aden
12-16-2006, 08:14 PM
لغة المال والوساطة فوق القانون
«الأيام» أنيس منصور:
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
خريج جامعي يعمل في تكسير الأحجار
مئات الخريجين من حملة الشهادات الجامعية في مديريتي القبيطة والمسيمير محافظة لحج كانت أحلامهم تزن الجبال رزانة، وفجأة تمخضت الأحلام فولدت هموما وغموما وأنات وحالات نفسية ومستقبلاً غامضاً .. شباب وفتيات توزعت سنوات انتظارهم بين مطرقة الخدمة المدنية وسندان (ادفع مقدماً) .. العاطلون عن العمل باتت أحلامهم كابوساً مزعجاً بين عشية وصباحها أصبحوا قابضين على الجمر وملفاتهم حبيسة الأدراج في الخدمة المدنية.
البطالة في القبيطة والمسيمير أصبحت وأمست خطراً يدق على كل باب وهاجساً اجتماعياً مقلقاً لكل أسرة.
ما يجري في دهاليز زوايا الخدمة المدنية بلحج يمثل حالة نادرة معقدة تتداخل فيها القوى وتختلط المصالح، بل ويجيد المسؤولون مناورة وبراعة في سياسة لعب الورق.. الأيام» رحلت إلى قلوب هؤلاء الشباب لتنقل وترصد المعاناة فإلى التفاصيل.
توظيف من خارج المديرية
< الشاب فضل سيف محمد حسين، من مديرية المسيمير دبلوم لغة انجليزية له خمس سنوات عمل متطوعا حتى يُوظف، تحدث الينا بصوت مبحوح أنه بعد أن توفرت فيه كل نقاط المفاضلة وجد اسمه قد استُبدل بكل دلالات الاستبدال .. وقال: إني مستغرب رغم وعود مدير الخدمة ومدير تربية المديرية تفاجئت بوجود منافس آخر فسألت الناس والمشايخ وسألت مسؤول الأحوال الشخصية هل تعرفونه؟ الجميع لا يعرفه اسماً ومسمى، تقدمت بالتظلمات والشكاوى ورابطت امام مكاتب المحافظة ولكن لا حياة ولا ضمير ولا انسانية فلمن تنادي؟
ما حصل للشاب فضل صورة من صور التلاعب والسمسرة بالتوظيف، بل يستخدم القادمون من محافظات أخرى أسلوب قطع بطاقات الهوية من لحج كشهادة إثبات الأحقية.
< نفس الحرقة والالم تلقاهما علي عبده أحمد صالح (دبلوم تمريض) من مديرية المسيمير، نزل اسمه في الصحيفة بعد المفاضلة وعند صدور الفتوى وجد اسمه قد تغير بفعل فاعل باسم واحدة أخرى (تخصص قبالة) مع أن الاحتياج الذي تم رفعه من قبل مدير الصحة بالمديرية هو التمريض، بالإضافة إلى أن الاسم (البديل) ليس من أبناء المديرية كما أفاد الأمين العام للمجلس المحلي نبيل علي محمد، وهذان مثالان وصورتان من عجائب ألاعيب الخدمة المدنية أخذناهما مدعمتين بالوثائق الدامغة التي تثبت الانفصال الغريب بين ما تقدمه الخدمة المدنية وما هو واقع بين دموعنا.
تبديل الأرقام
يشعر الإنسان بظلم مركب يهاجم جموع الخريجين، بعضهم يعمل (مباشراً) في المطاعم والورش، وجامعيون في القبيطة يرعون الأغنام ويحملون الاحجار ويتسابقون على الاحتطاب وبيع الحطب والفحم .. كثير من خريجي الثانوية رفضوا التقدم إلى الجامعة لأنهم خائفون على مستقبلهم فقد شاهدوا بعينوهم الخريجين السابقين يؤدون الخدمة في المطاعم وفي بسطات الخضروات! لقد وصلت همجية الاستحوذ على وظائف الغير التي سال لها اللعاب إلى أخذ أرقام قيد طلب العمل كما حدث للشاب اليتيم محمود سالم عبدالله ثابت، من أبناء القبيطة الذي تم أخذ رقم قيد طلب العمل الخاص به لتوظيف شخص آخر من مديرية المقاطرة بنفس رقم محمود (2526) وتم اعطاؤه رقما جديدا هو (9328) وذلك لأن محمود اليتيم ليس معه مال ولا وساطة، وقد تجاهل مسؤولو الخدمة ذلك وغضوا الطرف عما حدث .
< الجامعي وليد علي أحمد حميد من القبيطة يحمل شهادة بكالريوس إعلام، تردد مجدداً قيد طلب العمل ما يقارب خمس سنوات ولم تشفع له توصيات المسؤولين ولا نقاط المفاضلة ولا أقدمية التخرج، قال متحدثاً عن مأساته: «كم كنت حريصاً على مواصلة تعليمي وتحقيق حلمي لكن يئست من أن أنتزع وظيفتي من بين المخالب والأنياب، ولا أستطيع أن أوفر مبلغ (300) الف لشراء وظيفة».
ويضيف وليد بكل ثقة واعتزاز: «سأبقى أنقل الأحجار حتى يأتي دور التوظيف». هكذا وجد وليد نفسه مضطراً للعمل ليوفر لقيمات عيش يسد بها رمقه ورمق والديه .. هؤلاء هم الجامعيون مكلومون ولم يجدوا طعم الانسانية ويتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة العشرين، وسيظل الحديث عن التوطيف كمصيبة لها حيثيات كثيرة متشابكة ملغومة.
< وهيب أحمد علي غالب (فني تمريض) من القبيطة، ملفه في مكتب العمل منذ أربع سنوات، تحدث قائلا: «أنا متخرج قبل أربع سنوات، كانت نقاط المفاضلة تؤكد أن توظيفي سيتحقق هذا العام، لكن .. ذهبت وظيفتي لآخرين، قال مدير الخدمة إن إحداها لمعاق مع أن للمعاقين وظائف خاصة، والثانية أخذها أخ للمعاق بنفس التخصص، وإذا كلن المدير يقول هذا فلمن أشكو؟». بهذه الالفاظ ختم وهيب حديثه.
لقد توالت الاتصالات والوثائق من جموع الجامعيين وكلها تحكي عن مطالبات ومظالم لشباب ينشدون اللقمة والزوجة ويبحثون عن المسماة (وظيفة).
قصة وعبرة
< كثير هم المقهورون الذين تضيق بآلامهم سماء الوطن .. قصة أمين الحكيم من ضمن كتاب ألف سؤال وقصة، ولنا أن نوضحها مشفوعة بالوثائق.. إنها قصة ملابساتها كثيرة وقد وضح في قصاصة ورقية قائلاً:
«أرفع شكواي إلى الله أولاً ثم إليكم في «الأيام» ثانياً بأنه تم تغيير احتياج وظائف الصحة بمديرية المسيمير، وكنت أنا أحد المرشحين، وقد غير مكتب الصحة بالمحافظة والمجلس المحلي بالمديرية والخدمة المدنية باعتماد ثلاثة ممرضين وقابلة، رغم أن احتياج المديرية كان لتخصص صيدلة بكالريوس وفني مختبر ومساعد طبيب وممرض (نرفق لكم نسخة الاحتياج) مع العلم أن المسيمير تعاني من أمراض الملاريا والبلهارسيا وحالات الإسهالات وبحاجة إلى هذا التخصص حسب كلام مدير الصحة بالمديرية، لهذا احمل قضيتي كلاً من المجلس المحلي ومكتب الصحة بلحج والخدمة المدنية الذين اتفقوا مع طالبي التوظيف .. مقدم الشكوى أمين أحمد بن أحمد الحكيم، فني مختبر لعام 2005م».
< أحمد فضل فرج بامطرف (دبلوم كيمياء/أحياء) من المسيمير تخرج عام 2000 قال: «إن الحديث عن التوظيف ذو شجون فنحن لنا سنوات عملنا متطوعين ولكن يتم توظيف آخرين من خارج المديرية ولا ندري لمن نشكو (الغريم أصبحي والشاهد أصبحي والقاضي أصبحي)».
< أحمد محمد الحيمدي (دبلوم قرآن وعلوم) كتب: «أنا متخرج منذ عام 2000 ذهبت إلى الخدمة وقيدت اسمي برقم (1753) وعند طلوع أسماء المرشحين لم أجد أسمي على القائمة، تقدمت بتظلمات ووساطات ولم أجد الإنصاف والذين تم توظيفهم بشهادات مشبوهة .. عبر «الايام» نناشد وزيري الخدمة والتربية التحقيق في سياسة التوظيف التي تحدث في محافظة لحج».
مفاجآت بحجم الذهول وبمستوى الكارثة .. وقائع مأساوية وجدناها وجها لوجه .. فساد مفضوح للجميع تديره دوائر رسمية، كما أنه لا يحتاج إلى ادلة تفضحه أكثر من الفضائح الظاهرة في رابعة النهار.. الحقيقة الدامغة أنها بحر لا ساحل له من الفوضى والصراخ المتلاطم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
الخريجون في مبنى الخدمة المدنية بلحج
نواب يستنكرون ويتساءلون
«الأيام» سألت أعضاء مجلس النواب عن مديريتي القبيطة والمسيمير.. عما يحدث لعشرات الشباب الذين يعانون من عنصرية وظائفية والحرمان والاقصاء من التوظيف.
< النائب عبدالجليل جازم (مؤتمر) تساءل عن قلة اعتماد وظائف للقبيطة ومساواتها ببقية المديريات، فالقبيطة كثيفة السكان كثيرة المخرجات فيها أكثر من مئة ألف نسمة وستة وثمانين مدرسة، بينما تعتمد لها اثنا عشر وظيفة سنوياً مثلها مثل بقية المديريات، والاصل والفصل أن تكون حصة القبيطة ضعف المديريات الأخرى. متسائلاً مرة أخرى إلى متى ستظل لغة البيع والشراء في ادراج الخدمة المدينة؟.
< النائب عبده محسن مهدي (إصلاح) قال إن الوطن أعبثت به أيدي الفاسدين وأصبحنا نحتكم لشريعة الغاب (القوي يأكل حق الضعيف) مستشهدا بالمثل السائر: «إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب». وأضاف عبده محسن أنه يستنكر عمليات السطو على وظائف الشباب الذين لهم سنوات في انتظار التوظيف، داعياً كل المتخرجين الذين ذهبت وظائفهم إلى النضال السلمي ورفع الدعاوى في المحاكم للحصول على حق كفله لهم الدستور والقانون.
< النائب أحمد سيف حاشد القاضي (مستقل) قال «إن ما يحدث في مكاتب الخدمة المدينة يندى له الجبين وتئن له الانسانية، وهي منهجية قائمة في جميع المحافظات لكن محافظة لحج مخالفات التوظيف فيها تصل إلى حد الطفح ويشعر الانسان بغصة وهو يرى ويسمع عن أساليب وطرق يستخدمها سماسرة التوظيف. أنني من صميم قلبي أستنكر وأشجب هذه الافعال الباطلة وأدعو القائمين على وظائف الخريجين أن يستشعروا عظم الأمانة الملقاة على عاتقهم».
نداء المحبين
إلى كل مظلوم ومقهور وفقير إلى مئات الخريجين الجامعيين حملة الشهادات والخبرات والمؤهلات نقول لهم بيقين إيماني اذا كانت قلوب وضمائر المسؤولين قد ماتت فإن الله الرازق الحي القيوم لن يموت فاسعوا في الارض وتوكلوا فإن هناك يوم اسمه يوم القصاص وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولا تنسوا رفع أكف الضراعة الى رب السماء فإن دعوة المظلوم مستجابة.
حتى لا يأتي رد من مكتب الخدمة بأنهم بشر يعتريهم الخطأ والنسيان فإن جمعنا لهذا التحقيق كان بدليل الوثائق والصور الفوتوغرافية ولدينا مزيد.. ونعتذر للذين لم نصل إليهم.
«الأيام» أنيس منصور:
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
خريج جامعي يعمل في تكسير الأحجار
مئات الخريجين من حملة الشهادات الجامعية في مديريتي القبيطة والمسيمير محافظة لحج كانت أحلامهم تزن الجبال رزانة، وفجأة تمخضت الأحلام فولدت هموما وغموما وأنات وحالات نفسية ومستقبلاً غامضاً .. شباب وفتيات توزعت سنوات انتظارهم بين مطرقة الخدمة المدنية وسندان (ادفع مقدماً) .. العاطلون عن العمل باتت أحلامهم كابوساً مزعجاً بين عشية وصباحها أصبحوا قابضين على الجمر وملفاتهم حبيسة الأدراج في الخدمة المدنية.
البطالة في القبيطة والمسيمير أصبحت وأمست خطراً يدق على كل باب وهاجساً اجتماعياً مقلقاً لكل أسرة.
ما يجري في دهاليز زوايا الخدمة المدنية بلحج يمثل حالة نادرة معقدة تتداخل فيها القوى وتختلط المصالح، بل ويجيد المسؤولون مناورة وبراعة في سياسة لعب الورق.. الأيام» رحلت إلى قلوب هؤلاء الشباب لتنقل وترصد المعاناة فإلى التفاصيل.
توظيف من خارج المديرية
< الشاب فضل سيف محمد حسين، من مديرية المسيمير دبلوم لغة انجليزية له خمس سنوات عمل متطوعا حتى يُوظف، تحدث الينا بصوت مبحوح أنه بعد أن توفرت فيه كل نقاط المفاضلة وجد اسمه قد استُبدل بكل دلالات الاستبدال .. وقال: إني مستغرب رغم وعود مدير الخدمة ومدير تربية المديرية تفاجئت بوجود منافس آخر فسألت الناس والمشايخ وسألت مسؤول الأحوال الشخصية هل تعرفونه؟ الجميع لا يعرفه اسماً ومسمى، تقدمت بالتظلمات والشكاوى ورابطت امام مكاتب المحافظة ولكن لا حياة ولا ضمير ولا انسانية فلمن تنادي؟
ما حصل للشاب فضل صورة من صور التلاعب والسمسرة بالتوظيف، بل يستخدم القادمون من محافظات أخرى أسلوب قطع بطاقات الهوية من لحج كشهادة إثبات الأحقية.
< نفس الحرقة والالم تلقاهما علي عبده أحمد صالح (دبلوم تمريض) من مديرية المسيمير، نزل اسمه في الصحيفة بعد المفاضلة وعند صدور الفتوى وجد اسمه قد تغير بفعل فاعل باسم واحدة أخرى (تخصص قبالة) مع أن الاحتياج الذي تم رفعه من قبل مدير الصحة بالمديرية هو التمريض، بالإضافة إلى أن الاسم (البديل) ليس من أبناء المديرية كما أفاد الأمين العام للمجلس المحلي نبيل علي محمد، وهذان مثالان وصورتان من عجائب ألاعيب الخدمة المدنية أخذناهما مدعمتين بالوثائق الدامغة التي تثبت الانفصال الغريب بين ما تقدمه الخدمة المدنية وما هو واقع بين دموعنا.
تبديل الأرقام
يشعر الإنسان بظلم مركب يهاجم جموع الخريجين، بعضهم يعمل (مباشراً) في المطاعم والورش، وجامعيون في القبيطة يرعون الأغنام ويحملون الاحجار ويتسابقون على الاحتطاب وبيع الحطب والفحم .. كثير من خريجي الثانوية رفضوا التقدم إلى الجامعة لأنهم خائفون على مستقبلهم فقد شاهدوا بعينوهم الخريجين السابقين يؤدون الخدمة في المطاعم وفي بسطات الخضروات! لقد وصلت همجية الاستحوذ على وظائف الغير التي سال لها اللعاب إلى أخذ أرقام قيد طلب العمل كما حدث للشاب اليتيم محمود سالم عبدالله ثابت، من أبناء القبيطة الذي تم أخذ رقم قيد طلب العمل الخاص به لتوظيف شخص آخر من مديرية المقاطرة بنفس رقم محمود (2526) وتم اعطاؤه رقما جديدا هو (9328) وذلك لأن محمود اليتيم ليس معه مال ولا وساطة، وقد تجاهل مسؤولو الخدمة ذلك وغضوا الطرف عما حدث .
< الجامعي وليد علي أحمد حميد من القبيطة يحمل شهادة بكالريوس إعلام، تردد مجدداً قيد طلب العمل ما يقارب خمس سنوات ولم تشفع له توصيات المسؤولين ولا نقاط المفاضلة ولا أقدمية التخرج، قال متحدثاً عن مأساته: «كم كنت حريصاً على مواصلة تعليمي وتحقيق حلمي لكن يئست من أن أنتزع وظيفتي من بين المخالب والأنياب، ولا أستطيع أن أوفر مبلغ (300) الف لشراء وظيفة».
ويضيف وليد بكل ثقة واعتزاز: «سأبقى أنقل الأحجار حتى يأتي دور التوظيف». هكذا وجد وليد نفسه مضطراً للعمل ليوفر لقيمات عيش يسد بها رمقه ورمق والديه .. هؤلاء هم الجامعيون مكلومون ولم يجدوا طعم الانسانية ويتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة العشرين، وسيظل الحديث عن التوطيف كمصيبة لها حيثيات كثيرة متشابكة ملغومة.
< وهيب أحمد علي غالب (فني تمريض) من القبيطة، ملفه في مكتب العمل منذ أربع سنوات، تحدث قائلا: «أنا متخرج قبل أربع سنوات، كانت نقاط المفاضلة تؤكد أن توظيفي سيتحقق هذا العام، لكن .. ذهبت وظيفتي لآخرين، قال مدير الخدمة إن إحداها لمعاق مع أن للمعاقين وظائف خاصة، والثانية أخذها أخ للمعاق بنفس التخصص، وإذا كلن المدير يقول هذا فلمن أشكو؟». بهذه الالفاظ ختم وهيب حديثه.
لقد توالت الاتصالات والوثائق من جموع الجامعيين وكلها تحكي عن مطالبات ومظالم لشباب ينشدون اللقمة والزوجة ويبحثون عن المسماة (وظيفة).
قصة وعبرة
< كثير هم المقهورون الذين تضيق بآلامهم سماء الوطن .. قصة أمين الحكيم من ضمن كتاب ألف سؤال وقصة، ولنا أن نوضحها مشفوعة بالوثائق.. إنها قصة ملابساتها كثيرة وقد وضح في قصاصة ورقية قائلاً:
«أرفع شكواي إلى الله أولاً ثم إليكم في «الأيام» ثانياً بأنه تم تغيير احتياج وظائف الصحة بمديرية المسيمير، وكنت أنا أحد المرشحين، وقد غير مكتب الصحة بالمحافظة والمجلس المحلي بالمديرية والخدمة المدنية باعتماد ثلاثة ممرضين وقابلة، رغم أن احتياج المديرية كان لتخصص صيدلة بكالريوس وفني مختبر ومساعد طبيب وممرض (نرفق لكم نسخة الاحتياج) مع العلم أن المسيمير تعاني من أمراض الملاريا والبلهارسيا وحالات الإسهالات وبحاجة إلى هذا التخصص حسب كلام مدير الصحة بالمديرية، لهذا احمل قضيتي كلاً من المجلس المحلي ومكتب الصحة بلحج والخدمة المدنية الذين اتفقوا مع طالبي التوظيف .. مقدم الشكوى أمين أحمد بن أحمد الحكيم، فني مختبر لعام 2005م».
< أحمد فضل فرج بامطرف (دبلوم كيمياء/أحياء) من المسيمير تخرج عام 2000 قال: «إن الحديث عن التوظيف ذو شجون فنحن لنا سنوات عملنا متطوعين ولكن يتم توظيف آخرين من خارج المديرية ولا ندري لمن نشكو (الغريم أصبحي والشاهد أصبحي والقاضي أصبحي)».
< أحمد محمد الحيمدي (دبلوم قرآن وعلوم) كتب: «أنا متخرج منذ عام 2000 ذهبت إلى الخدمة وقيدت اسمي برقم (1753) وعند طلوع أسماء المرشحين لم أجد أسمي على القائمة، تقدمت بتظلمات ووساطات ولم أجد الإنصاف والذين تم توظيفهم بشهادات مشبوهة .. عبر «الايام» نناشد وزيري الخدمة والتربية التحقيق في سياسة التوظيف التي تحدث في محافظة لحج».
مفاجآت بحجم الذهول وبمستوى الكارثة .. وقائع مأساوية وجدناها وجها لوجه .. فساد مفضوح للجميع تديره دوائر رسمية، كما أنه لا يحتاج إلى ادلة تفضحه أكثر من الفضائح الظاهرة في رابعة النهار.. الحقيقة الدامغة أنها بحر لا ساحل له من الفوضى والصراخ المتلاطم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
الخريجون في مبنى الخدمة المدنية بلحج
نواب يستنكرون ويتساءلون
«الأيام» سألت أعضاء مجلس النواب عن مديريتي القبيطة والمسيمير.. عما يحدث لعشرات الشباب الذين يعانون من عنصرية وظائفية والحرمان والاقصاء من التوظيف.
< النائب عبدالجليل جازم (مؤتمر) تساءل عن قلة اعتماد وظائف للقبيطة ومساواتها ببقية المديريات، فالقبيطة كثيفة السكان كثيرة المخرجات فيها أكثر من مئة ألف نسمة وستة وثمانين مدرسة، بينما تعتمد لها اثنا عشر وظيفة سنوياً مثلها مثل بقية المديريات، والاصل والفصل أن تكون حصة القبيطة ضعف المديريات الأخرى. متسائلاً مرة أخرى إلى متى ستظل لغة البيع والشراء في ادراج الخدمة المدينة؟.
< النائب عبده محسن مهدي (إصلاح) قال إن الوطن أعبثت به أيدي الفاسدين وأصبحنا نحتكم لشريعة الغاب (القوي يأكل حق الضعيف) مستشهدا بالمثل السائر: «إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب». وأضاف عبده محسن أنه يستنكر عمليات السطو على وظائف الشباب الذين لهم سنوات في انتظار التوظيف، داعياً كل المتخرجين الذين ذهبت وظائفهم إلى النضال السلمي ورفع الدعاوى في المحاكم للحصول على حق كفله لهم الدستور والقانون.
< النائب أحمد سيف حاشد القاضي (مستقل) قال «إن ما يحدث في مكاتب الخدمة المدينة يندى له الجبين وتئن له الانسانية، وهي منهجية قائمة في جميع المحافظات لكن محافظة لحج مخالفات التوظيف فيها تصل إلى حد الطفح ويشعر الانسان بغصة وهو يرى ويسمع عن أساليب وطرق يستخدمها سماسرة التوظيف. أنني من صميم قلبي أستنكر وأشجب هذه الافعال الباطلة وأدعو القائمين على وظائف الخريجين أن يستشعروا عظم الأمانة الملقاة على عاتقهم».
نداء المحبين
إلى كل مظلوم ومقهور وفقير إلى مئات الخريجين الجامعيين حملة الشهادات والخبرات والمؤهلات نقول لهم بيقين إيماني اذا كانت قلوب وضمائر المسؤولين قد ماتت فإن الله الرازق الحي القيوم لن يموت فاسعوا في الارض وتوكلوا فإن هناك يوم اسمه يوم القصاص وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولا تنسوا رفع أكف الضراعة الى رب السماء فإن دعوة المظلوم مستجابة.
حتى لا يأتي رد من مكتب الخدمة بأنهم بشر يعتريهم الخطأ والنسيان فإن جمعنا لهذا التحقيق كان بدليل الوثائق والصور الفوتوغرافية ولدينا مزيد.. ونعتذر للذين لم نصل إليهم.