عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-05-2006, 10:06 PM
الصورة الرمزية اسد الجنوب
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
الدولة: الشمال الغاشم
المشاركات: 1,190
افتراضي

رغم انه شمالي فانه معارض حقيقي الاخ الخيواني يرد على المتوكل

الطريق إلى جهنم معبدةٌ بالنوايا الطيبة

الخيواني للمتوكل: الغرق أهون يا دكتور
خاص، نيوزيمن:

فاجأنا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل بمقترح للنقاش قفز منه على رؤية مشروع الإصلاحات السياسية، الذي تتهمه السلطة بأنه من صناعه، إلى درجة أن مهاجمة الدكتور المتوكل استهوت د.عبدالكريم الارياني، وأخرجته عن حدود اللياقة الدبلوماسية التي يفترض انه يتصف بها.
مقترح د. محمد وهو أستاذي جاء طوباوياً، وكنت سأتفهمه لو كتبه أستاذي وهو يعيش في غربة، منشغلاً جدا عن اليمن وقضاياه، سلطة ومعارضة، وتفاصيل اليمن، إنما المقترح جاء منه وهو من عايش ربما أكثر من غيره التجارب والتفاصيل والقضايا والمشاكل بل انه احد المشخصين لأمراضها عقودا وعهوداً.
ليس مبرراً أن نتائج الانتخابات الفلسطينية ألهبت الدكتور حماساً روحياً لهذا المقترح الشخصي، الذي من جانبي الشخصي أيضاً, اعتقد أن ثمة اختلافا جوهريا بين اليمن وفلسطين يجب ملاحظته، ويتمثل في أن الرئيس أبو مازن جديد على سدة الحكم في فلسطين، ولم يؤسس بعد حوله مجموعة مصالح وفساد، ولم يفصل النظام الفلسطيني على مقاسه الشخصي والعائلي.
صحيح أن الفساد موجود داخل السلطة الفلسطينية، لكنه ليس من إنجازاته وحده, وكل ذلك عكس اليمن تماماً.. اضف الى ذلك أن الممارسة الانتخابية في فلسطين تجاوزت الضرورة العربية الرسمية للتزوير ومصادرة الصندوق الانتخابي وهذا عكس اليمن تماماً أيضا, حيث مازالت السلطة والحزب الحاكم لا يقبلون بالمعارضة في الرقابة والإشراف المتكافئ على العملية الانتخابية فما بالك بالنجاح والتواجد في البرلمان.
وتجربة الشيخ يحيى منصور أبو إصبع ما تزال ماثلة أمام الجميع، ودائرتا ريمه وعنس ماثله للعيان.
أما المقترح الشخصي للدكتور فغير عملي لان الانتخابات في بلادنا لا يمكن إجراءها خلال ستين يوماً، لان السجل الانتخابي مزور ومليء بالمغالطات، ووحده يحتاج إلى أكثر من 60 يوماً بالآلية اليمنية للتصحيح.
ثم إن انتخابات أعضاء مجلس الشورى مع مجلس النواب تجربة جديدة تحتاج لإعداد سليم ومناسب فنياً بالدرجة الأولى.
ويزيد الأمر صعوبة أن البلد أمام استحقاق انتخابي محلي وآخر رئاسي، مما يعني أربعة انتخابات في عام، وهذا مالياً وحده فقر، والأهم أنه سيخلق فوضى عارمة تفرضها طبيعة الانتخابات التي تحكمها قيم متخلفة، الجاه, المال, السلطة, القوة, النفوذ, العصبية الجهوية، والتي يعززها النظام الانتخابي القائم والذي تستفيد منه السلطة بالدرجة الأولى..
إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات مطلب قائم بدون صفقة، إذ أن اللجنة الحالية غير مؤهلة ولا تمتلك الحياد والشفافية لإدارة العملية الانتخابية بأدنى حد من النزاهة والمصداقية.
السلطة تعرف تماماً إن إعادة تشكيل اللجنة وحيادية مؤسسات الدولة والمال العام والجيش والنظام الانتخابي ستخرجها من السلطة، واهون عليها القبول بالإصلاحات السياسية بصفقة تكتفي فقط ان تكون متدرجة.
أما كما يطرح الدكتور فمعنى ذلك أن تعلن الاستعداد للسقوط المدوي في الانتخابات الأربعة مجتمعة.
ومستحيل أن تقبل ذلك بعد التجربة المصرية والفلسطينية، وهذا يفترض أما أن تكون السلطة قد بلغت منتهى التصوف والزهد والرئيس تقمص شخصية المهاتما غاندي، لكن يمكن أن تقبل بطريقتها وعلى أساس ضماناتها وهي الأقدر يا دكتور.
الاتفاق يجب أن يكون بين طرفين متكافئين.
وفي الحالة التي يطرحها الدكتور المتوكل لا توجد إلا النوايا الطيبة، والحكمة تقول أن الطريق إلى جهنم معبدةٌ بالنوايا الطيبة.
نصل الى نهاية مقترح الدكتور، والخاص بترشيح المعارضة للرئيس... وإذا كان الرئيس نفسه قد قال انه لن يترشح، حتى وإن أراد التراجع فليتراجع هو، أما أن تأتي المعارضة وتبرر تراجعه وتُثبِّت في عقليته انه الحاكم الضرورة فهذه مصيبة من مصائب المعارضات الصانعة للديكتاتوريات.
ثم لماذا يكافأ بهذه المكافأة, ويمنح صك غفران عام، في ظل الحديث عن وصول البلد الى حالة انهيار.
دعوه إن كان زاهدا كما رد عليك "طارق الشامي"، أو أن يلتزم بأدنى حد للنزاهة ويرى وزنه الحقيقي, ونتائج سياساته, اما منحه كل شيء مقابل لاشيء لشعبه فانتكاسة في التجربة والافكار والممارسة..
وعموماً فالمعارضة لن تُطَمْئِن الرئيس بهذا التنازل المخجل، ولن تؤكد له وللانتهازيين عدم استهدافها للاشخاص لسبب بسيط هو ان الحاكم العربي تناسبه (طاعة ولي الأمر) أما المعارضة فمفهوم من مفاهيم (الفرنجة) المفروضة والمقبولة على مضض..
والشيء الآخر ان المعارضة تكذب..
يا دكتور بصراحة مطلوب إصلاح الرئيس اليمني وليس الرئيس الجيبوتي أو السوداني.. نريد وضع حد للسياسات والممارسات الخاطئة للأخ الرئيس القائد الرمز. وليس للرئيس الهندي. . نتحدث عن تجربته وصلاحياته في بلادنا وليس في مالطا.. ونطالبه هو بعدم احتكار السلطة والحكم الفردي وإقصاء الآخرين بوسائل غير مشروعة، وليس جاك شيراك.
المبادرة يمنيه تخاطب اليمنيين. أما سبعٌ أخرى يا دكتور فتذكرني بحكاية "السفينة التي عليها مسافرون، وإذا بعاصفة تهددها بالغرق، فصاح احدهم ادرسوا ألف مرة سورة ياسين، فرد عليه آخر، "الغرق أهون!".
المقترح بصراحه سيناسب البعض في المعارضة، خاصة أولئك الذين يستلمون من الفندم ومحرجون.
وربما شعرت بأن فرصة الإصلاحات ستضيع في صفقة ما, فتقدمت بمقترح إنقاذ لمعرفتك أنك لن تتهم كما أولئك، وأقدر هذه منك.
لكن لماذا يا دكتور؟...ليس مطلوباً منك التبرير لأحد، مطلوب تجاوز مهمة "التوفيقية".
نحن أبناء هذه البلد فرحين بك معارضا لا موفقا، بين الأطراف.
باقي شئ...المعارضة في حالة أية صفقه لن تربح وستخسر.
وإذا كانت المعارضة تقول أن البلد سينهار وتختزل مسؤوليتها بصفقة، فتستحق أن ترجم، لأنها هكذا تكون أبشع من السلطة, وعلي عبدالله صالح أفضل منها، على الأقل يدافع عن حكمه وعن مصالحه، لاعن فتات بيد الآخرين.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس