المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دحابشة مبدعين


نضال احمد
01-28-2010, 12:52 PM
تأملات حزينة فيما يحدث

للدكتور عبدالعزيزالمقالح



حزين أنا .. والنهار

وشباك نافذتي .. والجدار

وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار

كتابي حزين .. وهذا القلم

وعصفورة خلف بابي تنث الألم

وأشجار حارتنا والكلاب حزينة

ووجه المدينة

وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء

تعد مشانقها للنجوم

تنقر وجه الضياء

نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء

***

هناك على شارع الشمس حيث الظلام الصدى

يداعب قطتنا

يحفر الليل في الحائط الأرمد

لتدفن في ظله الأسود

بنيها .. وتأكلهم ساعة المولد

هناك

قلوب كسيرة

عيون كثيرة

تحدق في ثورة عاصفة

ولكنها واقفة

وأقدامها راجفة

تريد لتمشي

لتصنع شيئا ولكنها خائفة

*********

وفي حينا ..

يرتدي الناس أحزانهم ثم لا يهجرون البيوت

يظلون فيها عرايا كما العنكبوت

لتغزل أحزانهم نسجها الدائري

وتهدمه في انفجار صموت

موائدهم مثقلات ولكنهم دون قوت

لأن الصباح على كل عين

وفي كل باب يموت

***

كرهتك نفسي

كرهت الحروف التي غرقت في الدماء

كرهت الجبال ،

كرهت السهول ووجه السماء

كرهت الحناجر تهتف ظامئة للظما

كرهت البصيرة مفتوحة

وكرهت العمى

أنأكل أنفسنا في المدينة

ومن حول أسوارها تتمطى العيون اللعينة؟

أنشحذ للأقربين الحناجر؟

ونزرع فوق البيوت المقابر

ونصلب أحلامنا في سكينة

وأعداؤنا يسلبون الديار

شموع النهار

أقول لكم إننا تافهون

وإن مدافعنا كالقلوب جبانة

نوجهها حيث يحتشد الظالمون

فترجع خائبة ومهانه

لتحصدنا ..

لتسد العيون

فلا تجتلي في الدخان رؤوس الخيانة

طائر الأشجان
02-01-2010, 09:32 AM
عندما يجلس القرفصاء ، ويلوك الحزن عبر تأملاته إلى السماء الممطرة نكداً وبؤساً شاعرٌ في مثل الدكتور عبدالعزيز المقالح ، فإنها مأساة تجثم على صدر المثقف العربي الذي يمثل هذا العملاق صورته الكئيبة .. وبقدر ما نتعاطف مع قضية الشاعر ، ونلتمس له العذر في حزنه وبثه ، تنتابنا رغبةٌ في أن نهز كتفيه بعنف ، ونسأله ببراءة : أين هو مما يجري حوله ؟ لاسيما وهو المستشار المقرب من رئيس الدولة ، هل اختزل وظيفته الوطنية في مجرد رسم دوائر الحزن عبر قصائد دخانية في صفحة الليل البهيم ، وهل يا ترى يحتاج شخص في مثل هذا الرجل إلى تبصيره بحقيقة ما يجري حوله من فساد ، يستدعي ثورةً عارمة لا قصيدة شعر ، لقد أسهم المقالح وكثيرون من حملة الأقلام الموالية للسلطة في شد وثاق هذا الشعب بمواقفهم الهلامية من قضايا الأمة ، وإيهام الحاكم بأنه ماضٍ في سراطه المستقيم ، وفي لحظةٍ ما ، ولسبب ما ، يسمعوننا الآهات ، ونرى الدموع تترقرق في محاجرهم ، أهو تأنيب الضمير ؟ أم صحوته من سباته العميق ، وتأتي حروفه المبهمة وكأنما يريدها أن تكون كذلك لتحتمل أكثر من تأويل ، ويجد نفسه بين السطور معنىً غير متفقٍ عليه .

تحياتي
طائر الاشجان