عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 12-04-2014, 10:40 PM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

لا ماء لا كهرباء لا صحة .. تلويح بهبة جديدة ..
قف أمامك حلف قبائل حضرموت (تقرير مصور):
ماجد الشعيبي
=====================================
ثلاثة أرباع خزينة الدولة تدفعها منطقة بن يمنين ، بينما لا تتوفر فيها أي تنميةالناطق الرسمي للحلف : الدولة لم تنفذ النقاط التي اتفقنا عليها ، وهناك خطوات قادمة أكثر قوة"قف أمامك نقطة حلف قبائل حضرموت" ..
كانت هذه أولى العبارات والنقاط التي صادفناها أثناء زيارتنا إلى بلدة الهبة الشعبية ومنطقة الخير والنفط الذي لا يعرف عنه أصحابه سوى الدخان الذي يتصاعد أمامهم كسراب خادع يحسبونه نفطاً .

عدت من غيل بن يمين محملاً بالكثير من العناوين والكثير من الخواطر، وما زلتُ حتى هذه اللحظات عاجز عن شرح ما شاهدته ومن كُتب عليهم العيش في هذه المنطقة التي تُعد من أغنى المناطق في تصدير النفط ومن أفقرها على الإطلاق في تفاصيل الحياة الأخرى.

ودّعتُ رائد وقلبي يحترق عليه فذلك الطفل الذي لم يكمل عامه الثاني عشر ،كُتب عليه حمل السلاح في سن مبكر للدفاع عن أرضه وتحسين ظروف حياته وحياة الكثير من الأطفال في منطقته، بينما كان يُفترض أن يكون ضمن إحدى البعثات التعليمية التي تُمنح لذوي مشايخ صنعاء ،بيد أن حكومة كهذه انتهجت تجهيل أهالي المنطقة ليستمر استنزافها لخيراتهم وإفقارهم أيضا كي لا تقوم لهم قائمة ..
في طريق العودة رافقنا بعض مسلحي الحلف وكان رائد أحد منهم ولم ألحظ ذلك إلى حين توقفنا اضطرارياً بعد أن تعطلت إحدى السيارات التي كانت ضمن الوفد الذي رافق السيد عبدالرحمن الجفري أثناء زيارته لحلف قبائل حضرموت نهاية نوفمبر الماضي .
كان رائد يحمل على ظهره سلاحاً، ويركب سيارة شاص مثله مثل باقي مسلحي الحلف ..استغليت فترة توقفنا والتقطت صوراً لرائد وحينما ناديته للحديث أمام الكاميرا، تعذر عن ذلك ، وقال بما معناه أنه غير مخول للحديث لأي جهة إعلامية وأن هناك أشخاص أكبر منه هم من يتحدثون ، كان يتحدث معي بلهجته الحضرمية الدارجة ويظهر فراسة شابة في الحديث وفي ثقته بنفسه .

ودّعنا رائد ذلك الفتى الأسمر وهو نجل بن حبريش وأنا أتخيل ذلك الشبل الذي سيصبح مستقبلاً أحد أهم رجال حلف قبائل حضرموت، فعلى الرغم من صغر سنه بيد أنه يظهر كما لو أنه جاهز لمجابهة أي عدوان يتربص بمنطقته .

في ضيافة حلف قبائل حضرموت كنت منشغل بالتصوير -كل المناظر التي شاهدتها لأول مرة - حينما كان رفاق رحلتي يتحدثون عن كرم قبائل الحموم برغم حياتهم التقليدية البسيطة ، ولاحظت ذلك بطريقة الترحيب التي كنا نحظى بها من قبل من يشرفون على تلك النقاط التي مرينا بها حتى وصلنا بن يمنين .نحن في ضيافة حلف قبائل حضرموت وصلنا بن يمين بعد أن قطعنا مسافات طوال ومررنا من أمام أهم الشركات النفطية في البلاد وشاهدنا كما يشاهد أهالي المنطقة الدخان يتصاعد وخُيّل لنا كما لو أنه نفط وهو كذلك..
يتبادر إلى الذهن حينما تذكر قبائل الحموم الرفاهية والعيش والإعمار ، والتجارة والأسواق الضخمة والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات اللازمة لحياة كريمة ،ويصدمك حين تصل بن يمين معقل هذه القبائل وتتفاجأ بحياة بسيطة تعودنا سماعها من أجدادنا، ويمكن لكم تخيل الأكواخ الصغيرة والخيم ،والمنازل التي تُبنى بالطين والتي يمكن لموجة ريح عابرة أن تنهيها بلمح البصر.

شباب يبدو على ملامحهم الكرم والأخلاق الرفيعة فهم يبتسمون لكل من يزورهم ويتلمس حياتهم الصعبة، غبار الرياح تكاد تجعل من وجوههم مائلة للون تراب الصحراء، ومع هذا فهم يؤدون واجبهم على أكمل وجه ,ولا يأبهون بباقي التفاصيل الأخرى المتعود عليها هنا في بلد النفط .

ما يقارب الخمس ساعات قضيناها منذ أن غادرنا المكلا عاصمة حضرموت حتى وصلنا المقر الرسمي الذي يتخذه الحلف مقراً له وهو المنزل الوحيد الذي لاحظته ونحن في طريقنا لمقابلة المقدم عمر الحموم وباقي رجالات الحلف ،وعليه ترفرف راية حلف قبائل حضرموت .

ما إن وصلنا ونزل كلٌ منا من سيارته حتى قابلنا الناطق الرسمي باسم الحلف "صالح محمد "وأخذ يعرف عن كل من حضر لاستقبالنا وكان في مقدمتهم المقدم سالمين ورئيس الحلف المقدم عمر ذلك الشاب الأسمر الذي تظهر على ملامحه البساطة والكرم وهذا ليس غريب فهو ينتمي إلى عائلة كتب عليها أن تقدم التضحيات بأغلى رجالها وكان عمه سعد هو أخر الرجال الذي يقتل بدم بارد في إحدى نقاط الجيش اليمني ، بيد أن مقتله تحول إلى ثورة عمت مناطق الجنوب وسميت حينها "الهبة الشعبية" التي خفت صيتها بتحكيم حكومي قبل به الحلف.

الناطق الرسمي : الدولة لم تفِ بالعهد وهناك خطوات قادمةيحمل صالح محمد شهادة من كلية الهندسة بيد أن الطريق الواصلة بينه وبين العمل في إحدى الشركات التي تستخرج النفط من منطقته طويلة وصعبة ،وقريبة لموظفين استجلبتهم الشركات من خارج حضرموت، وهكذا تكال الأمور في بقية الجوانب بالنسبة لأهالي المنطقة الذي يحمل عدد كبير منهم شهايد عالية في عدد من المجالات المختلفة وكل هذه الممارسات بالنسبة لصديقي غسان -رفيقي بالرحلة- سبباً كافياً لحمل السلاح وفرض أمر واقع .

يقول صالح وهو الناطق الرسمي باسم الحلف إن الهبة انطلقت بسبب المظالم وجاء تشكيل الحلف قبل انطلاق الهبة التي طرحت عدد من المطالب ما تزال قيد التنفيذ إن لم تكن قد تناستها الجهات الحكومية .ومن المطالب فرض سيطرة الحلف على الأرض ، وإخراج كافة المعسكرات التابعة للجيش واستبدالها بأفراد من أبناء حضرموت هذه المعسكرات كما يقول صالح جلبت الإرهاب والعنف لأهالي المنطقة ولم توفر الأمن للناس مؤكداً أن الحلف سيستمر في مطالبة وأن الهبة ستتواصل حتى تحقيق كافة أهدافها.

وبحسب الناطق الرسمي فإن الحلف يسير بخطوات مدروسة وأن المشكلة لم تنتهِ مع السلطات وأن مطالب الحلف لم تنفذ حتى الآن، ويزيد هناك خطوات مدروسة قادمة وأكثر قوة مما سبق. مؤكداً أن الحلف سيظل صامدا حتى تنفيذ كافة المطالب التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة اليمنية.

ونحن في طريقنا شاهدنا النقاط التي يرفرف عليها علم دولة اليمن ، والجنود الشماليين الذين يقفون عليها ويحرسون مواقع الشركات النفطية ، كان يفرض أن تُسحب بحسب اتفاق أُبرم مع الحلف بيد أن تلك الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن..

ناصر أحمد أحد أبناء منطقة غيل بن يمين إحدى مديريات حضرموت الساحل ، التي تتواجد فيها أكبر الشركات النفطية ، ومعظم الصادرات النفطية من هذه المنطقة .

يقول ناصر إن ولادة الحلف لم تأتِ من باب الصدفة بل جاء نتيجة مظالم كثيرة ومعاناة كثيرة يعانيها سكان المنطقة من جميع الجوانب وأهمها جوانب التنمية المنعدمة تماماً.

تنتج منطقة بن يمنين ثلاثة أرباع خزينة الدولة وما يزالون يعيشون تحت خط الفقر هكذا يقول ناصر الذي يقول إن من يزور بن يمين يصاب بالذهول مما تعانيه هذه المنطقة الغنية بالنفط والتي يعيش أبنائها حياة بائسة .لا ماء ، لا كهرباء ،لا تعليم ، لا صحة ، كل هذه العناوين غائبة وهذا ليس غريباً كما يقول ناصر فالحلف لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة هذا التهميش الذي يعيشونه.

تقع غيل بن يمين في قلب حضرموت في الهضبة الوسطى بين الساحل والوادي ،ومنذ العام 90 ومعظم صادرات البلاد تستخرج منها بينما يعيش سكان هذه البلاد حياة تقليدية بحته.تغض الحكومة طرفها وتسير باتجاه تجاهل اتفاقيتها التي أبرمتها مع قبائل الحلف ، وفي ذات الوقت يدرس قبائل حضرموت خطواتهم القادمة ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد هبة شعبية ، إن لم تكن قد بدأت..
صحيفة الامناء
__________________






رد مع اقتباس