المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية ثاقبة ومخلصة قالها زعيم الجنوب العربي قبل 45سنة ومازالت صالحة للاْخذ بها..


راجع ياوطني
01-05-2013, 09:24 AM
الوحدة والديمقراطية ..كما نريدها
--------------------------------------
ما المقصود بالوحدة الوطنية والديمقراطية في الجنوب ؟.. الوحدة الوطنية في الجنوب يعني عدم ادعاء الاْوحدية في الجنوب .. الجنوب ليس ملكا للجبهة القومية وليس ملكا للرابطة ..ولاملكا لجبهة التحرير ولاملكا لاْي هيئة من الهيئات اْو قبيلة من القبائل اْو منطقة من المناطق وانما الجنوب هو ملك لكل شعب الجنوب ولكل اْفراد شعب الجنوب .
ولذلك فلابد من تحقيق الوحدة الوطنية بمعنى لابد من اشراك كل القوى الوطنية في الجنوب في سبيل بناء كيان الجنوب .. ليس حتما ان تتكون حكومة من كل القوى الوطنية في الجنوب حتى تتحقق الوحدة الوطنية ليس شرطا ان تكون هناك حكومة من كل الاْحزاب الوطنية اْو الاْحزاب الثلاثة /يقصد الرابطة - الجبهة القومية - جبهة التحرير/ انما حتما لابد من ايجاد ميثاق وطني يرضى عنه شعب الجنوب كله ..لابد ان نحدد ماهي اْسس الحكم في الجنوب .. لابد ان نعرف ماهو مصير الجنوب وان نعمل له .. ماهو مستقبل الجنوب ..لابد اْن نتفق على الاْسس الاْقتصادية بالنسبة للجنوب على نظام الحكم في الجنوب .. لابد ان نحدد اْو نضع الاْسس لعلاقاتنا الخارجية ..مع الدول العربية ..ومع غير العربية ..لابد ان نضع ذلك كله في شكل ميثاق ..توافق عليه كل الفئات وكل الهيئات الوطنية في الجنوب ويعتبر ميثاقا اْو عهدا يلتزم به كل مواطن في الجنوب ..
هذا اول اْساس من اْسس الوحدة الوطنية في الجنوب ...ثم بعد ذلك اْما اْن نتفق على قيام حكومة ائتلافية من الهيئات الوطنية الثلاث اذا كانت لاتزال الهيئات الثلاث هي الرئيسية .. المهم ان نقيم حكومة ائتلافية من الهيئات الرئيسية سواء كانت ثلاثا اْو اْقل اْو اربع اْو خمس مع عدد من المستقلين ايضا في راْينا ..اْو لاداعي لاْن تقوم حكومة ائتلافية فلنقم حكومة ادارية من الاداريين في الجنوب ...او لتقم حكومة مستقلة ..ثم نتفق على فترة انتقالية سنة - ستة اْشهر - سنتين ثم في اعقاب هذه الفترة الاْنتقالية تجري الانتخابات في الجنوب ..الحزب الذي سينال اغلبية الانتخابات في الجنوب ..الحزب الذي سينال اغلبية الاصوات يحكم الجنوب .. ويعيش الجنوب في جو من الاستقرار والهدوء والاْمن والسلامة ..بدلا من ان نتطاحن مع بعضنا البعض .. وان يقاتل بعضنا البعض في سبيل ان يحكم بعضنا بعضا ..هذه هي الوحدة الوطنية في الجنوب باْختصار بدون تفصيل ..
ان اي فئة تفرض وجودها على شعب من الشعوب بالقوة لابد ان تاْتي فئة اخرى وتفرض وجودها بالقوة ..انظروا الى مايجري حولنا في بعض البلاد العربية ..هل نكرر الماْساة في الجنوب مجموعة من السياسيين يقومون بعملية انقلابية يستمرون يحكمون شهرا شهرين ستة اشهر ... سبعة عشر يوما ... اْو ثلاثة عشر يوما ..سنة .. سنتين ..ثلاث سنيين ..ثم ياْتي مجموعة اخرى من الضباط او حزب اْخر من الاْحزاب ويقوم باْنقلاب اْخر ..وتسيل الدماء وهكذا يتخلف الجنوب وهكذا يتخلف البلد ..فالماذا نريد للجنوب شرا مما صار في بعض البلاد العربية ؟..واذا كنا سنتنازع على الحكم يجب اْن تكون هناك مبادىء وبرامج نختلف عليها اولا..لنتنازع على الحكم لكي يعمل كل حزب على تحقيق مبادئه وبرامجه .واذا كنا نريد اْن نتنازع على الحكم ..فيجب ان يكون التنازع سلميا فيما بينا ..لايجب اْن يرفع احدنا سلاحه ضد الاْخر ..لايجب ان يرفع جندي بندقيته ضد الاْخر ..ونحن اولا مسلمون ..لايصح للمسلم ان يشهر سلاحه على مسلم ليقتله .. ثم نحن عرب ..ثم نحن ابناء منطقة صغيرة ..كفاية نزيف من الدماء في الجنوب ..كفاية اْلف عام اْو اْكثر من اْلف عام والجنوب ينزف دما......

اْن الاْوان لهذا الجنوب اْن لاتنزف دماء اْبنائه ..واْن تتوقف هذه الدماء التي تنزف منه .. واْن ينظر الى مستقبله والى مصيره ويبني بلده ..
نحن لاشيء في الجنوب ..نحن صفر ..شعب فقير ..شعب جاهل يجب ان نعرف اْنفسنا وحقيقتنا .. شعب فقير شعب جاهل ..شعب تحطمت كثير من قيمه ..فاْن لنا اْن نتجمع جميعا ..لننهض من الصفر الذي نحن فيه ..ولننهض من الفقر الذي نحن فيه ولنعيد تقاليدنا الطيبة وقيمنا الدينية العربية الاْصيلة التي نستطيع اْن نبني وجودنا على اْساسها ..
الحكم ليس هدفا ..الحكم وسيلة ..ويل له من يحكم الجنوب اليوم ..اْتظنون اْن الرابطة مثلا اْو يظن اْحد اْن الرابطة تنفس على الجبهة القومية اْن تحكم الجنوب ..اْنا اْعتقد اْن ذلك من الغباء اْنهم اْغبياء لحرصهم على الاْنفراد بحكم الجنوب اليوم ..اْنهم ليسوا اْذكياء اْبدا ..اْلا اْذا كانوا يحكمون الجنوب لينهبوا الجنوب كما هو حاصل فهذا اْمر اْخر لينهبوا ماتبقى من الجنوب .. اْو ما تبقى فيه اْن تبقى فيه شيء.. اْو اْنها حب السيطرة ..اْو يكفي اْن يكون اْحدهم رئيسا للجمهورية يقابل الرئيس الفلاني ويعانق الرئيس الفلاني مادام في الحكم ’ فهذا كلام اْخر .. اْلا اْن حكم الجنوب اليوم بالنسبة للمخلصين الذين يريدون خدمته وبناءه مهمة شاقة عسرة ..لاْنه اْذا اراد الحاكم اْن يحكم الجنوب فسوف يقطر قلبه وينزف دما وهو يحكم هذا الجنوب لاْنه يجب اْن ينهض بالجنوب من الصفر من لاشيء ...
مشكلتنا الاْولى هي اْن نوجد الاْستقرار والاْمن في الجنوب ’ ولايمكن اْن نوجد الاْستقرار والاْمن في الجنوب اْلا اذا حققنا شيئين ..الوحدة الوطنية والديمقراطية ..اْنا اْكرر وباْخلاص ..الرابطة وحدها منفردة لاتستطيع اْن تقوم بالعبء في الجنوب واذا كانت الرابطة لاتستطيع وحدها القيام بهذا العبء فغيرها اْعجز منها ... لابد من تحقيق وحدة وطنية .. ليس الوحدة الوطنية فقط بين الاْحزاب ..وحدة وطنية بين كل القوى في الجنوب ..بين الاْحزاب بين زعماء العشائر ’ بين المستقلين البارزين ’ بين المثقفين ’ بين اْهل الراْي ’ بين الجماعات ذات الثقل .. في القرى في المناطق في اْي مكان من اْمكنة الجنوب ..هذه هي الوحدة الوطنية التي لابد منها لايجاد استقرار واْمن ورخاء في الجنوب ..بعد ذلك لابد من اْيجاد حرية وديمقراطية لابد اْن ياْمن الشخص على نفسه ..لابد اْن ياْمن على ماله ..لابد اْن ياْمن على عقله ..لابد اْن ياْمن على دينه ..لابد اْن نمنع تقييد حرية العقل والفكر في الجنوب حتى يستطيع الجنوب اْن يعيش في رخاء واْزدهار ويسهم في الحركة العالمية لدفع العجلة الى اْعلى درجات الحضارة ..
بعد ذلك المشكلة الكبرى ..المشكلة الاْقتصادية في الجنوب ..
اْيها الاْخوة ..الجنوب فيه متسع للجميع للجميع , لكل الكفاءات ..لذلك اْنا اْستغرب اْن كل حزب يريد اْن ينفرد بذاته ..اْنا اعرف اْنكم تتطلعون الى اْخبار عن الثورة في الجنوب ..اْو عن الحركات المسلحة في الجنوب الاْن ...ذكرت لكم اْن هناك حركات مسلحة في الجنوب في العوالق العليا ..وحركات مسلحة في منطقة الواحدي في الساحل يقودها عمر صلفوح ...وحركات مسلحة في ردفان ..وحركات مسلحة في الصبيحة ’ في منطقتين في منطقة طور الباحة وفي منطقة الساحل وفي الصبيحة الغربية وحركات مسلحة في الحواشب ...اْنا اْعرف اْن هذه الحركات المسلحة الاْن لاتزال في دورها البدائي......
فقرة لخطاب القاه العلامة السيد محمد علي الجفري رحمه الله ,قائد التنوير والتثوير والتحرير ووحدة واستقلال الجنوب مؤسس حزب رابطة الجنوب العربي s.a.lفي مهرجان جماهيري جنوبي في مقر الرابطة بجدة في شهر اغسطس عام 1968م... نقلت هذه الفقرة حسب جهدي المتواضع من مجلة رسالة الجنوب العربي العدد الثاني اْكتوبر 1968م... انظروا ..تاْملوا ... وكاْن الرجل بيننا مازال يعيش وكاْنه قالها اليوم وليس البارح... لم يستفد القوم منها في وقتها واصابهم ما اصابهم الكل يعرفه ..فهل نحن اليوم متعظون ؟ وهل تجد تلك الكلمات وتلك الرؤية الثاقبة والمخلصة اْذانا صاغية وعقولا مدركة ويقيناصادقا للعمل بها في معركتنا المصيرية مع الاْحتلال الجديد؟.. ذلك ما اْتمناه .. جزاء الله السيد وصحبه عنا خيرا...


فكرة ...ورجال
--------------
جسد الكاتب الكبير الراحل عبدالله الجابري بقلمه المبدع هذه التناوله بعد اْن اْستمع الى تلك الكلمة القيمة التي اْرتجلها السيد محمد علي الجفري في ذلك الحفل الجماهيري الجنوب صيف 1968م
----------------------------------------------------------------------
اْن وزن الرجل ..هو وزن فكرته .. وهناك في الذروة من كل مجتمع نماذج رفيعة من الرجال ..وطرز اْلمعية من الفكر ...واْحيانا (( تتحد الفكرة ..والرجل)) فتكونان سلوكا يوحي بالثقة ..وطريقا الى ((الاْستدلال )) على عناصر النضال ..والعدل في هذا الوجود ...
وواقع المشكلة القائمة في الجنوب العربي ...ان الرجال الذين يتولون الحكم هناك ..هم اْدنى بكثير من حدود اْمالنا ..وهم كذلك اقل كفاءة على ايحاء ((الثقة )) بعقائدهم ..اْو بسلوكهم .. وطابع العداوة القائم بيننا وبينهم ليس مبعثه الاْحتقار من لدنا لذواتهم .. اننا نعادي بصورة رئيسية ((مجموع القيم التي يرمزون اليها )) وجميع الشعارات السياسية الاْجتماعية التي تتلبس بها هذه القيم او تتنكر فيها ..
ان الحكم القائم في الجنوب العربي غير ((مقنع )).. لم نصل بعد حد الاْقتناع بالوزن الشخصي لرجاله ..ولابسلامة طواياهم .. ولاكذلك بالقيم التي يحرضوننا على اعتناقها .. واخيرا فاْننا نشهر عداوتنا لهم ... لاْن وجودهم الاْن في الحكم يشكل عدوانا على غاياتنا الاْساسية من الكفاح في سبيل ((الحرية ))..ليس اْدل على انهم دون حدود اْمالنا ..من اننا نكتشف كل يوم حوافز جديدة تدعونا للنضال ضدهم ..
اْين هو الوجه الحقيقي للجنوب العربي ؟.. انه لازال يتمثل في العناصر التي تقود الكفاح اليوم ضد حكم الاْقلية الماركسية العميلة ... فقد اْتيح لي مع حوالي ثلاثة اْلاف مستمع ان نصيخ السمع الى رجل من رجالات الجنوب ..يجسد حقا في بلاغته ..في صدق مشاعره.. في دقة استيعابه لماْساة شعبنا ..اْقول يجسد حقا الوجه الكريم الحق لشعب الجنوب العربي ..ويعبر في غير غلواء .. ولاتبجح عن الاْمال الضائعة لشعبنا .. ويحدد لنا السبيل السواء الذي يجب ان نسلكه كشعب .. ونحقق به عزتنا .. ونقضي على عناصر الفرقة ’ والشقاق القائمة بيننا .. من جراء المغالاة في تقدير الذات .. استمعت الى محمد علي الجفري في خطاب له بجدة كرسه للحديث عن الاْنطلاقة الثورية في الجنوب العربي ضد الحكم الملحد العميل ... وتجاوز فيه الرجل نفسه .. وحزبه.. وفكرته.. الى ((الوحدة الوطنية ))..باْعتبارها الجادة الصحيحة التي يتوجب على شعب الجنوب الاْوبة اليها .. واتخاذها قاعدة كفاحه .. ونقطة انطلاقه في النضال ضد الحكم الملحد العميل واسقاط كل مؤسساته العسكرية والمدنية ... وقبل مهرجان جدة لم اْشهد الجفري خطيبا قط .. وان كان يزاول علي تاْثيرا حتى اْني عندما تعرضت للرابطة ذات يوم لم اْجرؤ عليه .. لابل شهدت بما اسمعه عنه باْجماع الناس من صدق توجه الى الله .. ومن صدق ولاء لشعب الجنوب العربي ..فقد عاش الرجل منفيا احدعشر عاما من وطنه ..ولايزال .. والشعب في الجنوب يذكر ان بريطانيا نسفت داره بالديناميت .. ولعلها بعد ان نفته توهمت في الدار بعض خواص صاحبها ..اْو لعلها اْرادت ان تزيل اْخر اْثر يذكر الناس به .. ويدعوهم لتمثل دعوته ..او استحضار فكرته في الخاطر او صورته في الخيال ... ولازال الاْوصياء على تراث بريطانيا في الجنوب اليوم يقاتلون اْنفسهم .. ويصارعون الاْوهام في مضاجعهم بقصد التغلب على سلطان هذا الرجل .. واجتثاث دعوته من كل الضمائر المؤمنة بها .. المحتملة للاْذى في سبيل نصرتها .. ولن اعرض لبعض ماقال او كل ماقال في مهرجان جدة ..فقد تجدون شيئا منه في هذه الصحيفة .. ولكني ....
اعرض فقط ((انطباعي الشخصي)) باْن هذا الطراز الرفيع من الرجال لايكون نافذ الكلمة اْلا في طراز رفيع من الشعوب .. هذا البناء الخلقي الشامخ .. وهذا الوجدان العف النظيف وهذه الحكمة الناطقة الحية.. وهذه الروح المنصفة المتجاوزة لذاتها .. قد تكون طلائع ميلاد عظيم لشعب عظيم ..وقد تكون طعاما للاْضطهاد ضمن شعب ضائع الرشد ..فاقد للصواب من تاْثير التوجه الرخيص للشواغل الدنيوية الرخيصة .. وفي كل الحالات يظل محمد علي الجفري ((رجلا ..وفكرة )) ...صورة عظمى لنا في ضمير الغيب .. قد تكشف عنها الحجب اليوم.. وقد يكون ذلك غدا .. واْني لضنين بالكلمة في غير موضعها ضن ((شيلوك)) بماله في واجبه ..ولكن الرجل كان اْعظم من ان يكون تجاوز اْثره في نفسي ممكنا .. فقلت فيه ماجاد به الوجدان ((اللحز الشحيح)).. واْنها لكلمة قد تهدي الى السبيل الرجل ..وقد تفجر مكامن الخير في النفوس .. فتنهض لفتح الطريق اْمام شعبنا الحر ليخرج الى الناس خبئه ويطلق عبقريته ويدفع عجلة الاْندفاع العربي المسلم لاعلاء كلمة الله في الاْرض وصياغة المصير الواحد للاْمة العربية الواحدة ..
عبدالله الجابري
نقلا عن رسالة الجنوب العربي
العدد الثاني اكتوبر 1968م