جنوبي الانتماء و الهوية
11-30-2016, 05:01 AM
يوماً من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى… بل صنعناه بأيدينا
لم يكن يوماً عادياً، ولا كأحد أيام الدهر السالفة، بل هو يوماً لن ينساه التأريخ الجنوبي والعربي، يوماً من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى… بل صنعناه بأيدينا .
انه يوم 30 نوفمبر 1967م، يوم الاستقلال العظيم وقيام الدولة الجنوبية المستقلة ” جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية “، والذي شكل نقطة فاصلة في التأريخ العربي أجمع، وأعاد روح الصمود والتحدي للشعوب العربية وانضمتها، التي انهارت عقب ” نكسة 67 ” أمام الكيان الصهيوني الإسرائيلي، الذي احتل خمس من الدول العربية في أيام .
لقد جاء استقلال الجنوب في 30 من نوفمبر، شبيه الوحي للدول العربية، وإيذانا لها بالصمود والتحدي، وعدم الاستسلام، لحركات الغزو والاستعمار الغربي. كما شكل داخلياً، نصراً مؤزراً، وميلاد لدولة جنوبية رزحت تحت الاستعمار الانجليزي ” 139 عاماً “، رفض شعبها الاستكانة منذ الوهلة الأولى للغزو في العام ” 1839م “، واستمر بكفاحه المتنوع، وتضحياته الجسام، من رجال حملوا ارواحهم على أكفهم، وجادوا بحياتهم فداءً للحرية والسيادة، والكرامة التي جُبل عليها الانسان الجنوبي، أينما وجد وفي أي زمان ومكان، فرفضوا الخنوع والاستسلام، لحكومة ” التاج ” والامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وخرج الشعب الجنوبي من براثنها منتصراً، ومن بين فكيها حاملاً تأريخ لأجيال قادمة ستظل تفخر به الى يوم الدين.
وقفة قصيرة :
في الساعة الثالثة عصر يوم 29 من نوفمبر 1967م كان المقدم البريطاني ” داي مورغان” يضع خطواته على سلم الطائرة البريطانية الجاثمة بمطار خور مكسر بعدن استعداداً لنقله مع زملائه إلى بلادهم.
كان” مورغان” هو آخر عسكري من جنود الاستعمار البريطاني الذي استعمر عدن ومناطق الجنوب.
ومع إطلالة اليوم التالي 30 نوفمبر 1967م كان العلم الوطني لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، يرتفع عالياً في عدن معلناً ميلاد عهد الاستقلال المجيد. وكان ذلك ثمرة نضال طويل خاضه شعب الجنوب على مدى 129 عاماً ضد المستعمر البريطاني، وتتوج بتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م التي شهدت أعظم البطولات والتضحيات وعمليات الفداء التي ما كان يمكن إلا أن تقود إلى جلاء المستعمر وبزوغ فجر التحرير والاستقلال.
مفاوضات حول الاستقلال وخلافات تسمية الدولة المستقلة :
قبيل الاستقلال، خاضت حركات التحرر الجنوبية، خلافات شديدة، حول التسمية للدولة الجنوبية التي سيعلن استقلالها في 30 نوفمبر 1967م، وطرحت العديد من الاراء والتسميات، والتي كان ابرزها والمتفق عليها بأنه سيكون ( جمهورية الجنوب العربي )، كما طرحت تسميات أخرى منها ( جمهورية عدن – جهورية حضرموت ) .
ووجد حينها، انقسام حاد، داخل الجبهة القومية، حول تسمية الدولة الجنوبية العربية المستقلة، ونتيجة للظرف التأريخي، كما يذكر مؤرخين جنوبيين، تم حسم الامور بعد نقاشات حادة، افضت الى توافق على تسمية الدولة الجنوبية ” ج ي ج ش ” .
ولكن نتيجة لوجود اذرع داخل حركات النضال التحرري الجنوبي، تتبع ” نظام دولة الجمهورية العربية اليمنية ” الشمالية، ونتيجة لتبني الجنوبيون فكرة ” القومية العربية ” والوحدة العربية المشتركة، كان الشماليون، قد استطاعوا العمل وفق هذه الفكرة، لتحويل اسم ” الجنوب العربي ” وربطه باليمن، في إطار خطة ” توحيد اليمن ” مستقبلاً، وهو ما جعل الأمر يسري على غير التسميات التي كان يريدها الثوار الجنوبيين، وذلك نتيجة ثقة ” الجنوبيين الثوار ” بزملاءهم من أبناء اليمن الشمالي، الذي ناضلوا وكانوا كمواطنين جنوبيين .
وبدأت خيوط استهداف الهوية الجنوبية العربية، للدولة المستقلة، منذ تسمية الحامل السياسي والعسكري، الذي تبنَّى العمل المسلح في الجنوب بـ “الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل “، وذلك عوضاً عن تسميته بـ ” الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي” والتي كانت تسمية الجبهة منذ انطلاقها، وهو ما يعني سلب هوية شعب الجنوب، لصالح هوية أخرى هي الهوية اليمنية.
قال السيد قحطان الشعبي في عبارة له : ” بأن الجبهة القومية تأمل في صداقة بين ( الجنوب العربي ) وبريطانيا، كدولتين مستقلتين، تحترم كل منهما الاخرى، واعتبر بريطانيا مسؤولة أدبياً واخلاقياً بتقديم المساعدة لبلاده، حيث أنها ظلت تحتل البلد لفترة طويلة وأن الجبهة القومية لا تتحمل أية مسؤولية وهي تريد أن ترى البلد متقدماً” . ( منقول من محضر مفاوضات جنيف المنشور في صحيفة 14 اكتوبر) .
ويقول الزعيم العربي ” جمال عبدالناصر” في احد خطاباته الشهيرة، ان العرب فخورين بتحرير ( الجنوب العربي ) من الاستعمار البريطاني، وهي التسمية التي كانت راسخة أنذاك ويعرف بها الجنوب، قبل ان يتم تغيير التسمية ضمن عمل ممنهج لإلحاقه بهوية اليمن الشمالية ” السياسية ” .
كما جرى الاعتداء على ” دولة اتحاد الجنوب العربي” ، باعتبارها واحدة من مكونات الهوية الجنوبية، واستبدالها أولاً بتسمية(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)، ومن ثم(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) .
وفدا التفاوض :
الوفد الجنوبي المفاوض مع وفد بريطانيا، تشكل من الاسماء التالية :
– قحطان محمد الشعبي – رئيساً
– سيف أحمد الضالعي – عضواً
– فيصل عبداللطيف – عضواً
– عبدالفتاح إسماعيل – عضواً
– خالد محمد عبدالعزيز – عضواً.
– عبدالله صالح عولقي – عضواً.
– محمد أحمد البيشي – عضواً.
والمستشارون هم:
– محمد أحمد السياري – مستشاراً.
– حسين مسلم المنهالي – مستشاراً.
– د. محمد عمر المحبشي – مستشاراً.
– محمد أحمد عقبة – مستشاراً.
– أبوبكر سالم القطي – مستشاراً.
– محمود سعيد مدحي – مستشاراً.
– عادل محفوظ خليفة – مستشاراً.
– أحمد علي مسعد – مستشاراً.
– عبدالله علي عقبة – مترجماً.
– ملكة عبدالإله أحمد – طباعة.
الوفد البريطاني . وتألف من التالية اسماءهم :
– لورد شاكلتون – رئيساً.
– آر. دبليو جي هوبر – عضواً.
– دي .جي . مكارثي – عضواً.
– إن سي تي جي جريبون – عضواً.
– آي جي ديلتون – عضواً
– ايه كامبل – عضواً.
– ايه آر رنشفورد – عضواً.
– بي بي هول – عضواً.
– آر آو ما يلز – عضواً.
– آر جرايمز – عضواً.
– جي سي لورانس – عضواً.
– جي دي كولينز – طباعة.
– بي إل كروي – سكرتيراً.
– تي سي إف تود – مترجماً.
– اتش.. إف .. إف .. فورستر – مترجماً.
– هارولد بيللي .. سفير بريطانيا بالقاهرة «انظم للوفد لاحقاً”.
وثيقة استقلال ” جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ” :
حصل الجنوب، على استقلاله من الاستعمار البريطاني باعتراف رسمي ودولي، واتفاقيات موقعه بين الجانبين .
وجاء الاستقلال الجنوبي، نتيجة لكفاح طويل ومرير، وصمود أسطوري للشعب الجنوب، في مقاومة الاستعمار، حيث لم يعر ثوار حركة التحرر الوطني الجنوبي اهتماماً كبيراً بمناورات المستعمر البريطاني، واستمروا في النضال الضغط الشعبي، وتصاعدت الثورة المسلحة والعمليات الفدائية ضد عناصره، بالتزامن مع مظاهرات شعبية عارمة خرجت بكثافة لمناهضة الوجود الاستعماري. وحينها اتضح للجميع، بما فيهم السلطات الاستعمارية وبعثة الأمم المتحدة التي تشكلت عام بداية عام 67، أنه لا مفر من الانسحاب البريطاني من الجنوب العربي، وإعلان قيام دولته المستقلة .
ونصت الاتفاقية بين الجنوب العربي وبريطانيا ، وننشر هنا أتفاقية الاستقلال من الاستعمار البريطاني التي وقعها الرئيس الشهيد / قحطان محمد الشعبي وسميت اتفاقية ” جنيف ” الموقعة في ظهيرة 29نوفمبر1967 وتضمنت الموضوعات التي اتفق عليها وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.
وفيما يلي نصوصها :
وثيقة استقلال ( جمهورية الجنوب العربي )
– 1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.
2 ) – تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.
– 3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
4 ) – سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.
5 ) – تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.
6 ) – لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.
7 ) – كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.
– 8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب … الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.
– 9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.
– 10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.
11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.
12 ) – كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.
– 13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.
– 14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.
– 15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.
– 16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
– 17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
وقع عن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل :
/ قحطان محمد الشعبي
وقع عـن المملكة المتحدة :
/ لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.
/ هارولد بيلي ـ عضو الوفد
المرسوم الجمهوري (الأول) :
كان أول مرسوم جمهوري اصدره رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي بعد تعيينه بموجب القرار الثاني للقيادة العامة للجبهة القومية كرئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في يوم الاستقلال 30نوفمبر تشرين الثاني 1967م وايضاً بموجب التكليف له في نفس القرار هو مرسوم تشكيل الحكومة وفيما يلي نصه:
أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية مايلي:
(1)
أعين التالية اسماؤهم وزراء في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية :
صورة-لحكومة-الجنوب-بعد-الاستقلال
صورة-لحكومة-الجنوب-بعد-الاستقلال
السيد : سيف احمد الضالعي وزيراً للخارجية
السيد : علي سالم البيض وزيراً للدفاع
السيد : محمد علي هيثم وزيراً للداخلية والصحة بالوكالة
السيد : محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية
السيد :عبدالفتاح اسماعيل وزيراً للثقافة والارشاد وشؤون الوحدة اليمنية
السيد :فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط
السيد : عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والاوقاف
السيد : فيصل بن شملان وزيراً للاشغال والمواصلات
السيد :محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم
السيد : عبدالملك اسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية
السيد : سعيد عمر عكبري وزيراً للادارة المحلية ووزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي بالوكالة.
(2)
يعمل بهذا المرسوم من حين صدوره
(3)
ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية
صادر في 28شعبان 1387هـ
الموافق 30 نوفمبر1967م
توقيع قحطان الشعبي
مقتطفات من اعلان الاستقلال الذي القاه الرئيس قحطان الشعبي :
في المهرجان الجماهيري الضخم الذي أقيم بعدن في مساء يوم الإستقلال30نوفمبر1967 ووسط هتافات شقـَّت عنان السماء وقف الرئيس قحطان الشعبي ليلقي على عشرات الآلاف من أبناء الشعب ومئات من العاملين بالصحافة الأجنبية قدموا إلى عدن لتغطية حدث الاستقلال الوطني لجنوب اليمن، بيان إعلان الاستقلال رسمياً . وهذه مقتطفات منه :
أعلنُ أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فأنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان سنة 1378 الموافق 30 نوفمبر 1967 أعلنُ مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً .
ان هذه الدولة تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية, وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايته والسهر على رعاياها الذين في المهجر.
كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون.
تـعلن أنها قرّرَت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.
تؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة.
كما أنها تلتزم مع الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي التي ما زالت تحت الحكم الأجنبي.
تؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها.
أن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري إلى الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.
تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.
أن الجمهورية تقدِّر دور الأمم المتحدة الفعّال لمساندة نضال شعبنا في الجنوب اليمني ودعمها له في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون دولة شعبية تقدمية.
كما تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.
تواريخ من الاستقلال :
في 19 أغسطس 1963م أعلن عن قيام الجبهة القومية التي رفعت شعار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ومهرت إعلانها بتوقيع سبعة تنظيمات هي: حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية، والجبهة الوطنية، والمنظمة الثورية، والتشكيل السري للضباط الأحرار، وجمعية الإصلاح اليافعي، وتشكيل القبائل.
في 14 اكتوبر 1963م انطلقت شرارة الثورة الحاسمة ضد الاستعمار من جبال ردفان وبمشاركة عدد كبير من رجال القبائل بدأ زحف الثورة المسلحة إلى بقية أنحاء ومناطق الجنوب العربي المحتل .
في ديسمبر 1963م، اعلن عن مؤتمر دستوري يعقد في لندن بين بريطانيا واشخصيات جنوبية لبحث الوضع في الجنوب، لكن ذلك المؤتمر تأجل بسبب قيام المناضل ” خليفة عبدالله حسن ” بعملية بطولية جسورة عندما فجر قنبلة في مطار عدن قتل بواسطتها مسؤولاً انجليزياً وجرح 53 آخرين كانوا جميعاً في طريقهم لحضور المؤتمر، وانعقد بعد ذلك في 1964م- ولكن لم ينجح في الخروج بأي حل يوقف أعمال الثورة.
في بداية 1964م كانت مساحة المعركة تتسع بين الثوار الجنوبيين وقوات الاستعمار البريطاني، وكان التلاحم يزداد قوة بين الثوار وتضاعفت اعدادهم بفعل الحشد الشعبي والتعبئة العامة .
في مايو ويونيو من عام 1964م، نجح الثوار ادخال اسلحة ضخمة إلى عدن لينتقل الكفاح بعد ذلك إلى أنحاء المدينة ويكون قادة ورموز الحكومة الاستعمارية ومصالحها عرضة لخطط وهجمات الثوار وأعمالهم الفدائية الباسلة.
في 2 مارس 1965م طالبت السلطات البريطانية بعقد مؤتمر دستوري جديد باشتراك ممثلي الأحزاب السياسية الجنوبية غير المشاركة في الكفاح المسلح.
بتاريخ15 مارس 1965 أوصى المجلس الأعلى لاتحاد الجنوب العربي في مذكرة له، بمنع التحاق أبناء دولة اليمن الشمالي، بجيش الجنوب العربي، بعد تغيير اسمه السابق من ” جيش محمية عدن – الليوي ” ومن ثم ” جيش الاتحاد النضامي” .
في 6 يونيو 1965 أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ، عقب عمليات فدائية اغتيل وأصيب ضمنها رئيس مجلس عدن التشريعي، ومدير سجن عدن، وكبير مفتشي الشرطة، وعدد آخر من ضباط البوليس والمخابرات الانجليز.
في أكتوبر 65، وصل عدد المعتقلين السياسيين الجنوبيين إلى 1500 شخص، فيما بلغ مجموع العمليات الفدائية ضد عناصر الاحتلال في عدن ( 286 عملية) سقط من جرائها ( 239 شخصاً) وكانت قنابل الفدائيين تُقذف إلى داخل ثكنات ونوادي الضباط ومطاعم جيش المحتلين و”النظام الاتحادي”.
في 5 نوفمبر 1965م اتخذت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة القرار رقم ( 2023) الذي أكد حق الشعب في الجنوب العربي في تقرير المصير، وندد بمحاولات انجلترا إقامة نظام في المنطقة لا يمثل الشعب، وسعيها للإبقاء على القاعدة الحربية، وطالب بإلغاء حالة الطوارئ وسائر القوانين التعسفية.
وفي ديسمبر 1965 انعقد اجتماع تمهيدي بلندن في وشارك فيه حكام الولايات الموالون لبريطانيا، والساسة العدنيون، وقادة حزب الشعب الاشتراكي، ورابطة أبناء الجنوب العربي، وتم الاتفاق على تشكيل دولة جنوبية موحدة تسمى ” الجنوب العربي ” واستئجار القاعدة الحربية البريطانية في عدن بعد نيل الاستقلال لاستغلالها في أعمال التنمية، لكن الجبهة القومية المقاتلة رفضت المؤتمر المزمع عقده، وطالبت بتطبيق قرارات الأمم المتحدة حول منح الاستقلال لدولة الجنوب وتصفية القواعد الحربية من أرضه. وتسبب هذا الموقف القوي للجبهة اليمنية مع معطيات عديدة أخرى في فشل انعقاد المؤتمر الدستوري الثاني..
في 1966م – حصل الثوار على مدافع هاون وتم تسربهم إلى صفوف ضباط الشرطة، وتصاعد الإضرابات والعمليات الفدائية والمظاهرات الشعبية
في أواخر 1966م وبداية عام 1967م دخل النضال الوطني التحرري مرحلته الحاسمة واشتد النشاط العسكري ضد القوات الاستعمارية، بالتزامن مع استمرار الجهود الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة وفي عدن ولندن والقاهرة من قبل بعثة الأمم المتحدة لوضع قراراتها حيز التنفيذ.
بداية فبراير 1967م، أبدت حكومة بريطانيا مقترحاتها للبعثة الأممية بإنهاء السيادة البريطانية على عدن، ولكنها احتفظت في الوقت نفسه بهامش مناوراتها فاقترحت أن تتولى حكومة الجنوب العربي المسؤولية عن الشؤون الداخلية والخارجية والدفاع. فقوبل طلبها بالرفض من المقاومة الجنوبية .
في منتصف فبراير 67 انعقدت اجتماعات ولقاءات بين قيادة الجبهة القومية وأفراد البعثة الدولية، ولقاءات أخرى مع البعثة مع السلطات البريطانية تمخضت عن الإعلان بأن يكون يوم ( 9 من يناير 1968م ) هو موعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.
في 25 فبراير 1967م أعلن أمين عام الأمم المتحدة آنذاك “بوثانة” تعيين بعثة خاصة من الأمم المتحدة برئاسة مندوب فنزويلا الدائم لبحث مسألة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باستقلال اليمن.
في 17 مارس 1967م نائب الوزير البريطاني للشؤون الخارجية «طومسون» ناقلاً مقترحات حكومته بمنح الاستقلال في نوفمبر 1967م.
28 مارس 1967 قرر المجلس الأعلى للاتحاد الجنوبي دمج “الحرس الاتحادي الأول” بـ “جيش الاتحاد النظامي” – والذي انظم في يوليو 1967، بانحيازه الكامل والعلني لقيادة ثورة 14 أكتوبر المسلحة،
في ابريل 1967م تزايدت هجمات الثوار على عناصر وقوى الاستعمار. وخاض الثوار في الشهور التالية معارك ضارية بهدف تحرير منطقتي الشيخ عثمان وكريتر في عدن.
في 16 مايو 67 اقترح وزير خارجية بريطانيا أنذاك شاكلتون” إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وحينها كانت قوات الاحتلال قد تكبدت خسائر فادحة في كريتر التي سيطر عليها الثوار منذ منتصف 1967م، واتسعت العمليات الفدائية في عدن، وسيطر الثوار على إمارة الضالع ثم الشعيب والشيخ عثمان والمفلحي ولحج ودثينة في أغسطس، كما احكموا قبضتهم على العواذل وزنجبار أبين ويافع السفلى، واستمروا في تحرير بقية المناطق المحتلة.
في 20 مايو 67 اعلنت الجبهة القومية أن فصائلها استأنفت القتال في سبيل الاستيلاء على السلطة في حضرموت، ثم جاءت بعد ذلك نقطة حاسمة في تاريخ النضال التحرري ذلك الوقت عندما أعلنت الشرطة المسلحة في كريتر تمردها على سلطات الاحتلال .
من 20 يونيو – يوليو67م، تمردت قوات الشرطة في معسكر البوليس المسلح وانحياز منتسبيه إلى جانب الثورة والفدائيين، فامتد التمرد إلى ثلاثة معسكرات أخرى هي: معسكر ليك (لاحقاً، معسكر الشهيد عبد القوي)، معسكر شامبيون (لاحقاً ،معسكر النصر) و”معسكر الشعب” .
في 8 نوفمبر 67 طلبت الجبهة القومية من الحكومة البريطانية بدء مفاوضات مباشرة معها حول تسليمها السلطة، وأعلنت تمهيداً لذلك وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من تأريخه .
في 9 نوفمبر 67 أعلنت أن القوات البريطانية أنها ستغادر عدن في 30 نوفمبر 1967م.
في 10 نوفمبر 67 صدر أول عدد من الجريدة الرسمية باسم الجبهة القومية، ضمنته عدة قرارات من قيادتها العامة تؤكد من خلالها تولي السلطة فعلياً، قبل أن تتسلمها رسمياً من بريطانيا.
في 11 نوفمبر قام سيف الضالعي، عضو القيادة العامة للجبهة القومية بإبلاغ وزير الخارجية – عن طريق المندوب السامي – أن الجبهة القومية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب تتولى السلطة الفعلية في الجنوب، وأنها قامت بتشيكل وفد عهدت إليه بمهمة التفاوض مع بريطانيا ونقل السلطة السياسية إليها.
في 12 نوفمبر 67 م بدء المفاوضات في جنيف بين الوفد اليمني الجنوبي برئاسة قحطان الشعبي والبريطاني برئاسة لورد شاكلتون.
من 21 – 27 نوفمبر67، انعقدت المفاوضات في جنيف ، وجرى في أعقابها إلغاء حالة الطوارئ المفروضة منذ 1963م وإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين السياسيين الجنوبيين .
29 نوفمبر 67 غادرت آخر دفعة من جنود الاحتلال من خور مكسر إلى بريطانيا
صبيحة يوم 30 نوفمبر 67م يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م ارتفع علم دولة الجنوب المستقلة ” جمهورية اليمن الجنوبية ” في العاصمة عدن .. إيذانا ببداية عصر جديد، لدولة وشعب الجنوب الذي حقق اعظم نصر وصنع استقلال وطني لدولته الجنوبية في وقت كانت الدول العربية متضعضعة ومنكسرة امام الاحتلال الاسرائيلي الذي هزم خمس من الدول العربية في ” نكسة 67م ” .
في11 ديسمبر 1967، تمت مصادرة أراضي الرموز الإقطاعية و عملاء الإنجليز وتم تقسيم الدولة لست محافظات، كان هدف التحرك إنهاء المظاهر القبلية في الدولة وتجاهل الحدود القبلية بين المشيخات والسلطنات .
وبعد الاستقلال الوطني لجمهورية الجنوب ” اليمن الجنوبية ” ألغيت التقسيمات القديمة التي استحدثها البريطانيون وقسمت الدولة إلى ست محافظات مقسمة إلى مديريات وأعطي لكل منها رقم وذلك من عام 1967 وحتى 1978. فكانت كالتالي :
المحافظة الأولى : عدن (العاصمة) ، وضواحيها : المعلا ، التواهي ، الشيخ عثمان والبريقة ، عمران ، رأس العارة ، دار سعد ، العماد ، جزيرة سقطرى .
المحافظة الثانية : لحج ، الصبيحة ، الحواشب ، الضالع ، ردفان ، الشعيب .
المحافظة الثالثة : أبين ، أحور ، دثينة ، العواذل ، يافع .
المحافظة الرابعة : بيحان ، بير علي ، شبوة ، عربة العوالق ، وادي جردان ، وادي عزان ، حبان ، وادي ميفعة .
المحافظة الخامسة : وادي دوعن ، وادي حجر ، وادي المسيلة ، وادي حضرموت ، الكرب ، الصيعر ، المناهيل ، الشحر .
المحافظة السادسة : المهرة .
ثم استبدلت في 1979 بأسماء عربية كالتالي : محافظة عدن ، محافظة لحج ، محافظة أبين ، محافظة شبوة ، محافظة حضرموت ، محافظة المهرة ، وقد ألحق الضالع بمحافظة لحج ، كما ألحقت بيحان بشبوة ، والعوالق بأبين . أما بعد الوحدة اليمنية 1990 ، فقد سميت الناحية ب”المديرية” وعاملها بمدير المديرية .
الهوامش :
أرشيف 14 اكتوبر
مواقع وثائقية
ويكبيديا
يافع نيوز
.
.
#موعدنا_عدن .. #ساحة_العروض
لم يكن يوماً عادياً، ولا كأحد أيام الدهر السالفة، بل هو يوماً لن ينساه التأريخ الجنوبي والعربي، يوماً من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى… بل صنعناه بأيدينا .
انه يوم 30 نوفمبر 1967م، يوم الاستقلال العظيم وقيام الدولة الجنوبية المستقلة ” جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية “، والذي شكل نقطة فاصلة في التأريخ العربي أجمع، وأعاد روح الصمود والتحدي للشعوب العربية وانضمتها، التي انهارت عقب ” نكسة 67 ” أمام الكيان الصهيوني الإسرائيلي، الذي احتل خمس من الدول العربية في أيام .
لقد جاء استقلال الجنوب في 30 من نوفمبر، شبيه الوحي للدول العربية، وإيذانا لها بالصمود والتحدي، وعدم الاستسلام، لحركات الغزو والاستعمار الغربي. كما شكل داخلياً، نصراً مؤزراً، وميلاد لدولة جنوبية رزحت تحت الاستعمار الانجليزي ” 139 عاماً “، رفض شعبها الاستكانة منذ الوهلة الأولى للغزو في العام ” 1839م “، واستمر بكفاحه المتنوع، وتضحياته الجسام، من رجال حملوا ارواحهم على أكفهم، وجادوا بحياتهم فداءً للحرية والسيادة، والكرامة التي جُبل عليها الانسان الجنوبي، أينما وجد وفي أي زمان ومكان، فرفضوا الخنوع والاستسلام، لحكومة ” التاج ” والامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وخرج الشعب الجنوبي من براثنها منتصراً، ومن بين فكيها حاملاً تأريخ لأجيال قادمة ستظل تفخر به الى يوم الدين.
وقفة قصيرة :
في الساعة الثالثة عصر يوم 29 من نوفمبر 1967م كان المقدم البريطاني ” داي مورغان” يضع خطواته على سلم الطائرة البريطانية الجاثمة بمطار خور مكسر بعدن استعداداً لنقله مع زملائه إلى بلادهم.
كان” مورغان” هو آخر عسكري من جنود الاستعمار البريطاني الذي استعمر عدن ومناطق الجنوب.
ومع إطلالة اليوم التالي 30 نوفمبر 1967م كان العلم الوطني لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، يرتفع عالياً في عدن معلناً ميلاد عهد الاستقلال المجيد. وكان ذلك ثمرة نضال طويل خاضه شعب الجنوب على مدى 129 عاماً ضد المستعمر البريطاني، وتتوج بتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م التي شهدت أعظم البطولات والتضحيات وعمليات الفداء التي ما كان يمكن إلا أن تقود إلى جلاء المستعمر وبزوغ فجر التحرير والاستقلال.
مفاوضات حول الاستقلال وخلافات تسمية الدولة المستقلة :
قبيل الاستقلال، خاضت حركات التحرر الجنوبية، خلافات شديدة، حول التسمية للدولة الجنوبية التي سيعلن استقلالها في 30 نوفمبر 1967م، وطرحت العديد من الاراء والتسميات، والتي كان ابرزها والمتفق عليها بأنه سيكون ( جمهورية الجنوب العربي )، كما طرحت تسميات أخرى منها ( جمهورية عدن – جهورية حضرموت ) .
ووجد حينها، انقسام حاد، داخل الجبهة القومية، حول تسمية الدولة الجنوبية العربية المستقلة، ونتيجة للظرف التأريخي، كما يذكر مؤرخين جنوبيين، تم حسم الامور بعد نقاشات حادة، افضت الى توافق على تسمية الدولة الجنوبية ” ج ي ج ش ” .
ولكن نتيجة لوجود اذرع داخل حركات النضال التحرري الجنوبي، تتبع ” نظام دولة الجمهورية العربية اليمنية ” الشمالية، ونتيجة لتبني الجنوبيون فكرة ” القومية العربية ” والوحدة العربية المشتركة، كان الشماليون، قد استطاعوا العمل وفق هذه الفكرة، لتحويل اسم ” الجنوب العربي ” وربطه باليمن، في إطار خطة ” توحيد اليمن ” مستقبلاً، وهو ما جعل الأمر يسري على غير التسميات التي كان يريدها الثوار الجنوبيين، وذلك نتيجة ثقة ” الجنوبيين الثوار ” بزملاءهم من أبناء اليمن الشمالي، الذي ناضلوا وكانوا كمواطنين جنوبيين .
وبدأت خيوط استهداف الهوية الجنوبية العربية، للدولة المستقلة، منذ تسمية الحامل السياسي والعسكري، الذي تبنَّى العمل المسلح في الجنوب بـ “الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل “، وذلك عوضاً عن تسميته بـ ” الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي” والتي كانت تسمية الجبهة منذ انطلاقها، وهو ما يعني سلب هوية شعب الجنوب، لصالح هوية أخرى هي الهوية اليمنية.
قال السيد قحطان الشعبي في عبارة له : ” بأن الجبهة القومية تأمل في صداقة بين ( الجنوب العربي ) وبريطانيا، كدولتين مستقلتين، تحترم كل منهما الاخرى، واعتبر بريطانيا مسؤولة أدبياً واخلاقياً بتقديم المساعدة لبلاده، حيث أنها ظلت تحتل البلد لفترة طويلة وأن الجبهة القومية لا تتحمل أية مسؤولية وهي تريد أن ترى البلد متقدماً” . ( منقول من محضر مفاوضات جنيف المنشور في صحيفة 14 اكتوبر) .
ويقول الزعيم العربي ” جمال عبدالناصر” في احد خطاباته الشهيرة، ان العرب فخورين بتحرير ( الجنوب العربي ) من الاستعمار البريطاني، وهي التسمية التي كانت راسخة أنذاك ويعرف بها الجنوب، قبل ان يتم تغيير التسمية ضمن عمل ممنهج لإلحاقه بهوية اليمن الشمالية ” السياسية ” .
كما جرى الاعتداء على ” دولة اتحاد الجنوب العربي” ، باعتبارها واحدة من مكونات الهوية الجنوبية، واستبدالها أولاً بتسمية(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)، ومن ثم(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) .
وفدا التفاوض :
الوفد الجنوبي المفاوض مع وفد بريطانيا، تشكل من الاسماء التالية :
– قحطان محمد الشعبي – رئيساً
– سيف أحمد الضالعي – عضواً
– فيصل عبداللطيف – عضواً
– عبدالفتاح إسماعيل – عضواً
– خالد محمد عبدالعزيز – عضواً.
– عبدالله صالح عولقي – عضواً.
– محمد أحمد البيشي – عضواً.
والمستشارون هم:
– محمد أحمد السياري – مستشاراً.
– حسين مسلم المنهالي – مستشاراً.
– د. محمد عمر المحبشي – مستشاراً.
– محمد أحمد عقبة – مستشاراً.
– أبوبكر سالم القطي – مستشاراً.
– محمود سعيد مدحي – مستشاراً.
– عادل محفوظ خليفة – مستشاراً.
– أحمد علي مسعد – مستشاراً.
– عبدالله علي عقبة – مترجماً.
– ملكة عبدالإله أحمد – طباعة.
الوفد البريطاني . وتألف من التالية اسماءهم :
– لورد شاكلتون – رئيساً.
– آر. دبليو جي هوبر – عضواً.
– دي .جي . مكارثي – عضواً.
– إن سي تي جي جريبون – عضواً.
– آي جي ديلتون – عضواً
– ايه كامبل – عضواً.
– ايه آر رنشفورد – عضواً.
– بي بي هول – عضواً.
– آر آو ما يلز – عضواً.
– آر جرايمز – عضواً.
– جي سي لورانس – عضواً.
– جي دي كولينز – طباعة.
– بي إل كروي – سكرتيراً.
– تي سي إف تود – مترجماً.
– اتش.. إف .. إف .. فورستر – مترجماً.
– هارولد بيللي .. سفير بريطانيا بالقاهرة «انظم للوفد لاحقاً”.
وثيقة استقلال ” جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ” :
حصل الجنوب، على استقلاله من الاستعمار البريطاني باعتراف رسمي ودولي، واتفاقيات موقعه بين الجانبين .
وجاء الاستقلال الجنوبي، نتيجة لكفاح طويل ومرير، وصمود أسطوري للشعب الجنوب، في مقاومة الاستعمار، حيث لم يعر ثوار حركة التحرر الوطني الجنوبي اهتماماً كبيراً بمناورات المستعمر البريطاني، واستمروا في النضال الضغط الشعبي، وتصاعدت الثورة المسلحة والعمليات الفدائية ضد عناصره، بالتزامن مع مظاهرات شعبية عارمة خرجت بكثافة لمناهضة الوجود الاستعماري. وحينها اتضح للجميع، بما فيهم السلطات الاستعمارية وبعثة الأمم المتحدة التي تشكلت عام بداية عام 67، أنه لا مفر من الانسحاب البريطاني من الجنوب العربي، وإعلان قيام دولته المستقلة .
ونصت الاتفاقية بين الجنوب العربي وبريطانيا ، وننشر هنا أتفاقية الاستقلال من الاستعمار البريطاني التي وقعها الرئيس الشهيد / قحطان محمد الشعبي وسميت اتفاقية ” جنيف ” الموقعة في ظهيرة 29نوفمبر1967 وتضمنت الموضوعات التي اتفق عليها وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.
وفيما يلي نصوصها :
وثيقة استقلال ( جمهورية الجنوب العربي )
– 1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.
2 ) – تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.
– 3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
4 ) – سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.
5 ) – تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.
6 ) – لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.
7 ) – كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.
– 8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب … الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.
– 9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.
– 10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.
11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.
12 ) – كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.
– 13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.
– 14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.
– 15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.
– 16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
– 17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
وقع عن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل :
/ قحطان محمد الشعبي
وقع عـن المملكة المتحدة :
/ لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.
/ هارولد بيلي ـ عضو الوفد
المرسوم الجمهوري (الأول) :
كان أول مرسوم جمهوري اصدره رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي بعد تعيينه بموجب القرار الثاني للقيادة العامة للجبهة القومية كرئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في يوم الاستقلال 30نوفمبر تشرين الثاني 1967م وايضاً بموجب التكليف له في نفس القرار هو مرسوم تشكيل الحكومة وفيما يلي نصه:
أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية مايلي:
(1)
أعين التالية اسماؤهم وزراء في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية :
صورة-لحكومة-الجنوب-بعد-الاستقلال
صورة-لحكومة-الجنوب-بعد-الاستقلال
السيد : سيف احمد الضالعي وزيراً للخارجية
السيد : علي سالم البيض وزيراً للدفاع
السيد : محمد علي هيثم وزيراً للداخلية والصحة بالوكالة
السيد : محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية
السيد :عبدالفتاح اسماعيل وزيراً للثقافة والارشاد وشؤون الوحدة اليمنية
السيد :فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط
السيد : عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والاوقاف
السيد : فيصل بن شملان وزيراً للاشغال والمواصلات
السيد :محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم
السيد : عبدالملك اسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية
السيد : سعيد عمر عكبري وزيراً للادارة المحلية ووزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي بالوكالة.
(2)
يعمل بهذا المرسوم من حين صدوره
(3)
ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية
صادر في 28شعبان 1387هـ
الموافق 30 نوفمبر1967م
توقيع قحطان الشعبي
مقتطفات من اعلان الاستقلال الذي القاه الرئيس قحطان الشعبي :
في المهرجان الجماهيري الضخم الذي أقيم بعدن في مساء يوم الإستقلال30نوفمبر1967 ووسط هتافات شقـَّت عنان السماء وقف الرئيس قحطان الشعبي ليلقي على عشرات الآلاف من أبناء الشعب ومئات من العاملين بالصحافة الأجنبية قدموا إلى عدن لتغطية حدث الاستقلال الوطني لجنوب اليمن، بيان إعلان الاستقلال رسمياً . وهذه مقتطفات منه :
أعلنُ أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فأنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان سنة 1378 الموافق 30 نوفمبر 1967 أعلنُ مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً .
ان هذه الدولة تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية, وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايته والسهر على رعاياها الذين في المهجر.
كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون.
تـعلن أنها قرّرَت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.
تؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة.
كما أنها تلتزم مع الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي التي ما زالت تحت الحكم الأجنبي.
تؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها.
أن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري إلى الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.
تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.
أن الجمهورية تقدِّر دور الأمم المتحدة الفعّال لمساندة نضال شعبنا في الجنوب اليمني ودعمها له في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون دولة شعبية تقدمية.
كما تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.
تواريخ من الاستقلال :
في 19 أغسطس 1963م أعلن عن قيام الجبهة القومية التي رفعت شعار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ومهرت إعلانها بتوقيع سبعة تنظيمات هي: حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية، والجبهة الوطنية، والمنظمة الثورية، والتشكيل السري للضباط الأحرار، وجمعية الإصلاح اليافعي، وتشكيل القبائل.
في 14 اكتوبر 1963م انطلقت شرارة الثورة الحاسمة ضد الاستعمار من جبال ردفان وبمشاركة عدد كبير من رجال القبائل بدأ زحف الثورة المسلحة إلى بقية أنحاء ومناطق الجنوب العربي المحتل .
في ديسمبر 1963م، اعلن عن مؤتمر دستوري يعقد في لندن بين بريطانيا واشخصيات جنوبية لبحث الوضع في الجنوب، لكن ذلك المؤتمر تأجل بسبب قيام المناضل ” خليفة عبدالله حسن ” بعملية بطولية جسورة عندما فجر قنبلة في مطار عدن قتل بواسطتها مسؤولاً انجليزياً وجرح 53 آخرين كانوا جميعاً في طريقهم لحضور المؤتمر، وانعقد بعد ذلك في 1964م- ولكن لم ينجح في الخروج بأي حل يوقف أعمال الثورة.
في بداية 1964م كانت مساحة المعركة تتسع بين الثوار الجنوبيين وقوات الاستعمار البريطاني، وكان التلاحم يزداد قوة بين الثوار وتضاعفت اعدادهم بفعل الحشد الشعبي والتعبئة العامة .
في مايو ويونيو من عام 1964م، نجح الثوار ادخال اسلحة ضخمة إلى عدن لينتقل الكفاح بعد ذلك إلى أنحاء المدينة ويكون قادة ورموز الحكومة الاستعمارية ومصالحها عرضة لخطط وهجمات الثوار وأعمالهم الفدائية الباسلة.
في 2 مارس 1965م طالبت السلطات البريطانية بعقد مؤتمر دستوري جديد باشتراك ممثلي الأحزاب السياسية الجنوبية غير المشاركة في الكفاح المسلح.
بتاريخ15 مارس 1965 أوصى المجلس الأعلى لاتحاد الجنوب العربي في مذكرة له، بمنع التحاق أبناء دولة اليمن الشمالي، بجيش الجنوب العربي، بعد تغيير اسمه السابق من ” جيش محمية عدن – الليوي ” ومن ثم ” جيش الاتحاد النضامي” .
في 6 يونيو 1965 أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ، عقب عمليات فدائية اغتيل وأصيب ضمنها رئيس مجلس عدن التشريعي، ومدير سجن عدن، وكبير مفتشي الشرطة، وعدد آخر من ضباط البوليس والمخابرات الانجليز.
في أكتوبر 65، وصل عدد المعتقلين السياسيين الجنوبيين إلى 1500 شخص، فيما بلغ مجموع العمليات الفدائية ضد عناصر الاحتلال في عدن ( 286 عملية) سقط من جرائها ( 239 شخصاً) وكانت قنابل الفدائيين تُقذف إلى داخل ثكنات ونوادي الضباط ومطاعم جيش المحتلين و”النظام الاتحادي”.
في 5 نوفمبر 1965م اتخذت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة القرار رقم ( 2023) الذي أكد حق الشعب في الجنوب العربي في تقرير المصير، وندد بمحاولات انجلترا إقامة نظام في المنطقة لا يمثل الشعب، وسعيها للإبقاء على القاعدة الحربية، وطالب بإلغاء حالة الطوارئ وسائر القوانين التعسفية.
وفي ديسمبر 1965 انعقد اجتماع تمهيدي بلندن في وشارك فيه حكام الولايات الموالون لبريطانيا، والساسة العدنيون، وقادة حزب الشعب الاشتراكي، ورابطة أبناء الجنوب العربي، وتم الاتفاق على تشكيل دولة جنوبية موحدة تسمى ” الجنوب العربي ” واستئجار القاعدة الحربية البريطانية في عدن بعد نيل الاستقلال لاستغلالها في أعمال التنمية، لكن الجبهة القومية المقاتلة رفضت المؤتمر المزمع عقده، وطالبت بتطبيق قرارات الأمم المتحدة حول منح الاستقلال لدولة الجنوب وتصفية القواعد الحربية من أرضه. وتسبب هذا الموقف القوي للجبهة اليمنية مع معطيات عديدة أخرى في فشل انعقاد المؤتمر الدستوري الثاني..
في 1966م – حصل الثوار على مدافع هاون وتم تسربهم إلى صفوف ضباط الشرطة، وتصاعد الإضرابات والعمليات الفدائية والمظاهرات الشعبية
في أواخر 1966م وبداية عام 1967م دخل النضال الوطني التحرري مرحلته الحاسمة واشتد النشاط العسكري ضد القوات الاستعمارية، بالتزامن مع استمرار الجهود الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة وفي عدن ولندن والقاهرة من قبل بعثة الأمم المتحدة لوضع قراراتها حيز التنفيذ.
بداية فبراير 1967م، أبدت حكومة بريطانيا مقترحاتها للبعثة الأممية بإنهاء السيادة البريطانية على عدن، ولكنها احتفظت في الوقت نفسه بهامش مناوراتها فاقترحت أن تتولى حكومة الجنوب العربي المسؤولية عن الشؤون الداخلية والخارجية والدفاع. فقوبل طلبها بالرفض من المقاومة الجنوبية .
في منتصف فبراير 67 انعقدت اجتماعات ولقاءات بين قيادة الجبهة القومية وأفراد البعثة الدولية، ولقاءات أخرى مع البعثة مع السلطات البريطانية تمخضت عن الإعلان بأن يكون يوم ( 9 من يناير 1968م ) هو موعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.
في 25 فبراير 1967م أعلن أمين عام الأمم المتحدة آنذاك “بوثانة” تعيين بعثة خاصة من الأمم المتحدة برئاسة مندوب فنزويلا الدائم لبحث مسألة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باستقلال اليمن.
في 17 مارس 1967م نائب الوزير البريطاني للشؤون الخارجية «طومسون» ناقلاً مقترحات حكومته بمنح الاستقلال في نوفمبر 1967م.
28 مارس 1967 قرر المجلس الأعلى للاتحاد الجنوبي دمج “الحرس الاتحادي الأول” بـ “جيش الاتحاد النظامي” – والذي انظم في يوليو 1967، بانحيازه الكامل والعلني لقيادة ثورة 14 أكتوبر المسلحة،
في ابريل 1967م تزايدت هجمات الثوار على عناصر وقوى الاستعمار. وخاض الثوار في الشهور التالية معارك ضارية بهدف تحرير منطقتي الشيخ عثمان وكريتر في عدن.
في 16 مايو 67 اقترح وزير خارجية بريطانيا أنذاك شاكلتون” إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وحينها كانت قوات الاحتلال قد تكبدت خسائر فادحة في كريتر التي سيطر عليها الثوار منذ منتصف 1967م، واتسعت العمليات الفدائية في عدن، وسيطر الثوار على إمارة الضالع ثم الشعيب والشيخ عثمان والمفلحي ولحج ودثينة في أغسطس، كما احكموا قبضتهم على العواذل وزنجبار أبين ويافع السفلى، واستمروا في تحرير بقية المناطق المحتلة.
في 20 مايو 67 اعلنت الجبهة القومية أن فصائلها استأنفت القتال في سبيل الاستيلاء على السلطة في حضرموت، ثم جاءت بعد ذلك نقطة حاسمة في تاريخ النضال التحرري ذلك الوقت عندما أعلنت الشرطة المسلحة في كريتر تمردها على سلطات الاحتلال .
من 20 يونيو – يوليو67م، تمردت قوات الشرطة في معسكر البوليس المسلح وانحياز منتسبيه إلى جانب الثورة والفدائيين، فامتد التمرد إلى ثلاثة معسكرات أخرى هي: معسكر ليك (لاحقاً، معسكر الشهيد عبد القوي)، معسكر شامبيون (لاحقاً ،معسكر النصر) و”معسكر الشعب” .
في 8 نوفمبر 67 طلبت الجبهة القومية من الحكومة البريطانية بدء مفاوضات مباشرة معها حول تسليمها السلطة، وأعلنت تمهيداً لذلك وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من تأريخه .
في 9 نوفمبر 67 أعلنت أن القوات البريطانية أنها ستغادر عدن في 30 نوفمبر 1967م.
في 10 نوفمبر 67 صدر أول عدد من الجريدة الرسمية باسم الجبهة القومية، ضمنته عدة قرارات من قيادتها العامة تؤكد من خلالها تولي السلطة فعلياً، قبل أن تتسلمها رسمياً من بريطانيا.
في 11 نوفمبر قام سيف الضالعي، عضو القيادة العامة للجبهة القومية بإبلاغ وزير الخارجية – عن طريق المندوب السامي – أن الجبهة القومية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب تتولى السلطة الفعلية في الجنوب، وأنها قامت بتشيكل وفد عهدت إليه بمهمة التفاوض مع بريطانيا ونقل السلطة السياسية إليها.
في 12 نوفمبر 67 م بدء المفاوضات في جنيف بين الوفد اليمني الجنوبي برئاسة قحطان الشعبي والبريطاني برئاسة لورد شاكلتون.
من 21 – 27 نوفمبر67، انعقدت المفاوضات في جنيف ، وجرى في أعقابها إلغاء حالة الطوارئ المفروضة منذ 1963م وإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين السياسيين الجنوبيين .
29 نوفمبر 67 غادرت آخر دفعة من جنود الاحتلال من خور مكسر إلى بريطانيا
صبيحة يوم 30 نوفمبر 67م يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م ارتفع علم دولة الجنوب المستقلة ” جمهورية اليمن الجنوبية ” في العاصمة عدن .. إيذانا ببداية عصر جديد، لدولة وشعب الجنوب الذي حقق اعظم نصر وصنع استقلال وطني لدولته الجنوبية في وقت كانت الدول العربية متضعضعة ومنكسرة امام الاحتلال الاسرائيلي الذي هزم خمس من الدول العربية في ” نكسة 67م ” .
في11 ديسمبر 1967، تمت مصادرة أراضي الرموز الإقطاعية و عملاء الإنجليز وتم تقسيم الدولة لست محافظات، كان هدف التحرك إنهاء المظاهر القبلية في الدولة وتجاهل الحدود القبلية بين المشيخات والسلطنات .
وبعد الاستقلال الوطني لجمهورية الجنوب ” اليمن الجنوبية ” ألغيت التقسيمات القديمة التي استحدثها البريطانيون وقسمت الدولة إلى ست محافظات مقسمة إلى مديريات وأعطي لكل منها رقم وذلك من عام 1967 وحتى 1978. فكانت كالتالي :
المحافظة الأولى : عدن (العاصمة) ، وضواحيها : المعلا ، التواهي ، الشيخ عثمان والبريقة ، عمران ، رأس العارة ، دار سعد ، العماد ، جزيرة سقطرى .
المحافظة الثانية : لحج ، الصبيحة ، الحواشب ، الضالع ، ردفان ، الشعيب .
المحافظة الثالثة : أبين ، أحور ، دثينة ، العواذل ، يافع .
المحافظة الرابعة : بيحان ، بير علي ، شبوة ، عربة العوالق ، وادي جردان ، وادي عزان ، حبان ، وادي ميفعة .
المحافظة الخامسة : وادي دوعن ، وادي حجر ، وادي المسيلة ، وادي حضرموت ، الكرب ، الصيعر ، المناهيل ، الشحر .
المحافظة السادسة : المهرة .
ثم استبدلت في 1979 بأسماء عربية كالتالي : محافظة عدن ، محافظة لحج ، محافظة أبين ، محافظة شبوة ، محافظة حضرموت ، محافظة المهرة ، وقد ألحق الضالع بمحافظة لحج ، كما ألحقت بيحان بشبوة ، والعوالق بأبين . أما بعد الوحدة اليمنية 1990 ، فقد سميت الناحية ب”المديرية” وعاملها بمدير المديرية .
الهوامش :
أرشيف 14 اكتوبر
مواقع وثائقية
ويكبيديا
يافع نيوز
.
.
#موعدنا_عدن .. #ساحة_العروض