المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبالرحمن الجفري:الوحده ليست صنم وصالح يرهق الجميع بالجزئيات


د0 الشبواني
01-29-2011, 02:20 PM
قال أن الوحدة ليست صنم .. "الجفري" : "صالح" يرهق الجميع بالجزئيات
حياة عدن/حوار
*غمدان اليوسفي

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

عبدالرحمن الجفري.. اسم عرفته الساحة السياسية اليمنية كرجل مواقف يدفع بسببها أثمان باهظة.. فهو المنفي من بلده -اليمن الجنوبي- حتى تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في العام 1990.. عاد ليقود معارضة كان أبرز الموجودين فيها آنذاك، عبر حزبه "رابطة أبناء اليمن (رأي) حين كان أبرز المعارضين –حاليا- في ائتلاف مع السلطة.

بعد أربعة أعوام انفجرت الحرب بين شريكي الحكم ليقف مع الجنوب بعد رفض الرئيس علي عبدالله صالح مبادرته وبقية أحزاب المعارضة بوقف إطلاق النار، وتم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية علي سالم البيض.

بعد هزيمة الجنوبيين ومغادرته البلاد ظل معارضا من خارج الوطن ليعود بعد 12 عاما مساندا للرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات.

حاليا يرأس الجفري حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" الذي رفضت أحزاب المشترك إشراكه في التكتل لأسباب لا زال الجفري ينتظرها من تلك الأحزاب. كما توقفت حواراته بالحزب الحاكم والرئيس صالح لأسباب تتعلق بالرئيس وحزبه.

ويعد حزب "رأي" أول حزب طالب بنظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، ثم نظام القائمة النسبية، وبعدها نظام الفيدرالية لإصلاح الوضع خصوصا مع الجنوب، وهو ما يعتبره الحزب الحاكم خطا أحمر.

مؤخرا طرح الحزب مشروعا لتأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع تنفيذها في أبريل/نيسان، ومعاودة الحوار عبر لجنة تتكون من أقل عدد ممكن من المشاركين.

حول هذه القضية والقضايا المستجدة في الساحة.. تحدثت "إيلاف" مع رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" عبدالرحمن الجفري فكان هذا الحوار.

* أولا ماذا عن المشروع الأخير الذي طرحتموه مؤخرا وفيه دعوة لتأجيل الانتخابات؟

-نحن نعيش ما يعيشه شعبنا من معاناة، ومن غليان، ودائما نحاول أن ندرس مايجري، وجذور الأزمة أيا كانت قبل أن نتخذ موقفا، لأنه إذا لم يكن الموقف يتعامل مع جذور الأزمة وليس مع مظاهرها فإننا نكون قد طرحنا مسكنات بدلا من أن نعطي العلاج.. جذر الأزمة هي تركيبة الدولة، عندنا نظام دولة ونظام حكم ويحدث خلط كبير بين هذين الأمرين عند السياسيين.. نظام الدولة هو إما مركب أو بسيط..يتبعها نظام الحكم.. ونحن نتكلم عن نظام الحكم قبل نظام الدولة، ونظام الحكم هو إما جمهوري أو ملكي وهذا محسوم منذ 50 عاما أن نظامنا جمهوري.. وهل هو رئاسي أو برلماني أو مختلط، ونحن مع نظام رئاسي أو برلماني أما المختلط لا يصلح لنا، يتبع هذا مؤسسات نظام الحكم أو السلطات والتي هي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.. كل الخراب الذي في هذه السلطات يبدأ من خراب نظام الدولة، ثم نظام الحكم الهلامي، التنوع المتوفر في اليمن لاينفع معه إلا التعامل مع هذا التنوع، تنوع في النظم التي حكمت وبالتالي الثقافات التي أنتجها هذا التنوع، والتنوع المذهبي الذي ليس مؤثرا كبيرا حاليا لكنه يراد له أن يكون مؤثرا، إضافة إلى تنوع المناخ.. هناك من يحاول أن يستفيد من هذا التنوع وهذا هو الصح.

تنوع الشعوب لا ينصهر.. قد يغطى كما تغطي النار بالرماد، لكن سرعان ما تأتي رياح فتذهب بالرماد وتبقي النار وتشتعل وهو ما يتفاعل عندنا..

نحن قرأنا الأمر ونظرنا فيه وقلنا لا ينفع مع هذا التنوع إلا النظام الفيدرالي، لاحظنا أن ما يجري في الساحة من صراع خاصة في السنتين الأخيرتين وقرب كل إصطفاف لطوابير الإنتخابات، على مستوى المنظومة السياسية من سلطة ومعارضة، هو صراع على أداة من أدوات آليات الحكم وهو الانتخابات.. الانتخابات هي إحدى آليات المؤسسة التشريعية، وكأنهم يريدون معالجة الأمور من الأسفل إلى الأعلى، وهو أمر لا ينفع معه إلا التغيير في منطقتنا والعالم الثالث.

صراع مستمر سنتين على الانتخابات وعلى الحوار، هل تتخيل أن سنتين يتم فيها التصارع على اللجان التحضيرية للحوار، لم تشكل لجنة الحوار إلى الآن منذ عامين كل الضجيج حول لجان تحضيرية وتمهيدية وموسعة ومصغرة ومصغرة المصغرة وهدر للوقت.

* ماذا عن اللجان بمسميات رقمية منها لجنة الـ 200 ولجنة و لجنة الـ 30 وغيرها ولجنة 16 وغيرها؟

إذا تحدثنا أن اللجنة التحضيرية للحوار 200 شخص، فكم ستكون لجنة الحوار، إذا تحاورنا 200 شخص حول التحضير فلن نصل إلى حل.. فكلما كثر العدد كلما انعدم الحل.

اللجنة التحضيرية هي لجنة فنية، وأنا لي خبرة في هذا المجال وقد كنت رئيس لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني في 1992، وبعدها اللجنة الوطنية للحوار التي كانت مشكلة من أحزاب المعارضة الائتلاف الثلاثي بين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي والإصلاح، واللجنة التحضيرية للحوار تحضر فنيا للمؤتمر الوطني للحوار وليس للحوار.نحن قلنا في مشروعنا الأخير أول شيء تأجيل الانتخابات.

* هذا التأجيل ماذا يعني، في ظل بقاء هذه اللجان التي لن تستطيع فعل شيء؟

-قلنا إذا هناك إرادة سياسية سيتم اعتماد لجنة من 15 وليس الـ 200 ويمكن أن يستفاد من الجهود السابقة لـ 200 في أمور أخرى، أكثر من الـ 15 فهو عبث بالوقت، والعبث بالوقت في هذه المرحلة أمر خطير ونحن ربطنا التأجيل بهذا الأمر، تأجيل الانتخابات في ظل الظروف الموجودة والشروط القائمة فلن تنتج إلا ما هو قائم وأسوأ.

في أول انتخابات نيابية أثناء حكومة الائتلاف الثلاثي وتمت انتخابات 1993 وظهرت أنها جيدة، وهي ليست جيدة كما بدت، بل إن الأطراف اتفقت مع بعضها على النتائج مقدما، ووصلتنا كشوفات المتفق عليهم قبل الانتخابات بيوم.

* في سياق الحديث عن لجان الحوار بين المعارضة والحاكم، لماذا لستم فيها ضمن بقية الأحزاب؟

-اتصل بنا الدكتور عبدالكريم الإرياني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وعرض علينا أن ندخل ضمن جناح الحزب الحاكم وحلفائه ليتم الحوار مع أحزاب المشترك ومن معهم واشترط أن لا نطرح مشروع الفيدرالية الذي نتبناه.. وقد ردينا عليه ردا رسميا من الحزب بأننا لسنا ضمن أحد ولا نستطيع أن نتحالف مع المؤتمر أو مع غيره، إذا هناك قضايا يحظر طرحها فنحن منفتحون مع الجميع، لا ننظر إلى السلطة كعدو ولا أحد من زملائنا في اللقاء المشترك أيضا عدو، وبالتالي إذا لدي قضايا سأستطيع إنجازها مع الحاكم سأتحالف معه، وإذا لدينا كذلك قضايا نستطيع التحالف مع المشترك سنتحالف معهم، ممكن أتحالف مع الحراك لإنجاز قضايا مشتركة وكذلك مع الحوثي أو أي قوى أخرى فليس هناك إشكال.

الدكتور الإرياني يشترط أن لا نطرح مشروع الفيدرالية، بأي حق؟ إذا أي حوار هذا الذي لا يقبل الرأي المخالف، ناقشنا حول أطروحاتنا وبعدها نرى معا أين الصح أو الخطأ، أما من البداية "لا" هذا غير منطقي.

* وماذا عن المشترك؟

-الإخوان في المشترك تواصلوا معنا أكثر من مرة لأن نكون معهم.. الـ "مع" هذه دوما لا تكون إلا مع الله لا سواه، لكن يمكن أن نكون مع بعضنا ولكن بشرط أن لا نكون في متاريس ضد السلطة، وهم يكونون متمترسين ضدنا، نظرية التمترس تأتي عندما نيأس من السلطة، فإذا يئسنا تمترسنا ضدها، أو فلنتحاور.. ويبدو أن السلطة تدقع إلى التمترس.

أيضا كان شرطنا الثاني الأساس الذي لازال قائما أن نعلن على الملئ في مؤتمر صحافي أن لا حوار مع السلطة لأي من الأطراف منفردا، "كولسة" إلى اليوم لم يتم الرد علينا من حوالي سنتين أو ثلاث، ولن يرد علينا من قبل المشترك.

* هل لأنهم يريدون التمترس؟

-ممكن يتمترسون وممكن يتصالحون، لا نحكم على نوايا أحد.. الله أعلم، لكن إذا هم مستعدون أن نتفق على قضايا ولا حوار إلا بالجميع فنحن مستعدون من الغد، هذا شرطنا الوحيد حتى لا تستمر القضية عملية مساومات حول الإنتخابات.

* ماذا عن اللجنة التحضيرية التي يتزعمها حميد الأحمر وباسندوة؟

-نفس الشيء طرحت على اللجنة ورد علي الأستاذ العزيز باسندوة والأستاذ حسن زين عندما كان رئيسا للمشترك ومدحوا حزب الرابطة إلى السماء، إلا الموضوع الذي اشترطناه لم يتم مناقشتنا فيه أوذكره. الأستاذ باسندوة أبدى إستعدادا أن يعلن ذلك، لكن قلنا لابد أيضا أن تعلن قيادات المشترك. واللجنة التحضيرية هي شريك المشترك ومع ذلك يحدث أن يتحاور من ورائهم. واتفاق 17 يوليو تم دون علم اللجنة التحضيرية وبعض أعضاء المشترك، وقد تكون طبيعة الظروف والتركيبة تجاوزت ذلك.

* ماذا عن وجود هذه اللجنة إذا في ظل وجود المشترك، هل هي واجهة شخصية؟

-أنا أرى إنها خطوة ذكية وكل من دخل فيها له وجهة نظر مختلفة، المشترك هو المؤسس لها، وهي أداة لزيادة الضغط على السلطة أثناء حوار المشترك معها، وهذا من حقهم، والذين دخلوا من غير المشترك في اللجنة أيضا يحاولون الضغط بأفكارهم، صحيح هم كانوا يعتقدون إن المشترك لن يعمل شيء من ورائهم لكم من الصعب أم يلتزم المشترك بهذا، ومن الخطأ فرض هذا أيضا، بعضهم يعتقدون أنهم يخدمون توجههم في هذه اللجنة لكن بالعكس هم يخدمون المشترك فقط وهذا من حق المشترك أن يستخدم أي أوراق وفي هذه اللجنة شخصيات محترمة ولها قدرها و وزنها.

* أين تكمن الإشكالية .. هل هي في شخص الرئيس مثلا؟

-لا، في المنظومة.. المحيطين به والأسلوب الذي نجح به طوال السنين، لكن لن ينجح به اليوم في هذه الظروف المختلفة.. إن كان أسلوبه صالحا في تلك الأيام فلن ينجح اليوم، وهو مدمر له ولمنظومته وللبلد.

* أين أخطأ عبدالرحمن الجفري؟

-كثير.. كل يوم يخطئ.

* حميد الأحمر يقول إن المعارضة تخطئ بأنها لازالت تثق بالسلطة؟

-الثقة في الناس ليست خطأ، بالعكس.. نحن نؤمن بأن الإنسان يرجع دوما، ولو صبرت على الشخص المعين ممكن يرجع.. هذا رأيي.. أعتقد أن حسن النوايا جيد لكن ليس من الفطنة أن نعتبره في كل وقت جيدا إذا أظهرت التجربة غير ذلك.

* هل لازلت تثق أن الرئيس علي عبدالله صالح ممكن أن يعمل شيئا جيدا للبلد؟

-إن أراد فهو قادر.. قلنا في مشروعنا الأخير، نخشى أن تكون هذه الصرخة الأخيرة، وإن أراد سنكون كلنا معه، وسيكون الشعب كله معه، ولكن بصدق، وبدون شطارة، والوقت لا يسعفنا، وهو قادر إن أراد وكلما مر الوقت ستكون الصعوبة أكثر عليه وأخشى أننا قد وصلنا إلى حافة إنتهاء الوقت.

مشكلة الرئيس إنه يقضي معظم وقته في إرهاق نفسه ومعارضيه في نقاشات وحوارات حول الجزئيات ومظاهر الأزمات ولو كان قد خصص جزءا مما ضاع من وقت للبناء لكان قد حقق الكثير.

* ما هو الأفق أمام الشارع العادي؟

-الشارع سيكون هو الطرف الفاعل، وهذا الشارع يمكن أن يسبق الجميع، فالشعوب في مثل ظروف شعبنا لا يمكن قياس نبضها بدقة، ممكن بأخطاء بسيطة من السلطة وأخطائها ما شاء الله كثيرة- أن ينفجر الشارع.. عندك أولا جوع، بطالة، فقر، مطالب لا تعد ولا تحصى.. والشعور بعدم الانتماء، اليأس، الإحباط فإلى جانب تعدد المصائب والممارسات السيئة للسلطة هناك تعدد الجهات المفعلة لها.. هذه كلها قد تصنع انفجارا من جهات غير محسوبة، اليأس وإستخدام القوة سيفجران الناس.
هناك شعار رفع في جامعة صنعاء، على السلطة والمعارضة أن يرحلوا، ويجب علينا جميعا أن نفهم هذا الكلام.

* في حال ذهب المؤتمر الحاكم إلى الانتخابات منفردا، ماذا سيحدث؟

-قد تكون هي شرارة الانفجار، حتى لو اتفقوا سيتم تبادل الاتهامات ولن يتفقوا، في كل مرة يتفقون ويتبادلون الاتهامات بالخيانة، وهذا سيفجر الموقف ويمكن أن ينفجر الشارع عليهم جميعا، القضية ليست طوابير إنتخابات ولجان إنتخابات، فماذا ستنتج هذه غير ما أنتجته في الماضي من سيئ إلى أسواء؟

* هل يمكن أن نصل إلى مرحلة انتخابات رئاسية في 2013؟

-إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن يمكن، أن لا نصل إلى انتخابات 2013، وأقول إنه ومن الناحية الدستورية الحكومة غير دستورية والبرلمان كذلك، ولم يبق إلا المدة الرئاسية المتبقية للرئيس هي الوحيد الدستورية، فإذا لم يستطع الرئيس الحصول على شرعية الإجماع الوطني ثم الشرعية الشعبية لإجراء إعادة هيكلة الدولة إلى اللامركزية "الفدرالية" ثم إصلاح حقيقي لمنظومة الحكم ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية.. فأقول "الله يستر".

* ماذا يدور في الجنوب؟

-الجنوب إذا استمر على هذا الحال فسينفصل بقوة أو بغير قوة.. الإشكالية هي ما يدور الآن من قصف في ردفان وتدمير وقتل.. أجبروا الناس على أن يحملوا السلاح، وهذا أخطر شيء على الطرفين.. سلطة تجبر شعب على أن يحمل السلاح، كانت تضربه أولا ولا يرد، كان سلميا، أما اليوم فهناك قصف على القرى وطرد للناس منها كما يحدث في ردفان.

كيف تريد أن تستمر المودة مع شعب وأنت تضربه.. وحدة ليست قائمة على مودة وقبول لا يمكن أن تستمر، لا يمكن أن تقتل أهلي وتقول لي وحدة.. هذا ليس صحيحا، الوحدة ليست صنم.. طرف جعل من الوحدة صنم معبود لا يمس، وطرف جعل منها صنما من تمر إذا جاع أكله.. الوحدة هدف سام أتت لتحقق مصالح الناس، وكرامتهم وحقوقهم، إذا أردت أن تعمدها اليوم بنهر من الدم، فلن تستمر الوحدة.

بلادنا تحترق، والعالم لديه مصالح في بلادنا، وإذا لم نحافظ على هذه المصالح فسيحافظ عليها بطريقته، إذا لم تدرك هذا فسيتجاوزك العالم وسيعرف كيف يحافظ على مصالحه غصبا عنك، والمحافظة على مصالحنا ومصالح العالم تأتي بالاستقرار والاستقرار لن يأتي إلا بالإصلاحات الجذرية.

شيء من التاريخ

* لو عدنا بالتاريخ إلى فترة قيام الوحدة وعودتكم من منفاكم الطويل، كيف كانت تفاصيل تلك العودة؟

-يوم 30 تشرين الثاني- نوفمبر 1989 أصدرنا بيانا وأرسلناه من جدة نؤيد الوحدة ونأمل أن نقيم حالة وحدة وطنية على مستوى الجنوب، لأن في الشمال كان المؤتمر الشعبي يضم كافة الأطراف، وكنا نأمل ذلك أن يتم في الجنوب، وطالبنا بذلك وقلنا مصالحة وطنية ووحدة وطنية على أساس ديمقراطي ولم يتم الرد علينا.

عدنا قبل إعلان الوحدة بسبعين يوما ونزلنا إلى عدن، وبعد أسبوع أو عشر أيام ونحن نحاول لقاء الأخوة في نظام عدن لطرح رؤانا في أهمية المصالحة الوطنية على مستوى الجنوب لنتجه معا إلى الوحدة فرفضوا حتى مجرد اللقاء.. والتصالح معنا مثلما فعل الرئيس صالح في الشمال، لكنهم رفضوا نهائيا.

* لكن تغير الأمر في 1994 ودخلتم في شراكة معهم بعد إنفجار الحرب؟

-نعم، كانت شراكة دفاعية.. كنا في التكتل الوطني للمعارضة الذي يضم رابطة أبناء اليمن والتنظيم الناصري وحزب التجمع الوحدوي اليمني، واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق كان غائبا في صنعاء وعدد من الشخصيات الوطنية طرحنا إنه من لم يوافق على ما نطرحه من وقف إطلاق النار فسنقف ضده، وطرحنا مبادرة ضرورة إيقاف إطلاق النار وتشكيل لجنة للتحقيق في من بدأ إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وغيرها، فرفض الرئيس صالح.

فاضطرينا للوقوف في صف الطرف الآخر، كنا رابطة أبناء اليمن، والتنظيم الناصري، واتحاد القوى الشعبية، أما التجمع الوحدوي اليمني بقيادة عمر الجاوي فقد رفض الدخول في السلطة، وظل واقفا ضد الحرب حتى إن حزبه كان سينشق وجاؤوني وأنا نائبا للرئيس وقلت لهم لا يصلح أن تنشقوا، نحن لا نبحث عن تقسيم أحزاب اتفقوا في ما بينكم، وفعلا اتفقوا ولم ينشق الحزب.

حينها أعلنت موقفنا في مقابلة في آخر عدد من ايار- مايو 1994 في مجلة "الوسط" اللندنية إننا لسنا ضد الوحدة ولكننا ضد منظومة الحكم القائم.

* بعد الانقطاع الطويل عن الوطن من عام 1994 إلى 2006، ثم صفقة الوقوف إلى جانب الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية.. على أي أساس كانت العودة ودعم صالح؟

-لم نعد بأي صفقة، كان قرارنا كرابطة إن العمل من الداخل أفضل، وأننا خرجنا لأسباب سياسية وأنه يجب أن نعود لأسباب سياسية، فجاءت الانتخابات الرئاسية، كان لنا موقفا من الانتخابات الرئاسية قبلها وتركنا للفروع حرية اختيار موقفها، لكن كالعادة وجدنا إن الحزب الحاكم يحاول أن يقسم الرابطة فكشفنا الموضوع، وأرسلت رسالة شفوية للرئيس عبر السفير محمد قباطي وقلت له، قل للرئيس "عيب اللعب، وإلا سنتخذ موقفا قد لا نكون نرغب فيه" فاتصل بي الرئيس ودعاني للعودة وقلت له سأتشاور مع قيادات الحزب، فاجتمعنا في الخارج مع قيادات الحزب، وتواصلنا مع قيادات الحزب في الداخل، فاتصل بي ثاني يوم، وقلت له خلاص سنبحث عن وسيلة مواصلات ونعود قال أجروا طائرة على حسابي، قلنا له لا سنأتي بأي طائرة قادمة، بعد نصف ساعة اتصل وقال إن طائرته ليس محتاجا لها الآن وأرسلها لنا، ولم نطلب شيئا على الإطلاق.

دعانا إلى دار معاشيق بعدن، وتحدثنا في كلام عام وترحيب بحضور الأخ نائب الرئيس والأخ اللواء علي محسن والأخ الراعي وآخرين، ثم تكلمنا منفردين ونحن نقف في غرفة جانبية هو والأمين العام للحزب الأستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد وأنا، وقلت له لنا طلب واحد، "إصلح وأصلح" إصلح أوضاع البلد، وستكون أهم رئيس في المنطقة العربية لأن بلادنا هامة جدا للعالم، أما إذا بقيت الأحوال على ما هي عليه فسيسوء كل شيء.

* ماذا عن المهرجان الانتخابي الذي زكيت فيه صالح؟

كان في ذات اليوم وخرجنا من دار معاشيق، قال الرئيس ستحضرون المهرجان الانتخابي؟ قلت له إن أردت لا بأس؟ وحضرنا المهرجان، الرئيس سألني ممكن تتكلم أنت، قلت له نعم، وشطب أحد أسماء الرابطيين كان سيتحدث في المهرجان، ووضعوا اسمي في البرنامج ساعتها، فقمت وقلت كلمتين بعد تحية عدن، وقلت في المرحلة هذه أنسب المرشحين علي عبدالله صالح ولو هناك أفضل منه كنا سنقف معه.

وطرح هو في المهرجان ما كنا طرحناه في مشروعنا للإصلاحات الشاملة وهو إصلاح الاختلالات منذ الوحدة إلى اليوم، ونحن اعتبرنا هذا تحية ودخلنا بعد ذلك في حوار مع الحزب الحاكم الذي مثله الدكتور الإرياني والإستاذ عبدالعزيز عبدالغني، لمدة تسعة أشهر ولم نصل إلى شيء.

انتقلنا بعد ذلك إلى حوار مباشر مع الرئيس دعانا إلى منزله في رمضان.. اتفقنا على كل النقاط، واتفقنا ان يوقع الأمين العام لحزبنا وأمين عام الحاكم على كل القضايا التي إتفقنا عليها، حتى طرح التجربة السودانية كمثل حول موضوع الحكم المحلي كامل الصلاحيات، ونحن كنا نعني الفيدرالية وإن لم نتفق باللفظ حينها، وجهزنا الاتفاقية وكل شيء، ففوجئنا إنه يدعي الأحزاب كلها ويصدر مبادرة بعد أن حذفوا بعض مما كنا اتفقنا عليه، فقلنا شيء أحسن من لا شيء، وأصدرنا بيانا نؤيد الخطوة، لكن حتى هذه تم التراجع عنها.

* في السياق الشخصي.. من تتهمون في حادثة الاعتداء بإطلاق النار على منزلكم قبل أيام؟

-لا أستطيع أن أحكم أو أتهم أحدا، نحن لنا قاعدة أولا نحن أكبر من أن ندعي ان أحدا اعتدى علينا لنكبر أنفسنا، نحن أكبر من هذا، لن يكبرني إن أحدا اعتدى علي.. ثانيا نحن لا نتهم أحدا بالباطل دون دليل قطعي، ولا نحكم على النوايا حتى لو عندي مؤشرات، أستطيع القول إن أحد الأشخاص يقرب احد المسؤولين في السلطة و مسؤول كبير في المعارضة، لكن لا أتهم لا السلطة ولا المعارضة، وأستبعد ذلك ما لم تظهر أدلة جديدة.

* الداخلية قالت إن حارسكم هو من أطلق النار على المنزل؟

-نعم إدعت هذا بينما هو أستدعي للتعرف على السيارة التي كان فيها المعتدون، ولازال معتقلا إلى الآن، لكن شاء الله إن المحتجزين من الطرف الآخر وبقدرة الله أرسلوا تحكيما لابني عبدالعزيز وإقرار بأنهم من أطلقوا النار، الداخلية تقول هم مساكين وأبرياء، قلنا لهم هم في السجن عندكم وليس عندنا وأرسلوا الرسالة من داخل السجن ولم نجبرهم ولا نستطيع إجبارهم، وإذا كانوا أبرياء فلماذا يظلوا محتجزين إلى الآن؟!!

قالوا إن وزير الداخلية لا زال غاضبا، وسألنا لماذا؟ قالوا لأنكم قلتم إن السلطة مسؤولة، نعم السلطة مسؤولة عن أمن الناس، وقلنا لا نتهم أحد، وبلغني أن الوزير يريد ان أعتذر عن تحميل السلطة المسؤولية وإلا لن يطلق سراح الحارس، وأنا أقول لن أعتذر، وأنا أكرر أنني لن اتهم أحد بل اتهم السلطة في إبقاء الحارس في السجن ظلما.
الآن تم إطلاق الحارس بعد أن أجبر على كتابة تعهد أن لا يتكرر إطلاق النار وإلا لن يخرج فإضطر للتوقيع وأطلقوا الآخرين بعد أن وقعوا على نفس الإقرار وتنازل لا أعلم عن ماذا.

وحضروا جميعا من القسم إلى منزلنا مباشرة محكمين بناء على التحكيم الذي وقعوه في تاريخ 6 كانون الثاني- يناير وهم في الحجز، وحكم عبدالعزيز بأنهم طالما جاؤوا من الحجز إلى منزلنا قبل حتى وصولهم إلى بيوتهم وبمعية والد أحدهم وبناء على ماظهر منهم من إعتذار وحسن قصد فإنه حكم بالعفو عنهم.

* في إطار القضايا الشخصية.. لازالت أراضيك منهوبة في صنعاء وعدن ولحج، وأنت تتحاور مع الرئيس حول قضايا سياسية؟

-أنا أكبر من أن أتحاور لأجل مصالح صغيرة وشخصية، أرضي في صنعاء بيعت بأوراق مزورة وأحال الرئيس الأمر للقائد العسكري اللواء علي محسن، وحكم الأخ علي محسن وقبلت الحكم ولم ينفذ شيئا وقد بيعت لمشتر ثاني وثالث.. أما في عدن فأرضي مشتراة في 1992 بحكم محكمة، حكمت إن هذه أرض فلان وعلى ضوء الحكم اشتريناها منه، ودفعنا رسوم التسجيل حينها، والرئيس يعلم والمحافظ وغيره، والآن وأنا مريض في المستشفى يضعون فيها حجر الأساس لإدارة مصافي عدن..

وذلك برغم أمر الرئيس بإعادة أرضي أو ان تشترى مني بسعر الزمان والمكان، ويبدو انه تراجع بالرغم أن وثائقي رسمية و بحكم محكمة منذ 1992. للأسف أقاربي أيضا في لحج، تم سرقة ممتلكاتهم من قبل جهات حكومية وبنوا عليها حاليا، وهي أراضي موثقة وفيها أحكام محكمة موثقة، ويتم حبس الوكيل كلما أتى بأمر المحكمة الذي يمنع الحكومة من العمل على الأرض، وفي بستان مملوك لأقاربي في لحج سبق وأن تم تأجيره وقام معتدون بالهجوم على المستأجر و حدث إطلاق نار عليه وقتل أحدهم من نيران زملائه بحسب تقرير البحث الجنائي والطبيب الشرعي، مع ذلك تم القبض على المستأجر وسائق الأجرة الذي أوصله والذي كان غير موجود أثناء إطلاق النار وحكم عليهما بعشر سنوات سجن. وثبت المعتدون على الأرض إحتلالا وبقوة السلاح ولم تقم السلطة بأي إجراء مقابل ذلك.

* ألا يستطيع الرئيس أن يحل كل هذا؟

-يستطيع.. لكن ربما مشغول بما هو أهم من حقوق الناس!! أو ربما يدخل ذلك في لعبة الضغوط السياسية التي لن تجدي.. وكل ذلك لن يؤثر على مواقفنا، فمن يحسن في الشأن العام سنقول له أحسنت حتى لو أساء لنا في حقوقنا ومن يسيء في الشأن العام سنقول أسأت حتى ولو لم يسئ في حقوقنا الشخصية، ولكن لن تكون ممتلكاتنا أداة ضغط سياسية فأملاك تذلنا هي أرخص عندنا من جناح باعوظة.

* أخيرا بماذا تختم؟

أكرر أن الوقت لم يعد فيه ما يمكن إهداره وأن بلادنا متجهة إلى المجهول ما لم نتجه فورا إلى الحوار الشامل الذي لا يستثني أحدا وبلا سقوف وفي مقر مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور ممثلين لمجموعة دول أصدقاء اليمن

د0 الشبواني
01-29-2011, 02:26 PM
السبت , 29 يناير 2011 م

دمون نت / صنعاء :
أكد الأستاذ عبد الرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) أن جذر الأزمة في اليمن يكمن في تركيبة نظام الدولة ، مشيرا إلى أن كل الخراب الذي بعتري السلطات يبدأ من خراب نظام الدولة ثم نظام الحكم الهلامي .
وقال الأستاذ الجفري في حوار أجراه معه موقع إيلاف الإلكتروني اللندني (نحن نعيش ما يعيشه شعبنا من معاناة، ومن غليان، ودائما نحاول أن ندرس مايجري، وجذور الأزمة أيا كانت قبل أن نتخذ موقفا، لأنه إذا لم يكن الموقف يتعامل مع جذور الأزمة وليس مع مظاهرها فإننا نكون قد طرحنا مسكنات بدلا من أن نعطي العلاج.. جذر الأزمة هي تركيبة الدولة، عندنا نظام دولة ونظام حكم ويحدث خلط كبير بين هذين الأمرين عند السياسيين.. نظام الدولة هو إما مركب أو بسيط..يتبعها نظام الحكم.. ونحن نتكلم عن نظام الحكم قبل نظام الدولة، ونظام الحكم هو إما جمهوري أو ملكي وهذا محسوم منذ 50 عاما أن نظامنا جمهوري.. وهل هو رئاسي أو برلماني أو مختلط، ونحن مع نظام رئاسي أو برلماني أما المختلط لا يصلح لنا، يتبع هذا مؤسسات نظام الحكم أو السلطات والتي هي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.. كل الخراب الذي في هذه السلطات يبدأ من خراب نظام الدولة، ثم نظام الحكم الهلامي، التنوع المتوفر في اليمن لاينفع معه إلا التعامل مع هذا التنوع، تنوع في النظم التي حكمت وبالتالي الثقافات التي أنتجها هذا التنوع، والتنوع المذهبي الذي ليس مؤثرا كبيرا حاليا لكنه يراد له أن يكون مؤثرا، إضافة إلى تنوع المناخ.. هناك من يحاول أن يستفيد من هذا التنوع وهذا هو الصح ).
وفي مايلي نص الحوار الذي أجراه الزميل غمدان اليوسفي مراسل الموقع في اليمن :

أولا ماذا عن المشروع الأخير الذي طرحتموه مؤخرا وفيه دعوة لتأجيل الانتخابات؟
-نحن نعيش ما يعيشه شعبنا من معاناة، ومن غليان، ودائما نحاول أن ندرس مايجري، وجذور الأزمة أيا كانت قبل أن نتخذ موقفا، لأنه إذا لم يكن الموقف يتعامل مع جذور الأزمة وليس مع مظاهرها فإننا نكون قد طرحنا مسكنات بدلا من أن نعطي العلاج.. جذر الأزمة هي تركيبة الدولة، عندنا نظام دولة ونظام حكم ويحدث خلط كبير بين هذين الأمرين عند السياسيين.. نظام الدولة هو إما مركب أو بسيط..يتبعها نظام الحكم.. ونحن نتكلم عن نظام الحكم قبل نظام الدولة، ونظام الحكم هو إما جمهوري أو ملكي وهذا محسوم منذ 50 عاما أن نظامنا جمهوري.. وهل هو رئاسي أو برلماني أو مختلط، ونحن مع نظام رئاسي أو برلماني أما المختلط لا يصلح لنا، يتبع هذا مؤسسات نظام الحكم أو السلطات والتي هي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.. كل الخراب الذي في هذه السلطات يبدأ من خراب نظام الدولة، ثم نظام الحكم الهلامي، التنوع المتوفر في اليمن لاينفع معه إلا التعامل مع هذا التنوع، تنوع في النظم التي حكمت وبالتالي الثقافات التي أنتجها هذا التنوع، والتنوع المذهبي الذي ليس مؤثرا كبيرا حاليا لكنه يراد له أن يكون مؤثرا، إضافة إلى تنوع المناخ.. هناك من يحاول أن يستفيد من هذا التنوع وهذا هو الصح.
تنوع الشعوب لا ينصهر.. قد يغطى كما تغطي النار بالرماد، لكن سرعان ما تأتي رياح فتذهب بالرماد وتبقي النار وتشتعل وهو ما يتفاعل عندنا..
نحن قرأنا الأمر ونظرنا فيه وقلنا لا ينفع مع هذا التنوع إلا النظام الفيدرالي، لاحظنا أن ما يجري في الساحة من صراع خاصة في السنتين الأخيرتين وقرب كل إصطفاف لطوابير الإنتخابات، على مستوى المنظومة السياسية من سلطة ومعارضة، هو صراع على أداة من أدوات آليات الحكم وهو الانتخابات.. الانتخابات هي إحدى آليات المؤسسة التشريعية، وكأنهم يريدون معالجة الأمور من الأسفل إلى الأعلى، وهو أمر لا ينفع معه إلا التغيير في منطقتنا والعالم الثالث.
صراع مستمر سنتين على الانتخابات وعلى الحوار، هل تتخيل أن سنتين يتم فيها التصارع على اللجان التحضيرية للحوار، لم تشكل لجنة الحوار إلى الآن منذ عامين كل الضجيج حول لجان تحضيرية وتمهيدية وموسعة ومصغرة ومصغرة المصغرة وهدر للوقت.

ماذا عن اللجان بمسميات رقمية منها لجنة الـ 200 ولجنة و لجنة الـ 30 وغيرها ولجنة 16 وغيرها؟
إذا تحدثنا أن اللجنة التحضيرية للحوار 200 شخص، فكم ستكون لجنة الحوار، إذا تحاورنا 200 شخص حول التحضير فلن نصل إلى حل.. فكلما كثر العدد كلما انعدم الحل.
اللجنة التحضيرية هي لجنة فنية، وأنا لي خبرة في هذا المجال وقد كنت رئيس لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني في 1992، وبعدها اللجنة الوطنية للحوار التي كانت مشكلة من أحزاب المعارضة الائتلاف الثلاثي بين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي والإصلاح، واللجنة التحضيرية للحوار تحضر فنيا للمؤتمر الوطني للحوار وليس للحوار.نحن قلنا في مشروعنا الأخير أول شيء تأجيل الانتخابات.

هذا التأجيل ماذا يعني، في ظل بقاء هذه اللجان التي لن تستطيع فعل شيء؟
-قلنا إذا هناك إرادة سياسية سيتم اعتماد لجنة من 15 وليس الـ 200 ويمكن أن يستفاد من الجهود السابقة لـ 200 في أمور أخرى، أكثر من الـ 15 فهو عبث بالوقت، والعبث بالوقت في هذه المرحلة أمر خطير ونحن ربطنا التأجيل بهذا الأمر، تأجيل الانتخابات في ظل الظروف الموجودة والشروط القائمة فلن تنتج إلا ما هو قائم وأسوأ.
في أول انتخابات نيابية أثناء حكومة الائتلاف الثلاثي وتمت انتخابات 1993 وظهرت أنها جيدة، وهي ليست جيدة كما بدت، بل إن الأطراف اتفقت مع بعضها على النتائج مقدما، ووصلتنا كشوفات المتفق عليهم قبل الانتخابات بيوم.

في سياق الحديث عن لجان الحوار بين المعارضة والحاكم، لماذا لستم فيها ضمن بقية الأحزاب؟
-اتصل بنا الدكتور عبدالكريم الإرياني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وعرض علينا أن ندخل ضمن جناح الحزب الحاكم وحلفائه ليتم الحوار مع أحزاب المشترك ومن معهم واشترط أن لا نطرح مشروع الفيدرالية الذي نتبناه.. وقد ردينا عليه ردا رسميا من الحزب بأننا لسنا ضمن أحد ولا نستطيع أن نتحالف مع المؤتمر أو مع غيره، إذا هناك قضايا يحظر طرحها فنحن منفتحون مع الجميع، لا ننظر إلى السلطة كعدو ولا أحد من زملائنا في اللقاء المشترك أيضا عدو، وبالتالي إذا لدي قضايا سأستطيع إنجازها مع الحاكم سأتحالف معه، وإذا لدينا كذلك قضايا نستطيع التحالف مع المشترك سنتحالف معهم، ممكن أتحالف مع الحراك لإنجاز قضايا مشتركة وكذلك مع الحوثي أو أي قوى أخرى فليس هناك إشكال.
الدكتور الإرياني يشترط أن لا نطرح مشروع الفيدرالية، بأي حق؟ إذا أي حوار هذا الذي لا يقبل الرأي المخالف، ناقشنا حول أطروحاتنا وبعدها نرى معا أين الصح أو الخطأ، أما من البداية "لا" هذا غير منطقي.

وماذا عن المشترك؟
-الإخوان في المشترك تواصلوا معنا أكثر من مرة لأن نكون معهم.. الـ "مع" هذه دوما لا تكون إلا مع الله لا سواه، لكن يمكن أن نكون مع بعضنا ولكن بشرط أن لا نكون في متاريس ضد السلطة، وهم يكونون متمترسين ضدنا، نظرية التمترس تأتي عندما نيأس من السلطة، فإذا يئسنا تمترسنا ضدها، أو فلنتحاور.. ويبدو أن السلطة تدقع إلى التمترس.
أيضا كان شرطنا الثاني الأساس الذي لازال قائما أن نعلن على الملئ في مؤتمر صحافي أن لا حوار مع السلطة لأي من الأطراف منفردا، "كولسة" إلى اليوم لم يتم الرد علينا من حوالي سنتين أو ثلاث، ولن يرد علينا من قبل المشترك.

هل لأنهم يريدون التمترس؟
-ممكن يتمترسون وممكن يتصالحون، لا نحكم على نوايا أحد.. الله أعلم، لكن إذا هم مستعدون أن نتفق على قضايا ولا حوار إلا بالجميع فنحن مستعدون من الغد، هذا شرطنا الوحيد حتى لا تستمر القضية عملية مساومات حول الإنتخابات.

ماذا عن اللجنة التحضيرية التي يتزعمها حميد الأحمر وباسندوة؟
-نفس الشيء طرحت على اللجنة ورد علي الأستاذ العزيز باسندوة والأستاذ حسن زين عندما كان رئيسا للمشترك ومدحوا حزب الرابطة إلى السماء، إلا الموضوع الذي اشترطناه لم يتم مناقشتنا فيه أوذكره. الأستاذ باسندوة أبدى إستعدادا أن يعلن ذلك، لكن قلنا لابد أيضا أن تعلن قيادات المشترك. واللجنة التحضيرية هي شريك المشترك ومع ذلك يحدث أن يتحاور من ورائهم. واتفاق 17 يوليو تم دون علم اللجنة التحضيرية وبعض أعضاء المشترك، وقد تكون طبيعة الظروف والتركيبة تجاوزت ذلك.

ماذا عن وجود هذه اللجنة إذا في ظل وجود المشترك، هل هي واجهة شخصية؟
-أنا أرى إنها خطوة ذكية وكل من دخل فيها له وجهة نظر مختلفة، المشترك هو المؤسس لها، وهي أداة لزيادة الضغط على السلطة أثناء حوار المشترك معها، وهذا من حقهم، والذين دخلوا من غير المشترك في اللجنة أيضا يحاولون الضغط بأفكارهم، صحيح هم كانوا يعتقدون إن المشترك لن يعمل شيء من ورائهم لكم من الصعب أم يلتزم المشترك بهذا، ومن الخطأ فرض هذا أيضا، بعضهم يعتقدون أنهم يخدمون توجههم في هذه اللجنة لكن بالعكس هم يخدمون المشترك فقط وهذا من حق المشترك أن يستخدم أي أوراق وفي هذه اللجنة شخصيات محترمة ولها قدرها و وزنها.

أين تكمن الإشكالية .. هل هي في شخص الرئيس مثلا؟
-لا، في المنظومة.. المحيطين به والأسلوب الذي نجح به طوال السنين، لكن لن ينجح به اليوم في هذه الظروف المختلفة.. إن كان أسلوبه صالحا في تلك الأيام فلن ينجح اليوم، وهو مدمر له ولمنظومته وللبلد.

أين أخطأ عبدالرحمن الجفري؟
-كثير.. كل يوم يخطئ.

حميد الأحمر يقول إن المعارضة تخطئ بأنها لازالت تثق بالسلطة؟
-الثقة في الناس ليست خطأ، بالعكس.. نحن نؤمن بأن الإنسان يرجع دوما، ولو صبرت على الشخص المعين ممكن يرجع.. هذا رأيي.. أعتقد أن حسن النوايا جيد لكن ليس من الفطنة أن نعتبره في كل وقت جيدا إذا أظهرت التجربة غير ذلك.

هل لازلت تثق أن الرئيس علي عبدالله صالح ممكن أن يعمل شيئا جيدا للبلد؟
-إن أراد فهو قادر.. قلنا في مشروعنا الأخير، نخشى أن تكون هذه الصرخة الأخيرة، وإن أراد سنكون كلنا معه، وسيكون الشعب كله معه، ولكن بصدق، وبدون شطارة، والوقت لا يسعفنا، وهو قادر إن أراد وكلما مر الوقت ستكون الصعوبة أكثر عليه وأخشى أننا قد وصلنا إلى حافة إنتهاء الوقت.
مشكلة الرئيس إنه يقضي معظم وقته في إرهاق نفسه ومعارضيه في نقاشات وحوارات حول الجزئيات ومظاهر الأزمات ولو كان قد خصص جزءا مما ضاع من وقت للبناء لكان قد حقق الكثير.

ما هو الأفق أمام الشارع العادي؟
-الشارع سيكون هو الطرف الفاعل، وهذا الشارع يمكن أن يسبق الجميع، فالشعوب في مثل ظروف شعبنا لا يمكن قياس نبضها بدقة، ممكن بأخطاء بسيطة من السلطة وأخطائها ما شاء الله كثيرة- أن ينفجر الشارع.. عندك أولا جوع، بطالة، فقر، مطالب لا تعد ولا تحصى.. والشعور بعدم الانتماء، اليأس، الإحباط فإلى جانب تعدد المصائب والممارسات السيئة للسلطة هناك تعدد الجهات المفعلة لها.. هذه كلها قد تصنع انفجارا من جهات غير محسوبة، اليأس وإستخدام القوة سيفجران الناس.
هناك شعار رفع في جامعة صنعاء، على السلطة والمعارضة أن يرحلوا، ويجب علينا جميعا أن نفهم هذا الكلام.

في حال ذهب المؤتمر الحاكم إلى الانتخابات منفردا، ماذا سيحدث؟
-قد تكون هي شرارة الانفجار، حتى لو اتفقوا سيتم تبادل الاتهامات ولن يتفقوا، في كل مرة يتفقون ويتبادلون الاتهامات بالخيانة، وهذا سيفجر الموقف ويمكن أن ينفجر الشارع عليهم جميعا، القضية ليست طوابير إنتخابات ولجان إنتخابات، فماذا ستنتج هذه غير ما أنتجته في الماضي من سيئ إلى أسواء؟

هل يمكن أن نصل إلى مرحلة انتخابات رئاسية في 2013؟
-إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن يمكن، أن لا نصل إلى انتخابات 2013، وأقول إنه ومن الناحية الدستورية الحكومة غير دستورية والبرلمان كذلك، ولم يبق إلا المدة الرئاسية المتبقية للرئيس هي الوحيد الدستورية، فإذا لم يستطع الرئيس الحصول على شرعية الإجماع الوطني ثم الشرعية الشعبية لإجراء إعادة هيكلة الدولة إلى اللامركزية "الفدرالية" ثم إصلاح حقيقي لمنظومة الحكم ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية.. فأقول "الله يستر".

ماذا يدور في الجنوب؟
-الجنوب إذا استمر على هذا الحال فسينفصل بقوة أو بغير قوة.. الإشكالية هي ما يدور الآن من قصف في ردفان وتدمير وقتل.. أجبروا الناس على أن يحملوا السلاح، وهذا أخطر شيء على الطرفين.. سلطة تجبر شعب على أن يحمل السلاح، كانت تضربه أولا ولا يرد، كان سلميا، أما اليوم فهناك قصف على القرى وطرد للناس منها كما يحدث في ردفان.
كيف تريد أن تستمر المودة مع شعب وأنت تضربه.. وحدة ليست قائمة على مودة وقبول لا يمكن أن تستمر، لا يمكن أن تقتل أهلي وتقول لي وحدة.. هذا ليس صحيحا، الوحدة ليست صنم.. طرف جعل من الوحدة صنم معبود لا يمس، وطرف جعل منها صنما من تمر إذا جاع أكله.. الوحدة هدف سام أتت لتحقق مصالح الناس، وكرامتهم وحقوقهم، إذا أردت أن تعمدها اليوم بنهر من الدم، فلن تستمر الوحدة.
بلادنا تحترق، والعالم لديه مصالح في بلادنا، وإذا لم نحافظ على هذه المصالح فسيحافظ عليها بطريقته، إذا لم تدرك هذا فسيتجاوزك العالم وسيعرف كيف يحافظ على مصالحه غصبا عنك، والمحافظة على مصالحنا ومصالح العالم تأتي بالاستقرار والاستقرار لن يأتي إلا بالإصلاحات الجذرية.
شيء من التاريخ
لو عدنا بالتاريخ إلى فترة قيام الوحدة وعودتكم من منفاكم الطويل، كيف كانت تفاصيل تلك العودة؟
-يوم 30 تشرين الثاني- نوفمبر 1989 أصدرنا بيانا وأرسلناه من جدة نؤيد الوحدة ونأمل أن نقيم حالة وحدة وطنية على مستوى الجنوب، لأن في الشمال كان المؤتمر الشعبي يضم كافة الأطراف، وكنا نأمل ذلك أن يتم في الجنوب، وطالبنا بذلك وقلنا مصالحة وطنية ووحدة وطنية على أساس ديمقراطي ولم يتم الرد علينا.
عدنا قبل إعلان الوحدة بسبعين يوما ونزلنا إلى عدن، وبعد أسبوع أو عشر أيام ونحن نحاول لقاء الأخوة في نظام عدن لطرح رؤانا في أهمية المصالحة الوطنية على مستوى الجنوب لنتجه معا إلى الوحدة فرفضوا حتى مجرد اللقاء.. والتصالح معنا مثلما فعل الرئيس صالح في الشمال، لكنهم رفضوا نهائيا.

لكن تغير الأمر في 1994 ودخلتم في شراكة معهم بعد إنفجار الحرب؟
-نعم، كانت شراكة دفاعية.. كنا في التكتل الوطني للمعارضة الذي يضم رابطة أبناء اليمن والتنظيم الناصري وحزب التجمع الوحدوي اليمني، واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق كان غائبا في صنعاء وعدد من الشخصيات الوطنية طرحنا إنه من لم يوافق على ما نطرحه من وقف إطلاق النار فسنقف ضده، وطرحنا مبادرة ضرورة إيقاف إطلاق النار وتشكيل لجنة للتحقيق في من بدأ إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وغيرها، فرفض الرئيس صالح.
فاضطرينا للوقوف في صف الطرف الآخر، كنا رابطة أبناء اليمن، والتنظيم الناصري، واتحاد القوى الشعبية، أما التجمع الوحدوي اليمني بقيادة عمر الجاوي فقد رفض الدخول في السلطة، وظل واقفا ضد الحرب حتى إن حزبه كان سينشق وجاؤوني وأنا نائبا للرئيس وقلت لهم لا يصلح أن تنشقوا، نحن لا نبحث عن تقسيم أحزاب اتفقوا في ما بينكم، وفعلا اتفقوا ولم ينشق الحزب.
حينها أعلنت موقفنا في مقابلة في آخر عدد من ايار- مايو 1994 في مجلة "الوسط" اللندنية إننا لسنا ضد الوحدة ولكننا ضد منظومة الحكم القائم.

بعد الانقطاع الطويل عن الوطن من عام 1994 إلى 2006، ثم صفقة الوقوف إلى جانب الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية.. على أي أساس كانت العودة ودعم صالح؟
-لم نعد بأي صفقة، كان قرارنا كرابطة إن العمل من الداخل أفضل، وأننا خرجنا لأسباب سياسية وأنه يجب أن نعود لأسباب سياسية، فجاءت الانتخابات الرئاسية، كان لنا موقفا من الانتخابات الرئاسية قبلها وتركنا للفروع حرية اختيار موقفها، لكن كالعادة وجدنا إن الحزب الحاكم يحاول أن يقسم الرابطة فكشفنا الموضوع، وأرسلت رسالة شفوية للرئيس عبر السفير محمد قباطي وقلت له، قل للرئيس "عيب اللعب، وإلا سنتخذ موقفا قد لا نكون نرغب فيه" فاتصل بي الرئيس ودعاني للعودة وقلت له سأتشاور مع قيادات الحزب، فاجتمعنا في الخارج مع قيادات الحزب، وتواصلنا مع قيادات الحزب في الداخل، فاتصل بي ثاني يوم، وقلت له خلاص سنبحث عن وسيلة مواصلات ونعود قال أجروا طائرة على حسابي، قلنا له لا سنأتي بأي طائرة قادمة، بعد نصف ساعة اتصل وقال إن طائرته ليس محتاجا لها الآن وأرسلها لنا، ولم نطلب شيئا على الإطلاق.
دعانا إلى دار معاشيق بعدن، وتحدثنا في كلام عام وترحيب بحضور الأخ نائب الرئيس والأخ اللواء علي محسن والأخ الراعي وآخرين، ثم تكلمنا منفردين ونحن نقف في غرفة جانبية هو والأمين العام للحزب الأستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد وأنا، وقلت له لنا طلب واحد، "إصلح وأصلح" إصلح أوضاع البلد، وستكون أهم رئيس في المنطقة العربية لأن بلادنا هامة جدا للعالم، أما إذا بقيت الأحوال على ما هي عليه فسيسوء كل شيء.

ماذا عن المهرجان الانتخابي الذي زكيت فيه صالح؟
كان في ذات اليوم وخرجنا من دار معاشيق، قال الرئيس ستحضرون المهرجان الانتخابي؟ قلت له إن أردت لا بأس؟ وحضرنا المهرجان، الرئيس سألني ممكن تتكلم أنت، قلت له نعم، وشطب أحد أسماء الرابطيين كان سيتحدث في المهرجان، ووضعوا اسمي في البرنامج ساعتها، فقمت وقلت كلمتين بعد تحية عدن، وقلت في المرحلة هذه أنسب المرشحين علي عبدالله صالح ولو هناك أفضل منه كنا سنقف معه.
وطرح هو في المهرجان ما كنا طرحناه في مشروعنا للإصلاحات الشاملة وهو إصلاح الاختلالات منذ الوحدة إلى اليوم، ونحن اعتبرنا هذا تحية ودخلنا بعد ذلك في حوار مع الحزب الحاكم الذي مثله الدكتور الإرياني والإستاذ عبدالعزيز عبدالغني، لمدة تسعة أشهر ولم نصل إلى شيء.
انتقلنا بعد ذلك إلى حوار مباشر مع الرئيس دعانا إلى منزله في رمضان.. اتفقنا على كل النقاط، واتفقنا ان يوقع الأمين العام لحزبنا وأمين عام الحاكم على كل القضايا التي إتفقنا عليها، حتى طرح التجربة السودانية كمثل حول موضوع الحكم المحلي كامل الصلاحيات، ونحن كنا نعني الفيدرالية وإن لم نتفق باللفظ حينها، وجهزنا الاتفاقية وكل شيء، ففوجئنا إنه يدعي الأحزاب كلها ويصدر مبادرة بعد أن حذفوا بعض مما كنا اتفقنا عليه، فقلنا شيء أحسن من لا شيء، وأصدرنا بيانا نؤيد الخطوة، لكن حتى هذه تم التراجع عنها.

في السياق الشخصي.. من تتهمون في حادثة الاعتداء بإطلاق النار على منزلكم قبل أيام؟
-لا أستطيع أن أحكم أو أتهم أحدا، نحن لنا قاعدة أولا نحن أكبر من أن ندعي ان أحدا اعتدى علينا لنكبر أنفسنا، نحن أكبر من هذا، لن يكبرني إن أحدا اعتدى علي.. ثانيا نحن لا نتهم أحدا بالباطل دون دليل قطعي، ولا نحكم على النوايا حتى لو عندي مؤشرات، أستطيع القول إن أحد الأشخاص يقرب احد المسؤولين في السلطة و مسؤول كبير في المعارضة، لكن لا أتهم لا السلطة ولا المعارضة، وأستبعد ذلك ما لم تظهر أدلة جديدة.

الداخلية قالت إن حارسكم هو من أطلق النار على المنزل؟
-نعم إدعت هذا بينما هو أستدعي للتعرف على السيارة التي كان فيها المعتدون، ولازال معتقلا إلى الآن، لكن شاء الله إن المحتجزين من الطرف الآخر وبقدرة الله أرسلوا تحكيما لابني عبدالعزيز وإقرار بأنهم من أطلقوا النار، الداخلية تقول هم مساكين وأبرياء، قلنا لهم هم في السجن عندكم وليس عندنا وأرسلوا الرسالة من داخل السجن ولم نجبرهم ولا نستطيع إجبارهم، وإذا كانوا أبرياء

فلماذا يظلوا محتجزين إلى الآن؟!!
قالوا إن وزير الداخلية لا زال غاضبا، وسألنا لماذا؟ قالوا لأنكم قلتم إن السلطة مسؤولة، نعم السلطة مسؤولة عن أمن الناس، وقلنا لا نتهم أحد، وبلغني أن الوزير يريد ان أعتذر عن تحميل السلطة المسؤولية وإلا لن يطلق سراح الحارس، وأنا أقول لن أعتذر، وأنا أكرر أنني لن اتهم أحد بل اتهم السلطة في إبقاء الحارس في السجن ظلما.
الآن تم إطلاق الحارس بعد أن أجبر على كتابة تعهد أن لا يتكرر إطلاق النار وإلا لن يخرج فإضطر للتوقيع وأطلقوا الآخرين بعد أن وقعوا على نفس الإقرار وتنازل لا أعلم عن ماذا.
وحضروا جميعا من القسم إلى منزلنا مباشرة محكمين بناء على التحكيم الذي وقعوه في تاريخ 6 كانون الثاني- يناير وهم في الحجز، وحكم عبدالعزيز بأنهم طالما جاؤوا من الحجز إلى منزلنا قبل حتى وصولهم إلى بيوتهم وبمعية والد أحدهم وبناء على ماظهر منهم من إعتذار وحسن قصد فإنه حكم بالعفو عنهم.

في إطار القضايا الشخصية.. لازالت أراضيك منهوبة في صنعاء وعدن ولحج، وأنت تتحاور مع الرئيس حول قضايا سياسية؟
-أنا أكبر من أن أتحاور لأجل مصالح صغيرة وشخصية، أرضي في صنعاء بيعت بأوراق مزورة وأحال الرئيس الأمر للقائد العسكري اللواء علي محسن، وحكم الأخ علي محسن وقبلت الحكم ولم ينفذ شيئا وقد بيعت لمشتر ثاني وثالث.. أما في عدن فأرضي مشتراة في 1992 بحكم محكمة، حكمت إن هذه أرض فلان وعلى ضوء الحكم اشتريناها منه، ودفعنا رسوم التسجيل حينها، والرئيس يعلم والمحافظ وغيره، والآن وأنا مريض في المستشفى يضعون فيها حجر الأساس لإدارة مصافي عدن..
وذلك برغم أمر الرئيس بإعادة أرضي أو ان تشترى مني بسعر الزمان والمكان، ويبدو انه تراجع بالرغم أن وثائقي رسمية و بحكم محكمة منذ 1992. للأسف أقاربي أيضا في لحج، تم سرقة ممتلكاتهم من قبل جهات حكومية وبنوا عليها حاليا، وهي أراضي موثقة وفيها أحكام محكمة موثقة، ويتم حبس الوكيل كلما أتى بأمر المحكمة الذي يمنع الحكومة من العمل على الأرض، وفي بستان مملوك لأقاربي في لحج سبق وأن تم تأجيره وقام معتدون بالهجوم على المستأجر و حدث إطلاق نار عليه وقتل أحدهم من نيران زملائه بحسب تقرير البحث الجنائي والطبيب الشرعي، مع ذلك تم القبض على المستأجر وسائق الأجرة الذي أوصله والذي كان غير موجود أثناء إطلاق النار وحكم عليهما بعشر سنوات سجن. وثبت المعتدون على الأرض إحتلالا وبقوة السلاح ولم تقم السلطة بأي إجراء مقابل ذلك.

ألا يستطيع الرئيس أن يحل كل هذا؟
-يستطيع.. لكن ربما مشغول بما هو أهم من حقوق الناس!! أو ربما يدخل ذلك في لعبة الضغوط السياسية التي لن تجدي.. وكل ذلك لن يؤثر على مواقفنا، فمن يحسن في الشأن العام سنقول له أحسنت حتى لو أساء لنا في حقوقنا ومن يسيء في الشأن العام سنقول أسأت حتى ولو لم يسئ في حقوقنا الشخصية، ولكن لن تكون ممتلكاتنا أداة ضغط سياسية فأملاك تذلنا هي أرخص عندنا من جناح باعوظة.

أخيرا بماذا تختم؟
أكرر أن الوقت لم يعد فيه ما يمكن إهداره وأن بلادنا متجهة إلى المجهول ما لم نتجه فورا إلى الحوار الشامل الذي لا يستثني أحدا وبلا سقوف وفي مقر مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور ممثلين لمجموعة دول أصدقاء اليمن.

vvvvvv39
01-29-2011, 10:40 PM
عندما تتعدد الوجوه عند رجل واحد فلا تنتظر منه حفنة خير للجنوب ارض و انسان

بيارق شبوه
01-29-2011, 11:35 PM
هذ1 الرجال يادكتور ابو وجهين وواحد من الذين باعوا الجنوب في عام 94م لذلك لافائده منه مهما قال

تحيه من الجنوب

ذئب المعجله
01-29-2011, 11:48 PM
ليس وجوه له وإنّما بلا وجه وكلّه على بعضه لاوجه له وإنّما تحوّل وجهه إلى قفاه وصار قفاه وجهه’’ حتّى المحتل ماوثق في عمالته
ولا أحزاب المحتل (المشترخ) لن يقبلونه لأنّهم يعلمون إن حزب رابطة الجنوب العربي لازال موجود على الساحه الجنوبيه’ والمذكور
مطرود وانتسب إلى اليمن يريد الشفقه!!

بو فلان
01-30-2011, 08:05 AM
براْيي يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه لاْن خطاْ القيادات الجنوبية كان في التاريخ وفي الجغرافيا....والاْن الجميع في الجنوب يجب ان يتعاون للتغلب على المشاكل واستعادة الجنوب واستقلاله وهويته العربية الجنوبية

إبنة عدن الأبية
02-04-2011, 01:40 PM
هذ1 الرجال يادكتور ابو وجهين وواحد من الذين باعوا الجنوب في عام 94م لذلك لافائده منه مهما قال

تحيه من الجنوب


قصدك ..جميعهم بألف وجه ..

أما الحقيقة فليس لها سوى وجه واحد فقط لاغير ..

vvvvvv39
02-04-2011, 04:38 PM
نعم الحقيقة وجه واحد لا ثاني له والجفري الله يسامحه مازال يتكلم عن وحدة و يتكلم عن وحدة و يتناسىء ان الجنوبين كل يوم يقتلوا برصاص الوحدة والارض تنهب باسم الوحدة و الهوية تطمس باسم الوحدة.
الظاهر انه مدمن على البقاء في صنعاء حتى بعد الاستقلال.

د0 الشبواني
02-06-2011, 04:34 AM
الجفري: مصالح العالم كلها في الجنوب وليس في الشمال (2-2) الاثنين, 31 يناير 2011 22:35

نقلا عن/ مأرب برس
--------------------------------------------------------------------------------

ضيفنا في هذا الحوار هو السياسي البارز عبد الرحمن الجفري- رئيس رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي يمتلك من الذكاء والدبلوماسية الكثير،

ويتكئ على خلفية سياسية امتدت لعشرات السنيين.


تمرس الجفري على العمل السياسي مبكراً, وكانت له مواقف مثيرة للجدل.. ومع انطلاق شرارة حرب صيف 1994م في اليمن, وقف

الجفري في صف نائب الرئيس حينها علي سالم البيض للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله, والجفري يقول في ذلك إنه طالب

بالانفصال عن النظام السياسي وليس عن الوطن.. وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2006م تفاجأ الجميع بوقوف الجفري مع

المرشح عن حزب المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبدالله صالح.. وقبل أيام تقدم حزبه (رابطة أبناء اليمن) بمشروع لحل أزمات اليمن

دعا فيه إلى تأجيل الانتخابات والجلوس على طاولة الحوار لجميع أطراف العمل السياسي في اليمن ومنها الحراك الجنوبي وقادة المعارضة

في الخارج والحوثيين..


وفي الجزء الثاني من حورانا معه, تطرق الجفري لعدد من القضايا المهمة على الساحة الوطنية, ومنها الحراك الجنوبي وموقف الدول الكبرى من جنوب اليمن, ونظرته للعلاقة

التكاملية بين الشمال والجنوب, إضافة إلى مستقبله كرئيس لحزب الرابطة, وغيرها مما يدور في الساحة السياسية اليوم..


إلى نص الجزء الثاني من الحوار


حاوراه/ محمد الصالحي ونشوان العثماني:

* أنتم حزب الرابطة منذ بداية الخمسينات, ولديكم مبادرات في المجال السياسي ونظام الحكم.. هل يتم التعامل معكم بجدية من قبل القوى السياسية الأخرى, أم أنتم دائما على

الهامش؟


نفسية المنظومة السياسية لم ترتق بعد إلى مستوى أننا مع الحق أينما دار, وكما قال رسول الله "الحكمة ضالة المؤمن".. حين قلنا بالخيار الفيدرالي من سابق تمت مهاجمة حزب الرابطة, في حين أن الجميع اليوم يقولون بالفيدرالية.. أهناك غير السلطة يقول لا للفيدرالية؟ حتى الذي ليس مع هذا الخيار تجده ساكتا باستثناء السلطة.


معظم الأحزاب ومعظم الناس أستطيع أقول إنه مع الفيدرالية, والبعض يتبنى الخيار الفيدرالي كأن أحدا لم يتبناها من قبل, ومع هذا نقول ليست مشكلة.


نحن من العام 1997م أعددنا مشروع قانون كامل للحكم المحلي الذي هو في الأساس فيدرالية. تعرف من عارضنا على ذلك؟ هم المعارضة الذين بتروا فيه الكثير لحتى صار

حق السلطة أحسن منه, ومشروعنا الأصل الذي اتفقنا عليه مع المعارضة منشور في موقعنا على الانترنت. المعارضة في اليمن مكثت 9 أشهر تحاورنا من أجل هذا المشروع

إلى أن أفرغته من محتواه. حين تقرأ مشروعنا الأساسي فهو في حقيقته فيدرالية إنما لم يكن الوقت ملائما لتقول فيدرالية, يخرجوك من الدين الإسلامي "كفر".


بودي أترك الرئاسة أمس قبل اليوم


* في سؤال ينبغي أن يطرح على سيادتك أستاذ عبد الرحمن.


أي سؤال اطرحه, ليس لدي مانع.


* أنت رئيسا لحزب الرابطة من العام 1986, واليوم أنتم تطالبون بتبادل السلطة سلميا, وهناك من سيقول لكم أنتم لأكثر من 20 عاما..


(مقاطعا).. من يقول ذلك معه مائة حق.. أولا يشهد الله أن بودي أترك الرئاسة أمس قبل اليوم, ليس لدي مكسبا منها والحمد لله. أنا كنت مديرا لشركة تركية وأخرى سعودية

لكنني تركت العمل فيهما حين توليت منصب الرئاسة في الحزب؛ لعدم قدرتي على الجمع بين الاثنين, والحمد لله نحن نصرف من جيوبنا, من شقانا, وليس من أحد.. ما علينا هذا

الشق سهلا.. نحن مررنا بظروف في معظمها كنا خارج بلادنا, ولم يتأن لنا العمل كثيرا ونحن في بلادنا, هذا قد لا يكون عذرا كاملا.. إنما من أجل أن نفرق بين حزب وبين

سلطة, فالسلطة أي خلل فيها يؤثر فيّ وفيك وفي الذين في الشارع, لكن هناك خللا في "الرابطة" ينحصر تأثيره على الرابطة.. إن كان بقائي في رئاسة الرابطة سيئا أو مسيئا

بأي طريقة من الطرق فهو أثرا داخليا يخص الرابطة؛ أي أن أثره محدود لا يخص الناس, لكن لو أنا رئيس دولة فأي خطأ فيّ فهو يشمل جميع الناس.. أنا حاولت, ويشهد الله

أنني كنت صادقا في المؤتمر الأخير ( المؤتمر العام التاسع, عدن, يناير 2009), وهذا الكلام موثق بالصوت والصورة وليس مفبركا, ويشهد الله أنه غير مفبرك, حاولت أن

أتنحى عن رئاسة الحزب, لكن محاولتي هذه لم تتم الاستجابة لها من قبل الحزب. وغيابي في مرضي كان مفيدا؛ لأن الرابطة أدارت نفسها.


*في الأساس, حتى لو قطعت كلامك, أنت ستبقى الأب الروحي للحزب, شئت أم أبيت.


للعلم هذه دورتي الأخيرة في رئاسة الحزب, وهذا ما ينص عليه النظام الداخلي للحزب.


المعاملة أسوأ من الحرب.. وجدار الكراهية لن تهده الرصاص


* كيف تنظر للحراك الجنوبي أستاذ عبد الرحمن, إلى أين سيصل؟ هل مطالبه مشروعه؟ وهل هو حراك سلمي فعلا أم أنه تحول بفعل قمع السلطات له....؟


دعني أتحدث بصراحة, أي إنسان عندما يحس بانتهاك لكرامته وتمييز في معاملته, وغبن في رزقه وحياته, فمن حقه أن يفعل ما يشاء ولو باطلا, وهناك أناس تخرج من

أديان.. الوحدة ليست صنما, وفي نوعين من البشر في بلادنا هذه, نوع يعتقد أن الوحدة صنم يجلس أمامه ويعبده ويتحمل ما أتى منه ومن دولته, ونوع يعبده كإله لكنه يعتبره

إلها من تمر إذا جاع أكله. نحن نقول لا, الوحدة ليست صنما, بل هي هدف سامي يجب أن يحقق للناس مصالحهم وكرامتهم وعزتهم وشرفهم, وإذا لم تحقق مصالح الناس


السياسية والاقتصادية والاجتماعية فسيرفضها الناس, بل وسيُبنى جدار من الكراهية بين مناطق من يدير الوحدة ويتولى إدارتها وبين الآخرين, وهذا ما هو حاصل الآن بين

الجنوب والشمال وهو ما لم يحصل من قبل.. أنا في حرب صيف 1994 كان من ضمن حراستي الشخصية عناصر من المحافظات الشمالية, هل تتخيل هذا؟ هذا يدل على أنه

في زمن الحرب (منتصف التسعينات) لم تكن الكراهية موجودة, دعونا نتحدث كلاما واقعا, وهذه ليست شيئا غريبا, بل طبيعيا؛ لأننا في زمن الحرب لم نحول الأمر إلى شمالي

جنوبي, وأنا شخصيا كنت حريصا على هذا, وكان بجانب ابني في الحرب ما يقارب الـ20 شخصا من محافظة تعز. المعاملة أسوأ من الحرب, واليوم جدار الكراهية بُني ونحن

نريد أن نهدّه, ولن تهده الرصاص.


سيعترفون بالقضية الجنوبية عندما تكثر الرصاص


* تم مواجهة الحكومة بالرصاص في صعدة لكنها تفاوضت مع الحوثيين, وفي الجنوب ترفض مبدأ الحوار أو الاعتراف بالقضية الجنوبية.


سيعترفون بها عندما تكثر الرصاص. وهذا شيء نحن نرفضه تماما, وما يجري في الجنوب اليوم من استخدام العنف, وتحديدا ما يجري في ردفان, قرى بأكملها يغادر أهلها

منازلهم؛ تحسبا لقصفها, هذا سيجبر الناس إجبارا بحق أو باطل بأن يتسلحوا وأن يقاتلوا, وقد قاتلوا الاستعمار وسيقاتلون أي أحد آخر. لكن هل هذا يحل المشكلة في أن يزيد من

المشكلة ويعقدها؟. أنا أقول دائما إن من حق أي إنسان أن يطرح الذي في رأسه كان صح أم خطأ, وما يغريه أن يغير منطقه فليغير منطقه, وقلت زمان الحوثي يقول إنه يريد

الإمامة وأنا أريد أن يأتي الحوار وهو الإمام, والحراك يقولون إنهم يريدون الانفصال يأتون وهم كذلك, نحاورهم ونناقشهم, والحوار أساسا يأتي بين مَن ومَن؟ بين متفقين أم بين

مختلفين؟ يا أخي أنت لو وضعت سقوفا للحوار فهذا ليس حوارا. أول من نادى بنظام جمهوري هو حزب الرابطة, من قبل الثورة في الخمسينات, إذن النظام الجمهوري هو

خيارنا, ومنطقنا قوي فلماذا نخاف من الحوار؟, لكن بشرط أننا نحقق للناس ما يغريهم بالبقاء في إطار الوحدة, والذي يغريهم ليس المال, بل مصالح سياسية واقتصادية

واجتماعية وكلها مكلمة لبعض.


* هل المعالجات ستجدي نفعا في هذا الوقت بعد اتساع مطالب الحراك الذي لا يطالب بإصلاحات اقتصادية أو بحل مشكلة البطالة أو ما إلى ذلك؟


الحراك لم يطالب في تاريخه بهذه الإصلاحات, في البداية طالب بمطالب خاصة ثم رأى أن هناك استهانة بمطالبه فاتجه نحو الانفصال, ومهما قالوا هذا يجب أن نناقشهم.


* ألن تجربة السودان تغريهم؟


لا لا لا. تجربة السودان مختلفة, حرب طويلة استمرت والدول الكبرى وقفت مع الجنوبيين, وهناك خلاف عرقي وديني.


ترى القوى الأجنبية أن من مصلحتها بقاء الوحدة

* الدول الكبرى, ومنها بريطانيا التي استعمرت الجنوب فترة طويلة وجدت أن هناك إمكانية في إنشاء دولة حديثة في المحافظات الجنوبية, استنادا لتركيبتها السكانية والمدنية

الموجودة سابقا بعكس المحافظات الشمالية.. ألا يغري هذا الدول الكبرى وحتى الخليجية؛ في أن تسعى لجعل الجنوب دولة مدنية؟


الذي يحكم ما يجري في العالم هو الجغرافيا وليس التاريخ, والجغرافيا تحكم المصالح ومداخل البحار وتحكم المحيطات, وهناك أبحاث علمية عن هذه المسألة, فالجغرافيا هي

الأساس اليوم. ارسم خريطة اليمن وانظر الجنوب والشمال, ودعني أقولها بوضوح ولا أحد يزعل مني.. مصالح العالم كلها في الجنوب وليس في الشمال, لكن لماذا نحن نحرص

على الشمال؟, أنا كسياسي لمّا أنظر الخريطة أريد الشمال كسكان كبير مع الجنوب كسكان قليل يصير نوعا من التكامل ونوعا من القوة وستكون لدينا دولة قوية, إضافة لذلك

نريد تطويرا للشمال ليصير ظهرا آمنا بدلا من أن يكون ظهرا مؤذيا, وهذا ليس كلاما عاطفيا, بل هو الكلام الذي يجب أن نفهمه كيمنيين, ومن مصلحة الجنوب أن يكون مع

الوحدة ومن مصلحة الشمال أن يقبل التطور, واليوم الشباب من ناحية التدريس والعلوم صاروا أكثر تطورا وتبقت لنا بعض النواحي الاجتماعية لكننا سنحلها, وشعبنا قابل أن

يتفاعل مع الدولة لو هناك دولة, ومأرب والجوف ستكون أكثر قابلية للقانون؛ لأنها مكويّة ومجروحة بغياب القانون سنين السنين, لذلك الحاجة مشتركة, واضرب مثلا: أنا لدي مصنع في عدن, فالأفضل لي أن أبيع منتجاته لـ25 مليون مواطن بدلا من 3 أو 4 مليون مواطن, وفي الشمال أيضا أحد ما يريد أن يبني مصنعا فالأفضل له أن يبنيه قرب منافذ التصدير.. هذا يدل على أن هناك تكاملا, ويجب أن ننظر للبلد من هذا المنظار وليس من منظار أنا أحكمك أو أنت تحكمني.


* لكن كقوى أجنبية...


(مقاطعا).. ترى القوى الأجنبية أن من المصلحة بقاء الوحدة؛ لأنها ستقول إن الشمال سيسبب لي صداعا وأنا أريد استقرارا.


ما حدث في المعجلة خطأ كبير وجريمة شنيعة


* صورة الرئيس صالح تشوهت كثيرا بعد نشر وثائق ويكيليكس, وخصوصا بعد الكشف عما حدث في منطقة المعجلة التي تم قصفها في ديسمبر 2009 بطيران أمريكي وأدى ذلك إلى سقوط أطفال ونساء, هل كان لكم في حزب الرابطة أو بشكل شخصي موقف من الذي حدث؟


أنا لا أعتقد أن علي عبد الله صالح أو أي إنسان يمني سيرضى بقصف أطفال ونساء, فهو لا يستفيد منها شيئا.. هل سيستفيد هو أو أوباما من قصف أطفال ونساء؟


* (مقاطعا).. لكن هذا يعد انتهاكا للسيادة اليمنية؟


أنا أعرف المنطقة وأعرف أهلها.. وأحد الذين أصيب في القصف كان يجلس محلك هنا قبل شهرين, وهو وأبناؤه عسكر مع الدولة لحماية الطريق..


* (مقاطعا).. ما الذي حدث؟


معلومات خاطئة.. كان هناك مكان للقاعدة يبعد عن هذا المكان بـ2 كيلومتر تقريبا, أقل أو أكثر, لكن لا نعرف كيف تم القصف, إنما يجوز أن تكون هناك شريحة عند أحد ما

حاول إيصالها لمكان القاعدة, فالإحداثيات أعطت في ذلك المكان وحصل الخطأ الكبير والجريمة الشنيعة.


أي تجمع يعد بادرة طيبة


* كيف تقيس البيانات التي عادة ما تصدر عن تحالف قبائل مأرب الجوف, وغيره من التحالفات والملتقيات القبلية المساندة للحراك السلمي في المحافظات الجنوبية.. هل هو

مبادرة إيجابية؟


أي تجمع للناس في اليمن يعد بادرة طيبة, حتى وإن كان على خطأ فسيتم إصلاحه.. التشتت هو الذي يكون بادرة سيئة. لكن هذه التجمعات في مأرب يمكن تكون أحد العوامل

الذي لا يدع كل قبيلة تروح تعمل مصائب لوحدها, فهو يلمها لو صار شيئا لا سامح الله, وكونهم يؤيدوا هذا أو ذاك فهذه عملية سياسية. أنا أؤيد الحراك الجنوبي للمطالبة

بحقوقه, وأنا لا أقف ضده في أن يقول شيئا مخالفا لرأيي, سأحترم رأيه ولو كان مخالفا لرأيي 100 مرة أيا كان.


* ما أقدم عليه الفضلي (19 يناير 2011) من إحراق الأعلام و.....


(مقاطعا).. أنا في الرابطة ضد النار أن تحرق أي شيء. الشيء الآخر حتى لو اختلفنا نحاول ما نسيء لبعضنا, لكن هم أدرى ببعضهم..


* ما الذي حدث مؤخرا حين تعرض منزلك لإطلاق النار؟


الموضوع هذا عجيب وبسيط, لكن ينبئ عن حالة لا أدري ما أسميها. أنا لم أكن موجودا في الحقيقة, وأخذت تفاصيل ما حدث من ابني ومن الموجودين في البيت.. سيارة تجولت

حول البيت آخر الليل, فكان نوع من الاستفزاز, ما أدى إلى انتباه الحارس لها, فقام من كان على متن السيارة بإطلاق النار من مسدسات, فرد عليهم الحارس وهربوا, فضرب

السيارة وهربت هي الأخرى وقد أعطبت إحدى إطاراتها, وأبلغنا الأمن وقام بدوره باحتجاز السيارة وطلبوا من حارسنا, الذي ضرب السيارة؛ ليتعرف عليها, لكن الأمن زجوا به

في الحبس. نحن كنا قد أصدرنا بيانا حملنا فيه الدولة مسئولية الحفاظ على الأمن ولم نتهم أحدا؛ لأننا ليس لدينا أي خصومات مع أحد, وطالبنا الأمن بالقبض على المعتدين وإجراء

تحقيقات شفافة, وهذا ما قلناه, لكن جهات أمنية أبدت غضبها لمّا حملنا الدولة مسئولية الحافظ على الأمن, وأصدروا بيانا غريبا يزعم أن حارسنا قام بإطلاق الرصاص على أحد

بيوت الجيران. أنا بجانبي جار من أفضل الجيران, ولا أقولها مجاملة لأحد, وهو يحيى محمد إسماعيل الأحمر, وجار آخر من أفضل الجيران أيضا وهو الحاوري, إضافة

لآخرين, لم نر منهم سوءا طيلة السنين الماضية كلها.


وأحد الذين ضربوا البيت, ولن أقول باسمه, هو ابن لقيادي في إحدى الأحزاب..


* (مقاطعا).. من أحزاب المعارضة؟


لا أقول مَن, وأحد آخر له قرابة من زوجة أحد المقربين جدا في السلطة, ونحن لا نتهم أحدا, ولا نريد بهرجة إعلامية, على الرغم من أنه كان بإمكاننا ذلك.. يمكنني, وأنا

كسياسي معارض, أن أستغل الموضوع وأضعه قرينة من أن الأمر تقف خلفه الدولة وأنها هي التي استهدفتني, لكنني لست رخيصا لهذا الدرجة لكي أبحث عن دعاية, وأنا أقول

الصدق والحق, وحتى الآن أنا لا أتهم أحدا, ليس خوفا, ولكني أتحرى الصدق ولا أستطيع أن أقول زورا على أحد كما يقولون هم.


الثلاثة الذين أطلقوا النار, وكانوا قد سجنوا, أرسلوا من السجن, رسالة بتحكيم عبد العزيز عبد الرحمن الجفري تحكيما مطلقا عما حدث. لكن الغريب في الأمر أن حارسنا لا يزال

مسجونا حتى اللحظة, وقالوا لنا في الجهات الأمنية هؤلاء (الذين أطلقوا النار على المنزل) أبرياء ومساكين, قلنا إذا هم أبرياء فأفرجوا عنهم. ولا يرضون إطلاق سراح حارسنا

البريء, وقالوا لنا إن وزير الداخلية يريد مننا اعتذارا من أننا اتهمنا السلطة بأنها مسئولة, ونحن نؤكد أن السلطة مسئولة عن ذلك, ونحن من يطلب منها الاعتذار حين تم اتهامنا

كذبا. وحارسنا أرسل لنا رسالة من السجن يقول فيها: قضيتكم هي قضيتي ولا تقدموا اعتذارا ولوا أبقوني عشر سنين في السجن.


وهذا الأمر تعلم به كل الدولة بلا استثناء, لكننا سنصبر