عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-04-2012, 11:25 PM
المدير الإداري و الفني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 705
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

ت 3

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]






بانتهاء الحرب العالمية الأولى انسحب الأتراك مـن اليمن وحصل على استقلاله الوطني في عـام 1918 وإثر ذلك شكل الإمام يحي حميد الدين دولة اليمـن أسماها المملكة المتوكلية اليمنية وأصبح هو ملكها وإمامً لليمن وبرز الإمام يحي كقوة جديدة فـي اليمـن في مواجهة الإنجليز و دويلات الجنوب العربـي بحيث سرعـان ما توترت العلاقـة بين الطرفين نتيجة لسيطرة الإنجليز على مدينة اللحية ومدينة الحديدة الميناء الرئيسي لليمن التي سيطرت عليهما بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى مـن وجهة نظر الإمام يحي ومطالبته بتسليمها إليـه إلا أنَّه نتيجة التحالف بين الإنجليز و الإدريسي أثناء الحرب ضد الأتراك وقرب مدينة اللحية مـن مناطق الإدريسي فقـد سلمت بريطانيا مدينة اللحيـة إلـى الإدريسـي وأبقت مدينة وميناء الحد يد ة تحت سيطرتها .
طيلة سنوات الحرب كانت مدينة عدن توصف بأنها " قاعدة إمبراطورية " مـع التأكيد على دورها المتزايد فـي المجال العسكري والتجاري واستقبال السفـن والمواصلات والـتزود بالوقود.




ففـي عام 1917 ارتبطت عـدن مـن الناحية العملياتية بوزارة الدفاع البريطانية وربطت المحميات الغربية والشرقية للجنوب العربي بوزارة المستعمرات البريطانية فـي لندن .





كانت مستعمرة عدن منذ دخول الإنجليز إليها فـي 19 يناير 1839م وحتى عام 1932 تتبع إدارياً حكومة بومباي في الهند وبسبب إمكانية استقلال الهند عن بريطانيا تم في عام 1932 تحويل مستعمرة عدن إدارياً مـن تحت حكومة بومباي لتكون مفوضية مستقلة تتبع مباشرة تحت قيادة نائب الملك البريطاني في الهند وفي عام 1937 تحولت إدارياً وبشكل نهائي إلى وزارة المستعمرات البريطانية فـي لندن وأعلنت الحكومة البريطانية بأنها لا تريد أن تتقاسم "القاعدة الإمبراطورية " مع الهند المستقلة .




قامت القوات اليمنية باحتلال إمارات الضالع ومشيخة الشعيب ومشيخة العلوي و الصبيحة في الجنوب العربـي الواقعة تحت الحكم البريطاني وكـان الهدف مـن ذلك هو الضغط علـى الإنجليز ليعيدوا إليه ميناء الحديدة إلا أن الإنجليز سلموا ميناء ومدينة الحديدة عـام 1921 إلـى الإدريسي ولما رأى الإمام أنَّ استبدال الحديدة بالمناطق الجنوبية التي احتلها لـم يعد ممكناً بدأ يوطد أقدامه في هذه المناطق .




فـي عام 1926 حاول الإنجليز التفاوض مـع الإمام فبعثوا إلـى إمام اليمن وفد بريطاني برئاسة السير جلبرت كلنيتون وطلب الوفد البريطاني من إمام اليمن الانسحاب من الإمارات و المشيحات التي احتلها فـي الجنوب العربي فرفض الإمام ذلك وقام بعد ذلك بعقد معاهدة مـع إيطاليا عام 1926 وجددها عام 1936 وكان الإيطاليون موجودين حينها فـي إريتريا والحبشة ويريد الإيطاليون التقرب من الأمام في اليمن لتقليص النفوذ البريطاني على البحر الأحمـر وبدأت المساعـدات الإيطاليـة تصل اليمـن ومـن بينها الطائرات والفنيين العسكريين.




في عام 1928 تحولت المسؤولية العسكرية العملياتية على مستعمرة عدن والجنوب العربي من الجيش البريطاني إلـى قوة سلاح الطيران الملكي البريطاني وبدأت تعد العده لاستخدام الطيران البريطاني فـي إخراج القوات اليمنية من إمارات و مشيخات الجنوب العربي بالقوة العسكرية .




قدم الإنجليز في البداية إلى الإمام اليمني إنذاراً بالانسحاب الفوري مـن إمارات و مشيخات الجنوب العربي الذي احتلها وتبعوا الإنذار بقصف جوي شديد بإلقاء القنابل مـن الطائرات علـى المواقع اليمنية داخل إمارات الضالع وعلى المواقع العسكرية والحكومية داخل المدن اليمنية نفسها مثـل مدينة قعطبة , مدينة تعز , مدينة النادرة , مدينة ذمار , مدينة يريم , مدينة مأوية وبعض المدن اليمنية الأخـرى واستطاع الطيران الملكـي أن يدك عمق المدن اليمنية وأن يضرب المؤخرة والمقدمة لقوات الإمام ولما سمع ضباط وجنود الجيش اليمـني أزيز الطائرات وشاهدوا سقوط القنابل التي لـم يكن لهم معرفة بها مـن قبل انخلعت قلوبـهم ليسما عندمـا شاهدوا القنابل وهي تهدم مقر الحكومة والمخافر داخل المـدن اليمنية نفسهـا وقتل الكثيرين مـن أفراد الجيش اليمني عندها ولَّى الجيش اليمني هارباًً مذعوراً وبصورة مخزية مـن المناطق التي كان يحتلها داخل الجنوب العربي وقد سببت لبعض جنود وضباط الجيش الأمامي اليمني اختلالاً بالجهاز العصبي وأصيب بعضهم بالعته والبله كما هاجمت البحرية البريطانية الساحل اليمني وأنزلت الجنود فـي مدينة الحديدة ودبَّ الذعر والفزع في صنعاء عاصمة اليمـن ولجأ الإمام إلـى تهريب ممتلكات مملكته إلـى كهوف المناطق الشمالية في صعدة ولـم تكن نوايا البريطانيين احتلال اليمـن أو أي أجزاء منه بل كان غرضهم إجبار اليمـن علـى الانسحاب من مناطق الجنوب العربـي التـي احتلها وهكذا أعيدت السيطرة البريطانية وأمراء وسلاطين ومشائخ الجنوب العربي على جميع أراضي الجنوب العربي وفق خط ترسيم الحدود بين الجنوب العربي واليمن للأعوام 1873 و1905 و1914 الموقعة من قبل البريطانيين والأتراك .




كان المهندس الرئيسي لمحميات الجنوب العربي هو السير برنا رد ريلي الـذي أصبح فـي الفترة ما بين 1925-1940م المقيم السياسي ثم الحاكم العام البريطاني للجنوب العربي والمستعمرة عـدن وقد تم تشكيل جيش الليوي كجزء مـن القوات البريطانية عام 1928 لتعزيز ودعـم سلاح الطيران الملكي البريطاني في الدفاع عن الجنوب العربي.




في عام 1929 عقد أمـراء وسلاطين ومشائخ دويلات الجنوب العربي مؤتمراً عامـاً لهـم برئاسة سلطان سلطنة لحج بهدف تقوية الروابط فيما بينهم وإيجاد صيغاً تحالفية تمكنهم مـن مواجهة المخاطر الخارجية بشكل موحد وفكروا في ذلك التاريخ إنشاء اتحاد فيما بينهم ولكن لـم يتوفقوا فـي تحقيق ذلك فـي ذلك الوقت وقـد تمكنوا فـي تحقيق هدفهم هـذا فـي 11 فبراير 1959م بإنشاء اتحاد الجنوب العربي .




تم في 11 فبراير 1934م التوقيع فـي مدينة صنعاء عاصمة اليمـن على معاهدة اعتراف الإنجليز باستقلال اليمـن واعتراف الإمـام يحي إمام اليمـن باتفاقية ترسيم الحدود الدولية الموقعة في 1905م و 1914م مـن قبل تركيا وبريطانيا لترسيم الحدود الدوليـة بين اليمـن والجنوب العربي .




تحول الجنوب العربي إلى وزارة المستعمرات البريطانية بدلاً من الهند عام 1937 وقسمت إلى قسمين من المحميات :




المحميات الشرقية والمحميات الغربية وتظم كلاً من سلطنة المهرة وسلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري وسلطنة الواحـدي وتظـم المحميات الغربية بقية الإمارات والسلطنات و المشيحات واختير لهـذه المحميات ضباط سياسيين بريطانيين دهـاه لتنفيذ المهمة أمثال أنجرامز فـي المحميات الشرقية و سيجر و هاملتون في المحميات الغربية وبهذا التقسيم الإداري الجديد تم َّ استبدال نظام الحماية السابق بنظام الاستشارة .




سياسة نظـام الاستشارة تقضي بأن يكون لكل سلطان أو أمير أو شيـخ مستشار بريطانـي ينصحه في كل المسائل التي تخص أدارت سلطنته أو مشيخته وعلى الأمير أو السلطان أو الشيخ أن يقبل نصيحة ذلك المستشار ويقوم بتنفيذها .




أصبحت هـذه السياسة تعرف فـي المصطلح السياسـي بسياسة التقـدم نحو الأمام وقـد اقتضت هـذه السياسة الجديدة تشكيل قوات أمن مسلحة محلية لتنفيذ هـذه السياسة ودعـم سلطـات الضبـاط السياسيين البريطانيين وسلطات الأمـراء والسلاطين و المشائخ وتعزيز سلطة الدولة .




لتعزيز دور ومكانة أمراء وسلاطين ومشائخ دويلات الجنوب العربـي قـام اللورد كولتين وزير المستعمرات البريطانية بزيارة الجنوب العربي عام 1955 وأكد بأنَّ بريطانيا ستفـي بالتزاماتها اتجاه المستعمرة .




خلال سنوات الحرب العالمية الثانية 1939- 1945 م كانت الحالة والموقف العسـكري بين البلدين الجنوب العربي واليمن هادئة ولكنها في 1943- 1944 م كادت أن تتأزم نتيجة تمركز قوات يمنية على ساحل البحر المقابل لجزيرة ميّون بالقرب من حدود البلدين إلا أن اليمن قام بسحب قواته من هناك بعد أن وجهت بريطانيا إنذار شديد اللهجة .




بانتهاء الحرب العالمية الثانية زال الخطر الإيطالـي فـي الساحل الإفريقي المقابل واليمـن لانتصار الحلف البريطاني وهزيمة الحلف الإيطالي بالحرب .




تجدد الصراع بين الجنوب العربي والبريطاني من جهة واليمن من جهة أخرى في منتصف الخمسينات من القرن العشرين إلا أن الصراع لم يكن في غالبه مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيوش النظامية للطرفين بل كان تشجيع التمردات والانتفاضات القبلية هنا وهناك وتقديـم المال والسلاح من قبل الجانبين وكانت كلِّ من مدن البيضاء , قعطبة , تعز و حريب اليمنية الواقعة على أطراف حدود البلدين مراكز الدعم الرئيسية للتمردات القبلية داخل بعض مناطق الجنوب العربي لحاجة الناس الضرورية فيها لسـد رمق الحياة مما يتقاضوه مـن أمـوال وعائدات بيع السلاح والذخائر التي كانت توزع عليهم مـع أن تدخل الإنجليز المباشر فـي شؤون السلطنات و إمارات و مشيخات دويلات الجنوب العربـي منذ منتصف ثلاثينات القرن العشرين قـد ساعد ذلك علـى تدعيم سلطة الدولة المدنية فيها لأولئك الأمـراء والسلاطين و المشائخ الذيـن كانوا حينها حتى مـن ناحية الهيئة الاجتماعية والحياة المعيشية لا يختلفون كثيراً عن بقية أفراد قبائل مناطقهم .




تميزت الصراعات بين اليمن من ناحية والإنجليز والجنوب العربي مـن ناحية أخرى بالحدة والعنف تارة وبالسكينة والهدوء الخادع المؤقت تارة أخرى ويتحكم فـي مثل هذا التباين من الشدة والهدوء أوضاع اليمن الداخلية المضطربة و الغير مستقرة لتمرد قبائل مناطق اليمـن على سلطة الإمام وعدم تأثير أو وجود لسلطة الدولة المركزية على كل مناطق اليمن وعلى النقيض في الجنوب العربي رغم وجود حوالي 22 أمارة وسلطنة ومشيخة مستقلة بعضهـا عـن بعض إلا أن الوجود الإنجليزي ونظـام الحماية ثم الاستشارة لهذه الدول الصغيرة كـان المنظم للعلاقة بينها وتوطيد الاستقرار فـي ربوعها رغم تدخلات اليمـن بشؤون بعضها لزرع القلاقـل وعدم الاستقرار فيها من وقت لآخر كما حدث في الشعيب وجبل جحاف في إمارات الضالع عام 1956 عندما ساند اليمن الأمير حيدرة الذي كان لاجئاً في اليمن بمدينة قعطبة للاستيلاء على إمارات الضالع وإسقاط ابن عمة الأمير شعفل بـن علي مما اضطر ذلـك الإنجليز إلـى استخدام القوة والطيران والقضاء التام على التمرد بما في ذلك قصف مدينة قعطبة اليمنية الأمر الذي أدى إلى تعزيز سلطة أمير إمارات الضالع وبنـى قاعدة عسكرية بريطانية قوية فيها ليسما وهـذه الإمارات كانت موقع لأطماع الأتراك من قبل ثم أمام اليمن فيما بعد فيها ووضع ذلك حد نهائي حافظ على استقلال الإمارة حتى استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر 1967م.




في اليمـن حدث عـام 1948 قتل الإمام يحي إمـام وملك اليمن وقيام ثورة 1948م بقيادة عبد الله الوزير إلا أنها باءت بالفشل وقـد تولـى ابن الإمام يحي أحمد الحكم بعد أن أعـدم منفذي الانقلاب وفي عام 1955 حدث انقلاب ضده إلا أنه فشل هو الآخر وقد كانت أوضاع اليمن الداخلية تسير من سيئ إلى أسوأ.




لجأ الإمام أحمد إمام اليمن وولي عهده ابنه البدر في أواسط الخمسينات إلى تمتين العلاقة مع المعسكر الاشتراكي حينها ومصر والسعودية للحصول على الدعم المعنوي والعسكري ولكي يمتصوا النغمة الداخلية بعد انقلاب 1955م بتحالفه مـع عبد الناصر ففي 1955م عقد حلف صداقة مع الاتحاد السوفييتي وبدأت السفن الروسية تصل اليمن حاملة الأسلحة والمساعدات والفنيين وخلال مايو وسبتمبر من عام 1956 أرسل الإمام ابنه ولي عهده البدر إلى عواصم بعض الـدول الاشتراكية مثـل موسكو وبرليـن الشرقية و براغ وعقـد اتفاقيات اقتصادية وعسكرية معها وقد اعترفت اليمن بجمهورية الصين الشعبية وفـي عام 1957 عقدت اتفاقية لشراء الأسلحة من تشوكوسلفاكيا .




وفي عام 1956 كان الإمام قد وقع على الحلف الثلاثي في مدينة جدة بينه وبين الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية والرئيس عبد الناصر رئيس جمهورية مصر وحصل من الملك سعود على ثلاثة ملايين لشراء الأسلحة.




فـي عام 1958 كمحاولة منه للحصول على الدعم العربي فـي مواجهة الإنجليز ومن أجل تعزيز نظام حكمه انظم الإمام إلى اتحاد الدول العربية الـذي يظم سوريا ومصر وبدأ مـن عام 1958 وصول الخبراء المصريين لليمن لتدريب الجيش اليمني .




خلال تلك الفترة تعاظم دور المقاومة ضـد نظام الإمام فـي اليمـن وقد وزعت فـي تعز منشورات عام 1959 ووضعها تحت الحكم العسكري.




أصبح النظام الأمامي باليمـن خلال الأعوام 1959- 1962 منهاراً تماماً لم يعد يسيطر على البلاد حيث سادت التمردات القبلية والشعبية تتزايد والمقاومة فـي المدن اليمنية لنظام حكمه تتوسـع والمنشورات الداعيـة لإسقاط نظـام الإمامة تتوزع علـى طول وعرض اليمـن ومظاهرات الطلبة تعم المدن وكانت القبائل تنظم إلى الانتفاضة ضد نظـام الإمام وقد بلغت نقمة القبائل اليمنية نفسها من حكم الإمام أحمد في أن فكرت أن تنتخب إمـام قحطا ني بدلاً من السادة أهل البيت الذين جاءوا من خارج اليمن في القرن الهجري الثالث .




في 22 مارس 1961م كانت محاولة قتل الإمام أحمد إمام اليمن في مستشفى الحديدة بحيث تعرض لإصابة خطيرة لم يتمكن على إثرها مـن ممارسة أعماله وفارق الحياة بعد ذلك وقد تولى ابنه البدر الحكم وأصبح إمامً جديداً لليمـن إلا أنَّ نظـام حكمة سرعان ما أطيح به في ثورة قام بها الجيش اليمني في يوم 26 سبتمبر 1962م وبها تغير النظام إلى نظام جمهوري وإلى صراع جديد هـذه المرة داخل اليمـن بين الجمهوريين فـي الحكم والملكيين خـارج الحكم.




أما في الجنوب العربـي في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات من القرن العشرين ونتيجة لتغير الأوضاع الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسـط وإفريقيا وذلك بعد جلاء بريطانيا من كثير من قواعدها العسكرية فـي كلِّ من قبرص وكينيا والعراق والأردن والسويس فقد زاد أهمية الجنوب العربي ومدينة عـدن الاستراتيجية فـي السياسة البريطانية وتـم العمل لتحويل مدينة عـدن إلى مقرِِّ عام ِّ لقيادة الشرق الأوسط واستخدامها كنقطة انطلاق متقدمة للدفاع عـن المصالح البريطانية وخاصة النفطية منها في شـرق السويس ولهذا زار اللورد لوبد وزير المستعمرات البريطانية مدينة عـدن عام 1956 وأعلن فـي اجتمـاع للمجلـس التشريعي عن سياسة بريطانيا الجديدة حول عدن والجنوب العربي قائلاً:




" تود حكومة جلالتها أن توضح بأن أهمية عـدن مـن الناحية العسكرية والاقتصادية ضمن إطار الكومنولث هي من النوع الذي لا يمكن الحكومة مـن أن تتصور أي تحلل جوهري من مسؤولياتها اتجاه المستعمرة " وفـي الورقـة البريطانية البيضاء لعام 1957 أصبحت عدن تساعد في تحمل مسؤولية الدفاع البريطانية فـي ما وراء البحار " وقد أصبحت عـدن مركز قيادة القوات البريطانية في الشرق الأوسط .




عزز قيام اتحاد الجنوب العربي في 11 فبراير 1959م مكانة القاعدة الإمبراطورية في عدن وأصبح كالحزام الواقي لها مـن الداخل ومنذ قيـام الاتحاد في 11 فبراير 1959م إلى قيام ثورة 26 سبتمبر في اليمن خف الصراع بين الجنوب العربي والإنجليز من جهة واليمن من جهة أخرى لا بل وانتهائها نهائياً الأمر الـذي عزز وقوى مـن سلطات حكومات السلطنات و الإمارات و المشيحات وكذا حكومة اتحاد الجنوب العربي ومن توطيد النفوذ البريطاني فيها لأهمية الجنوب العربي ومدينة عدن الاستراتيجية في السياسة الدولية .




في بداية الستينات من القرن العشرين أصبح لمدينة عـدن أهمية خاصة فـي الاستراتيجية الدولية .




حيث أشار الكتاب الأبيض الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية وقتذاك إلى نيَّة بريطانيا في أن تبقى قواتها العسكرية في عـدن بصورة دائمة ويشرح السير شارلس جونستون ذلك في كتابة " ذا فيو فروم 1 سبتمبر بوينت " ( الرواية من مدينة التواهي ) بقوله:





" ‘إنَّ ذلك يعود إلى ثلاث عوامل هي:




أولاً: يتعلق بالاستراتيجية الدوليـة : فقد أصبح لمدينة عـدن أهمية استراتيجية ليس بالنسبة لبريطانيا فحسب وإنما للمعسكر الغربي بأسره.




ثانيـاً: يتعلـق باستراتيجية البترول : فعدن أصبح هو الذي يحمي آبار البترول في الخليج .




ثالثـاً: بالاستراتيجية المحلية : لأنَّ القاعدة ستحمي حلفاء بريطانيا المحليين فـي المنطقة ".





كاتب وباحث أكاديمي





مقيم في لندن






15فبراير2004م


















[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


__________________
رد مع اقتباس