عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-26-2014, 09:44 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الاحمر: الجنوبيون حملونا مئات الآلاف من الكوادر وسلمونا خزينة فارغة





"الأمناء" تستعرض شهادة الشيخ عبدالله الأحمر حول حقبة التسعينيات(2)



توطئة :

عندما تستعرض صحيفة "الأمناء" مذكرات عدد من شهود حقبة التسعينات فإنه لا يعني تبني الصحيفة لهذه الأقوال والشهادات بقدر ما هي محاولة لاستقصاء الحقيقة حول ما دار في حقبة التسعينات واطلاع الجيل الجديد الذي يجهل الكثير من حقائق تلك الحقبة على ما دار فيها ، والمجال مفتوح لكافة من عاصر تلك الحقبة لإبداء آرائهم والادلاء بشهاداتهم ..

موقف الإصلاح من الاستفتاء على الدستور

جاء إعلان التجمع اليمني للإصلاح بعد الوحدة بأشهر قليلة، وقد برز الإصلاح كقوة سياسية كبيرة في الساحة ، وكان موضوع الدستور هو أبرز القضايا التي كانت تشغل الإصلاح في ذلك الوقت، و يقول الشيخ الأحمر في مذكراته حول هذا الأمر : (( حينما أعلن رئيس مجلس الرئاسة ونائبه طرح الدستور للاستفتاء اعترض الإصلاح وطالب أن يتم التعديل قبل الاستفتاء ، وخاصة المادة الثالثة من الدستور التي كانت تنص على أن "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع" ، وكنا نطالب بأن تكون المصدر الوحيد للتشريعات لتطابق رأي الشعب ومعتقداته ، وكانت مبرراتنا أن صيغة الدستور الذي سيتم الاستفتاء عليه قد تمت في ظرف سابق والظروف الآن تغيرت ، ولم يعد هناك أي مبرر للتمسك بها ، كما أن اتفاقية الوحدة قد عدلت الدستور عملياً فلماذا يرفض طلبنا بتعديل بعض مواده المخالفة للشريعة الإسلامية )) .

ويتابع الشيخ الأحمر : (( أكثر من تجاوب معنا هو حزب رابطة أبناء اليمن الذي يتزعمه عبد الرحمن الجفري ، ولم أكن أعرفه إلا بعد أن عاد إلى اليمن بعد الوحدة ، حيث فتح مقرات للرابطة وبدأ ينشط ويجري اتصالات مع قوى كثيرة في الساحة ونحن في المقدمة. وكنا نشعر بالجدية منه حيث كانت أطروحاته قريبة من أطروحاتنا فهو ليس حزباً يسارياً ، بل هو حزب ذو اتجاه إسلامي مناوئ للشيوعية بصورة قاطعة وقوية ، وهذا التنسيق مع أحزاب المعارضة والعلماء أوجد معارضة قوية للدستور وتلك المظاهرة الكبيرة التي ضمت مئات الآلاف في العاصمة صنعاء للمطالبة بتعديل الدستور لم تكن خاصة بأعضاء الإصلاح بل كان هناك تجاوب شعبي كبير ، وكان الأستاذ/ عبد المجيد الزنداني هو فارس الميدان فيها وبجانبه العلماء مثل الشيخ عمر أحمد سيف وغيره ، وكنا نراهن على رئيس الجمهورية ونعتقد أنه حينما يرى الشعب بذلك الموقف سيكون له موقف إيجابي معنا ، وإذا بنا نفاجأ أن الرئيس مع الحزب الاشتراكي في موقف واحد ومتصلب ، إلا أنه في لقاءاتنا الخاصة معه كان يوضح لنا أكثر ، ويؤكد لنا أن الاستفتاء على الدستور بحد ذاته هو استفتاء على الوحدة ، وسيكون الدستور للفترة الانتقالية وهي ستنتهي وسيعدل الدستور بما يطابق الشريعة الإسلامية ومعتقدات الشعب )) .

ويتابع الشيخ الأحمر الحديث بالقول : (( إذا بنا ليلة الاستفتاء نفاجأ بأن بعضًا ممن كانوا معنا ووقعوا سابقاً بيانات مشتركة معنا قد غيروا وجهة نظرهم ، فالسيد أحمد الشامي أمين عام حزب الحق أصدر فتوى لصالح التصويت على الدستور وأذيعت في الإذاعة والتلفزيون بعد أن أصدر مجلس الرئاسة بياناً يؤكد أن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين والتشريعات , أما بالنسبة للحزب الاشتراكي وفي فترة الخلافات على الدستور فإننا لم نجر أي حوار معه ، فموقفه منا كان واضحًا حيث كان يطلق على التجمع اليمني للإصلاح الذي يضم الكوكبة من العلماء والشباب ذوي الاتجاه الإسلامي (القوى الظلامية) ، وهذه الكلمة قالها علي سالم البيض عندما طلع مع بعض قيادات الحزب إلى صنعاء قبل إعلان الوحدة بأشهر وأقام لهم الرئيس حفلة غداء في قرية رصابة بمحافظة بذمار ، وقد دار الحديث أن الحزب الاشتراكي له مواقف معادية من القوى الأخرى ، والآن الوحدة سوف تتم فينبغي أن يغير من مواقفه وينفتح على الآخرين ، فقال البيض: نحن مستعدين ننفتح على كل القوى في الساحة اليمنية ما عدا القوى الظلامية!! وعندما سئل من يقصد بالقوى الظلامية ؟ قال: الإخوان المسلمين ذوي الاتجاه الإسلامي!!

تقييم الفترة الانتقالية وتقاسم السلطة

يرى الشيخ الأحمر في مذكراته أن الجيش كان لا بد أن يندمج اندماجاً كاملاً ويقول : (( بقاء القوات المسلحة في أيديهم والعملة الشطرية والإذاعة والسيطرة على محافظات معينة كنت ضد هذا بالمفتوح. وقلت إن الوحدة على هذه الأسس التي يشترطونها والتنازلات التي نقدمها لهم..أنا شخصياً لست مقتنعًا بها )) .

ويضيف قائلا : (( كانت الاعتراضات كبيرة وواضحة وعلنية، وحملوا دولة الوحدة الجيوش الغفيرة والأعداد الهائلة ومئات الآلاف من الكوادر الحزبية اعتبروهم موظفين ونالوا الدرجات والرتب العسكرية، وعملوا لأعضاء الحزب حتى من الاشتراكيين الشماليين أسماء وكشوفات كاذبة على أساس أنهم مسجلون في كشوفات الدولة في الجنوب بينما هم في الحقيقة لم يكونوا موظفين بل كوادر حزبية ، أكثر من أربعمائة ألف أضعاف عدد الموظفين في الشمال قبل الوحدة، ومع هذا فقد سلموا خزينة الدولة في الجنوب لدولة الوحدة فارغة نهائياً، فقلت يا أخي علي عبدالله : هذا لا يجوز ، دولة كانت تقيم الدنيا وتقعدها وتضربنا إلى وسط الشمال وتحتل علينا مناطق وتواجهنا بإمكانيات هائلة ، والآن خزينتهم فارغة! وخزينة صنعاء هي التي تتحمل كل الأعباء إضافة إلى الديون الخارجية التي كانوا يستلمونها وبعضها ذهبت في أرصدة الحزب ، وسحبوا كل الأموال إلى الخارج ، وحزبهم لا زال من أغنى الأحزاب ، هؤلاء الذين أظهروا ضعفهم اليوم. المهم كانت الاعتراضات كبيرة ، لكن ثقتنا بالرئيس علي عبدالله صالح وأسلوبه وعلاقته بنا كانت تتغلب علينا ، وقد حاول الرئيس أن يقنعني ويؤكد أن كل شيء ما هو إلا مؤقت من أجل إعادة الوحدة وكل شيء سوف يتغير )) .

وعن تمديد الفترة الانتقالية يقول : (( الفترة الانتقالية والتي كان الدستور قد أقرها بستة أشهر عملوها في الاتفاقية سنتين وخالفوا النص الدستوري ! وكنت ضد هذا ولكن ضغط الاشتراكي من جانب وضغوط زملائهم الموجودين في أجهزتنا وأوساطنا على الرئيس وتخويفهم وتهويلهم له هي التي جعلته يستسلم لمطالبهم، وعندما انتقلت الأمور إلى التطبيق إذا بالحقيقة تنكشف أنهم قد أملوا شروطهم التي ما كانوا يحلمون بها.. لقد طمعوا بالرئيس علي عبدالله صالح حينما وجدوا تلهفه و فرحه بالوحدة واستعداده للتضحية بكل شيء من أجلها، فلم يرد لهم طلباً بل أعطاهم بعض الأشياء بدون طلب )) .

ويتحدث الشيخ الأحمر عن اعتراضه على تعيين " عبدالواسع سلام " وزيرا للعدل بدعوى أنه تم تقديمه على العلماء ، ويقول : ((كنت معترضاً على هذا ولكن الرئيس كان يؤكد لي أنه رجل كذا وكذا وقال: سوف أرسله إلى عندك! قلت: لماذا ترسله إلى عندي ؟! حتى تقول له إني معارض دخوله في الحكومة! ووصل إلى عندي عبد الواسع سلام يتعهد لي بتطبيق الشريعة الإسلامية )) .

ويضيف الشيخ الأحمر : (( بعد أيام وبعد أن قدم لهم الرئيس كل التنازلات تهوروا أكثر وأكثر وزادت مطالبهم ، فحصل الاستياء والضيق عند الرئيس وبدأ يتململ وهم الذين بدأوا بممارسة الضغوط إذا لم يمرر لهم الشيء الذي لم يعد يحتمل.. وحينها طبعاً أعاد الرئيس النظر، والتقى بنا وبقوى أخرى ، وشددنا من عضده وكان رأينا هو مطلب الشعب كله ، وفي هذه الأثناء لم يحدث أي تنسيق علني بين الإصلاح والمؤتمر ، حيث كان الرئيس والمؤتمر حريصين على عدم إظهار أي تعاون معنا وعلى إرضاء الحزب وإعطائه ما يطلب وعدم استفزازه في أي شيء )) .

ويذكر الأحمر موقف مواجهة له مع علي سالم البيض يقول أنه لا يذكر تفاصيله ، إلا أنه كان يضغط على علي عبد الله صالح في قضية من القضايا في اجتماع للمجلس الاستشاري فمسكه بيده وجرت مشادة بينهما وقال للبيض: تتصور أنكم سوف تحكمونا كما كنتم تحكمون الجنوب..هذا بعيد. وقد غضب صالح وقام من الاجتماع.

ولا يخفي الشيخ الأحمر في مذكراته أنه كانت لهم في حزب الاصلاح مواقف موحدة مع الرئيس صالح وحزب المؤتمر عقب تعز وصنعاء والتي يقول أنهم تعاونوا مع المؤتمر للتصدي لها

تقييم أداء الإصلاح خلال الفترة الانتقالية

يقول الشيخ الأحمر عن مواقف حزب الاصلاح خلال الفترة الانتقالية : (( كان الرئيس مستفيدا طبعاً من مواقف الإصلاح ويباركها أو يؤيد بعضها ويمكن أن نقول عموماً إنه كان راضياً عنها خاصة في آخر المرحلة الانتقالية بعد ما ذاق المر من تعنت الحزب الاشتراكي .ويعلم الله أن مواقفنا تلك من يوم الوحدة إلى أن انتهت الفترة الانتقالية وإلى ما بعد ذلك كانت في خدمة الوطن قولاً وعملاً ، وخدمت تلك المواقف الرئيس أكثر مما خدمته مواقف المؤتمر الشعبي العام )) .

اقرأ المزيد من الامناء نت. | الاحمر: الجنوبيون حملونا مئات الآلاف من الكوادر وسلمونا خزينة فارغة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 05-26-2014 الساعة 10:39 PM
رد مع اقتباس