عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-28-2008, 11:53 PM
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,935
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

تسوية الملعب الانتخابي


“الخليج”: هل تعتقد أن البلد ما زال إلى الآن يدفع ثمن أخطاء الأزمات السياسية؟

أشرف علي محمد: طبعا، لان النظام تعود منذ الاستيلاء على السلطة ألا يستطيع العيش إلا بالأزمات، والبلد وصل إلى حالة من الاحتقان، وخاصة بعد اعتقالات واسعة طالت الفنان والصحافي والمحامي والحزبي من مختلف شرائح المجتمع.

والسلطة تناقض نفسها تماما فهي تقر بحق الاعتصام، لكنها تشدد على إلغاء الاعتصامات والتظاهرات المشروعة بموجب الدستور، والمفروض أن تعلن وتكون صريحة أن هناك أحكاماً عرفية في البلد.

“الخليج” تدعون باستمرار إلى حوار وطني لإخراج البلاد من أزمتها، هل تعتقدون في الحزب الاشتراكي أن الحوار صار ممكناً في هذه الظروف؟

قاسم داؤود: الحوار الوطني بين السلطة وأحزاب المعارضة حاجة ضرورية لليمن، هناك مخاطر خارجية تتهدد البلد، وهناك أزمات داخلية كثيرة، ولهذا فإننا أمام خيارين، إما الاستمرار على ما نحن عليه منذ ما بعد الحرب من قتال وحروب وصراعات وإلغاء أو نتحاور ونتناقش ونتوصل إلى حلول ترضي الجميع.

السلطة لها أسلوبها، وهي دائماً تختار الخيار الأول، وكلنا نتذكر أن الأخ الرئيس رفع خلال عام 2002 شعار الاصطفاف الوطني، لكن لم يتجسد شيء على صعيد الواقع، للأسف السلطة القائمة هي سلطة فساد، سلطة أزمات، سلطة حروب، ولا يشرفنا أن نكون من هذه السلطة، التي أفقرت اليمن وخربت الوحدة وأضعفت الشعور بالولاء الوطني عند الناس.

نحن ضد ثقافة الكراهية وضد الإلغاء، نحن ضد الحرب، لأن الحرب تخلق العداء بين الناس، الإقصاء كذلك يخلق العداء، الاستئثار بكل شيء يخلق العداء بين القوى السياسية وأبناء الوطن الواحد، هناك ممارسات خاطئة في ممارسة السلطة وإجراءاتها، فمثلاً حرب صعدة خلقت عداوات بين الناس لم تنته ولن تنتهي، وللأسف فقد اندلعت وانتهت ونحن لا نعرف لماذا اندلعت ولماذا انتهت.

اليمن بحاجة إلى حوار وطني بين كل القوى الموجودة على الساحة، يحتاج إلى حوار لإصلاح مسار الوحدة، وعودة شراكة الجنوب في دولة الوحدة.

“الخليج”: هل تصنفون في حزب الإصلاح مسألة التحالفات بين الحزب الحاكم وبعض الأحزاب كفساد سياسي؟

عبدالناصر باحبيب: استخدام هذه الأحزاب في هذا الجانب كان بهدف إفساد العملية السياسية بصورة مشوهة والدور الذي لعبه ممثلو هذه الأحزاب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أكبر دليل على ما يرتب لهذه الأحزاب من دور في المستقبل.

وأنا أقول إن هذا التحالف هو آخر ورقة سياسية بيد الحزب الحاكم ليستخدمها لتطويع أحزاب اللقاء المشترك، وتسبق ظروف من الاستحقاقات المطلوب إنجازها من أبرزها التعديلات الدستورية والقانونية بموجب توصيات الاتحاد الأوروبي، هذا التحالف يعبر عن مأزق الحزب الحاكم، الذي حشر نفسه في زاوية ضيقة، فبدلا من أن يقوم بتنفيذ توصيات الاتحاد الأوروبي وإعادة الروح الى الحياة السياسية والديمقراطية بحيث تضمن قيام انتخابات حرة ونزيهة، وأحزاب اللقاء المشترك اتخذت طريق عرقلة العمل بتوصيات الاتحاد الأوروبي.

“الخليج”: هل تعتقدون أن المؤتمر الشعبي سيسلم بسهولة ويفرط بمكتسباته في البرلمان الحالي؟

قاسم داؤود: لا شك أن هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية متفاقمة في البلاد، هناك أزمات حراك في الجنوب وحرب في الشمال، وتبحث السلطة عن طريقة لتأمين الانتخابات من أجل السيطرة على مجلس النواب، بحيث لا تتمكن المعارضة من تقديم مرشح الرئاسة القادم، كما كان حال المهندس فيصل بن شملان في الانتخابات الرئاسية الماضية.

النظام يريد أن يخلق معارضة من صنعه بحيث يحتكر تسمية المرشح القادم، لكننا نتمنى أن تكون هناك انتخابات حقيقية وتنافس حقيقي للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمتين.

“الخليج”: هل تعتقدون في حزب الإصلاح أن البيئة الحالية مهيأة لاستيعاب مثل هذه التحالفات بين الأحزاب؟

عبدالناصر باحبيب: التحالفات بين الأحزاب أمر طبيعي، والخطوة التي أقدم عليها المؤتمر مشروعة، لكن لأية وظيفة سيستخدم المؤتمر هذا التحالف؟ أعتقد أن المؤتمر يعمل حساباً للانتخابات المقبلة، يمكن استخدام الأحزاب المتحالفة معه لمدة محددة واستخدامها لمصلحة الحزب الحاكم ويحركها كيفما يريد، لكن في العمل السياسي نقول إنه من حق الحزب الحاكم أن يتحالف مع أي أحزاب يريد، ومن حق الأحزاب الأخرى أن تتحالف مع الحزب الحاكم، الأهم ألا تدخل السلطة بأجهزتها وأدواتها وثقلها في العملية السياسية كما حصل مع الإخوان في حزب البعث.

العملية السياسية بحاجة إلى بيئة تساعد على تطورها لا على تدميرها، إذا كان الدستور ينص على أن النظام السياسي التعددي هو الأساس لمبدأ التداول السلمي، فعلى السلطة أن تعمل على خدمة هذه التعددية، لكن الحاصل اليوم هو ضرب التعددية وتخوين الأحزاب واتهامها بالعمالة، كما أن الإعلام الرسمي يتهم الأحزاب بالخيانات وبالتآمر وبالملكية، وهذا لا يساعد على خلق بيئة سياسية طبيعية.


المشهد الانتخابي


هل تعتقدون أن الظروف مهيأة لإجراء انتخابات نزيهة؟ وهل أنتم مستعدون لها؟

أشرف علي محمد: أنا أعتبر أن دخول البلاد في عملية الانتخابات في ظل هذا الوضع يسيء إلى الديمقراطية عند المواطن، الذي هو أساس هذه العملية، وهناك نقطة أخرى نحن متخوفون منها وتتكرر في كل انتخابات، وتتمثل في التزوير، كما أن هناك سلبيات أخرى مثل احتكار وسائل إعلام الدولة ومؤسساتها، حيث لا تتاح للمعارضة فرصة إيصال رأيها للناخب مثلما يعمل الحزب الحاكم.

“الخليج”: ماذا تتوقع في المستقبل، هل يمكن أن يستقر الأمر على التحالفين الاثنين القائمين حالياً؟

هاشم عبدالعزيز: أنا أقول إن اليمن لا يستطيع أن يتحمل مثل هذه الخلافات والانقسامات، لأنه لا توجد مواضيع يستطيع الإنسان أن يحكم عليها، لكن هل هناك توقع لإعادة ترتيب الحياة الحزبية، فهذا الانفجار الذي حصل في عدد الأحزاب منذ ما بعد الوحدة،

حيث صارت بالعشرات، أثر كثيراً في الحياة السياسية.

ربما الاصطفاف السياسي القائم

حالياً بين كتلتين يجعل السؤال مشروعاً فيما إذا يمكن قصر المسألة على حزبين كبيرين على نمط الحياة الأمريكية الديمقراطي والجمهوري، أي بدلا من أن يكون هناك عشرون حزباً يكون هناك حزبان.

هذه أسئلة مطروحة ومشروعة في نفس الوقت، وفي اعتقادي فإنه في ظل وضع اليمن الحالي فإن التحالفات القائمة لا تخدم التعددية، فلا بد للقاء المشترك أن يغير من طروحاته وكذلك الحال مع المؤتمر والأحزاب المتحالفة معه.

“الخليج”: لماذا في رأيك هذا التشابك في مفاهيم التحالفات السياسية؟

قاسم داؤود: أود أن أشير إلى أن نتائج حرب 94 شوهت الوعي الوطني الوحدوي لدى اليمنيين وأضعفت البناء والمؤسسات الحاملة للوعي الوطني والعمل السياسي للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني كلها.

الحرب بنتائجها المروعة خلقت مناخاً مشوهاً للوعي، وهذا أثر في الأحزاب كلها، الآن الوطن موحد، لكن وعي الناس ومشاعرها مقسمة.

الحرب أسست لمشروع ضم وإلحاق، وهذا أثر في الأحزاب، هذه المشكلة التي علينا معالجتها من منظور المصلحة الوطنية، علينا أن ننظر بعمق إلى حرب 94 وتأثير نتائجها في الحياة السياسية والثقافية في اليمن.

من مصلحتنا أن يكون حزب المؤتمر حزباً قوياً وفاعلاً، لكن عليه أن يتحرر من السلطة، وألا يعمل بأدوات السلطة، لا نريده أن يعتمد على مال السلطة وعلى الوظيفة العامة وعلى أجهزة الأمن، لأن المؤتمر بهذه الطريقة يضعف نفسه.

“الخليج”: لماذا المؤتمر غاضب من تحالف المعارضة ويتهمها بعدم التجانس، فيما

هو يتحالف مع عدد من الأحزاب غير المتجانسة أيضا؟

عبدالجبار أحمد محمد: نحن لم نهاجم المشترك ولا نوعية التحالف بين أحزابه، رغم أن هذا التحالف لن يدوم بحكم التباعد في الأفكار والأهداف وفي الأيديولوجيا، وهي الأهم، كما أننا لا نسعى إلى خلق خلاف وانشقاق داخل هذا التكتل، نحن في إطار مشروعية خدمة

الوطن نرحب بأي تحالفات حتى من المشترك، إذا ما قرر الانضمام إلى المؤتمر مادام هذا يخدم الوطن.

بالنسبة لموضوع توصيات الاتحاد الأوروبي فمن الجميل أن يكون الإصلاح من دعاة الأفكار الأوروبية في تطبيقها في دول العالم الثالث أو الدول النامية، ونحن نرحب بهذا التطور.


يتبع.....

التعديل الأخير تم بواسطة Ganoob67 ; 08-29-2008 الساعة 12:20 AM
رد مع اقتباس