ بما يكفي لِوحدَتِكُم

هل يَقضِ نحباً لِتَرضى عنهُ يا " هُبَلُ "


ويلي على ذِمَمٍ بيعَت على يَدِكُم

ماذا دَهى مُقَلٌ بالزَّيفِ تَكتَحِلُ


كيفَ ارتضَتْ ونيابُ الظلم بارِزَةً

وصَدّقَتْ حِيَلاً مِن خَلفِها حِيَلُ


آمنتُ يا سَيدي الدُّولار أن لكم

سِحراً مَتى صادفَ الأنجاسَ يَكتَمِلُ


يا مَعشرَ العُربِ هل مِن وحدَةٍ فُرِضَتْ

فَرضاً وهل بِعُرى الإكراهِ تشتَمِلُ


أنا الذي هرَعَتْ رجلاهُ في دِعَةٍ

إلى التوَحُّدِ فاعدِلْ أيُّها الرَّجُلُ


لما وجَدتُ أمامي ألفَ طاغيَةٍ

وألفَ مَفسَدَةٍ ما عُدتُ أحتَمِلُ


سارتْ جُموعُ الحِراكِ الحُرّ يَسبِقُها

شوقٌ وفي جَوفِها الإعصارُ يَعتَمِلُ


فاستأسَدَ الضّبعُ تُدْمينا مَخالِبُهٌ

لكنًّنا جَبَلٌ هَل يأبَهِ الجَبَلُ !


بِئسَ المَطامعُ تَمضي إثرَها زُمَرٌ

فالنَّصرُ مُقتَرِناً بالحَقِّ والأملُ


يا أمةٌ في الجَنوبِ اليوم صامِدَةً

ودَولةٌ عرَفَتْ تاريخَها الدُّوَلُ


وفِتيَةٌ في سَبيل المَجدِ لا تَهِنوا

وَلا يَغُرّنّكُم ذا المُرتَشي القَمِلُ


لولا استِباحَتهِ الخَيراتِ ما هَزُلَت

ولا ادعى النغلُ يوماً أنهٌ بَطَلُ


بالله يا "تاج " خَبّرْ كُلَّ مُرتَزَقٍ

عَنا وكُلَّ ضَميرٍ شابَهُ الخَللُ


واسمِعْ بِنا الكَونَ واستَشهِد بحِنكَتِنا

وأننا خَيرُ مَن يُضرَبْ بهِ المَثلُ


نَسيرُ فوقَ سِنان المَوتِ نَعشَقُهُ

وكلُّنا في سَبيل اللهِ نَتّكِلُ


لا نَقبَل العَيشَ في ذُلٍّ يؤرّقُنا

باسم التوحُّدِ تأتينا بهِ الشُّلَلُ


حَيّ الحِراكَ ومَجّد كُلَّ قادَتهِ

وكُلَّ مَن لم يَزلْ حيّاً ومَن قُتِلوا


واستَبشِر النَّصرَ إذ لاحَتْ بَوادِرُهُ

الله أكبرُ لا خَوفٌ وَلا وَجَلُ



تحياتي
طائر الاشجان