عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-17-2016, 10:47 PM
عضو نشيط جدا
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 110
افتراضي




الشهيد أصاب الفردوس الأعلى:
روى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: سألتْ أُمُّ حارثة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ابنها حارثة، وكان قُتل يوم بدر، فقالتْ: يا رسول الله، إنْ كان ابني في الجنة صبرتُ، وإنْ كان غير ذلك، اجتهدتُ في البكاء عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أُمَّ حارثة، إنها جِنان في الجنة، وإنَّ ابنك أصابَ الفردوسَ الأعلى))، وروى البخاري ومسلم أنَّ عبدالله بن عمر بن حرام - وهو والد جابر بن عبدالله - استُشْهد يومَ بدر، فبكتْه أُخته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تُظِلُّه بأجنحتها حتى رفعتموه))، وروى مسلم، فقال: خرَج النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فلمَّا أفاءَ الله عليه، قال لأصحابه: ((هل تفقدون من أحدٍ؟))، قالوا نعم: فلانًا وفلانًا، ثم قال: ((هل تفقدون من أحدٍ))، قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا، ثم قال: ((هل تفقدون من أحدٍ؟)) قالوا: لا، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((فإني أفقد جُلَيْبِيبًا، فاطلبوه في القتْلى، فطلبوه فوجدوه إلى جنبِ سبعة قتَلهم، ثم قتلوه، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عليه، وقال: ((قتَل سبعة، ثم قتلوه؛ هذا منِّي وأنا منه))، ثم وضَعه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ساعِدَيه، ليس له سرير إلا ساعِدَي النبي - صلى الله عليه وسلم - فحَفر له ووضَعه في قبره، هذا ولَم تكنْ تلك المنزلة العالية التي رفَع إليها الإسلام قدْرَ الشهيد، وأعلى بها مقامه - لَم تكنْ من مُعطيات هذا الدِّين وحْدَه، وإنَّما هي مما جعَل الله لكلِّ مَن يقاتلون في سبيله، ويقدِّمون أنفسَهم قُربانًا لله، وانتصارًا لدينه، ودفاعًا عن حُرماته.

الإسلام دين عقل وحجة:
إنَّ الإسلامَ دينُ العقل والحجة، فهو أظهرُ من أن يناقشَ في الدماء التي أراقها تابعوه، وأعمق من أن يأْتيه الشكُّ من بين يديه أو من خلفه، ترى أيها المسلم الكريم كيف كان آباؤك؟ وكيف كانت شعوب الدعوة الإسلامية؟ وكيف كانت القيادة النبويَّة والقاعدة الشعبية المؤمنة؟ وكيف كان الاستشهاد؟ لقد طبَّل كُتَّاب الغرب ذات مرة ورمزوا لجندي فيهم ذهَب إلى معركة من معارك التحرير، وزعموا أنَّه وهو ذاهب إلى المعركة في رحلةٍ بها يَلقى أجدادَه وأهله الذين ماتوا، وفي كلِّ هذا ندعُ الفارق بين البطولات؛ بطل عربي مسلم يَطلب الشهادة، وجندي معدود في زُمرة الأبطال عندهم؛ لأنه طلب الموت للقاء أجداده وأصدقائه، فما هو الفرق بين التضحية والهدف؟ ما هو ميزان النصر والهزيمة في دنيا الناس لو سلَك المسلمون اليوم طريقَ الجهاد؟ وماذا فعَل الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله.


رد مع اقتباس