المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنون فنون


عويس القلنسي
03-31-2015, 01:26 PM
الجنون فنون

الجنون أحيانا قد يتجاوز مرحلة الجنون نفسه، بل قد يأتي بعض المجانين بما لم يأتِ الأوائل من أمثالهم من المجانين و السفهاء السابقين عليهم. و خاصة إذا كانوا هؤلاء المجانين يلبسون ثوب العقلاء و يتظاهرون بمظهرهم، فمن ينظر لتصرفات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يكتشف بسهولة و بدون عناء بأنه فعلا قد حقق هذه المقولة بكل جدارة و إقتدار من خلال جريه وراء النفس الأمارة بالسوء و تجلت فيه أشد صور الجنون و الجهل و الغباء المركب، الذي أختلط بالطمع و الجشع و الغدر و الخيانة و عض اليد التي أمتدت إليه بالخير و العون و المساعدة في أحلك المواقف و أصعب الظروف.
ـ فهو طماع أشر، لانه لم يقنع بما يربو على ثلاثة عقود من السلطة و أرقام خيالية من المليارات المنهوبة من أموال الشعب اليمني حتى عجزت الأمم المتحدة عن تقدير ثرواته التي تقدر بالمليارات من الدولارات، بينما ثلاثة أرباع الشعب اليمني يقتات من القمامة و الثلث الآخر مشرد في مجاهل الغربة.
ـ و هو أيضا غدار و خائن إلى أقصى درجات الخيانة بل حتى الخيانة نفسها تتبرأ منه و من أفعاله، لأنه مارس سلسلة من الخيانات و ختم هذه الخيانات بخيانة نفسه أيضا في آخر المطاف..
حيث غدر بالرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي مد له يد الوفاء و الحب و المشاركة و الوحدة و التعاون.. فغدر به شر غدر، و شرده و أستولى على بلاده و أستأثر بالسلطة لوحده بينما البيض عاش مشردا في غياهب اللجوء و التهجير.
ـ و كذلك غدر بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي راهن عليه و وقف إلى جانبه مواقف مشرفة حتى في أحلك الظروف، و حارب من أجله أهله و ذويه في عام 1994م، و ظل وفيا له حتى وهو مصاب تلك الإصابة القاتلة في مسجد النهدين، حيث أتى الحريق على معظم جسده، فعمل على إنقاذه وأسعافه للعلاج في المملكة العربية السعودية، و كان له الحارس الأمين لسلطته و سلطانه حتى عاد و تنازل عنها طوعا و بمحض إرادته مقابل الحصانة و المليارات التي أستحوذ عليها.
ـ ثم أكمل مسلسل الغدر مع دول الخليج و المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص التي عالجته و رممت جسده و أطرافه المعطوبة من جراء الإنفجار في مسجد النهدين، ثم وفرت له الحماية و الرعاية و العون و المساعدة في أحلك الظروف، و أخرجته من الأزمة كما تخرج الشعرة من العجين، سالما معافىً.

ـ ثم ختم هذا الرجل مسيرته الجنونية تلك السوء بسوء الخاتمة و هي الطامة الكبرى التي كانت القاضية عليه سياسيا و أخلاقيا و إنسانيا و على كافة المستويات، و قد كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير في حياته السياسية، عندما جلب على شعبه و وطنه ويلات هذه الحرب المدمرة، و ضحى بذلك بكل المكاسب التي لم يحلم بها أي طاغية في هذا العصر، عصر الثورات و سلطة الشعوب الحرة، و لم يحصل عليها أي حاكم عربي من الحكام الذين أسقطتهم ثورات الربيع العربي، حيث قتل القذافي و سجن أبنائه، و تبهدل حسني مبارك و ذاق السجون و المعتقلات هو أبنائه، و شرد بن علي في الأرض و هو مطلوب للمحاكمة و تنتظره السجون و المعتقلات بفارغ الصبر، و المصير نفسه ينتظر بشار الأسد و غيره من الحكام المغضوب عليهم من قبل شعوبهم و الحبل على الجرار..

أما الاخوة الحوثيون فلا شيئا لديهم يخسرونه أصلا، لأنهم قد كانوا يعيشون حياة الفقر و الإقصاء و التجهيل و الظلم الواقع عليهم في الماضي من حليفهم اليوم علي عبد الله صالح، عدوهم بالأمس، فهو ذاته من أضطهدهم و همشهم و فقرهم و حاصرهم و قاد ضدهم ستة حروب، و جعلهم فريسة سهلة للتشيع و التجنيد لخدمت أجندة خارجية، و ها هو اليوم يقودهم إلى التهلكة الحقيقية و الدمار و الفناء النهائي، و هي خاتمة المصائب التي توالت على هؤلاء القوم منذ زمن بعيد، لأنهم ساروا خلف أسوء و أغبى رجلين في اليمن في هذا العصر، و هما عبدالملك الحوثي، و علي عبدالله العفاشي.
عويس القلنسي

الفنار
03-31-2015, 01:58 PM
على ذكر الجنون وافتعاله وعلاجه
لدى اصحابنا موقع جميل ان دخلته عاقلا مضمون ان تغادره مجنونا
وان دخلته مجنون ضمنت ان تخرج منه عاقلا من جور ماترى هناك ان سمة مميزة للانظمة العربية الديكتاتورية

في امان الله