[طائر الأشجان]

رَوَيدُكَ يا شاكٍ مِنَ البُعدِ مُرّهُ
وَيا مَن أتاني بالخِطابِ يُعاتِبُ

رَمَتْكُم صُروفُ الدّهرِِ يوماً كًحالَتي
فَيَمّمَتَ شَطرَ الغَيبِ للرزقِ تَطلبُ

كِلانا تَجَرّعنا مِن الظلمِ حَنضلاً ‏
وَهَل يَهجُرُ الأوطانَ إلا المُعَذّبُ

ولا خيرَ في العَيشِ المُغَمّسِ ذلةً
وَحَولكَ إما مُرتَشٍ أو مُهَرِّبُ

وَمِثلُكَ لا يَرجو مِن الديكِ بَيضَةً
وَشَهداً مِنَ الدّبّورِ والجَوُّ أرحَبُ

فأيُّ صلاحٍ تَبتَغيهِ وقَد مَضَت
ثلاثون عاماً يَكتَفيها المُجَرّبُ

وَهَبْتُ لكُم أرضي فَكانَ صَنيعُكُم
يَداً صَفَعَت خَدي وأخرى تُطَبطِبُ

صَبَرنا على الضيمِ المُعَتّقِ سُمُّهُ
وَخَيراتُنا لِلنَّهبِ والشعبُ يُصلَبُ

وليس لنا يا صاح في الأمرِ مطمعاً ‏
وكم ذِمَمٍ فينا اشتَرَتها المَناصِبُ

لكَ الصمتُ فيما تَعتَبِرهُ تَحَفّظاً
وَلي في رضاءِ الله غايٍ وَمأرَبُ

إذا لم تَهُبّوا اليومَ أنتُم وَشأنُكُم
وإنّا بِرَغمِ النائباتِ قَرائِبُ

وَلكننا نأبى الخُضوعَ بِطَبعِنا
‏" وللناسِ فيما يَعشَقونَ مَذاهِبُ "‏

تحياتي
طائر الاشجان