[ابومعاذ تعز]

أغنياء أغنياء اليمن ورواد الليل وعشاقه هم مجتمع الواحد بالمائه صفقاتهم لا تتم إلا في عتمة الليل ، وتقاسم غنائم اليمن لا تكون إلا في ظلمة تحفظ للأمور سريتها خاصة حينما تتم في الفلل والفنادق الشاهقه ، وفقراء اليمن هم مجتمع التسع وتسعين الباقيه ، هم من كل همهم البحث عن لقمة العيش بسبب الفاقه والعوز هم الكفاح من أجل أستمرار النبض في العروق , هم العرق والجهد ،هم اللهاث ، هم الرشاوي ، بأختصارهم يمن الألم،
ولأننا اصل العرب فنحن نميل بالشكل لاعمده بلقيس لكنه هناك قاعده قريبه من الارض ورأس واحد مكانه في السماء ينتمي إليه نسبه ضئيله هي من تملك جل ثروات اليمن ، وتتحكم في مصائر شعب بكامله ، من يتمتعون بممارسة نخاسة العصر الحديث ، من يحددون سعر الأنسان وكم لقمة يستحقها كي يحافظوا عليه كسلعه تعود عليهم بالربح ، لا لكي يشبع او ينعم ، وهم يعتنقون فلسفه مفادها أن أي أنسان يشبع سيبدأ في التفكير, وهذه آفة يخشون ان تصيب أي كان فيهلك ويهلكون معه ،
اليمن اللتي في السماء تختلف كليا عن اليمن اللتي في الارض، في الشكل والمعني ، لكن لماذا ومتي حدث هذا ؟ سؤال خطير وددت لو لم أجد له إجابه لعلي كنت استرحت ، لكن للأسف لأني اعملت عقلي الذي يراد له دوما من قبل سادتنا أن يتعطل فقد توصلت لبعض الأجوبه عن أسئلة ماكان يجب أن تطرح أصلا بأمر سدنة النظام وأعمدته ، لأن طرح الأسئله هو بداية الصحوه ، والأجابة عنها ستكشف الكثير من المستور الذي حرص سادتنا علي إخفائه وطمره مع عقولنا التي ظلوا يكررون علينا أن هلاكنا سيبدأ مع أستعمالها ،
ولعل أخطر ما توصلت إليه هو هل كانت اليمن هكذا دائما ؟ لا لم تكن حين تنظر لتاريخها ستجد إنها كانت أفضل وأنظف وأجمل فيما سبق ، وانا لا أتفق مع من يرجعون ما حدث للزيادة السكانيه فهذ ا أمر طبيعي ولسنا بأكثر تعداد من الصين ولا نستطيع أن نقارن الزحام ونصيب الفرد من المساحه ببلد مثل اليابان مثلا ، أذن لماذا حدث هذا في اليمن ؟ ببساطه لأننا غفونا وركنا إلي الراحه لم نحلم أن نكون أمة عظيمه ، ولم يوجد من يضع نواة لمشروع قومي نلتف حوله ولم يفكر أي قائد في اليمن بشماله وجنوبه ككيان يجب علينا تطويره والحفاظ علي ثوابته ، بل إن الجميع فكر بطريقة قاصره اما عن عمد او عن جهل فلم يكن أي زعيم قاد اليمن خلال الثلاثين سنه الماضيه مؤهل لقيادة بلد عظيمه بحجم اليمن
وانا لست اشتراكياً او ناصريا أو بعثياً او اصلاحياً او مؤتمرياً ولا أخاف من الصالح وزبانيته بل أنا يمني يحب هذا الوطن ، ولا أشكك في كل من حكموا اليمن سابقاً ، ولكني اشكك فيمن هم قائمين عليها الان واناعلي يقين من أن الظروف التي وضعتهم في طريق سدة الحكم هي ظروف عابره ولو صدقوا مع أنفسهم كان حريا بهم أن يسلموا الرايه لمن يستطيع أن ينهض بهذا الوطن ويستطيع بفكره أن يوجد منظومة نجاح نهضويه تسهم في إحداث نهضه شاملة تغير وجه اليمن وتضعها في المكانه التي تستحق كدولة لها تاريخ وبها من الكفاءات الكثير ومن العقول من ينتظر الفرصه كي يعطي ويسهم في إحداث تلك النهضه ، وكان من نتاج إندفاع كل من تولى قيادة هذا الوطن وراء مزاعم جوقة المستفيدين أن تلاطمت المصالح كما تتلاطم الامواج وعجز الربان عن قيادة السفينه ، خاصة وأن الكل كان يطمح إلي نيل النصيب الاكبر من الغنائم ، ونجح أباطرة الشرعيه ومن قبلهم مراكز القوى ، وسماسرة بورصة البشر من بعدهم في تغيير وجه اليمن الجميل ، وتشويهه والقضاء على كل قيمة وفضيلة ، بل وتمادوا بغيهم في تحويل بقايا النفس اليمنيه الأصيله بكل ما تحمله من شهامة وعزيمه وجلد ، إلي نفس اعتماديه متواكله وأجيال متنافسة في مسابقات تافه واشياء غير مفيده وانتشر الفجور ليستمر مسلسل التدمير المتعمد ليمن البشر بعد أن باعوا جزء كبير من ارض البلد واستباحوا بقيه أرضها ،
لم يكن هناك بد من وضع مرآه امام وجوهنا لنعرف قبح أنفسنا ونعرف أن اليمن الأن ليست اليمن اللي في السماء , بل هي اليمن اللي تحت فقط هذا بالنسبة لجموع أبناء الوطن ، أما اليمن اللي السماء والتي تضاءلت كثيرا لتحتضن قلة قليله لا أحسبهم من أبنائها بل هم لقطاء تجاسروا فأخذوا حضنها مكان أبنائها الشرعيين ، والسؤال الأن هل نستطيع أن نجعل اليمن من تحت مثل ما هي من فوق ؟ ، هل نستطيع ان نعود لحضنها ؟ وكيف نقوم بهذا ؟؟؟
اردت فقط ان انبه اننا بحاجه لقلب الهرم او لاعادة بنائه بعدل.
اردت ان انبه اننا بحاجه للتغير.
ليت البعض يجد حلا لما نحن فيه
لذا فنحن نريد ان نصلح من انفسنا ومن اخلاقنا قبل ان نطالبهم هم باصلاح انفسهم لانه صعب في اناس اعتبروا انفسهم اصحاب البلد.

لكن حين يتم التغيير الجذري في وقت اعتقده قريبا فنحن مطالبون بان يكون لدينا خطط محدده واهداف واضحه لنحدث التغيير المطلوب للافضل.