عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 04-26-2010, 02:30 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 89
افتراضي

الباب الثالث
الممارسات الاستعمارية لنضام صنعاء بعد احتلال الجنوب
بإعلان سلطات الجمهورية العربية اليمنية في 7/7/1994م عن احتلالها لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بقوة السلاح خلافا لاتفاقيات مشروع الوحدة وقرارات الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن الدولي ( 924) و(931) لعام 1994م بهذا تكون قضية شعب الجنوب قضية احتلال لأرضه وتدمير لدولته وهويته ، وإذلال لكرامته مثله مثل أي احتلال عرفته البشرية، غير إن هذا الاحتلال اشد بشاعة لأنه احتلال همجي عنصري متخلف تجلت ممارساته الاستعمارية في الجنوب أثناء وبعد الحرب وحتى اليوم بالآتي:

17ـ إن السياسة الاستعمارية الأخطر التي مارستها وتمارسها سلطات الجمهورية العربية اليمنية ضد شعب الجنوب منذ بدء حربها واحتلال أرضه وحتى اليوم هي تدمير واجتثاث ومحو هويته الوطنية، فالهوية تتمثل في التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد والقيم والسلوك : وسنوضح أهم ملامح هذه السياسية بالآتي:
أـ نهب وتدمير المعالم والوثائق التاريخية لشعب الجنوب ، ونهب القطع الأثرية من المتحف الوطني في مدينة عدن ومن المواقع الأثرية في كل من حضرموت والضالع وردفان ولحج وأبين وشبوة ، والوثائق التاريخية في كل من جامعة عدن والمكتبة الوطنية في كريتر ، ومركز البحوث والدراسات التابع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي ـ الحزب الحاكم في الجنوب سابقاً ـ والذي كان يعتبر أهم مركز توثيقي في الجنوب ويحتوي على أكثر من خمسة مليون وثيقة تم نهبه والاستيلاء على وثائقه.
ب ـ عدم حماية المواقع الأثرية من العبث والحفريات العشوائية بغرض التجارة بآثار الجنوب ، ونهب هذه المواقع وطمس النقوش الموجود فيها وتغيير معالمها . والسماح بالبناء العمراني الجديد عليها مثل منطقة صبر في محافظة لحج ومنطقة العماد في عدن وغيرها من المناطق فضلاً عن تغيير النمط العمراني الجنوبي بالنمط الشمالي.
ج ـ تدمير المعالم التاريخية لمدينة عدن كرمز تاريخي وسياسي للجنوب بما فيها المعالم الإسلامية تحت مبرر إعادة بنائها وليس أدل على ذلك من تدمير أقدم واكبر جامع في الجنوب وهو مسجد أبان ابن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما الذي بناه بنفسه عندما كان والياً على عدن قبل 1370 سنة . وغيرها من المعالم التي لا تقدر بثمن ولا يمكن إعادتها . حتى الجبال والشواطئ التي هي من أهم خصائص وجمال مدينة عدن يتم العبث فيها بصورة لا يقبله العقل .
د ـ محو الإرث النضالي لثورة شعب الجنوب ـ ثورة 14 أكتوبر 1963م ــ من خلال ربطها بانقلاب 26 سبتمبر ضد الأئمة عام 1962م ، وتحت مسمى واحدية الثورة ، والثورة الأم ، والثورة البنت وحيث تم تحويل متخف أول شهيد لهذه الثورة راجح بن غالب لبوزه في ردفان إلى مطبخ (مطعم ) لجنود الاحتلال ، وتدمير النصب التذكاري العملاق لثوار الجنوب وقواته المسلحة في مدينة التواهي بعدن ، وتحويل معسكر ثورة 14 في العند ومعسكر 20 يونيو في عدن وتغيير مسماه إلى معسكر 7 يوليو كرمزية ليوم احتلال الجنوب، وكذا تغيير أسماء المدارس والشوارع والأحياء السكنية وغيرها من المعالم التي كانت تحمل أسماء رمزية لإبطال وأعلام وأحداث هامة في تاريخ الجنوب إلى أسماء أخرى . حتى إذاعة عدن تم تغيير اسمها إلى إذاعة البرنامج الثاني وتم تقليص بثها لمدة 12 ساعة ثم تربط بإذاعة صنعاء ، وتلفزيون عدن الذي يعد أول تلفزيون في الجزيرة والخليج تم تغيير اسمه إلى ( القناة اليمانية) والقيام ببيع مباني أصول سفارات دولة الجنوب.
هـ ـ محو تاريخ الجنوب وربطه بتاريخ الجمهورية العربية اليمنية ، وتكريس مقولة ( الفرع عاد إلى الأصل ) وتنسيب انتماء جذور أهم قبائل الجنوب وشخصياته المبدعة وأنه أتى من الجمهورية العربية اليمنية ، وتشويه أصول بعض سكان الجنوب بأنهم من أفريقيا والهند . وبالمقابل منع أي تدوين حقيقي ومنصف لتاريخ الجنوب والقيام بتحريف وإلغاء الثير من المعلومات والحقائق من تاريخ الجنوب الحديث.

و ـ ألغت من المناهج التعليمية في جميع مراحله الدنيا والجامعية أي ذكر لتاريخ شعب الجنوب وتغيير المناهج التعليمية إلى مناهج تخدم نهج الاحتلال حتى وصل الأمر إلى وصم شعب الجنوب وقيادته التي توحدت معها في هذه المناهج (بـقوى الردة والانفصال) وفسرت كلمة قوى الردة الذي كانت قد أطلقته على أبناء الجنوب أيضاً بالمرتدين عن الدين ـ الكفرة ـ ، وأطلقت على يوم احتلال الجنوب 7 يوليو 1994م يوم النصر العظيم. وكان الهدف من ذلك إيجاد جيل جديد في الجنوب فاقد لتاريخه وهويته وكرامته وعزته ومُسلماً بهزيمته وضعفه ووضعه المفروض عليه من قبل الاحتلال.

زـ تهميش وتجاهل الإرث الثقافي لشعب الجنوب ورجاله ونسائه العظام من أدباء وكتاب وشعراء وفنانين وصحفيين وباحثين الذين لهم إبداعات مشهودة, أمواتا أو أحياء ، ولم تسمح للجيل الجديد بالظهور وتفجير طاقاته الخلاقة ، من خلال عدم السماح بإنشاء صحف ومجلات ودور نشر في الجنوب وإبتاع سياسة الإفقار التي لا تسمح لشعب الجنوب الاهتمام بالإبداع الإنساني ، والسيطرة على وسائل الإعلام الحكومية التي أوجدتها دولة الجنوب قبل الاحتلال .

ح ـ تكريس وتشجيع الفساد والإفساد والرشوة والاحتيال والكذب والكسب غير الشرعي والتسول، وعدم الاعتزاز بالنفس والكرامة والقيم الأخلاقية بما يفقد المجتمع الجنوبي كل ارثه الثقافي والحضاري وقيمه وعاداته التي توارثها منذ قرون بعيدة.

ط ـ إحياء الثارات القبلية من جديد بين القبائل والعشائر الجنوبية ودعم طرف على حساب الطرف الآخر تكريساً للسياسية الاستعمارية ( فرق تسد ) ، وإفساد القضاء ، وغياب الدولة، إضاعة أهم شروط الآمن والاستقرار والحياة الطبيعية ، والقضاء على كل قيم التعاون والتآخي والتسامح بين أفراد المجتمع.

ي ـ تضخيم وتهويل الخلافات والصراعات السياسية التي شهدها الجنوب بعد الاستقلال مع إن نتائجها اقل بكثير من الصراعات التي شهدتها وتشهدها الجمهورية العربية اليمنية وتشويهها، وعدم السماح لأبناء الجنوب بالتقارب فيما بينهم وعملت بما يضمن تمزقهم وتشتتهم وبالتالي ضعفهم وعدم فاعليتهم.

ك ـ القضاء على قيم التحضر والتمدن والقبول بالآخر من خلال تشجيع العصبية والمناطقية العنصرية وثقافة التمييز.
ل ـ التعامل بالدونية مع شعب الجنوب والتعامل بصفة عنصرية، حتى إن مواطن من رعايا سلطات الاحتلال عسكري أو مدني يقتل بالسلاح أو يدوس بالسيارة مواطن جنوبي من الصعب مقاضاته فهو محمي من سلطة الاحتلال، وحتى إن ممارسات التمييز وصلت إن الجندي أو الضابط الجنوبي لا يصرف له سلاح شخصي بينما نظيره من الطرف الآخر يحصل على ذلك.

م ـ تشجيع التشدد الديني في أوساط شباب الجنوب بما يظهر
رد مع اقتباس