إذا كنتَ شاعرًا فأضْلَلْتَ نفسك فنَشَدتَها طويلًا و قلَّبتَ عليها آفاق النفوس و أفلاك القلوب فإنَّك لنْ تُصيبها إلَّا في نفس امرأة جميلة يجعلها مهندس الكون مركزًا للدائرة التي تَنْفَسِحُ بأقطار نفسك ذاهبةً بكل قُطر إلى جهة من أماني الحياة.
و إذا كنتَ حكيمًا فسألتَ نفسك سؤال الفلاسفة: مَنْ أنا؟ و وجدتَ في نفسك ذلك السرّ الخفيّ يقول عنك: من هو؟ فإنَّه لنْ يظهر لك معنى "أنا و هو" إلَّا إذا وضع الحُبّ بينهما "هي"..
و إذا كنتَ رجلًا من عامَّة الأرض انْدَمَجَ في جِلْدةٍ من الثَّرى فإنَّ نفسك لنْ تُحِسّ جوهرَها الإلهي إلَّا في نفس حبيبةٍ و إنْ كانت من عامَّة السماء... فالحُبّ يجعل الناس أعلاهم و أسفلَهم صاعدين أبدًا من أسفل إلى أعلى.
|