العبد لله بو صالح
03-30-2015, 11:29 PM
طلعوا جبابرة عليك و ثاروا
و وقفت أنت ، و روحك الجبّار
عصفوا ببابك فاستبيح فلم يكن
إلاّ جهنّم هاجها الإعصار
حرب إذا ذكرت وقائع يومها
شاب الحديد ، لهولها ، و النّار
لو قيل أبطال العصور فمنهمو
لحمايتك الإعظام و الإكبار
أو عاد هومير و سحر غنائه
و رأى ملاحمهم و كيف تثار
و همو حماة مدينة محصورة
دكّت على حرّاسها الأسوار
نسي الذي غنّاه في طروادة
و شدا بهم ، و ترنّم القيثار
كم من أخيل فيهمو لكنّه
ردّ المغير به ، و فكّ حصار
لم تجر ملحمة بوصف كفاحه
لكن جرت بدمائه الأنهار
نادته من خلف الشّواطئ أمّة
هو عن حماها الذّائد المغوار
إن يسألو عنه ، ففارس حلبة
لم يخل من وثباته مضمار
أو يقرأوا تاريخه ، فصحيفة
إمضاؤه فيها على و فخار
أو يبحثوا عن قبره ، فمكانه
فيما تعرّي الرّياح و الأمطار
هو مهجة فنيت بأرض معادها
ليتّم غرس أو يطيب ثمار
هو موجة ذابت ببحر وجودها
كيما يثور بروحها التيار
في شاطئ وقف العدوّ إزاءه
يبغي العبور و دونه أشبار
ما زال يدفع عنه كلّ كتيبة
حتّى تلاشى الجحفل الجرّار
و هوى و في شفتيه بسمة ظافر
أودى ، و تمّ يكلّل مفرقيه الغار
يا ربّة الأبطال لا هان الحمى
و سلمت أنت و قومك الأحرار
أ أقول أبناء الوغى أم جنّة ؟
و أقول آلهة أم الأقدار ! ؟
يستنقذونك من براثن كاسر
ماجت به الآجام و الأغوار
متربّص السّطوات تختبئ الرّبى
و تفرّ من طرقاته الأشجار
قهر الطبيعة صيفها و شتاءها
حتّى أتاه شتاؤك القّهار
مجد المدائن و القرى ! إنّ الذي
أبدعته ، فيه العقول تحار
عجبا أأنت مدينة مسحورة
أم عالم حاطت به الأسرار ! ؟
طرق محيّرة على قدم العدوّ كأنّما
من زئبق صيغت بها الأحجار
ة منازل مشبوبة ، و كأنّها
للجنّ في وادي اللّظى أوكار
و ترى زبانية الجحيم ببابها
ضاقت بهم غرف ، و ناء جدار
يتصارعون بأذرع مخضوبة
و السّقف فوق رؤوسهم ينهار
يتنازعون بها الطّباق خرائبا
دميت على أنقاضها الأظفار
ما زلت صامدة لهم حتّى إذا
سهت العقول ، و زاغت الأبصار
و تقبّض المستقتلون ، و عربدت
أيدي الرّماة ، و عرّد البتّار
و تقوّض الحصن المنيع و لم يكن
إلاّ جدار يحتويه دمار
و قسا عليك المرجفون و حدّثوا
أن ليس تمضي ليلة و نهار
أطبقت كالنّسر المحلّق ، ما لهم
منه و لا من مخلبيه فرار
و تفرّستك قلوبهم فترنّحوا
رعبا ، و أنت الخمر و الخّمار
و خبت مدافعهم و ذاب حديدهم
و الثّلج يعجب و اللّظى موّار
و وقفت أنت ، و روحك الجبّار
عصفوا ببابك فاستبيح فلم يكن
إلاّ جهنّم هاجها الإعصار
حرب إذا ذكرت وقائع يومها
شاب الحديد ، لهولها ، و النّار
لو قيل أبطال العصور فمنهمو
لحمايتك الإعظام و الإكبار
أو عاد هومير و سحر غنائه
و رأى ملاحمهم و كيف تثار
و همو حماة مدينة محصورة
دكّت على حرّاسها الأسوار
نسي الذي غنّاه في طروادة
و شدا بهم ، و ترنّم القيثار
كم من أخيل فيهمو لكنّه
ردّ المغير به ، و فكّ حصار
لم تجر ملحمة بوصف كفاحه
لكن جرت بدمائه الأنهار
نادته من خلف الشّواطئ أمّة
هو عن حماها الذّائد المغوار
إن يسألو عنه ، ففارس حلبة
لم يخل من وثباته مضمار
أو يقرأوا تاريخه ، فصحيفة
إمضاؤه فيها على و فخار
أو يبحثوا عن قبره ، فمكانه
فيما تعرّي الرّياح و الأمطار
هو مهجة فنيت بأرض معادها
ليتّم غرس أو يطيب ثمار
هو موجة ذابت ببحر وجودها
كيما يثور بروحها التيار
في شاطئ وقف العدوّ إزاءه
يبغي العبور و دونه أشبار
ما زال يدفع عنه كلّ كتيبة
حتّى تلاشى الجحفل الجرّار
و هوى و في شفتيه بسمة ظافر
أودى ، و تمّ يكلّل مفرقيه الغار
يا ربّة الأبطال لا هان الحمى
و سلمت أنت و قومك الأحرار
أ أقول أبناء الوغى أم جنّة ؟
و أقول آلهة أم الأقدار ! ؟
يستنقذونك من براثن كاسر
ماجت به الآجام و الأغوار
متربّص السّطوات تختبئ الرّبى
و تفرّ من طرقاته الأشجار
قهر الطبيعة صيفها و شتاءها
حتّى أتاه شتاؤك القّهار
مجد المدائن و القرى ! إنّ الذي
أبدعته ، فيه العقول تحار
عجبا أأنت مدينة مسحورة
أم عالم حاطت به الأسرار ! ؟
طرق محيّرة على قدم العدوّ كأنّما
من زئبق صيغت بها الأحجار
ة منازل مشبوبة ، و كأنّها
للجنّ في وادي اللّظى أوكار
و ترى زبانية الجحيم ببابها
ضاقت بهم غرف ، و ناء جدار
يتصارعون بأذرع مخضوبة
و السّقف فوق رؤوسهم ينهار
يتنازعون بها الطّباق خرائبا
دميت على أنقاضها الأظفار
ما زلت صامدة لهم حتّى إذا
سهت العقول ، و زاغت الأبصار
و تقبّض المستقتلون ، و عربدت
أيدي الرّماة ، و عرّد البتّار
و تقوّض الحصن المنيع و لم يكن
إلاّ جدار يحتويه دمار
و قسا عليك المرجفون و حدّثوا
أن ليس تمضي ليلة و نهار
أطبقت كالنّسر المحلّق ، ما لهم
منه و لا من مخلبيه فرار
و تفرّستك قلوبهم فترنّحوا
رعبا ، و أنت الخمر و الخّمار
و خبت مدافعهم و ذاب حديدهم
و الثّلج يعجب و اللّظى موّار