nsr
04-27-2012, 10:27 PM
كتبها صبر - SBR ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])
السبت, 10 مارس 2007 06:41
صوت الجنوب 2007-03-10 / «الأيام» استطلاع/ علي الجبولي
حول نضوب آبار وآبار أخرى على وشك النضوب في طور الباحة وحش العطش يكاد ينشب أظفاره في المنطقة
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
واحدة من ضحايا النضوب
هل بدأ العد التنازلي لسنوات النعمة بمياه الشرب في طور الباحة؟ وإلى أين سيقود النضوب المنطقة بعد أن بدأت أنيابه تكشر بوحشية في وجوه أبنائها بنضوب قد طال آبار المنطقة ويهدد الأخرى؟
ماذا في أجندة المجلس المحلي من رؤى لمواجهة التراجع المتواصل في إنتاج الماء بعد أن وصل إلى حد لم يعد يساوي حتى نفقات إنتاجه؟ أم أن الأمر لن يتعدى محاضر اجتماعات لا تروى عطشاً، وتمائم لن تطرد شيطان العطش القادم بخطى حثيثة؟ وهل وحش العطش المصصم على التلاحم مع وحش الفقر والفساد والبطالة لا يكفي لتحفيز المجلس المحلي للخروج من حالة السبات التي اختارها رغم أن المشكلة توشك أن تبلغ ذروتها ؟
«الأيام» ترصد حجم الخطر القادم وتحيط بالأبعاد الحقيقية للمشكلة والمعالجات التي يستعد بها فرع مياه طورالباحة لمواجهة الأزمة أو على الأقل للتخفيف منها .
ومن أجل ذلك قمنا بزيارة آبار الإنتاج والمناطق التي فقدت التغذية لنرصد الواقع مباشرة ونستمع إلى المواطنين والمسؤولين في السلطة المحلية وفرع مؤسسة المياه .
تأسس فرع مياه طور الباحة عام 80م لتغذية مدينة طور الباحة وضواحيها، وخلال السنوات العشر التالية امتدت خدماته الى عدد من المناطق وفي منتصف التسعينات مر بأزمة خانقة كادت تقتلعه من جذوره، اذ لم يكد يحل عام 99م حتى كان على حافة مستنقع السقوط. مافيا النهب تتحفز للوثوب على جسده الخائر ووحوش الفساد لا ترى فيه سوى ميتة تحوم حولها. اختطفت مخالب أمهرها ما تيسر من أشلائها وأخرى تنتظر ساعة الصفر للظفر بنصيبها من الفريسة مثله مثل كثير من التعاونيات ومؤسسات القطاع العام التي محتها من الوجود .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
في انتظار ان تجود بئر البراحة ولو بلترات ماء
مشكلة اليوم ليست كمشكلة الأمس بل أخطر أصابت صميم الجوهر ذاته (الماء) بانخفاض المنسوب وضعف الإنتاج. يوم ذاك واجهت المياه مشاكل ومصاعب متشعبة لكنها ليست في حجم خطر اليوم ، وعلاجها لم يكن ميئوساً منه. كانت هناك أزمة ادارة، فنخره داء التسيب والفساد لسنين متواصلة حتى وصل فعلا الى الموت الاكلينيكي ولم يبق سوى نعيه رسميا فقد كانت المشكلة تتمثل في نقص مضخات، ومحركات، وقلة آبار، ونقص فنيين، وتهالك الخطوط والشبكات، وافتقار الآليات وما نضب من الآبار ولم يحفر بديل لها حتى توقفت التغذية عن جميع المناطق بما فيها عاصمة المديرية، حينها لم يعد يحصل من الإيرادات ريال واحد، حتى أصبح عماله من دون رواتب وسلم الجميع بانهيار المشروع الذي تعاقب عليه خلال عام واحد ثلاثة مدراء ثم استقالوا جميعاً واحداً تلو الآخر في العام نفسه، وأحجم الجميع عن قبول ادارته ، في ذلك الوضع البائس قبل المهمة شاب بشجاعة وعزيمة فقام بها خير قيام. تولى عادل محمد سعيد ادارة المياه ولم يتوان عن طرق أبواب عديدة، كان أولها باب مؤسسة مياه عدن، فكانت أول من أخذ بيده وبعزيمة وبإرادة المدير الجديد وعماله بدأ الجسد المنهك يستعيد عافيته والحياة تدب في أوصاله، ثم امتدت أياد أخر تسنده حتى شفي من سقمه ومشى على قدميه . تواصلت صيانة آليات المشروع ومكوناته، جددت بنيته التحتية وحدثت أصوله رافقها تطوير خبرات عماله ورفع كفاءاتهم ورفده بعمالة جديدة. آبار الضخ التي كانت ثلاثاً متوقفة أصبحت 8 آبار عاملة ، تضخ يويماً ( 1400 متر مكعب) .
حفرت ثلاث آبار، رفد بمحركات ومضخات ومولدات كهربائية جديدة، وفرت سيارات وآليات، بني خزان تجميعي سعته التخزينية 500 متر مكعب ربط بمحطة اعادة ضخ مركزية لتشغيل جميع الآبار بـ (الريموت كنترول) من موقع واحد . أضيفت منشآت للادارة . ركبت خمسة محركات ضخ كهربائية جديدة مع ملحقاتها، رفد بناقلة (صهريج) وغراف، وحفار لتصفية الآبار وآلاف الكيلومترات من الأنابيب من مختلف الأنواع والأقطار والأحجام ، لأغراض التوسعة واستبدال التالف. كان النصف الثاني من العام 2004م تتويجاً للنجاح توسعت خلاله خدماته وعاد الماء إلى مناطق نائية كانت قد فقدت حتى الحلم بعودته بعد ان هجرها لسنوات طويلة تخربت خلالها معظم خطوطه الرئيسية وأجبرت أسر عديدة على النزوح الى مواطن أخرى بحثاً عن ماء الشرب بعد ان ظلت تصرخ وتستغيث لأكثر من 14 عاماً من انقطاعه . أعيد إلى تلك المناطق وتوسعت خدماته إلى مناطق بكر وصلها لأول مرة ، لكن النعمة لم تطل والحلم سرعان ما تبخر .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]آليات حديثة فأين الماء ؟
مشكلة اليوم أكبر من مشكلة الأمس
منذ منتصف العام الماضي بدأت الشكاوى تزداد من قلة المياه الواصلة إلى منازل المواطنين ومعها شكاوى مسئولي المياه من تزايد انخفاض منسوب المياه بحقل الآبار دون توقف ومعدل الانتاج مستمر في تراجعه بوتيرة سريعة . في يناير الماضي تراجع الانتاج في الآبار السبع الباقية إلى نحو 20 لتراً/ ثانية ، وصل معها الإنتاج في بعض الآبار إلى أقل من نصف لتر/ ثانية ، بعض الآبار نضبت وبعضها الآخر يوشك على النضوب . تراجعت نوبات التموين في القرى إلى يوم واحد خلال الأسبوع في حين باتت شبه متوقفة عن القرى البعيدة. في فبراير الماضي نضبت بئر أخرى من الحقل تلاها ضعف كبير في انتاجية ثلاث آبار أخرى . هذا الوضع المربك بات يهدد بفاجعة عطش للمنطقة بدأت مؤشراتها بانقطاع الماء عن عدد من المناطق، لاسيما المرتفعة منها . تراجع معدل الإنتاج إلى حد لم يعد يساوي تكلفة إنتاجه ؟ تعالى الصراخ والمطالبة في وجه المجلس المحلي منذ نحو عام بيد أنه اجتمع اقترح أوصى دعا قام قعد، ولم يأت بقطرة ماء.
بجهود وعزم ادارة المياه بحث عنه في مناطق بعيدة جداً وهناك في شمال بلدة امرجاع على بعد نحو 50كم شمال مدينة عدن وجدت مياه قيل إنها بكميات مشجعة لكن مرة أخرى ايصاله إلى مناطق الاستهلاك يحتاجإالى إرادات وعزائم تسندها إمكانات مادية وإلى زمن قد يطول . في هكذا وضع موبوء بالبيروقراطية والروتين والفساد لن يصل الماء للشاربين قبل مرور عام أو يزيد بينما الكل يعرف أن الإنسان لا يستطيع العيش من دون ماء بضعة أيام
عن الايام
السبت, 10 مارس 2007 06:41
صوت الجنوب 2007-03-10 / «الأيام» استطلاع/ علي الجبولي
حول نضوب آبار وآبار أخرى على وشك النضوب في طور الباحة وحش العطش يكاد ينشب أظفاره في المنطقة
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
واحدة من ضحايا النضوب
هل بدأ العد التنازلي لسنوات النعمة بمياه الشرب في طور الباحة؟ وإلى أين سيقود النضوب المنطقة بعد أن بدأت أنيابه تكشر بوحشية في وجوه أبنائها بنضوب قد طال آبار المنطقة ويهدد الأخرى؟
ماذا في أجندة المجلس المحلي من رؤى لمواجهة التراجع المتواصل في إنتاج الماء بعد أن وصل إلى حد لم يعد يساوي حتى نفقات إنتاجه؟ أم أن الأمر لن يتعدى محاضر اجتماعات لا تروى عطشاً، وتمائم لن تطرد شيطان العطش القادم بخطى حثيثة؟ وهل وحش العطش المصصم على التلاحم مع وحش الفقر والفساد والبطالة لا يكفي لتحفيز المجلس المحلي للخروج من حالة السبات التي اختارها رغم أن المشكلة توشك أن تبلغ ذروتها ؟
«الأيام» ترصد حجم الخطر القادم وتحيط بالأبعاد الحقيقية للمشكلة والمعالجات التي يستعد بها فرع مياه طورالباحة لمواجهة الأزمة أو على الأقل للتخفيف منها .
ومن أجل ذلك قمنا بزيارة آبار الإنتاج والمناطق التي فقدت التغذية لنرصد الواقع مباشرة ونستمع إلى المواطنين والمسؤولين في السلطة المحلية وفرع مؤسسة المياه .
تأسس فرع مياه طور الباحة عام 80م لتغذية مدينة طور الباحة وضواحيها، وخلال السنوات العشر التالية امتدت خدماته الى عدد من المناطق وفي منتصف التسعينات مر بأزمة خانقة كادت تقتلعه من جذوره، اذ لم يكد يحل عام 99م حتى كان على حافة مستنقع السقوط. مافيا النهب تتحفز للوثوب على جسده الخائر ووحوش الفساد لا ترى فيه سوى ميتة تحوم حولها. اختطفت مخالب أمهرها ما تيسر من أشلائها وأخرى تنتظر ساعة الصفر للظفر بنصيبها من الفريسة مثله مثل كثير من التعاونيات ومؤسسات القطاع العام التي محتها من الوجود .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
في انتظار ان تجود بئر البراحة ولو بلترات ماء
مشكلة اليوم ليست كمشكلة الأمس بل أخطر أصابت صميم الجوهر ذاته (الماء) بانخفاض المنسوب وضعف الإنتاج. يوم ذاك واجهت المياه مشاكل ومصاعب متشعبة لكنها ليست في حجم خطر اليوم ، وعلاجها لم يكن ميئوساً منه. كانت هناك أزمة ادارة، فنخره داء التسيب والفساد لسنين متواصلة حتى وصل فعلا الى الموت الاكلينيكي ولم يبق سوى نعيه رسميا فقد كانت المشكلة تتمثل في نقص مضخات، ومحركات، وقلة آبار، ونقص فنيين، وتهالك الخطوط والشبكات، وافتقار الآليات وما نضب من الآبار ولم يحفر بديل لها حتى توقفت التغذية عن جميع المناطق بما فيها عاصمة المديرية، حينها لم يعد يحصل من الإيرادات ريال واحد، حتى أصبح عماله من دون رواتب وسلم الجميع بانهيار المشروع الذي تعاقب عليه خلال عام واحد ثلاثة مدراء ثم استقالوا جميعاً واحداً تلو الآخر في العام نفسه، وأحجم الجميع عن قبول ادارته ، في ذلك الوضع البائس قبل المهمة شاب بشجاعة وعزيمة فقام بها خير قيام. تولى عادل محمد سعيد ادارة المياه ولم يتوان عن طرق أبواب عديدة، كان أولها باب مؤسسة مياه عدن، فكانت أول من أخذ بيده وبعزيمة وبإرادة المدير الجديد وعماله بدأ الجسد المنهك يستعيد عافيته والحياة تدب في أوصاله، ثم امتدت أياد أخر تسنده حتى شفي من سقمه ومشى على قدميه . تواصلت صيانة آليات المشروع ومكوناته، جددت بنيته التحتية وحدثت أصوله رافقها تطوير خبرات عماله ورفع كفاءاتهم ورفده بعمالة جديدة. آبار الضخ التي كانت ثلاثاً متوقفة أصبحت 8 آبار عاملة ، تضخ يويماً ( 1400 متر مكعب) .
حفرت ثلاث آبار، رفد بمحركات ومضخات ومولدات كهربائية جديدة، وفرت سيارات وآليات، بني خزان تجميعي سعته التخزينية 500 متر مكعب ربط بمحطة اعادة ضخ مركزية لتشغيل جميع الآبار بـ (الريموت كنترول) من موقع واحد . أضيفت منشآت للادارة . ركبت خمسة محركات ضخ كهربائية جديدة مع ملحقاتها، رفد بناقلة (صهريج) وغراف، وحفار لتصفية الآبار وآلاف الكيلومترات من الأنابيب من مختلف الأنواع والأقطار والأحجام ، لأغراض التوسعة واستبدال التالف. كان النصف الثاني من العام 2004م تتويجاً للنجاح توسعت خلاله خدماته وعاد الماء إلى مناطق نائية كانت قد فقدت حتى الحلم بعودته بعد ان هجرها لسنوات طويلة تخربت خلالها معظم خطوطه الرئيسية وأجبرت أسر عديدة على النزوح الى مواطن أخرى بحثاً عن ماء الشرب بعد ان ظلت تصرخ وتستغيث لأكثر من 14 عاماً من انقطاعه . أعيد إلى تلك المناطق وتوسعت خدماته إلى مناطق بكر وصلها لأول مرة ، لكن النعمة لم تطل والحلم سرعان ما تبخر .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]آليات حديثة فأين الماء ؟
مشكلة اليوم أكبر من مشكلة الأمس
منذ منتصف العام الماضي بدأت الشكاوى تزداد من قلة المياه الواصلة إلى منازل المواطنين ومعها شكاوى مسئولي المياه من تزايد انخفاض منسوب المياه بحقل الآبار دون توقف ومعدل الانتاج مستمر في تراجعه بوتيرة سريعة . في يناير الماضي تراجع الانتاج في الآبار السبع الباقية إلى نحو 20 لتراً/ ثانية ، وصل معها الإنتاج في بعض الآبار إلى أقل من نصف لتر/ ثانية ، بعض الآبار نضبت وبعضها الآخر يوشك على النضوب . تراجعت نوبات التموين في القرى إلى يوم واحد خلال الأسبوع في حين باتت شبه متوقفة عن القرى البعيدة. في فبراير الماضي نضبت بئر أخرى من الحقل تلاها ضعف كبير في انتاجية ثلاث آبار أخرى . هذا الوضع المربك بات يهدد بفاجعة عطش للمنطقة بدأت مؤشراتها بانقطاع الماء عن عدد من المناطق، لاسيما المرتفعة منها . تراجع معدل الإنتاج إلى حد لم يعد يساوي تكلفة إنتاجه ؟ تعالى الصراخ والمطالبة في وجه المجلس المحلي منذ نحو عام بيد أنه اجتمع اقترح أوصى دعا قام قعد، ولم يأت بقطرة ماء.
بجهود وعزم ادارة المياه بحث عنه في مناطق بعيدة جداً وهناك في شمال بلدة امرجاع على بعد نحو 50كم شمال مدينة عدن وجدت مياه قيل إنها بكميات مشجعة لكن مرة أخرى ايصاله إلى مناطق الاستهلاك يحتاجإالى إرادات وعزائم تسندها إمكانات مادية وإلى زمن قد يطول . في هكذا وضع موبوء بالبيروقراطية والروتين والفساد لن يصل الماء للشاربين قبل مرور عام أو يزيد بينما الكل يعرف أن الإنسان لا يستطيع العيش من دون ماء بضعة أيام
عن الايام