عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 01-29-2015, 10:08 AM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

هذا بيان للجنوبيين : يكفيكم إذلالا ومأواكم عدن



منذ إعلان الوحدة بين (الجنوب والشمال) في 22 مايو 1990م عانى الجنوبيون - وما زالوا يعانون - وهم (الشركاء الصادقون) في صنع الوحدة من مؤامرات ومكائد، واستفزازات، واستهدافات، وإذلال مقيت من قبل (الشركاء الشماليين)، وخاصة القوى المتنفذة، أوقعتهم مرات كثيرة في (مآزق عصيبة)، وفي جحيم سياسي قاتل، كشف عن الوجه الحقيقي القبيح والبائس والنزعة التآمرية القذرة التي يضمرها (الشركاء الشماليون) لشركائهم الجنوبيين، وجميعنا يتذكر معاناة (الشركاء الجنوبيين) أثناء ما عُرف بـ(أزمة الوحدة) التي تلت انتخابات 1993م وهي الأزمة التي أدت إلى حرب 1994م - سيئة الصيت - التي قادها (الطرف الشمالي) ضد الجنوب وشعبه، وأفضت إلى استباحته من قبل القوى المتنفذة في الشمال، وكيف تخلى الشمال عن (وثيقة العهد والاتفاق) وما تعرض له الرئيس البيض (نائب رئيس دولة الوحدة) حينها من استهدافات وشتائم وتجريحات وإساءات، يخجل المرء من ذكرها، جعلته يترك العاصمة صنعاء والعودة إلى عدن مرارا وتكرارا فيما عُرف بـ(الاعتكافات الشهيرة) وما تعرض له أيضًا الرئيس العطاس (أول رئيس حكومة لدولة الوحدة) من كمائن في النقاط العسكرية، واستهدافات ومضايقات متكررة لموكبه في (نقيل يسلح) وغيره، وضرب منزله بالقذائف والمتفجرات، ونفس الحال مع د. ياسين سعيد نعمان، حينما كان (رئيسا لمجلس النواب) من استهداف لمنزله بصنعاء، ومحاولات اغتياله أكثر من مرة، وإلى فترة قريبة، وتعرّض وزير العدل حينها في دولة الوحدة عبد الواسع سلام لمحاولة اغتيال في مقر عمله، فقد بسببها إحدى عينيه، وما يزال يعاني من الإصابة حتى الآن، واغتيال القائد العسكري ماجد مرشد في إحدى (النقاط العسكرية) بمدخل العاصمة صنعاء.



وهذه أمثلة فقط للتذكير، وكثيرة هي الاستهدافات والاغتيالات التي طالت الجنوبيين - مدنيين وعسكريين - منذ (الوحدة المشؤومة) حتى اليوم، إذ مازالت هذه الاستهدافات، والإهانات، والإذلال، وامتهان الكرامة، مستمرة - مع سبق الإصرار والترصد - ضد الجنوبيين، ويقودها هذه المرة، الحوثيون (أنصار الله) وحليفهم الرئيس السابق (صالح) منذ دخولهم العاصمة صنعاء وسقوطها الرومانسي في أيديهم في (21 سبتمبر 2014م) فها هي (حميّة الحوثيين) قد طالت هذه المرة ما تبقى من الجنوبيين في السلطة وعلى رأسهم (الرئيس هادي) وحلفاؤه من الكوادر الجنوبية - مدنية وعسكرية - ورئيس الحكومة خالد بحاح، وأعضاء حكومته من الوزراء الجنوبيين، وقبلهم ذاق من نفس الكأس، وبنفس الطريقة غير المهذبة، الأستاذ عبد القادر باجمال (أصيب بالجلطة، وهناك تكهنات أنها بفعل فاعلين)، وبن شملان وفرج بن غانم، والقائمة طويلة، وجرى اختطاف - وما يزال - أحمد عوض بن مبارك، مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ومحاصرة (الرئيس هادي) في منزله والتآمر عليه من داخل المؤسسة الرئاسية، واقتحام (دار الرئاسة) ونهبها، وتفجير الاشتباكات المفتعلة، من قبل اللجان الشعبية التابعة للحوثيين التي سقط فيها قرابة (11) شخصا بين قتيل وجريح من أسرة وأقرباء وحرس الرئيس هادي و(38) آخرين، ومحاصرة عدد من الوزراء الجنوبيين أيضاً ومنعهم من الخروج من منازلهم، منهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع واللواء الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي ووزير النقل بدر باسلمة وغيرهم، هكذا وصل الحال بالجنوبيين المتواجدين في صنعاء - دون استثناء - وما هم عليه الآن من وضع سيء ومأساوي للغاية لا يقبله عقل ولا منطق، ولا ترضى به شريعة ولا ملة، وكأنهم (أجراء) لدى المتنفذين الشماليين وليسوا (شركاء) في السلطة، وفي إدارة شؤون البلاد، كما نصت عليه اتفاقيات (الوحدة) التي ولدت ميتة من لحظة مخاضها، فماذا تبقى للجنوبيين بعد ذلك؟! الجواب: لم يتبق للجنوبيين شيء يتمسكون به أو يراهنون عليه، يربطهم بالوحدة مع (الشمال)، وعليهم أن يوقنوا أن الوحدة انتهت بالكامل، والذين مايزالون يتغنون بها (جهلة) وواهمون ويعيشون في عالم آخر.



الآن كل الظروف مواتية أمام الإخوة الجنوبيين - شعبا وقيادات - وهذه لحظات تاريخية، لا تتكرر، وعلى الجنوبيين المتواجدين في صنعاء (مدنيين وعسكريين) أكانوا في مواقع قيادية في السلطة أم من الكوادر العادية، ممن يعملون هناك أن يستوعبوا تماما أن الجنوب بانتظارهم، وأن عدن هي مأواهم ومكانهم الحقيقي وموقعهم الطبيعي، وهي بحاجتهم وبحاجة خبراتهم للعمل مع كل القوى الخيرة من مكونات وأحزاب وتنظيمات وشخصيات اجتماعية ومنظمات مدنية موجودة في الساحة دون استثناء لاستنهاضها وإعادة بريقها وروحها المسروقة، وتقرير مصير الجنوب بأكمله، ونتمنى على القيادات الجنوبية أن تستوعب هذه الحقائق السياسية على الميدان لفعل شيء يطمئن شعب الجنوب، وأن القادم الذي ينتظرونه سيتحقق عما قريب إن شاء الله، وهذا يتطلب تحركا واسعا ونشطا وعاجلا، على المستوى الداخلي، لرص الصفوف وتعاضد كل أبناء الجنوب، وعلى المستوى الخارجي، لكسب تعاطف وتأييد وتضامن دول الإقليم والمجتمع الدولي مع قضية شعب الجنوب المقهور.

* عبدان دهيس - الأيام

اقرأ المزيد من شبوة برس | هذا بيان للجنوبيين : يكفيكم إذلالا ومأواكم عدن [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

__________________
رد مع اقتباس