المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه لحج، ياهولاء !!


المقاوم الجنوبي
12-03-2016, 09:48 AM
هذه لحج، ياهولاء !!

حسن يافعي
شتراة
رضا الناس غاية لا تُدرك
في حياة الشعوب، كما في حياة الأفراد، حقائق لا تقل أهمية للباحثين في أصول الشعوب، عن الملامح والسُحَن التي يتميز بها شعب معين عن غيره من شعوب الأرض.



تلك الحقيقة تندرج ضمن السمات الاجتماعية، مثل العمل الرئيسي للسكان والعادات والتقاليد المتبعة.



ما ظهر به أبناء لحج في احتفالي ومهرجان يومي ال8 2وال29، وكذلك كرنفال الموروث الشعبي اللحجي يؤكد ويعزز هذه الحقيقة، وهي أن لحج كانت وستظل بلد الفرح بمختلف مظاهره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.



لحج منطقة زراعية. كان خيرها وفيراً. أتى إليها الناس من المناطق المجاورة طلباً للعمل والحصول على لقمة العيش الشريفة. كما جاء إليها، أيضاً، غزاة طمعوا في خيرها. بل ومنهم من طاب لهم المقام فيها.



في مواسم السيول والبذار والحصاد يحتاج الفلاحون إلى الترويح عن أنفسهم أثناء العمل بالغناء وكذلك في أوقات الراحة والسمر. ثم إن الآتون إليها للعمل، وكذلك الغزاة الذين تنافسوا على خيرها كانوا يجلبون ً معهم أيضاً ثقافاتهم التي لا تكاد تخلو من غناء ورقص في هكذا مناسبات.



الغناء والرقص جزء من تركيبة اللحجي وتكوينه النفسي. لا يمكن تجاهل هذه السمة فيه. والتي يمكن، فقط، أن تظل في حالة كمون لسبب من الأسباب، لكن لا يمكن أن تنتهي فهي متجذرة في أعماقه.



لقد مثل الحضور الغير مسبوق لفعاليتي الذكرى 49 لعيد الاستقلال المجيد، والتفاعل الإيجابي مع فقرات الحفلين وكرنفال الموروث الشعبي حضوراً قوياً لتلك الحقيقة في حياة اللحجي.



ولقد تكامل المشهد داخل وخارج الفعاليتين. فقد شهد الشارعان اهتماماً غير عادي بنظافتهما وإخلائهما من (أكوام) القمامة وكذلك إزالة العوائق والبسطات التي كانت تأخذ حيزاً من مساحة الشارعين.



لقد أسهم منظر الشارعين، وبالذات الرئيسي، ونظافتهما في إنجاح فعاليات اليوم الأول(الإثنين) فقد تمكنت الجموع المشاركة في المسيرة وفرق الرقص من السير في الشارع وأداء عروضها فيه في سهولة ويسر.



وباختصار، إن ماشهدته الحوطة من فعاليات في يومي الإثنين والثلاثاء، وكذلك الزخم الجماهيري الذي رافقهما هي أحداث افتقدها أبناء لحج وغابت عن مخيلاتهم زمناً طويلا، حتى كادوا أن ينسوه